أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها - جبريل محمد - دون النظرة الشاملة للصراع تبقى كل الحلول عاجزة















المزيد.....

دون النظرة الشاملة للصراع تبقى كل الحلول عاجزة


جبريل محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4125 - 2013 / 6 / 16 - 14:48
المحور: ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها
    


دون النظرة الشاملة للصراع تبقى كل الحلول عاجزة
ماذا يعني حل؟ وماذا يعني عادل؟ وماذا تعني قضية فلسطينية؟ لان في ذلك اختلاف في وجهات النظر، حول الاطار العام للقضية، هل هي قضية تقع فقط ضمن الاطار القانوني الدولي؟ هل نستطيع عزلها عن الاسباب التاريخية التي ادت لولادتها؟ انا لا استطيع كفلسطيني، ان انزع حالتي الشخصية من الاطار التاريخي الذي يعود الى جدي مثلا، انا لست لاجئا بل اعيش في بلدتي كابن فلاح عرك الارض ويعيش في اطار خبرة تاريخية تبدأ من طفولتي المتوسطة بالحلم بتحرير فلسطين، لم اتعلم تاريخ فلسطين في مدرستي كمنهاج رسمي، بل من حديث ابي واقربائي، الى ان دخلت الجامعة وبدأت احفر في مكتبتها لاقرأ كل ما تقع عيناي عليه، واقارنه بالحالة التي وصلنا اليها، قرأت الكيالي وقرأت هنري كتن، وقرأت الدباغ وغيرها الكثير، صارت مجلة دراسات عربية كعبتي، وصار ناجي علوش مصدرا اساسيا لمعرفتي، ثم قرأت ايفانوف وماركس ولينين، ورئيف خوري، ونقاشات الخلاف في الحزب الشيوعي السوري، وكتابات البعثيين والقوميين، قرأت توينبي وجيرار شاليان وغيرهم، وبنيت قناعتي ان فلسطين وشعبها هم ضحية الجشع الرأسمالي العالمي، وان هذا الجشع هو الذي خلق الصهيونية، لا كحركة قومية ذات اصل ديني، بل كقوة بشرية استيطانية تؤمن ديمومة مصالح الرأسمال العالمي، وبالتالي فان حل قضية فلسطين بات مرهونا اما بنهاية مصالح الاستعمار في المشرق العربي او بانهاء هذه المصالح، وعليه وحين فتشت في الاطار القانوني الدولسي لم اجد سوى غبنا يلحق بفلسطين وشعبها في كل القرارات الدولية بدءا بصك الانتداب المتضمن وعد بلفور مرورا بقرار التقسيم، وحق العودة، وصولا الى ما تبعه من قرارات وآخرها الدولة غير العضو، هذه هي قناعتي التي استولدت قناعة خالصة ان فلسطين لن تكون حرة بدون اقليم عربي حر من التبعية والتخلف ومتمتع باستقلال وطني ناجز.
وكي لا اكون عدميا، فانني، احاول تقليب حل الدولتين فاجده نتاجا لحالة تنازلية بدأت بقبول حل السلطة المناضلة، وصول الى دولة تعترف بالمشروع الامبريالي في المنطقة وتريد ان تدخل في دائرة التبعية له، ان حل دولتين بات في خبر كان، لان وقائع التاريخ الحديث والمعاصر تنفي امكانيته التاريخية والعملية، اتحدى اي مفكر استراتيجي ان يضع لي حدود الدولة الفلسطينية في ظل استشراء سرطان الاستيطان، اتحدى اي مهندس عبقري ان يجد تواصلا بين الضفة والقطاع، اتحدى اي مفاوض ان يفهم الخارطة الجغرافية للحل؟.
