أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جبريل محمد - ابو علي














المزيد.....

ابو علي


جبريل محمد

الحوار المتمدن-العدد: 2022 - 2007 / 8 / 29 - 11:18
المحور: الادب والفن
    


لك كل هذي القمم، فلا تتنكبها
جبريل
ابا علي... ايها الرابض في مثواك على بعد طلقة من مستوطنة، ايها الشاهد على عصر الثوار يصدقون شعبهم، ويحيلون وعدهم دما يسيل قلما يكتب تاريخا تشمخ له الاجيال. يا منشيء الصبر وطول البال ولو على جرحك، نفتقدك الان، تكسونا ونحن عراة من تاريخنا، عراة من بعض شرف سجلناه في سفر الثوار يوما، ونحاول ان نغطي عورات مخازينا، ببيانات ترد الاتهام، ولا تعلن ثورة.
ابا علي... كأني اراك الان تنظر الينا من قمة عليائك، وتقول: ماذا فعلتم بدمنا؟! هل استحال اسهما تسيل في بورصة الرداحين، ام بات نسيا منسيا؟!. كاني اراك الان تحاول ان تمنع نقطة دم من الهدر في حرب الذئاب الجائعة الى كراسي رسمت على ورق وما وجدت لها ارضا تقف عليها.
كأني اراك تمد يديك تحاول اختطاف السلاح من ملثم يخفي وجهه عن اخيه، كي لا يصبح ثارا يشعل حربا بسوسية لا منتصر فيها غير الوحوش الرابضة على اطراف مضارب سموها سلطة، وهي خرابيش، جرفتها سيول آذار من عام الدمار الذي ما اقنع احدا ان الوحوش لم تقلم مخالبها او تقلع انيابها.
كأني ارك، تلوح بالراية البتي دنسها البعض، وكسر ساريتها آخرون، وتقول لهم لن تسقط، فهي في ايدينا نسجنا حمرتها من دمنا، وخضرتها من ثبات الزيتون في مفاصل الصخر، بياضها من نقاء طوية الثوار الحقيقييين، وسوادها من عزمهم، ورباطة جأشهم.
وارعد بصوتك مجلجلا في وهاد خزيهم، ايقظ فيهم ما غاب من وعي على حقائق مرة، علقها على جدار بات سدا بين الاخوة لا بين الاعداء، واطفيء ببرد سلامك نار الفتنة يشعلها موتورون، اخذتهم العزة بالاثم، فغابت عقولهم وضمائرهم، وباتوا قشة في مهب ريح الشائعات، ذكرهم بنشيد الوطن، ولا تلق عليهم سلاما، واجعل من تأنيبك مخارز تدمي جلودهم السميكة.
مباراة تجري يا رفيقنا، ايهم يثبت انه الولد الطيب الذي يمكن لامريكا ان ترعاه، فيصبح بارا بها في عجزها، وام الولدان تبكي على حالها قبل حال ابنائها، فهي تكاد تموت، لانها لا تريد الخبز بثديها، ام الولدان لم تغضب بعد على ما انجبه رحمها، تتسلح بالامل وعطف الامومة، وتدعو ربا يجنده كل منهم لينصره، تدعوه ان لا ينصر احدا على احد، هذا ان كان الرب يسمع الان، في ظل فواحش التصريحات واللقاءات، والكذب المكشوف، كل يبرر فعلته.
رفيقنا.. ابق في عليائك طاهرا، لا تتنكب قمتك، الى وهادهم التي جرى فيها العار نهرا، هل سمعت عن ام قسمت ولدها نصفين؟ لم تكن اما... لذلك لم يحكم لها سليمان الحكيم، لا نريدك اشعريا بينما ابن العاص يحيك مؤامرته، ولا خارجيا، او مرجئا، بل كن انت الذي كنته، سيف حق صارم، وصوت حقيقة قاطعة، يسبق فعلك قدمك، قل لهم ما لهذا متنا قرابين على مذابح الشرف... ما لهذا تحملنا القهر عذاب الاسر، وذل التنقل بين العواصم، قل لهم انهم لا يستحقون قبرا في رمال الوطن، ولا يستحقون سطرا في تاريخه.
ابا علي الساكن فينا ضميرا، والباقي فينا قدوة، واللاجم لجموح الغيظ اذا انفلت من عقاله على اخيه، ابا علي الذي آثر على نفسه وحزبه رغم الخصاصة، وظل يقول، ليس مهم مصير الافراد والاحزاب، المهم انت يتحرر الوطن وينتصر الشعب، حتى لو كان على حسابنا. قلها علهم يفهموها، ابناء الهة الدمار الذاتي.
دع الوديان تتخطف صوتك الراعد، زلزل انانيتهم، واحرق بنار ونور صفائك وجوه لوثتها مستنقعات الكذب واستمناء الذات، وملكوت الغرور.
نخاطبك في عليائك لنخاطب انفسنا... نخاطب عجزنا... ونخاطب الموت المتربص فينا من كل ناحية. لقد تغيرت الامور يا رفيق، وبات المشهد من مسرح اللامعقول، غزة الان لا تسبح في البحر حرة، انها ملفعة بسواد الموت، اما الضفة، ففي جسدها الف طعنة، فقد تكاثرت الاحزاب، والطبقات قلت، تكاثر المستوزرون واختفى المناضلون، واتصبحنا نبادل الحرية برغيف الذل، واعور الدجال يزين لنا كذبه، اعور الدجال يعدنا بجبل من الخبر وانهار من ماء مقطر، لاننا قلمنا اظافرنا ومددناها، كي يقول لنا ...شاطر.
ابا علي عد الينا بعد جيل كي تفرح، والق علينا دمعة، وقل لنا.. ضيعتم لبن الصيف، فشربتم علقما، لا بارك الرب فيكم... لكني لن افقد الامل، فهناك ام رحمها عروب ولود، واجيالها لا تنقطع.



#جبريل_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الى احمد سعدات، لن تنطفيء الجذوة
- فلسطين تحت سكين التخلف
- ازمة النظام السياسي الفلسطيني الراهنة والحل
- فلسطين الديمقراطية العلمانية، المشروع الموؤود
- في المشهد السوريالي الفلسطيني
- قفص غزة
- كي لا يضيع المنطق في غبار الدعاية الانتخابية الفلسطينية
- التنفيرفي فن التكفير
- اليسار العربي-، مشكلة التعريف، ومأساة الانعزال
- أرض مستباحة، وأمة مخدرة
- قمة الانهيار العربي
- بعد عام على احتلال العراق استمرار شتم صدام تغطية على عجز الب ...
- لو أن الدروب سالكة


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جبريل محمد - ابو علي