أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - جوهر التفاهم بين كيري ولافروف














المزيد.....

جوهر التفاهم بين كيري ولافروف


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4111 - 2013 / 6 / 2 - 18:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هل تَقْبَل إيران ما تَقْبَله، أو ما يمكن أنْ تَقْبَله، روسيا من حلول (أوَّلية، وانتقالية، ونهائية) لـ "الأزمة السورية"، أيْ لأزمة صراع المصالح الدولية والإقليمية في سورية، والمتفرِّعة من "أصلها"، والذي هو أزمة "صراع الوجود" بين حكم بشار الأسد والشعب السوري؟
إنَّ إيران تخشى أنْ يبدأ السَّيْر في مسار "جنيف ـ 2" بما يُوافِق الفهم المُعْلَن لوزير خارجية الولايات المتحدة كيري لجوهر وأساس تفاهمه مع نظيره الروسي لافروف؛ وأقول "المُعْلَن"، والذي أكثر كيري من إعلانه مع اشتداد المَيْل لدى "المعارَضة السورية" إلى اجتناب الوقوع في فَخِّ "جنيف ـ 2"؛ لأنْ ليس لدى الثورة السورية من المواقف الفعلية للولايات المتحدة من "الأزمة السورية" ما يَدْعوها إلى الثقة بجدِّيَّة وصدقية أقوال وتصريحات كيري، مهما بدت متشدِّدة في لهجتها.
وهذه "البداية" التي تخشاها إيران، والتي شرعت تعد العدَّة لإحباطها، إذْ زَجَّت بمقاتلي "حزب الله" في الصراع الدموي الوحشي في سورية، هي أنْ يستخذي بشار، ويُذْعِن، لضغوط روسية قوية، هي جزء من التفاهم بين واشنطن وموسكو، على ما أعلن كيري، فيسمح لـ "مفاوِض سوري حكومي قوي بسلطاته وصلاحياته التفاوضية" بالظهور إلى الوجود، والذهاب إلى "جنيف ـ 2"، للاتِّفاق (إذا ما أمكن الاتِّفاق، في نهاية مفاوضات، ليس معروفاً حتى الآن كم ستستغرق من الوقت) مع "المفاوِض الآخر"، أيْ "المعارَضة"، على قيام "حكومة انتقالية"، تتمتَّع بكل سلطات وصلاحيات السلطة التنفيذية في سورية لتنفيذ كل ما اتُّفِق عليه قبل (ومن أجل) قيامها.
وبشار يَعْلَم أنَّ سماحه بظهور هذا "المفاوِض الحكومي" يَعْدِل أنْ يَدُقَّ بنفسه أوَّل مسمار في نعشه، وأنَّ هذا "المفاوِض"، الذي خَرَج من رَحْم بشار، ورغماً عنه، قد يلعب ورقة "التضحية ببشار (وعائلته، وشركائه مع عائلاتهم)" إذا ما تأكَّد لديه، في أثناء المفاوضات، أنَّ هذا "الثَّمَن" يكفي لشراء "اتفاقية" مع "المعارضة" ترضي البقية الباقية من الحُكْم السوري الذي كانت عائلة الأسد تُحْكِم قبضتها عليه، وترضي، أيضاً، أو من ثمَّ، الطائفة العلوية؛ فـ "الحل السياسي" للصراع في سورية إنَّما يعني أنَّ القوى الدولية والإقليمية المتورِّطة في هذا الصراع قَوِيَ، ويقوى، لديها المَيْل المشترَك إلى أنْ يؤسَّس لحكم جديد في سورية من طريق التفاوض والتفاهم والاتِّفاق بين "المعارضة" وبين "نظام الحكم القديم مطروحاً منه عائلة الأسد وشركائها".
وبشار الأسد، مع شركائه الكبار، هو الآن مدار صراع بين روسيا وإيران؛ على أنْ يُفْهَم هذا الصراع على أنَّه جزء لا يتجزَّأ مِمَّا يَجْمع الطرفين من مصالح وأهداف في سورية، معظمها يمكن أنْ يذهب به "تفاهُم قوي" بين واشنطن وموسكو؛ ولا ريب في أنَّ الولايات المتحدة تحاوِل إرضاء روسيا بما يؤسِّس لحلٍّ لـ "الأزمة السورية"، يَضْمَن خُلوَّ "سورية الجديدة" من الأسد وإيران معاً.