العدل نسبي نعم، ولكن هل نقبل النسبية باقرار حق المستوطن في ارضنا ولا يقبل عودة اللاجئين الى ديارهم التي شردوا منها، هلى نقبل بالمشروع الصهيوني كحقيقة دون ان يدفع اي ثمن لهذا، والكيان الصهيوني في لحظة جنون عنصري يسير بسرعة نحو مزيد من التطهير العرقي؟
ليس هناك حل قريب لقضيتنا، لا من افق المنظور القانوني الدولي، ولا من افق امكاناتنا الوطنية والقومية الحالية، هناك ادارة ازمة فقط.
هل الحل في الدولة الديمقراطية العلمانية لكل الساكنين في فلسطين، هذا يستثني اللاجئين، اولا، وهل العلمانية مصطلح اريد به حل مشكلة اليهود؟ لو كنت في دولة لا تتعرض لعملية تجريف سكاني واقتلاع لقلت انا مع ذلك، ولكن الدولة الديمقراطية العلمانية الواحدة، هي حل لمشكلة اليهود في فلسطين وهو تنازل من اصحاب الحق لتجاوز الصراع، لكن من يرفض ذلك ليس الفلسطينيون، انه المجتمع الاستيطاني الصهيوني السائر حثيثا نحو فاشية معلنة، هدفها الغاء الاخر لقد انقلبت الاية الان، انهم يريدون رمي الشعب الفلسطيني في الصحراء، بعد ان اتهمنا باننا سنرمي اليهود في البحر، المجتمع المستوطن يعيش نشوة التفوق الاقتصادي والاجتماعي والتكنولوجي والعسكري وهو في غير وارد البحث عن حل، انه الان يطمح بتسيد المنطقة كلها ودون ان يخسر نقطة دم، وهو بالتالي لن يلتفت الى كل ما يقدمه الفلسطينيون، حتى تبادل الاراضي، انه مشغول الان بان يمنع ايران وتركيا من التفوق عليه، بعد ان هدم العراق، ولوى عنق مصر، وها هو الان يحرث سوريا بعجول ملوك الخرافة من الوهابيين، فهل تنتظرون منه ان يفكر كمجتمع لا كنخبة حاكمة بحلول غير التفوق، يجب ان نعلم مدى الارتباط السببي العميق بين الدولة الاستيطانية ومجتمعها، فالدولة هنا هي خلاصة العقل العنصري الاستيطاني وهي في خدمته، والمجتمع يعتاش على قوة الدولة الحامية لتماسكه، لذلك يجب ان يتم طرح هذا المشروع النبيل للنقاش بكل تفاصيله ودون الخروج عن المسلمة الاساس وهي ان الحركة الصهيونية جزء من الرأسمالية الاستعمارية العالمية، هنا مربط الفرس ومن هنا الانطلاق، ليس الامر بهذه السذاجة في البحث عن حلول وردية لصراع دموي عمره قرن من الزمان، ان طرح مثل هذا الحل يجب ان يستوقفنا للتفكير في ميزان القوى والى من سيؤول مثلا، الى الارض وكيف يتم حل مشكلة اللاجئين، الى موقع فلسطين في النظام العربي؟ كل هذا يحتاج الى تفكير جدي دون سلق.


