أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها 2















المزيد.....

المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها 2


سامح سليمان

الحوار المتمدن-العدد: 4121 - 2013 / 6 / 12 - 07:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن الكثير مما نؤمن بصحته مهما كانت أهميته وأقدميته، ليس إلا صناعه بشريه، فالمجتمع هو الخالق لمعظم المعتقدات والأيدلوجيات . كالأخلاق فهى نتاج بشرى لمجموعه من المفاهيم،تراكمى نسبى متغير بتغير الظروف التى أدت لتشكيله وصياغته،أكتسب بمرور الزمن أعتقاد بأمتلاكه لجوده وصلاحيه دائمه نتيجة شيوع فكرة أنتسابه وأنتاجه من قوه علويه،لدى بعض المجتمعات العاشقه للتحجر والجمود. الأخلاق هى منتج مجتمعى أبتكرته وأرتضته العقليه الجمعيه،لأسباب سياسيه وأقتصاديه وثقافيه وأجتماعيه ليكون مقياس للحياه الصائبه. أو هى المبادئ والقواعد التى يجب على الفرد أتباعها ليحيا حياة صحيحه بحسب أرادة ورؤية القائمين على أدارة المجتمع وصياغة بنيته المعرفيه وتشكيل وتوجيه الرأى العام،أى هى ما تم التسليم بجودته وبمنطقيته كمنظومه قيميه والأتفاق على صواب ممارسته من سلوكيات. نحن بحاجه ملحه لألغاء ما قد أنتهت صلاحيته من مرجعيات، وأعادة مراجعه وتكوين وصياغه للمنظومه الفكريه والقيميه والأخلاقيه السائده والمعتمده والمسلم بها فى مجتمعاتنا بحسب ما هو معترف به من نظريات علميه ونظم قيميه وأجتماعيه محدده لشكل العلاقات فى المجتمعات العقلانيه المتحضره. يجب أن لا ننسى أن جميع الأديان الأبراهيميه التى يدين بها أكثرية سكان منطقتنا العربيه كانت توصف فى بدايتها بالكفر والضلال واللامنطقيه،وكان المجتمع أنذاك يتهم مؤسسيها بالخيانه والمروق والعصيان وإتباع الشيطان وأزدراء قيم وتقاليد وأعراف الأباء والأجداد وهدم الثوابت، ولكن بعد أنتصارها وأمتلاك معتنقيها للقوه والسلطه، أصبح كل ما سبق أو لحق بها من أفكار ومعتقدات يعد كفر وضلال وهدم للثوابت،ويجب محاربة أتباعها وأستئصالهم،وتجريم الدعوه اليها وعرضها لأزالة أى سوء فهم أو مغالطه، أو الدفاع عنها تجاه ما يوجه لها من أتهامات،هذا بالرغم من دعوة الأديان بدرجةً ما إلى التحرر من أغلال القديم والموروث وقبول أختلاف المعتقد والعقيده. إن تكبيل وقمع وسحق كل من أمتلك شجاعة الأنحراف عن الخط المرسوم،والتفكير النقدى الغير مشروط،والرفض والتمرد والتحرر من قيود الأحكام والأعتقادات المسبقه، وتجاوز وأختراق حاجز الخوف من الشطط والزلل وأجتناب الصواب والتعدى على أجماع الأحياء والأموات،وأفصح وأعلن بأسلوب حضارى عن نقده وأعتراضه، ودعى الى أعتناق وتطبيق وتفعيل ما يراه عقلاني وتقدمي وإنساني حتى إن أختلف أو تناقض مع ما يؤمن بصوابه الأكثريه، يؤدى ألى أعاقة ألوصول لدرجة التطور اللازم حدوثها لدى البشر ليصبحوا كائنات إنسانيه راقيه ومتحضره، وربما التطور لكائنات فوق إنسانيه إذا ما تم خلق الأسباب المؤديه لذلك. بكل أسف أقول إن مرض عشق القطعنه والسير حيثما تشير