أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - الحفاظ على أرواح الخاطفين














المزيد.....

الحفاظ على أرواح الخاطفين


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 4104 - 2013 / 5 / 26 - 16:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أنتهت العملية الإرهابية برجوع الجنود التى كما بدأت أنتهت والغالبية لا تعرف شيئاً عن هوية الخاطفين وهل لهم مطالب أم لا، وما الذى دفعهم إلى اللجوء إلى منازل أهل سيناء هرباً من قوات الجيش والشرطة كما أذاع الإعلام الإعلام الرسمى وأن أهالى رفضوا إستضافتهم أو توفير مخابئ آمنة لهم، وأثناء هروبهم والذى يعنى أن قوات الجيش أكتشفت مواقعهم وكان بأمكانها تضييق الخناق عليهم وإنهاء عملية الخطف التى أعلن إعلام مرسى والمتحالفين معه أن الخاطفين قسموا أنفسهم إلى مجموعات ثلاث، أى كل مجموعة إرهابية معها أثنين من الجنود المخطوفين وهذا يسهل أكثر عملية التعامل معهم، لكن الذى حدث أن الجيش والشرطة كانوا يراقبون عن بعد أو عن قرب تنقلات الإرهابيين، وفى نهاية المسرحية الهزلية أعلن الجيش والداخلية أنهم ضيقوا الخناق عليهم وأضطروهم إلى الخروج إلى وسط سيناء حيث الصحراء المكشوفة مما يسهل أصطيادهم والإيقاع بهم، وهو كلام لا يقنع إلا أطفال السياسة من نظامنا الحاكم، فمن غير المعقول أن إرهابيين يسلمون أنفسهم لقوات أكبر منهم وتفوق عددهم وعتادهم ليكون من السهل محاصرتهم وإلقاء القبض عليهم، أنهم ليسوا بهذا الغباء حتى يخرجوا إلى الصحراء المكشوفة بدلاً من الهروب إلى الجبال والمغارات التى يعرفون طرقها الوعرة ويعيشون فيها؟

ليس صحيحاً أن الأهالى رفضت حماية الإرهابيين مما ساعد الجيش على إجبارهم على الخروج إلى العراء حيث الصحراء المفتوحة، فالقضية لها صورة أخرى غير الصورة التى روج لها الإعلام الرسمى إعلام الرئاسة الإخوانية والجيش المتحالف معها لأسباب سيكشفها المسقبل القريب، لكن الذى نريد التوقف أمامه هو حديث الرئيس الذى طلب أو أمر بالحفاظ على حياة الخاطفين، ويبدو أن الأستاذ مرسى لغته المؤدبة لا تسمح له بأستعمال وصف المجرمين أو الإرهابيين لهؤلاء الجناة الخاطفين للجنود المصريين، لكن ما يهمنا هو أن هذا الكلام معناه الصريح هو السماح للإرهابيين بالهروب والفرار فى الوقت الذى كان بإمكان القوات المسلحة وقوات الأمن المصرى أن تقبض عليهم فى هذه الصحراء المكشوفة قبل إقترابهم من الجبال أو دولتهم الحصينة التى لا يستطيع أحد الأقتراب منها بأوامر عليا فى دولتنا الديموكتاتورية وهو المعنى الوحيد المقصود بالحفاظ على حياة الخاطفين أى حتى يرجعوا إلى قواعدهم سالمين!!

من يسمع الرئيس يقول ذلك فى إجتماعه بوزراء الدفاع والداخلية يشعر ويستنتج بأن الخاطفين يعرفهم جيداً وله علاقة خاصة بهم لذلك يرغب فى عدم المساس بحياتهم، فالجميع يتفق أن الكلمات المناسبة فى تلك المناسبات هى الحفاظ على أرواح المخطوفين والحرص على عدم إراقة نقطة دم واحدة من حياتهم، فالإهتمام الأول والأخير تحرير الخاطفين بأقل خسائر من جانب قوات الدولة التى تعمل على تحريرهم من قبضة المجرمين، لكن إهتمام المسئولين الثانى يكون القبض على الخاطفين سواء كانوا أحياء أو أموات للتحقيق فى الجريمة، لكن لسان الخيانة وعدم الوطنية يقول حافظوا على رؤوس المجرمين الخاطفين أطال الإرهاب فى أعمارهم وأبقاهم لنا ذخراً وفخراً فى مستقبل الأيام!!!