فتش عن يهودية المجتمع، بمعنى الرأسمالية العالمية، اذا تم تحرير المجتمع من يهوديته يتم تحر اليهودية كلها من خرافاتها الغارقة في التخلف، يهودية المجتمع ليست مقتصرة على اليهود، انها يهودية تتمثل في الاسلام السياسي مثلا، في التعصب القومي، في عقلية الثأر وعقلية الاخضاع معا، في الفوارق المجتمعية ثقافيا واقتصاديا كل هذه قوى معرقلة، وتحتاج عقود لتذليلها كعقبات كأداء امام الحل الديمقراطي.
اما النظم الرسمية فليست سوى توابع ذليلة تعتاش على فتات السوق العالمي، انها نظم لا يهمها الصراع الا بقدر ما تتأذى من استمراره او تطوره، حتى انها ليست في وارد البحث عن حل ما دامت بعيدة عن التضرر المباشر، بمعنى ان نظرتها القطرية وانحباسها في شرنقة الحفاظ على المصالح الانية وتبعيتها، لا يهمها الحل بقدر ما يهمها ان تبقى ادارة الصراع في يد من يملي عليها وهو الولايات المتحدة الامريكية.

هل بقي يسار فيما يسمى اسرائيل هل حقا تصدقون ذلك، هل تعتبرون العرب الفلسطينيين الذين يشكلون الحزب الشيوعي الاسرائيلي جزءا من شعب اسرائيل ام من شعب فلسطين، حتى الشيوعي موشي سنيه، خلف لنا وزير داخلية في حكومة حزب العمل هو افرايم سنيه، بمعنى ان اليسار الاسرائيلي الصهيوني وغير الصهيوني قد ذاب في بحر اليمين الفاشي ولم يعد له اثر، الذين خرجوا للاحتجاج على السياسات الاجتماعية لحكومة الليكود من اليهود، انتخبوا من هو على يمينه سياسيا وهو يائير لبيد، واعطوه جائزة، لقد ماتت الهستدروت كنقابة عمالية فاعلة، وماتت حركة الكيبوتسات التعاونية، وحل محلها مصانع الهاي تك، والمستوطنات وشركات الخدمات الامنية والاعمال القذرة في العالم، لذلك بالنسبة لي لا يوجد يسار في اسرائيل، اما يسارنا الفلسطيني فهو يفتقر الى رؤية حقيقية حول الدولة الواحدة ، انه يفتقر الى قوة التبشير بالفكرة، ويفتقر الى آلية العمل لاجلها، ولذلك فهو يقف حائرا امام تبني الشعار بجدية، وحتى اليسار العربي كل غارق في مشكلته الخاصة والموسم هو موسم التكبير، لا صرخات الكفاح الحقيقية، لذلك نحن الان في حضيض لا ينقذنا منه سوى مراجعة الماضي والتدقيق في الحاضر بادوات لها سمة اساسية هي التخلي عن القوالب الجامدة.

اظن ان كل الواقع الدولي يساند اسرائيل، بدرجات متفاوتة من التبني الكامل لمطالبها كما الامبريالية الامريكية، الى التغطية على جرائمها او الصمت عليها كما الاتحاد الاوروبي، الى النقد الخجول كما روسيا والصين، الان لم يعد قطبين في العالم وحتى في ظل القطبين لم نكن نحصل على ما نريد من القطب غير الامبريالي، فكيف الان ونحو امام حالة تعدد اقطاب تنشأ على دماء السوريين، حالة تشبه الصراع الاستعماري في نهايات القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، اننا امام دول لها مصالحها الاستعمارية، وليس امام دول تتبنى الحق والعدل، وبالتالي فانها دول لا تتعامل مع حالة الفلسطينيين الا كموضوع تحقيق مصالح، ومصالحها التجارية مع اسرائيل لانها تضمن انصياع العرب جميعا امام امريكا، هنا لا يمكن التعويل على هذه القوى العالمية، ان التعويل يجب ان يكون على الحركات العالمية المناهضة للعولمة الامريكية، يجب التوجه للحركات الشعبية بشكل منظم، ويجب بناء نظام عالمي للفقراء يناهض سعار الحرب الذي يطلقه الاغنياء.



#جبريل_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة الفلسطينية: ضحية الاقتلاع والاستغلال
- الحركة الطلابية الفلسطينية:
- يحدث في فلسطين
- اليسار ممارسة وتقديم نموذج
- في انسداد آفاق العمل الوطني الفلسطيني
- صباح تونس الثورة يا حكيم
- دفاعا عن الحرية وتعرية لحجاب ابو غنيمة
- عن «مالتوس، هانتنغتون وماركس»
- خاطرة
- يهودية اسرائيل
- عن فتح وحماس
- ابو علي
- الى احمد سعدات، لن تنطفيء الجذوة
- فلسطين تحت سكين التخلف
- ازمة النظام السياسي الفلسطيني الراهنة والحل
- فلسطين الديمقراطية العلمانية، المشروع الموؤود
- في المشهد السوريالي الفلسطيني
- قفص غزة
- كي لا يضيع المنطق في غبار الدعاية الانتخابية الفلسطينية
- التنفيرفي فن التكفير


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها - جبريل محمد - دون النظرة الشاملة للصراع تبقى كل الحلول عاجزة