أمَّا ما يحعل بشار (وشركائه الكبار) أُذْناً صاغية لروسيا أوَّلاً، وليس لإيران، فهو "اللجوء"، بمكانه وضماناته؛ فروسيا تظل مُفَضَّلة على إيران، مكاناً للجوء، ومَصْدَراً للضمانات؛ وإلى أنْ تتأكَّد موسكو أنَّ "الحل النهائي" سيعطيها ما تريد الحصول عليه، لا بأس من أنْ "يتشدَّد" الأسد، ويبدي مزيداً من "التشدُّد"؛ وكأنَّ "تشدُّده"ضِمْن "اللعبة الروسية"، لا في خارجها، وبما يضر بها، هو "الثَّمَن" الذي به يشتري الأسد "خروجه الآمِن روسياً".
لكنَّ بشار، وفي نصفه الآخر، ما زال يعلِّل نفسه بوهم أنَّ إيران (و"حزب الله") يمكن أنْ تأتي بمعجزة الإبقاء عليه حاكِماً لسورية (التي هُزِمَت ثورتها شَرَّ هزيمة) أو بجعله حاكِماً على ما تيسَّر له (عسكرياً، وبالقوى العسكرية الإيرانية) حكمه من شعب وأراضي سورية، ويتَّخِذ من المنطقة العلوية في الساحل والجبل مركزاً لحكم هذه "الإمارة"؛ وأحسبُ أنَّ إيران تتوفَّر الآن على التغيير العسكري للواقع السوري بما يجعل بشار يُفضِّل خيار "الإمارة" على خيار "الخروج واللجوء" الروسي.
لقد ابْتُنِيَ "أساس التفاهم" بين كيري ولافروف من "رَفْض الولايات المتحدة استمرار عائلة الأسد في حكم سورية"، ومن "رَفْض روسيا نَقْل الحكم في سورية إلى المعارضة من طريق إطاحة بشار".
ومن هذا "التفاهم الأساسي"، تفرَّع موقفان عمليان لواشنطن وموسكو، متناقضان في الظَّاهر؛ فواشنطن أخذت بخيار تسليح "المعارَضة" حتى لا يتهيَّأ للأسد (وحلفائه) ما يغريه بحسم الصراع عسكرياً لمصلحته؛ وموسكو لوَّحت بتزويد الأسد أسلحة جديدة جيِّدة النوعية، في مقدَّمها صواريخ "أس ـ 300"، حتى تُبقي آلته القتالية بمنأى عن ضربة قاصمة تأتيها من الخارج؛ وكأنَّ المعادلة هي: كلا الطرفين لا ينفرد بالحكم، وكلاهما لا يهزم الآخر هزيمة عسكرية ساحقة.
نقطة البدء هي أنْ يُرْغَم بشار على "تأليف وفد حكومي مفاوِض لا سلطة له على عمله" في "جنيف ـ 2"، على أنْ يظل محتفظاً بسيطرته على الجيش والقوى والأجهزة الأمنية، وبما بقي لديه من سلطة في سورية؛ فإذا انتهت المفاوضات باتفاقية بين "الوفدين"، وقامت "حكومة انتقالية" تتمتَّع بكل سلطات وصلاحيات السلطة التنفيذية، أصبح بشار منزوع السلطة تماماً، فبدأ "التنفيذ"، أيْ "تنفيذ الاتفاقية"، و"تنفيذ" الخروج واللجوء.
لكن، هل ثمَّة ما يضمن عدم تحوُّل "جنيف ـ 2"، إذا ما عُقِد، إلى مفاوضات لا نهاية لها؟
وهل ثمَّة ما يضمن أنْ تنتهي هذه المفاوضات إلى حلٍّ يُنْهي إلى الأبد حكم عائلة الأسد لسورية؟
إنَّ وجود هذه الضمانات من عدمه هو ما ينبغي له أنْ يقرِّر الموقف النهائي لـ "المعارَضة".



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة -جنيف 2-
- ما معنى -الآن-؟
- كيف تؤسِّس حزباً سياسياً.. في الأردن؟
- لا خلاص إلاَّ ب -لا المُثَلَّثَة-!
- أعداء الديمقراطية الأربعة
- خطاب يؤسِّس لعهد جديد من الصراع!
- عَبْر -القصير- إلى -الجنَّة-!
- تعلَّموا من إبيكوروس معنى -الحياة-!
- -القبطان- بشَّار!
- سيناء تطلب مزيداً من السيادة المصرية!
- ما معنى أنْ ينجح -المؤتمر الدولي-؟
- -نظام التصويت- الذي يؤسِّس لمجتمع ديمقراطي
- فلسفة -الإرادة-
- في فِقْهِ -الاستبداد الدِّيني-
- لماذا أعلن كيري -الدليل القاطِع-؟
- هذا -الرَّد الإستراتيجي- السوري!
- الوزن الحقيقي ل -تَفاهُم كيري لافروف-
- هل ثمَّة ما يُبرِّر خوفنا من الموت؟
- لماذا يصر نتنياهو على اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل على أنَّها ...
- شبابنا إذا حُرِموا -نِعْمَة- العمل!


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - جوهر التفاهم بين كيري ولافروف