غياب المنطق وإستغباء الملايين إعتماداً على أن ذاكرة الجميع ضعيفة والفرحة بتحرير المخطوفين تمحو كلمات الرئيس العبقرية ليطويها النسيان، وكذلك عدم التفكير فيما قالته مصادر مطلعة بالقوات المسلحة من أنها وضعت خطة خداع إستراتيجى لتحرير الجنود وأن الجيش لم يقوم بأى عمليات عسكرية لتحريرهم، ويستمر الخداع الأستراتيجى أو الأستغباء بظهور بيان للسلفية الجهادية تطلب وتناشد قيادات الرئاسة والجيش تنفيذ مطالب الخاطفين بالإفراج عن المعتقلين من أهالى سيناء كما جاء فى الفيديو المخجل للجنود أثناء إختطافهم، إذن نحن أمام أكذوبة مسرحية كبرى تتم فى سرية يشاهد فصولها الدرامية الشعب المصرى بينما الرئاسة والجيش والجماعات الدينية تعمل من وراء الكواليس على الخداع والتمويه الأستراتيجى من أجل الحفاظ على حياة الخاطفين!!!

وسط هذا التجييش الإعلامى الرسمى المتعاطف مع الخاطفين يقول المسئول الأول فى مصر أن سيناء آمنة مستقرة وهو يطلب من قيادات الوطن بالحفاظ على حياة الخاطفين؟ كيف نفهم ويدخل عقولنا هذا الكلام المتناقض؟ كيف يقول أن سيناء آمنة ومستقرة وهو يسمح بفرار الإرهابيين ليخططوا من جديد لعمليات إرهابية أخرى ينسى فيها الشعب مشاكله ويهنئ الرئيس بالأنتصار الباهر؟
إنه كلام شاذ ومشبوه ومضلل وفاسد اخلاقياً لا يوجد فيه صدق أو أستقامة بل كلام يعبر عن إزدواجية قائله وعبثية قراراته، إن إنهيار شعبية مرسى لا تعطيه الحق فى التصرف بعنترية كاذبة ليخلق لنفسه أحداث ترفعه فيها جماعته لمرتبة الظافر المنتصر كأنه خارج من أنتصار حربى كالسادس من أكتوبر، لكن الشئ الذى يتجاهله الجميع أن سيناء والوطن المصرى ما زالوا مختطفين من مسئولين لا يعرفون إدارة البلاد ويعملون فقط لتحقيق أهدافهم الدينية وهذا هو الخطر الذى ينبغى كشفه لأبناء مصر.

رغم كل تلك الأحداث الغامضة لم يقول لنا أصحاب السلطان هل الخاطفين إرهابيين أم مجرمين أم مجرد خاطفين فقط والسلام؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام يستسلم للإجرام
- تمرد وطنى على الدكتاتورية
- فشل النهضة والقرداتى
- سيناريوهات الثورات العربية
- الشاطر ودولة الإخوان
- مشروع نهضة الإخوان
- وزير التحرش الجنسى بجدارة
- تحرش وزير الإعلام الجنسى
- ليست فتنة وليست طائفية
- باسم يوسف رمز مصرى
- مرتكب الإجرام ليس مجهولاً
- إرهاب الإرادة الشعبية
- حد الحرابة شريعة جاهلية
- تحرير فريق الإرهاب
- الإنقاذ الأمريكى للإخوان
- محاكمة طغاة الإسلام السياسى
- إغتيال الوطن
- سلطان المقدس فى التحرش الجنسى
- قاتلوا جنود الله
- بشائر وبركات مرسى


المزيد.....




- الحرائق الكارثية أتلفت أكثر من 30 مليون هكتار من غابات البرا ...
- إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع إيران.. هل تكون غزة الت ...
- سوريا.. انفجار دمشق يثير التساؤلات وسط فوضى أمنية وإعلامية م ...
- بزشكيان: إيران لا تسعى للسلاح النووي وسنحمي حقوقنا المشروعة ...
- قادمة من مخيم الهول.. الداخلية تكشف عن خلية -داعش- المتورطة ...
- سلطة في الظل.. هل حلّ -الشيخ- مكان الدولة في سوريا؟
- حدث أمني -حساس- في خان يونس.. مقتل وإصابة ما يزيد على 20 جند ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- مساندة الجزائر لإيران: -مجازفة دبلوماسية- مع الولايات المتحد ...
- الخارجية الليبية تستدعي سفير اليونان للاحتجاج


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل نجيب - الحفاظ على أرواح الخاطفين