أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - السلطان أوردغان














المزيد.....

السلطان أوردغان


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 4113 - 2013 / 6 / 4 - 02:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هذا هو ديدن المتجبرين دوماً . غباؤهم يدل عليهم ولا فرق هنا بين إنتماءاتهم الفكرية او قناعاتهم السياسية او الدينية . أغبياء في حساباتهم سواءً إصطفوا مع أولئك الذين يتبجحون بالديمقراطية والعدالة والحكم حسب الدستور ، أو مع هؤلاء من منظري الإسلام السياسي سواءً إنتموا إلى ما يسمونه الإسلام المعتدل او المؤسساتي ، كما يرغب العثمانيون الجدد ان يطلقوه على تجربتهم في الدولة الإسلامية الحديثة . أو من منظري هذا الإسلام السياسي ممن يريدون إقتفاء آثار الأموات الذين يسمونهم السلف الصالح والذين يناجونهم طوال اللحى ويتوسلون إليهم ليحكموا هذه الأمة من قبورهم ، إذ ان أحياؤها تدور في متاهات القرن الحادي والعشرين التي لا يستوعبها غباؤها .
إنهم أغبياء مهما إختلفت درجات تعليمهم وتباينت أطوال لحاهم وتعددت احجام عماءمهم. حتى أولئك الذين بدوا للناس بلباس غير لباسهم ، ما هم إلا أغبياء يحسبون انهم بذلك يستطيعون إخفاء ما تلبست به قلوبهم من تخلف لا يخفيه لباس التمدن الذي لجأوا إليه.
إنهم أغبياء لأنهم غير قادرين على التعلم حتى من تجارب أقرانهم في الغباء الذين وقعوا فيي نفس المآزق وواجهوها بنفس الأساليب التي اثبت الواقع فشلها لدى كل منهم ، إلا ان المآزق التي تتكرر تُواجَه بنفس تلك الأساليب الفاشلة وكأن التاريخ لم يقل كلمته فيها. ولكن من حقهم ان يتصرفوا مثل هذا التصرف لأنهم لا يفقهون التاريخ ولا علم لهم بمسيرته التي تتطلب البصر والبصيرة وهم في فراغ من الإثنين .
وأصنام هذا الغباء في تاريخنا الحديث كثيرون وتشير إليهم أحداث التغيير التي حدثت في تونس وليبيا ومصر واليمن وما يجري الآن في سوريا والبحرين وما سيجري قريباً في إيران والسودان والأردن والمغرب وعلى ارض الطامة الكبرى آل سعود وآل ثاني وكل الآلات التي هي آلات طيعة فعلاً لحارسي عروشهم ومالئي كروشهم .
وقد دخل على الخط الآن غبي غير عربي ، ونحمد الله ونشكره على دخوله على هذا الخط حتى لا يقال بان مثل هذا الغباء سيبقى ماركة مسجلة للعرب فقط . وبطل الغباء الجديد هذا هو السلطان العثماني أردوغان . ولكن ما هو سر هذا الغباء ؟
إن سر هذا الغباء هو إشتراك ابطاله جميعاً بالموقف من الإحتجاجات الجماهيرية التي تنال عروشهم . فجميعهم ، وهذا ما يفعله السلطان العثماني اليوم ايضاً ، وسموا هذه الإحتجاجات الجماهيرية باشنع الأوصاف إبتدأت بالعمالة للأجنبي الذي يحركها من خارج حدود الوطن . وتكاد تكون هوية هذا الأجنبي واحدة في كل مكان سيان أكانت هذه الهبات الجماهيرية في الجماهيرية العربية لليبية الإشتراكية الديمقراطية االعظمى او في تونس أو في جمهورية مصر العربية او في اليمن أو في غيرها ، فهي لا تتعدى الهوية الصهيونية حيناً أو الصهيونية والإستعمار حيناً آخر ، وكأن الأمهات في الشعوب التي يتحكم بها أغبياؤها لم تلد أناساً يميزون بين الغث والسمين وبين الحاكم الصالح والطالح وبين الحق والباطل وبين العدالة والظلم ، فتظل مستكينة ما شاء لها الدهر ليظل حكامها يمرحون ويسرحون في قصورهم الفارهة ويتمادون في حياة البذخ والفسق والمجون ما شاء لهم القدر ليتوارثها بعدئذ الأبناء عن الآباء وليذهب المحكومون إلى حيث يشاؤون .