أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الدكتور علي الوردي وإشكالية الحكم على العقل














المزيد.....

الدكتور علي الوردي وإشكالية الحكم على العقل


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4109 - 2013 / 5 / 31 - 14:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



شكل ظهور الفكر الوردي في أواسط القرن الماضي في العراق ظاهرة تبدو لبعض فيه شيء من الغرابة والتناقض بين المكونات العقدية التقليدية المرتبطة بالتراث والسماء وعالم الغيب وما تتفرع عنه من مسلمات رسخها الزمن وتوالت عليها التصديقات والمصادقات التي دعمها الفكر التسطيحي الديني وما ترسخ في ذاكرته من أساطير رمزيه وممارسات سلطوية في جل مباعثها وأسسها أنتقامية دموية تعاقبت على واقع العراق الحضاري والشخصي الفردي أيضا,لتسطر نتائج أثارها وما أفرزته من قيم سلوكية وحتى فكرية تغلغلت إلى الذاكرة العميقة وترسيخها في الوجدان العام للشعب العراقي,
وبين منهج حاول أبتدأ أن يتفهم قواعد التأثير والأثر المتبادل بين الدين والعقل من جهة وبين سلوكيات تفصح عن تناقضات كلية وتفصيلية لا بد من البحث عن قواعدها وقوانين عامة تفسرها وتفرز وتحصر الظاهره اعراقية عبر منظور علمي أكاديمي مستعينا بالملاحظة الحسية وبالموروث الفكري الراسخ.
أصطدم الدكتور الوردي بالمحرمات والمقدسات وكابد من المنهج التقليدي حتى في المستويات العلمية اتي كان من المؤم منها أن تدعم الدراسة الأجتماعية,وتشك معها رافد مهم لتدارس الأسباب والمسببات,لكن الحيثيات التي أنطلق منها الدكتور الوردي,كانت هي التي تتعارض مع المنهج السائد ولا يمكنها التوائم والتلاقي مع الخط الفكري المحافظ الذي كان يخشى السطوة أو التسلط الديني الذاتي والمؤسساتي,تحت عنوانين الحرام,وأنتهاك أقداس الأعتقاد دون أن تكلف المدرسة المحافظة نفسها فحص موارد التقديس أو البحث في يقينية التقديس الذي تمارسه.
هنا كان على الوردي أن يقود منهجه عكس التيار العام وبمخالفة المألوف والمعروف,مركزا كل أنتقاداته على نقطتين هامتين صارتا عنوان له فيما بعد وهما:.
1. تناقض الشخصية العراقية,أسباب وظواهر.
2. نقد فكرة تقديس العقل عند المتدينين.
هذا لا يعني أن الدكتور الوردي لم يتناول ظواهر أجتماعية أخرى بالدراسة أبتدأ من قضايا المرأة,الفقر,النظام القانون,قراءة التأريخ,ولكن العنوان الرئيسي للفكر الوردي كان النقد الصارخ للتناقض بين مؤديات العقل ومعطيات النتائج,أنه كان في حرب مع العقلاء ,قبل أن تكون حربا مع الجهل والتجهيل.
المنهج الوردي في حقيقته يمثل أنتفاضة الوعي العاقل المدرك بقراءته للوأقع أن هناك خلل بنيوي وتكويني أساسي وراسخ في الشخصية العراقية,تفصح عنه سلوكيات متفرده تلتصق به دون أن تكون في غالب الأحيان على رأي الدكتور الوردي من الطبع العام للسوك الإنساني المماثل والمقارب له,أنه أفرد صورة خاصة أنا في تقييمي لها مبالغ في فرادتها وفيها تجني حقيقي للجانب المشرق من هذه الشخصية دون أنكار أن الكثير من التشخيصات كانت حيادية وواقعية.
