أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - رسالة الدبلوماسية الأثيوبية















المزيد.....

رسالة الدبلوماسية الأثيوبية


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 4115 - 2013 / 6 / 6 - 21:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعتقد أننا أمام كارثة وطنية كشفتها سلوكيات القيادات السياسية بأحزاب وجماعات، وهى فضيحة بكل المقاييس لمؤسسة الرئاسة والحكومة والأحزاب والأفراد الذين شاركوا فى حوار فاشل متخلف لم تكن مؤسسات الدولة الإدارية فى حاجة إليه، فالتعامل الرئاسى مع سد الألفية الأثيوبى يدل على السلوكيات الصبيانية التى واكبته والتجاهل الرئاسى لخطورة الموقف والقضية المائية، وكان عليه فور عودته من أثيوبيا تشكيل لجنة على أعلى مستوى من الخبراء تذهب إلى أثيوبيا لتتواصل مع خبرائها وتجرى معهم الأبحاث والتجارب اللازمة قبل عقد قمة ثلاثية بين رؤساء مصر والسودان وأثيوبيا لإعادة الأحترام فى التعامل مع دولة تفرض الموارد المائية الواردة منها كل إحترام رضيت أم لم ترضى، لأننا فى عصر لا يعرف خطاب التخويف الصبيانى والهمجية والإرهاب الذى يعتقد فيه النظام السياسى الإسلامى المصرى ومعه أحزاب المعارضة الكرتونية الساذجة.

سد الألفية الأثيوبى هو قضية قومية وطنية لا تستحق كل هذا العبث الصادر من مؤسسة يقال أن أسمها الرئاسة وهى بأعمالها تشير إلى أنها لا تنتمى إلى رئاسة الدولة المصرية، بعد أن رأينا الإجتماع الذى دعت إليه الرئاسة البائسة مختلف الأحزاب والقوى السياسية والذى تمت إذاعته على الهواء مباشرة دون علم الحاضرين، وأتضح جلياً أن صناع القرار فى مصر يمارسون التهريج والبلطجة السياسية دون الأخذ فى الأعتبار أن السد الأثيوبى هو قضية قومية إستراتيجية ليست فى حاجة لإجتماعات أشخاص لا علاقة ولا خبرة لهم بالسدود أو بقضايا المياه، ولا يُسمح بإذاعتها مباشرة على الهواء ودون علم الحاضرين، نحن أمام جريمتين الأولى إذاعة حوار وطنى حول قضية مصيرية للعالم كله، والجريمة الثانية عدم إخطار المتحاورين بأن الحوار على الهواء مباشرة وهذه الأفعال هى قمة التسيب واللامبالاة الرئاسية.

إن الكارثة لم تكن فى موضوع سد الألفية بل كانت الكارثة فى من دعى ونظم هذا الحوار الغير وطنى الذى فضح عورات الرئيس وبقية التيارات السياسية وكأنهم يتعلم ألف باء السياسة، وعديمى الخبرة بمشاكل مصر وكيفية التعامل معها بثقافة علمية وليس بأسلوب البهلوانات والتشنجات الإنفعالية العاطفية التى تسئ إلى مصر أكثر، بل وأكتشفنا أن الجميع يتكلم فى الموضوع وكأنه خبير عالمى فى بناء السدود وأخطارها، بعد هذا التهريج السياسى يجب على المسئولين عن هذه القضية أن يتعاملوا معها بجدية ويتركوا الغرور والتعالى والجهل الذى لن يتركنا إلا أذا أقتنعنا بأن الموروث الغيبى هو سبب غبائنا وتخلفنا، لأن الإصرار على المساواة بين إنسان القرن الأول الهجرى وإنسان اليوم فى معارفه وعاداته وسلوكياته ومشاكله اليومية هو ضرب من الجنون علينا جميعاً تفهم ذلك والعمل على تغيير أستراتيجياتنا الآتية من العصور الغابرة.

