أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - خصيصة الأبدية للفكر الرسالي














المزيد.....

خصيصة الأبدية للفكر الرسالي


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4098 - 2013 / 5 / 20 - 00:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


• خصيصة الأبدية.
الأبدية ونظيرتها الأزلية مما يتخصص به الوجود الألهي ويعني به عزل هذا الوجود عن تأثيرات ومحددات عامل الزمن وأخراجه عن قوانينه,والحقيقة التي يمكن أن نفهمها أن الزمن كعامل مرتبط بالوجود المادي وموضوعيته المحددة (المكان) فلا زمن بلا مادة ولا مكان,وحيث أن المادة مخلوقة لله فهو سابق لها وبالتالي خارج حدود المادة وخارج قوانين الزمن والمكان كما في النصوص التالية {قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً }مريم9,فالمادة التي خلق منه الكون ومنه الإنسان وجدت من عدم كينونة الشيء وليس من اللا شيء فالله كائن ولم يكن شيء فهو خارج أطارية كينونة الشيء,وبالتالي خارج عن توابعها الزمكانية {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ }الحديد22,أي قبل أبراء الأرض وهنا المكان الذي يعطي للزمن دلالة وجودية,فما دام الله قبل الزمان والمكان وهو خالقهما فلا يتحكم مصنوع بصانع ولا موجود بموجده عقلا ومنطقا لا سيما أن الأول محيط بالثاني ولا يخرج المحاط به عن قوانين المحيط فهو أزلي وما كان أزليا لابد أن يكون أبديا بمعنى بقاء الله خارج قوانين الزمان والمكان والمادة لأنها من صنعه والقادر على فناءها فيبقى خارج قوانينها كما في علة الأزل {وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ }القصص88.
أن الله بهذه الخصوصية لابد أن يكون فكره الرسالي وفق نفس الأتساق فأن سنن الله باقية أبدية حتى يرث الله الأرض ومن عليها لا تتبدل ولا تتحول هي نفسها منذ الخلق وأنتهاء بالبعث{مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ وَمَا عِندَ اللّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ }النحل96,فالعندية هنا تشمل كل ما يملكه أو يتملكه أو تنسب للبشر بالملاك من فكر وعلم ومال وجاه فهو نافذ منهي بالأجل ويبقى على سبيل الدوام ما عند الله من مثل ما ذكرنا بمقامية الثبات والثبوت{سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }الفتح23,{سُنَّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُّسُلِنَا وَلاَ تَجِدُ لِسُنَّتِنَا تَحْوِيلاً }الإسراء77,فالسن كما هي معروف لغة وأصطلاحا ما أستن به الناس كقانون بموجب مبادي مسبقة فكرية وعملية,فهذه السنن جميعها باقية ما بقيت الحياة الدنيا, يقول رسول الله صلى الله عليه وأله في حديث طويل يذكر خصائص القرآن الكريم فيقول " لا يخبو توقده " يريد بقوله هذا وبكثير من جمل هذه الخطبة أن القرآن لا تنتهي معانيه، وأنه غض جديد إلى يوم القيامة. فقد تنزل الآية في مورد أو في شخص أو في قوم، ولكنها لا تختص بذلك المورد أو ذلك الشخص أو أولئك القوم، فهي عامة المعنى. وقد روى العياشي بإسناده عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله تعالى{ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ }الرعد7, أنه قال: " علي: الهادي، ومنا الهادي، فقلت: فأنت جعلت فداك الهادي. قال: صدقت إن القرآن حي لا يموت، والآية حية لا تموت، فلو كانت الآية إذا نزلت في الاقوام وماتوا ماتت الآية لمات القرآن ولكن هي جارية في الباقين كما جرت في الماضين ".وعن أبي عبد الله (عليه السلام): " إن القرآن حي لم يمت، وإنه يجري كما يجري الليل والنهار، وكما تجري الشمس والقمر، ويجري على آخرنا كما يجري على أولنا ".
بمقابل ذلك نرى أن النظريات الفكرية والأراء البشرية تتوالد وتموت بمرور لزمن في وليدة الإنسان (المادة) الذي هو في أطار المادة الأصل الوجود الكوني وتحت سطوة عاملي الزمن والمكان وبذلك يفترق الفكر البشري عن الفكر الرسالي بخصيصة عدم الثبوت وأنعدام الأبدية.
إن إيراد هذه المجموعة من الخصائص التفريدية والأنفرادية التي تمتع بها الفكر الرسالي في جميع أطواره ومراحله الزمنية تجعل منه فكرا أستثنائيا غير قابل للمقايسة والمقابلة والمماثلة مع الأفكر البشرية وبذلك كان الفكر الرسالي قادر بما تمتع به من هذه الخصائص أن يكون في قدرة عالية من التلائم والتوافق مع الحاجات البشرية بمختلف مستوياتها وعلى مدارات أطارية سواؤ أكانت زمنية أو مكانية تبعا لخصائص الفريدة { وَاللّهُ يَدْعُوَ إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ }البقرة221,{هَـذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ }آل عمران138,{وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ }سبأ28.
فالخصائص الفكرية للفكر الرسالي أنفردت بخصوصيات أمتنعت على غيره من النظريات الفكرية لطبيعة في أصل التكوين وفي مضمون القصد الأصلي ,وفي دائرة الأشعاع المستهدف وبالتالي فلا يمكن عقد مقارنة بينها وبين الفكر الأسلامي ولا أفتراض وجود أرضية تجمع بين الأثنين على مستوى الخصوصية الفردية.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آدم الإنسان والحيوان شبيه الإنسان
- حوارية الخلق والجعل في النقل المقدس ,دراسة في قصدية النص
- تطور فكر التطرف وعلاقته بتنامي الفكر السياديني الإسلامي
- عقلانية الدين علمانية حقيقية ج2
- عقلانية الدين علمانية حقيقية ج1
- الهروب من الفكر والتفكر تهرب من مواجهة الحقيقة


المزيد.....




- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف قاعدة -عوبدا- الجوية الاسر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - خصيصة الأبدية للفكر الرسالي