العصاـ أو تتواجد الجزره ـ قد تفشى وأستفحل وضرب بجذوره فى أعماق مجتمعاتنا العربيه بسبب الخوف من غضب وبطش قوه وكائنات خفيه أفتراضيه،وغلبة وهيمنة العقليه الأسطوريه وسيادة القيم القبليه العنصريه الأستعلائيه الأقصائيه الأبويه العبوديه، فنحن لا نعرف الأختيار عن فهم وأقتناع بعد تشكك ودراسه وبحث وأستقصاء،بل أصبحنا مجموعه من النسخ المؤدلجه المتطابقه المكرره بلا هويه وقاعده فكريه مميزه، يعانى عقلائنا بسبب عدم أكتفائهم بذاتهم،كنتيجه لضعف التلامس والتواصل العميق معها وعدم الشعور بكفايتها، من الميل الشديد للتماهى والمحاكاه والتوحد بالجماعه، وفقدان قدرة المواجهه للطغيان المجتمعى الفاجر المتمثل فى التيار السائد الواقف بالمرصاد لمن يناقش مسلماته ويضع منهجه ومرجعيته فى التصنيف للخطأ والصواب والأخلاقى واللاأخلاقى تحت مجهر الفحص العقلانى، والتى توارثها عن أسلافه الأطهار الأنقياء المعصومين أصحاب السير والتعاليم الأعجازيه، المشكوك فى انتسابها اليهم بل وحتى مشكوك فى وجودهم التاريخى من الأساس ، ليمارس تجاهه كافة أنواع التعنت والأضطهاد والقهر والضغوط ليصبه فى قالبه وتطمس هويته وينفصل عن ذاته ويلتحم بالمجموع وينضم لقوافل وقطعان الماشيه الناطقه المسيسه،ويتفتت ويذوب بداخله ويفقد أختلافه وتميزه وتفرده،وينضم لكتائب المرتزقه والمصفقين وقارعى دفوف العهر الثقافى والتلوث العقلى والروث الفكرى،فإن رضخ أصبح المخلص والبار،وإن صمد أصبح الخائن والكافروالمارق والزنديق.
إن المجتمعات الطبقيه السلطويه الفاسده و المفسده لا يحقق ساكنيها أهدافهم ورغباتهم إلا بالصعود على أكتاف البسطاء وسليمى النيه، وبأن يسحقوا بأحذيتهم أحلام وطموحات وجثث وبقايا غنائمهم ، ممن يتم وصفهم فى وجودهم بطيبة القلب والشهامه والبطوله والعطف والأخلاق الكريمه، بينما يتم تحقيرهم ومعاملتهم بصوره شديدة السوء والأستهزاء بهم وأتخاذهم كأضحوكه وماده للتندر والسخريه
والمزاح فى كل جلسه ونعتهم فى غير وجودهم ـ وأحياناً كثيره فى وجودهم ـ بأقذر الألفاظ والمسميات وأكثر التشبيهات أنحطاطاً
ووصفهم بالغباء و(العبط) والبلاهه والحماقه،والخنوثه ونقص الرجوله فى حاله ما اذا كان الشخص المراد الاستهزاء به وتحقيره رجلاً.
إن المجتمعات الأستغلاليه لا ترحم الضعفاء ولا تحترم أو تعطى الحق فى الحياه الكريمه الا للأقوياء الأذكياء أصحاب البراعه فى الخداع
والتضليل والحرفيه فى الإيذاء وصناعة الدسائس والمؤامرات وسرعة التحول والتلون على حسب التيار السائد وبما يتناسب مع أى تغير فجائى، والقدره على فهم وأختراق وتملق من بيده القوه والسلطه،والموهبه فى المكر والدهاء والنفاق والرياء وتحقيق النجاحات وجمع
الثرواث وأقتناص الفرص بغض النظر عن مدى شرعية الوسيله المستخدمه،بينما لا تهتم بدعم ومساعدة الكفاءات وأصحاب المواهب بل
تتركهم فريسه للأحساس بالفشل وأنعدام القيمه والأحباط والأكتئاب واليأس والوحده بدون أى مسانده أو تدعيم أو أتاحة الفرصه أمامهم