تميز الدكتور الوردي بحساسيته المفرطه في قراءته للواقع,أنه يلتقط الظواهر ويدرسها مجهريا ويفكك روابطها ليعيد ترتيب قراءتها,ثم يقرر في ضوء هذا المنهج وبالمقارنة مع أسس علم الأجتماع تقيما علميا واعيا لها,ولولا قدرة الحس والتشخيص العالية التي يتمتع بها ما كان له القدرة على الدخول إلى أعمق الزوايا وأدقها في شخصية الفرد العراقي,مما أتاح له أن يفهم الكثير من الخبايا والتفصيلات الدقيقية بأسلوب المعايشة القريبة,والنزول إلى الحاظنة الأجتماعية هذه الظاهرة أو تلك.
لم يكن الوردي عالم أجتماع فقط بل كان باحثا فكريا وناقدا سيسيووجيا من طراز فريد,أستفاد من مقدماته التكوينية الدينية وفهمه الحقيقي للدين,ومزج بين دعوته الإصلاحية النقدية وبين منهجه العلمي وتأثيرات عالم النظريات الحداثية التي عايشها وتفهم دوافعها وأسسها الفلسفية والفكرية وما تلمسه من حلول ظن أنها قادره على إحداث التصليح والتصحيح بين الواقع والهدف الغائي منها,وبين أمانيه كونه يمثل جزءا مهما من النخبة التنويرية التي تتحسس وتعي مسؤليتها في قيادة المجتمع,دون أن يترك مجالا يمكنه الدلف منه إلى نشر تلك الدعوة التنويريه,مما أفرد له مكانه خاصة في عالم الحرية الإنسانية ومراميها في أستعادة الوعي بإنسانية الإنسان كونه غاية الفكر والعلم والفلسفة.
لقد أسس الدكتور الوردي فكرته العامة في دراسة المجتمع العراقي على نقد العقل العراقي الذي لم يوفق في الكثير من مضامين نتاجه المعرفي على أدراك أساسيات التوافق بين العقل المجرد والنتائج السلوكية بأعتبارها الممثل الحقيقي لما يمكن أن تكون علية من أنعكاس صادق وحقيقي له, وحمل العقل الجمعي والذاتي مسئولية هذا الفشل رابطا بينه وبين الفيما حولية التي أعزى لها علة التعطيل وأحال عليها المردود والموروث النسقي في أشكالية الأزدواج في شخصية الفرد العراقي.
إن نظرة الدكتور على الوردي لقيمة العقل تتراوح بين التمجيد للعقل المجرد كقيمة ذاتية تنبع من كونه الحاكم المطلق على التصديقات والتقريرات السلوكية ومن خلال كونه معيار خالي من الإنحياز والتحيز,وبين موقف أحر أستهان به بالعقل الأجتماعي الديني كصورة يتحسسها من خلال المعايشة والدراسة والتحليل فيسخر من هذا العقل واصفا إياه بالغالب من نتاجه المعرفي بالمهزلة,لم يترك الدكتور الوردي خطوط فاصلة بين النظام العقلي المنتج وبين العقل كقيمة مجرده فهو ينسب الوصف لكليهما على أنهم واحد,وهذا ما طبع الشائع من أفكاره ورؤاه الخاصة,لذا نجد أحيانا يحوي الكثير من التناقضات كأحكام في ما نسبها للشخصية العراقية وخاصة في صورتها النخبويه الدينية والفكرية.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عصر الحرية ومفهوم الذاكرة
- الدين نحن
- ما هو الدين
- مصادر القوة ومضاعفات التفرد
- الانفصام بين الصورة والأصل ج2
- الانفصام بين الصورة والأصل ج1
- خصيصة الأبدية للفكر الرسالي
- آدم الإنسان والحيوان شبيه الإنسان
- حوارية الخلق والجعل في النقل المقدس ,دراسة في قصدية النص
- تطور فكر التطرف وعلاقته بتنامي الفكر السياديني الإسلامي
- عقلانية الدين علمانية حقيقية ج2
- عقلانية الدين علمانية حقيقية ج1
- الهروب من الفكر والتفكر تهرب من مواجهة الحقيقة


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الدكتور علي الوردي وإشكالية الحكم على العقل