أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جبريل محمد - في المشهد السوريالي الفلسطيني














المزيد.....

في المشهد السوريالي الفلسطيني


جبريل محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1594 - 2006 / 6 / 27 - 09:45
المحور: القضية الفلسطينية
    


المشهد الفلسطيني الحاليـ سوريالي الى ابعد الحدود، احتلال يقصف ويدمر، يصادر ارضا ويستوطن، يبني جدارا عنصريا، ويخطط لعملية اعادة احتلال غزة، عدا عن تخطيطه المسبق لتنفيذ خطة التجميع والانطواء من طرف واحد وبما يخلق معازل فلسطينية يمكن تسميتها امبراطورية، مثل ميكرونيزيا، او امارة مثل موناكو،اسرائيل تعرف ماذا تريد وترسم لهدفها الخطط والبرامج وتتكيء على الدعم الامريكي المطلق لمشاريعها، والنوم العميق للنظام الرسمي العربي، والسيف المسلط على رقبة كل منتقد في العالم لسياستها العدوانية، فالعنوان العالمي هو (الحرب على الارهاب)، واي صوت سواه يجب ان يخرس .
في الطرف الآخر يناقش كهنة السياسة الفلسطينية كم سيطانا يمكن ان يقف على رأس شعرة من لحية وزير او ضابط امن او حتى رئيس، يستعيرون سيبويه ونفطويه والخليل بن احمد للوصول الى صياغات حمالة اوجه تحتمل التفسير المختلف على هوى كل طرف، مع ان كافة الامور تصيغ نفسها بنفسها لو نظرنا نظرة غير متفحصة وسريعة لما يدور حولنا.
حكومة مشكلة شرعيا بقرار رئيس سلطة وبناءا على قراءته لميزان القوى الداخلي بعد انتخابات نزيهة اخرجت من جعبتها موقفا شعبيا يرفض الفساد، فيما لا يمكن الوثوق والجزم بأن توجه الناخب الفلسطيني كان باتجاه فرض قصوية سياسية مغامرة تقفز فوق الوقائع ولا تدرس موازين القوى،ولكن الحكومة تصيح نحن مفوضون من الشعب على رزمة برنامجنا وليس على اولوية محاربة الفساد،وهي بالتالي تصبح صاحبة الحق في تقرير كافة السياسات بدءا من اعادة صياغة التاريخ الوطني وانتهاءا بفرض قرارات لا تستطيعها الان في ظل الحصار والضغوط المتواترة عليها.
ومعارضة تتحكم بغالبية الجهاز البيروقراطي الحكومي من الساعي حتى وكيل الوزارة، فيما تمارس احيانا اخس السبل لاستعادة ملكها المضاع وامتيازاتها التي هربت من بين يديها مع الفشل المدوي لحركة فتح في الانتخابات، وبات الموضوع ليس مواجهة اولمرت وسياساته، بل البحث في صلاحيات الرئيس وصلاحيات رئيس الوزراء، (المجال الحيوي لفتح، والمجال الحيوي لحماس)، اما احياء منظمة التحرير فهي بهار يرش على المواقف السياسية، والوصول الى برنامج اجماع وطني جديد هو مجرد شعار يغطي صراعا لاقتسام سلطة محدودة محاصرة وجائعة وعرضة للانتهاك كل ثانية من رصاصة مستوطن او قذيفة من سمتية تودي بحياة عائلة.
واليسار المغلوب على امره فقد البوصلة، فمنهم من استظل بظل الرئيس ومنهم من لا يستطيع حتى تقديم حل لاخراج الصراع من حالته الداخلية الى قراءة لاحتياجات الوطن، ويكتفي بتسجيل المواقف دون امكانية تحريك الشارع ضد صراع الديكة في غير اوانه.
حكومة تحاول تهريب الاموال لتغطي نفقات جارية لا تستطيع ان تقف على قدميها وتتلو تقريرا حول انجازاتها، ورئاسة تحاول امساك عنق المفاوضات لا تستطيع ان تفاوض لان الطرف الاخر في غير الوارد ولديه مشروعه الفردي الخاص الذي يوفر عليه عناء التنازل ويملك من القوة ما يجعله قادرا على ادامة الواقع الذي يفرضه.
وشعب ينوء تحت قتل وتعذيب وحصار وتجويع، ويسمع وعودا يحلم بها ليلا فتضحي مجرد صدقة لا حق، وتضحي انجازا لعملية تهريب صغيرة استطاعت ان تسد رمق بعض الفقراء او تسد بعض ديونهم المتراكمة.
قراءة الواقع الفلسطيني في هذه الصورة تثير الشفقة، فالموضوع ليس متعلقا بمواجهة حصار اسرائيلي امريكي وغربي، اضافة الى استكانة عربية رسمية للاوامر الامريكية، انه موضوع متعلق بقراءة حالة الصراع وميزان القوى، وقدرة الشعب المنهك على الاستمرار في ظل الجوع في مقاومته، انه التمتع بالمسؤولية التاريخية عن ثورة تحرر وطني لم تراكم حتى الان انجازات حقيقية تجعل المواطن الفلسطيني لا يشعر بالاحتلال او على الاقل يرى تقدما في حالة ما بين الحرية والاحتلال.
ليس الموضوع مقاولة سياسية يأخذها هذا الطرف الفلسطيني اوذاك على عاتقه، وبالتالي يخضع الامر لقياس النتائج بالربح او الخسارة، انه رؤية الممكن والمتوقع من نتائج، وبالتالي فان الحسابات النهائية ليست حسابات ربح هذا الفصيل او ذاك، بقدر ما هي حسابات مستوى التقدم في المشروع التحرري الفلسطيني.
يمكن لفلسطين ان تستغني عن النظام الرئاسي نحو نظام الحكومة البرلمانية، كحل، ومن الضروري ان تحدد الحدود بين المنظمة والسلطة، وان تحدد صلاحيات كل منهما، وان تكون المرجعية هي الام منظمة التحرير الفلسطينية، كذلك وببساطة يمكن القول ان التمنع الذي يجرىي في الحوارات سببه الخلط المتعمد بين السلطة كادارة لحكم خاص بالضفة وغزة وبين المنظمة كمرجعية للشعب الفلسطيني في الوطن والشتات.
فعلام اطالة الامد في الحوار والتصارع على كلمة هنا وفاصلة هناك، فلنبدأ بالمنظمة اولا، وبعدها تتبع السلطة وتفرعاتها. ولنتحمل مسؤولية اخلاقية تجاه شعب مستعد للتضحية باقصى طاقته، لكنه يطمح ان يرى ثمار تضحياته وطنا حرا لا تنازعا على الصلاحيات الموهومة.



#جبريل_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قفص غزة
- كي لا يضيع المنطق في غبار الدعاية الانتخابية الفلسطينية
- التنفيرفي فن التكفير
- اليسار العربي-، مشكلة التعريف، ومأساة الانعزال
- أرض مستباحة، وأمة مخدرة
- قمة الانهيار العربي
- بعد عام على احتلال العراق استمرار شتم صدام تغطية على عجز الب ...
- لو أن الدروب سالكة


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جبريل محمد - في المشهد السوريالي الفلسطيني