سامح سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 01:00
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
إن حياتنا العلميه والثقافيه والأجتماعيه مقيده ومحشوه وممتلئه عن أخرها بركام وأكوام وتلال وأطنان من المسلمات والأفكار الأسطوريه التجهيليه التغييبيه والقيم الذكوريه الابويه الاستعلائيه العنصريه الفئويه الأستئصاليه القبليه العشائريه، نحن فى احتياج شديد الى التحلى بشجاعه المواجهه والأعتراف بالخطأ والرغبه فى التغيير الى ما هو افضل وانسب والسعى الجاد الدؤوب نحو الأصلح لكى نتمكن من القيام بثوره فكريه وعلميه شامله حقيقيه تحررنا من سلطان وقيود الرجعيه والماضويه والتحجر والركود والجمود، وتجتث وتستاصل ما ادى الى اصابة عقلنا الجمعى من أنغماس شديد فى الخرافه والغيبيات والبحث عن الانتصارات الدونكيشوتيه فى عوالم الماورائيات .
إن الحريه هى روح الأبداع وأرضه الخصبه وهى الهواء الذى يتنفسه المبدع، الأبداع لا وجود له فى ظل الخوف وتقديس الثوابت والقيم والأفكار التراثيه وتغليب النص على المصلحه،وأضفاء القيمه على الفكره كلما أزدادت أقدميتها أو أزداد عدد الأفراد المؤيدين لصحتها !!
فالكثره العدديه ليست من أدله الصحه والصواب،بل ربما تكون من أدله أزدياد الجهل والغوغائيه والقابليه للحشد والتجييش والقطعنه ،
وكذلك اقدمية الفكره أو الحدث او العقيده أو المعتقد وتصديق وأيمان عدد من الاجيال المتتاليه بصحة تلك الفكره او العقيده،أو صواب المعتقد أو أمكانيه حدوث الحدث ليس دليلا على الصحه،فالخطير فيما يتعلق بالموروثات أن الناس تاخذها بجديه أكثر كلما مر الزمن ،
فقد يحول الوقت كثير من أسخف وأتفه الخرافات والأساطير وأكثرها سوء وبلاهه وهذيان الى واقعه مسلم بحدوثها مع مرور الزمن .
إن العقل النقدى المبدع الحر الأبتكارى الخلاق لم ولن يعرف القبول بالمسلمات والتسليم بصحة التفسيرات التراثيه السطحيه العفويه ،
والتراجع أمام الخطوط الحمراء،والأنقياد والتأييد والرضوخ لأجماع القدماء والثوابت الفكريه والأجتماعيه،أو عصمة وتقديس النصوص
والتفسيرات والأفكار والرؤى والنظريات،العقل النقدى هو عقل مشتعل بالرغبه فى المعرفه والأستقصاء والبحث الدؤوب عن الحقيقه. "
هذا بخلاف أن الأغلبيه من الكتاب والمثقفين والأعلاميين والقائمين على أدارة العمليه التعليميه و قادة وممثلى التيارات الفكريه المختلف
والقائمين على تشكيل العقول وصياغة وتكوين الرأى العام وأصحاب الدور الفاعل والمؤثر فى تشكيله يتعاملون مع مختلف المبادئ والأيدلوجيات والرؤى والتوجهات بنفعيه شديده وبمنطق انها مجرد "مشروع تجارى أو سبوبه أو لقمه عيش أو باب للرزق والاسترزاق.
إن معظم من يسود الساحه ألأن ليسوا إلا قطعان من أنصاف واشباه وأشباح علماء و مثقفين ومفكرين وأعلاميين لا يسعون إلا للتصادم والتناطح والتراشق بالأتهامات والألفاظ البذيئه والتشويه والتحقير المتبادل لخطف الاضواء وإثبات الوجود والتواجد والجوده والقدره
على أستمالة وألهاء وحشد وتجييش العامه و الدفاع عن أيدلوجيات و توجهات ومشروعات ظلاميه تجهيليه سلفيه أصوليه ديماجوجيه
لامنطقيه لاعقلانيه ، وسرد وتلاوة شعارات وخطابات تغييبيه تعبويه كلاميه لغويه بلاغيه إنشائيه زاعقه صارخه وأكلشيهات محفوظه
وأراء متباينه متنافرة متناقضه متضاده ، وتمييع المعانى والمفاهيم وتفريغها من قيمتها ومضمونهاوأضفاء القيمه والمعنى والأفضليه
والجوده على ماليس له أى قيمه أو معنى أو افضليه أو فاعليه سواء من الأفكار أو الشخصيات "المعاصره أو حتى الشخصيات التاريخيه"
إن الأختلاف وتنوع الأراء وتعددية التوجهات جيد ومفيد وبناء إن كان بهدف الأصلاح وناتج عن بحث و دراسه ونزعه إنسانيه وطنيه مخلصه وصادقه، وليس أختلاف متفق عليه لتحطيم المغضوب عليهم والصعود على أنقاضهم، ولمجرد الأختلاف وأثبات الوجود والفاعليه والأهميه والقدره على التأثير والسيطره على الأفراد وإحداث التغيير فى دفة مسار العقليه الجمعيه للجماهير بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم الفكريه والعقائديه وطبقاتهم الاجتماعيه ـ حسب أوامر وتوصيات وتوجيهات صاحب المؤسسه والمموليين وأصحاب المصالح ومن بيدهم زمام الامور ، وبما يتناسب ويؤدى لتحقيق أهدافهم ومطامعهم الماديه والمعنويه ـ وبغرض الشهرة والشعبيه والأستضافه الأعلاميه ،
ونتيجه لحب الظهور، وبهدف الرغبه فى خلق قاعدة شعبيه وجماهيريه للحصول على الدعم المادى من تبرعات ومنح وجوائز . !!