لأثبات كفائتهم وتحقيق ذواتهم ـ أو بمعنى أخر تتجاهلهم و تزدريهم وتحتقرهم وتقمعهم وتهدر طاقاتهم وتحاربهم وتلقى بهم وبمواهبهم
فى أقرب سلة مهملات أو فى أحقر مزبله أو مقبره أو أقذر مرحاض عمومى حتى يكونوا عبره و أمثوله لكل أحمق حالم ساذج مثالى .
عبد الله القصيمى : ـ الحياه تتعامل مع المتعاملين معها بقدر ما تستطيع ويستطيعون بلا أى نموذج من الأخلاق والأحترام ، إن الذين يملكون القوه ولا يملكون الخلق هم أفضل فى التعامل مع الحياة من الذين يفعلون العكس،بل هم الذين تقبل الحياه التعامل معهم وحدهم . لا ينبغى ان نتعجب إذا رأينا التافهين والأغبياء هم وحدهم الذين تهبهم الحياة كل حبها ومزاياها . فأولئك التافهون الاغبياء قد توافقوا
مع الحياة توافقاً مكانياً كما يتوافق الحجر مع الأحجار الأخرى فيأخذ مكانه المناسب منها . " كبرياء التاريخ فى مأزق "
إن الذات الجماعيه متمثله فى مختلف المؤسسات ـ خاصةً المستفيدين من تخريب وتلويث وتسطيح العقول وتغييب الوعى والأدراك ـ لا تسعى إلا لأخصاء الفرد وتدجينه وألتهامه، وألترويج والأبقاء على ما يخدم مصالحها من مسلمات ومرجعيات ونظريات فكريه وأقوال وأمثولات ذات خلفيه دينيه. ولأنها أضعف من المواجهه الفكريه الشريفه للفرد الناضج الثائر المبدع المستقل،وغير صالحه لممارسة ذلك الدور تستعمل قدرتها على النبذ والأضطهاد المكثف، بأستخدام أكثر البشر خسه ووضاعه وقذاره نفسيه وفكريه وأخلاقيه، لتجييش وتهييج وأستعداء الحمقى والسوقه والرعاع والغوغائيين وقطعان الماشيه الناطقه ، بأتهامه بتهمه شنيعه فى عرف الأكثريه كخيانة الوطن أو الألحاد أو الخروج عن الأطار الجنسى المسموح به فى المجتمع ، لكى تزيد من معاناته وتنتقص من طاقته الفكريه والنفسيه وتهدم وتزيل أى أثر لجهوده نحو التغيير،فالتغيير أمر مرعب ومهدد لكيان من أعتاد التلقين والتنميط والقولبه،وأستعذب البرمجه والرتابه و السكون،لما يتطلبه من قوه داخليه وصرامه وضمير يقظ، وأستعداد لدفع الثمن وبذل الجهد وتحمل معاناة التلامس مع قسوة الحقيقه.



#سامح_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجرائم الجنسيه 1
- حقائق هامه عن الثقافه العربيه 1
- المثليه الجنسيه النسائيه فى السينما المصريه ( 1 )
- أنفجار قنبلة الجنس 1
- ماذا تعرف عن علم التنميه البشريه ؟ 1
- البرمجه اللغويه العصبيه ( 1 )
- أزمة المرأه العربيه 2
- كيف تحيا فى مجتمع فاسد ومجنون ؟ 3
- كيف تحيا فى مجتمع فاسد ومجنون ؟ 2
- كيف تحيا فى مجتمع فاسد ومجنون ؟ 1
- اساسيات النهضه 1
- دعوه للتفكير والتغيير 1
- دستور 1923 هل كان دستوراً مدنياً ؟ 2
- بداية الهجوم الأصولى 1
- دستور 1923 هل كان دستوراً مدنياً ؟ 1
- ازمة المرأه العربيه 1
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 12
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 14
- المجتمع والنهضه التى نرجوها 13
- اقتباسات هامه جداً 2


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح سليمان - المجتمع العربى والثوره التى نحتاج إليها 2