أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - العولمة وصورة الإنسان الكوني ج1














المزيد.....

العولمة وصورة الإنسان الكوني ج1


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4116 - 2013 / 6 / 7 - 21:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العولمة وصورة الإنسان الكوني _ج1

فرضت العولمة نفسها كمفهوما سياسيا في بادئ الامر يقوم على واجب المجتمع الاممي على حماية نفسه ككل من الأخطار التي تهدد العالم دون أن يكون هذا المفهوم فكريا وإنما نشأ المدلول الفكري من المدلول الاقتصادي الذي ارتبط به لاحقا.ليساهم التواصل اللا محدود بتطور تقنيات الاتصال والتواصل في تعميقه وبلورة معاني ومدلولات جديدة تجاوزت ما كان سائدا قبل تسعينات القرن العشرين,فقد تضاءل مفهوم ودلالة الهوية الوطنية الخاصة كمظهر مميز وحدود السيادة لصالح العمل الجماعي المنظم تحت يافطة العمل الجمعي للمؤسسات الدولية الأممية.
هذا التحول ما كان له أن يكون لولا توفر العديد من معطيات وعوامل سبقته وأسست لمفهوم العولمة ومن أهم هذه المعطيات والتي تتلائم مع تعريف مفهوم الحرية والذاتية الأوربية بغياب الوجود القطبي المزدوج العالمي ممثلا بإنهيار الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية نتيجة لعوامل الصراع الفكري والصراع الأقتصادي بين القطبين,والذي تأسس على فهم واه وقليل الحظ أصلا في بقاء القطبية تلك بشكلها المتداول حينئذ,والحقيقة أن الصراع وجدليته لم يكن بين قيم متناقضة متضادة, ولكنه يدور بين قيمة واحدة بقراءتين حاولاتا التجاوز عن ما هو طبيعي في الذات الإنسانية.
الفكر الشيوعي بأسيه الماركسي والأنجليسي هو صورة أخرى من صور الفهم الأوربي لحقيقة الأنا والذات القائمة على مبدأ الصراع والمزاحمة ولم تكن غريبة عن حالة التصادم,وقد تم تطبيقه فرضا في مجتمع لا ينتمي بغالبيته إلى نفس الذات الأوربية مجتمع تسوده روح شرقية بصورة,كثيرا مايتعتز بهويته ويحاول الحفاظ على خصائصها دون أن يسمح بتجذر الفكر الغربي فيه لذلك فإن عوامل الأنتكاسة قد وجدت وولدت أصلا مع أول تطبيق للماركسية الشيوعية فيه,وقد لعب العامل الزمني دورا مهما في إقصاء ونبذ الروح الغربية وفهمها للذات والحرية من المجتمع الروسي الذي هو ممثل لروح الشرق ومجسد للذات الشرقية في ظل دوامة الصراع هذا.
لقد تخلت الروح الروسية بالسرعة من الفهم الأوربي لتشكل تصادم حقيقي بينها وبين الروح الغربية التي أرادت أن تزاحمها في بيئة لا تسمح للغرب أن يكون هو السيد برغم أن الهدف المعلن لطرفي الصراع هو فرض رؤاه للواقع من خلال تجسيده بالتجربة ولكن الإثنان كانا يمثلان عملة واحدة ذات وجهين فلا بد أن نرى أحد الوجهين في التعامل منصرا,وأنتهى الصراع ليس بإنتصار الروح الغربية والحرية والذات بل بظهور عالم جديد أكثر وحشية وأكثر دموية مستفيدا من نتائج التجربة تلك.
أصبحت للغرب ذريعة قوية عارمة وذات سلاح رهيب في مواجهة تحطيم الأخر والانتصار لمفهومه للذات وحفز لديه الشعور بالأنتصار لتكرير تجربة المزاحمة تلك التي ينطلق منها الفهم الأوربي لها,فلم تجد إلا الشرق الروحي خصما ومزاحما لها في الوجود مع تبلور مفهوم القطبية الأحادية وتقوقع القطب الثاني ليداوي جراحه وليبحث عن هويته المفقودة,فأمتد الصراع الآن ليس بالشكل الذي كان بين روسيا الشرقية وبين الغرب بل صراع عنوانه الحضارات عنوانه الرئيسي القوة الميتافيزيقية الكامنه فيه لتقضي على خصم حقيقي مناقض له بالأسس فأطر هذا الصراع بأسم العولمة



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العولمة والإنسان الكوني _ج2
- العولمة والإنسان الكوني _ج3
- العولمة والإنسان الكوني _ج4
- مصدرية الوعي الفكر اولا
- مقام التسليم
- الدكتور علي الوردي وأشكالية الحكم على العقل ج1
- الدكتور علي الوردي وأشكالية الحكم على العقل ج2
- في نقد القراءة التاريخية لعبد الكريم سروش للدين المحمدي _ ج1
- في نقد القراءة التاريخية لعبد الكريم سروش للدين المحمدي _ ج2
- الدكتور علي الوردي وإشكالية الحكم على العقل
- عصر الحرية ومفهوم الذاكرة
- الدين نحن
- ما هو الدين
- مصادر القوة ومضاعفات التفرد
- الانفصام بين الصورة والأصل ج2
- الانفصام بين الصورة والأصل ج1
- خصيصة الأبدية للفكر الرسالي
- آدم الإنسان والحيوان شبيه الإنسان
- حوارية الخلق والجعل في النقل المقدس ,دراسة في قصدية النص
- تطور فكر التطرف وعلاقته بتنامي الفكر السياديني الإسلامي


المزيد.....




- مصادر إيرانية: المرشد الأعلى علي خامنئي يسمي 3 شخصيات لخلافت ...
- طريقة تثبيت قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعرب سات ...
- وردة المسيح الصغيرة: من هي القديسة تريز الطفل يسوع وما سر -ا ...
- سلي طفلك تحت التكييف..خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة 2025 ...
- فوق السلطة: شيخ عقل يخطئ في القرآن بينما تؤذن مسيحية لبنانية ...
- شيخ الأزهر يدين العدوان على إيران ويحذر من مؤامرة نشر الفوضى ...
- مسيرة مليونية في السبعين باليمن للتضامن مع غزة والجمهورية ال ...
- إسرائيل تعرقل صلاة الجمعة بالأقصى وتمنعها في المسجد الإبراهي ...
- أوقاف الخليل: إسرائيل تمنع الصلاة بالمسجد الإبراهيمي لليوم ا ...
- من -مشروع أجاكس- إلى -الثورة الإسلامية-.. نظرة على جهود أمري ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - العولمة وصورة الإنسان الكوني ج1