أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جبريل محمد - قفص غزة














المزيد.....

قفص غزة


جبريل محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1323 - 2005 / 9 / 20 - 08:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


قفص غزة وقفص النقب
لماذا تبادرت الى ذهني عشية الانسحاب من القطاع، صورة معتقل النقب الصحراوي الذي عانيت الحياة فيه، غزة وقطاعها الذي تبلغ مساحته 360 كم مربعا،كانت قفصا مجزءا بالحواجز والمستوطنات، تماما كما سجن النقب الصحراوي، الذي تبلغ مساحته حوالي 4كم مربع ، هذه المساحة يمكن ان تشكل نموذجا مصغرا عن القطاع، فالسجن مقسم الى ثلاثة اقسام (أ،ب،ج) وكل قسم ينقسم الى اربع مربعات، ولكل قسم ضابط مشرف على ضبط الامور فيه وحراس، ..الخ، فيما لكل مربع من المربعات ضابط صف يخضع للضابط المسؤول عن القسم، فيما هناك ضباط مركزيون مسؤولون عن ادارة المعتقل من كافة النواحي. ويمكن داخل كل قسم الاتصال بين المعتقلين عبر الصياح حيث لايفصل بين المربع والمربع سوى سياج مزدوج بعلو مترين او يزيد قليلا، او عبر رمي الرسائل المكتوبة والتقاطها، رغم تحذيرات الحراس، ورغم قائمة الممنوعات، اما الاتصال بين قسم وقسم فقد كانت له آلياته المعقدة، سواء كان ذلك عبر المطبخ المركزي الذي يعمل به المعتقلون او بوسائل اخرى يبتدعها المعتقلون.
اما قطاع غزة فقد قطعها الاستيطان والحواجز الى ثلاثة اقسام هي رفح وخان يونس، وغزة،ولم يكن سهلا التواصل بين هذه المناطق، حين تغلق الحواجز او تقوم اسرائيل المحتلة بتحريك دباباتها للتوغل والاجتياح، فقط كانت ادوات الاتصال الحديثة من هواتف وبريد الكتروني قادرة على خلق توصل في حدوده الدنيا. واليو بعد الانسحاب من غزة، تصورت ان ادارة معتقل النقب قد تخلت عن هرمية الادارة فيها وعن تقسيم السجن الى اقسام ومربعات وباتت تدير المعتقل كاملا من خلال هيئة واحدة مباشرة هي الهيئة المركزية، تصورت ان كل الاسرى يمكنهم التواصل مع بعضهم دون حاجة للصياح ودون حاجة لرمي الرسائل المكتوبة من فوق الاسيجة، تصورت ان الهيئات التنظيمية لكل فصيل صارت تجتمع في خيمة واحدة لتقرر خلال دقائق كل ما يتعلق بالقضايا الراهنة وخلال ساعات في القضايا الاخرى التي تحتاج الى نقاش، وتخيلت كذلك الصورة في الجانب الاخر، مدير معتقل وضابط امن وضابط اداري وضابط تموين، وعدد آخر لا يتعدى ثلاثة ضباط يمكن ان يديروا المعتقل دون حاجة الى ضباط وضباط صف، ومسؤولي اقسام، تصورت كم تتقلص الكلفة على الاحتلال، وكم سيتقلص عدد الافراد من الجيش الاسرائيلي المتواجدين في المعتقل.
هكذا باتت غزة سجن كبير محاط بسياج من الشمال والجنوب والشرق، ومن الغرب حيث البحر لا يستطيع اي صياد يتسول حسنات البحر ان يبتعد بقاربه اكثر من كيلومتر واحد عن الشاطيء، باتت غزة معتقل كبير، لكنها تختلف عن النقب، فالخروج من غزة سهل لكن الدخول اليها او العودة صعبة،اما الدخول الى السجن فهو سهل بسهولة اطلاق الرصاص من جندي مأفون في الهواء او على اي فلسطيني، بينما الخروج منه صعب، وصعب جدا، خاصة بالنسبة لاؤلئك الذين سماهم رابين يوما اصحاب الايدي الملطخة بالدماء اليهودية، وكأن ايديه بيضاء ناصعة.
غزة لم تتحرر حقيقة سوى من الاستيطان وهذا مكسب كبير، ونصر للمقاومة لا للهدنة نصر للمقاومة في غزة على امتداد سني الاحتلال حجيث لم تستقطب غزة اكثر من عشرة آلاف مستوطن طيلة ثمانية وثلاثين عاما، بينما احتاجت اسرائيل لثلاثة اضعاف عدد المستوطنين من الجنود والضباط لحمايتهم، فشل المشروع الاستيطاني في غزة، وفشلت نظرية الترحيل التي مارسها شارون عام 1972، ايام قيادته لمنطقة غزة، حين كان جيفارا غزة يحكمها في الليل فيما يتلصص جيش الاحتلال تلصصا لدخول غزة في النهار.
الان يبقى احتمال اعادة الاجتياح للقطاع قائم، فيما عودة الاستيطان الى القطاع باتت مستحيلة، ومن هنا فان الانتصار في غزة لم يكن سوى انتصار على الاستيطان، لقد هزم مشروع الاستيطان في غزة، لكن وحتى الان لم يهزم مشروع اعادة الاحتلال، سواء كان ذلك بذريعة واهية ام لخطة مسبقة.
لغزة ان تفرح وتحذر في نفس الوقت فاهلها الان يستطيعون الحركة بسهوله بطول 36 كم وعرض 10 كم، هذا ما يعتبر في الضفة امتيازا،
لكن عليها ان تحذر فالذئب بالمرصاد حول السياج ويمكن ان ينقض في اي لحظة.






#جبريل_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كي لا يضيع المنطق في غبار الدعاية الانتخابية الفلسطينية
- التنفيرفي فن التكفير
- اليسار العربي-، مشكلة التعريف، ومأساة الانعزال
- أرض مستباحة، وأمة مخدرة
- قمة الانهيار العربي
- بعد عام على احتلال العراق استمرار شتم صدام تغطية على عجز الب ...
- لو أن الدروب سالكة


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جبريل محمد - قفص غزة