سألت نفسى عن الأخوة الذين حضروا هذا الحوار من خارج الإخوان: لماذا حضروا وماذا كانوا يعتقدون فى حوار باهت المعالم والتضاريس؟ كنت أعتقد أن تلك الشخصيات المصرية المعارضة للنظام قد أكتشفت بالتجربة اليومية الخداع والنفاق والكذب والتراجع المستمر عن القرارات، وعمليات التصفية والتمكين الإخوانى والتجاهل المستمر لرجالنا العلماء والخبراء المتخصصين فى شتى مجالات الحياة والذين لم يستعين بهم النظام ولا الحكومة فى إيجاد حلول جذرية لمشكلات الشعب اليومية حتى وصلنا إلى سد النهضة المرسية، لم يتعظ هؤلاء الرجال الذين قام بأنتخابهم الشعب المصرى المؤمن بوطنيته وحريته وأن مصر للجميع، فنجدهم يذهبون ليعلنوا قبولهم لسياسات النظام والتعاون معه بنفس السياسات الفاشلة التى اكتشفها العالم والشعب المصرى على الهواء مباشرة!!
هل تناسى هؤلاء قضية قتل وأختطاف الجنود وإطلاق سراحهم والقتلة والإرهابيين طلقاء أحرار؟ هل هناك حقاً حوار وطنى بين الشعب والنظام الحاكم؟ وهل يعترف النظام بلغة الحوار؟ كيف يتمردون ويريدون سحب الثقة من الرئيس ويذهبون للجلوس معه وهم يعرفون أنه لا يحل ولا يربط يعنى بالعربى ليس فى يديه شئ بل فى يد الإرشاد؟
يذهب المعارضون والمتمردون إلى عرين من يطيح بكل قائد أو مسئول فى جميع المؤسسات ليحل محلهم أخوتهم المكتوب أسماءهم فى قائمة الإرشاد، وليس بعيداً عنا صراعهم مع السلطة القضائية لأنهم يريدون القضاء عليها وسلب إرادتها وقرارها لتكون الدولة المصرية بأكملها فى أيديهم من حكومة ووزراء إعلام وثقافة وجهل وعدل وظلم وأقتصاد ودفاع وإرهاب ونهضة وهمية، إن القضية ليست حواراً مع من لا يعترفون بالآخر بل أن يكون المواطن المصرى وطنياً فى مواقفه ممن أستولوا على السلطة ومؤسساتها، أن يعلن مواقفه بكل شجاعة ضد الفساد والأرهاب والجرائم التى ترتكب ضد جنود الجيش ونشطاء الثورة والمتظاهرين.

بعد كل هذه الأحداث والمفارقات الكوميدية الرئاسية والإعلامية نكتشف أننا أمام أزمة مفتعلة لتضليل الحراك السياسى المضاد لنظام مرسى والذى يزداد يوماً بعد يوم، لأنه حتى الآن لا يوجد تقرير حقيقى لخبراء مصريين درسوا موضوع هذا السد حتى يشعل الإعلام الرئاسى الموضوع وكأننا نعيش حالة حرب أو حياة أو موت مع دولة أثيوبيا، كل هذه النار التى أشعلها إخوان النظام تعمل من أجل مصالحهم فى التعتيم على مشاكل الشعب الحقيقية، والآن أمام شعب مصر وسياسييها خيارين ويجب أختيار أحدهما: الخيار الأول أن نستمر فى ثقافة العدوانية والغزوات والسلوك بأفكار جاهلية لا تصلح لعصرنا، الخيار الثانى أن نتعلم ثقافة العصر ثقافة العيش المشترك والحقوق الإنسانية وأن نبدأ سياسة جديدة مع أثيوبيا بأعتبارها الصديق الأول لمصر من دول الجوار لأنها الوحيدة التى فى قدرتها تقديم كوب ماء لنشربه أو منعه عنا!!!

وأختم مقالى بوزير الخارجية الأثيوبى الذى تداولت الأنباء خبر إعادة نشره أعتذار البرادعى عما دار فى الحوار الوطنى على موقع وزارة الخارجية الأثيوبية فى تويتر، وأضاف وزير الخارجية الأثيوبى فى عبارة سياسية حكيمة على تويتر:(أشكركم جميعا على مشاعركم الطيبة، فقد وضعتنا الطبيعة جنبا إلى جنب وليس أمامنا خيار سوى التعاون فقد جاء سد النهضة أيها الإخوة والأخوات ليحمل منافع مشتركة بيننا وأن الاقتراحات السلبية لن تفيد).

هل وصلت الرسالة الدبلوماسية الأثيوبية الحكيمة إلى الأخوة الأعداء الذين ينتظرون جنازة ليشبعوا فيها لطم؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة العقل الغيبى
- مين بيقول ايه إزاى عشان إيه
- الحفاظ على أرواح الخاطفين
- النظام يستسلم للإجرام
- تمرد وطنى على الدكتاتورية
- فشل النهضة والقرداتى
- سيناريوهات الثورات العربية
- الشاطر ودولة الإخوان
- مشروع نهضة الإخوان
- وزير التحرش الجنسى بجدارة
- تحرش وزير الإعلام الجنسى
- ليست فتنة وليست طائفية
- باسم يوسف رمز مصرى
- مرتكب الإجرام ليس مجهولاً
- إرهاب الإرادة الشعبية
- حد الحرابة شريعة جاهلية
- تحرير فريق الإرهاب
- الإنقاذ الأمريكى للإخوان
- محاكمة طغاة الإسلام السياسى
- إغتيال الوطن


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - رسالة الدبلوماسية الأثيوبية