سامح سليمان
الحوار المتمدن-العدد: 3341 - 2011 / 4 / 19 - 16:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بدأت الهجمه الأصوليه على يد جمال الدين الأيرانى الشهير بالأفغانى ( 1838 ـ 1897 ) فهو فى رسالته المعنونه ( الرد على الدهريين ) يهاجم العلوم الطبيعيه ويصفها بأنها " جرثومة الفساد وخراب البلاد وبها هلاك العباد " كما كان الأفغانى يطلب من المسلمين أن " يعتصموا بحبال الرابطه الدينيه التى هى أحكم رابطه ، أجتمع فيها التركى بالعربى والفارسى بالهندى والمصرى بالمغربى ، وقامت لهم مقام الرابطه الجنسيه " وكتب أيضاً " لا جنسيه للمسلمين إلا فى دينهم " وكرر ذات المعنى فكتب " وعلمنا وعلم العقلاء أجمعين أن المسلمين لا يعرفون لهم جنسيه إلا فى دينهم وأعتقادهم " أما أخطر ما روج له الأفغانى فهو أقناع الشعوب بقبول الأحتلال وعدم مقاومة الغزاة تأسيساً على قاعدة الرابطه الدينيه التى ألح كثيراً فى الترويج لها فكتب " هذا ما
أرشدنا إليه سير المسلمين من يوم نشأة دينهم إلى الأن . لايتقيدون برابطة الشعوب وعصبيات الأجناس ، وإنما ينظرون إلى جامعة الدين ، لهذا نرى المغربى لا ينفر من سلطة التركى ، والفارسى يقبل سيادة العربى ، والهندى يذعن لرياسة الأفغانى ، لا أشمئزار عند أحد منهم ولا أنقباض " وإذا كان تعميق الأنتماء الوطنى يعتبر الرافعه الأساسيه لأية نهضه ولأى تحرر من الغزاة المحتلين ، فإن الأفغانى يعلن عن عدائه المتأصل للشعوب بسبب تمسكه بالرابطه الدينيه ، فيصل به ألأمر الى درجة أن يكتب
" يجب على المسلمين أن يرفضوا كل ولاء وطنى وكل أنتماء وكل أخلاص للوطن الأصلى ، لينطووا تحت لواء الدين الأسلامى ، بوصفه المصدر الوحيد للقوه والوحده ، فإن المتدين بالدين الأسلامى متى رسخ فيه أعتقاده يلهو عن جنسه وشعبه ويلتفت الرابطه الخاصه إلى العلاقه العامه ، وهى علاقة المعتقد ، ومع ذلك ربما وجد بينهم أفراد يتشدقون بألفاظ الحريه والوطنيه والجنسيه وما شاكلها، وسموا أنفسهم زعماء الحريه " وبعد الأفغانى جاء رشيد رضا وعبد العزيز جاويش ، حتى نصل إلى محطه الأخوان المسلمين .
( نقلا عن كتاب : الليبراليه المصريه قبل يوليو 1952 للكاتب طلعت رضوان ، أصدار الهيئه المصريه العامه للكتاب 2010 )
#سامح_سليمان (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