إن اكثر من يدعون انهم مفكرين ومثقفين وتربويين واعلاميين وعقلانيين وتنويريين ولا يتحدثون الا من منطلق ودافع وطنى مخلص
لا يهدف او يسعى الا للمصلحه العامه،هم فى حقيقة الامر لا يسعون إلا لأستبعاد وتغييب والتعتيم على كل فكر ومفكر عقلانى ناضج صادق حر تنويرى، وتدجين وتلويث وطمس العقول وأخصائها لأحداث عقم فكرى وخلق حاله من الجمود والنكوص الفكرى والنفسى والتعلق بأهداب انتصارات وامجاد الماضى الغابر والسعى الدؤب لبعثه وأستحضاره بكافة مفرداته من قيم وأفكار ومنهج وطريقه للحياه، واحداث حاله من التفاهه العقليه والتشتيت الفكري والضعف والاضطراب النفسي والأميه الثقافيه العامه والتوحد والتماهى والمحاكاه والهوس الجماعى الحاد بأيدلوجيه أو عقيده أو معتقد أو تيار او توجه فكرى او منهج ومرجعيه للتقييم والتصنيف أو رؤيه معينه تتوازى وتتوافق مع مصالحهم وتؤدى الى سهوله تنفيذ وتحقيق اهدافهم ومخططاتهم بدون أى معوقات وإلهاء العقول بالصغائر والتوافه من قضايا تم حسمها منذ زمن طويل فى بلدان اخرى اكثر تقدم وتحضر و رقى بمراحل شتى وأختزال أهتمامات وطموحات وتمنيات ورغبات وأحلام وقضايا مجتمعاتنا ـ ذات القابليه العاليه والأستعداد الفطرى الوراثى للشحن والحشد والتجييش والقطعنه ـ فى تحقيق أنتصارات أفتراضيه هلاميه فى ميادين ألخرافه والجهل والوهم والجنون،وبطولات ونجاحات ومكاسب ليس لها أى تأثير أو ناتج أو عائد أو مردود إيجابى على المواطن سواء على الجانب السياسى أو الأقتصادى أو الأجتماعى أو الثقافى ـ مثل مباريات كرة القدم ـ لتفريغ وأمتصاص وأستنفاذ ما بداخل الجماهير من طاقة رفض وغضب وسعى نحو حياة أفضل ورغبه فى أقتناص وانتزاع وأسترداد والمطالبه بالحصول على حقوقهم المسلوبه وكرامتهم المهدره المسحوقه وإنسانيتهم المفقوده والمستلبه. والالهاء المتعمد بأختلاق أحداث وظواهر معجزيه أعجازيه غيبيه غير ملموسه ، وحشد وتجنيد كافة مأجورى ومرتزقة وسائل الأعلام المرئى والمكتوب والمسموع وبالطبع بعض رجال المؤسسه الدينيه للتحدث فى تلك الوسائل ـ بمقابل مادى مجزى ـ عن هذه الظواهر ليل ونهار لينغمس المواطن أكثر فأكثر فى عالم الميتافيزيقيا والماورائيات ويطلب ويستجدى النصره والمعونه والخلاص من واقعه المظلم القمئ الكئيب من أرواح الموتى من الاولياء والأباء والأجداد والأسلاف بصفه عامه وتزايد أرتياد المقابر والأضرحه مما يعود بالنفع المادى والمعنوى طويل المدى على القائمين على أدارة المؤسسه الدينيه وأيضاً القائمين على أدراة تلك الأضرحه والمقامات ومكان حدوث الحدث والظاهره الاعجازيه الخارقه المزعومه .
( وتحضرنى قصه حقيقيه ذكرها الفيلسوف الكبير برتراند رسل فى أحد كتبه وهى تدور عن بلده سرت بها أشاعه عن وجود جزء من قدم قديسه شهيره يبارك كل من يلمسه ويشفيه من كافة الأمراض وأكثرها أستعصاء على الشفاء ، بخلاف حدوث كثير من المعجزات والأحداث العجيبه والظهورات المتكرره لتلك القديسه فى هذا المكان المبارك " أفتراضاً "،ولكن كانت المفاجاه المذهله والمحزنه فى ذات الوقت عند قيام بعض العلماء بأخذ هذا الجزء المفترض انه لتلك القديسه واجراء التجارب عليه ليتضح انه جزء من قدم " معزه " !
#سامح_سليمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