إذن فشماعة الأجنبي هذه التي لم تنقذ الحكام من سقوطهم يوظفها اليوم ، وبكل غباء يتجاهل نتائجها لدى الآخرين ، السلطان العثماني ضد الجماهير التي خرجت إلى شوارع أنقرة واسطنبول وأزمير وغيرها من المدن والتي ستتسع مدن تواجدها في الأيام القادمة ، لتطور إحتجاجها من رفض توسع بناء الفنادق الضخمة على حساب البيئة إلى رفض لأوردغان وحزبه الذي يسير بالمجتمع التركي نحو أسلمة الدولة التي يحكمها حزب الحرية والعدالة الإسلامي التوجه .
وكما تصرف سابقوه من فصيلة الأغبياء يتصرف السلطان اوردغان بنفس ذلك التصرف الأهوج حينما يُصعِد من خطاباته التهديدية ضد المتظاهرين والتي يدعمها بالقوة العسكرية التي تنزل إلى الشوارع بما تحمله من اسلحة القمع التي تستعملها فعلاً ليسقط الضحايا من قتلى وجرحى والتي لا تؤدي سوى إلى التصعيد من جانب المتظاهرين ايضاً ، وهكذا يظل المجتمع يدور في حلقة مفرغة لا تُعرف نهايتها وقد تؤدي إلى الحرب الأهلية التي يكون الخاسر الأساسي فيها الوطن وأهله . كل ذلك يجري لأن الغباء المتشبعة به عقول وأدمغة هؤلاء السياسيين مثل اردوغان لا يفقهون النتائج التي مر بها امثالهم من الحاكمبن حينما لجأوا إلى مثل هذا الأسلوب في التعامل مع المتظاهرين .
وقد يلجأ أردوغان ايضاً : كما فعلها زملاؤه الأغبياء من قبله ، إلى الإيعاز إلى أنصاره بالخروج في مظاهرات مضادة يمكن ان يكون البلطجية قوامها الأساسي ليشيعوا الفساد والعنف ومنطق القوة على الشوارع والمدن التي ستعمها المظاهرات المطالبة برحيل اردوغان وحزبه وكل إجراءاته القمعية واساليب حكمه المتخلفة .
أو قد يلجأ أردوغان ، كسابقيه من الحكام الأغبياء ، إلى إجراء بعض الإصلاحات الهامشية التي يتصورها عقله الظامر بأنها تقود إلى الطريق الذي سيخفف من حدة الهيجان الشعبي ضده وضد حزبه الإسلامي الحاكم ، فيثبت بذلك بأنه لم يستوعب فعلاً حتى التاريخ القريب جداً ناهيك عن إستيعابه لحركة تاريخ الثورات الشعبية على النطاق الأممي . هذه الثورات التي قادتها الجماهير التي تصورها الطغاة بانها عديمة الحول والقوة تجاه جبروتهم وتجاه قوة آلتهم القمعية .
لقد اثبت التاريخ القريب والبعيد بأن مثل هذه الأساليب التي يتخذها الحكام الجبابرة واحزابهم التي يستندون إليها ، حتى وإن كانت لها قاعدة شعبية اليوم ، لا يمكن ان تؤدي إلى إستمرارية هذه القاعدة الشعبية غداً والتي ستنهار على رؤوس هؤلاء الحكام يوماً ما وإن هذا اليوم غير مستبعد الحدوث بتاتاً حتى ولو أوعز فقهاء السلاطين إلى سلاطينهم بأنهم ينعمون بالعناية الإلهية.



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الفلسطينية آفاقها السياسية وسبل حلها
- حملة مناهضة الفساد في العراق
- ولو كَرِهَ الحاكمون ...
- وماذا بعد العَشر
- تسع وسبعون سنة وشبابه يتجدد
- ولكم في السنين العشر الماضية عِبرَة يا أولي الألباب
- النائبات النائبات *
- ثقافة الإختلاف ... الفريضة التي غيبها الإسلام السياسي
- أنياب البعثفاشية
- الحصانة البرلمانية ... هل تحولت إلى حصان طروادة في العراق ؟
- إرحموا ما تبقى من سمعة العراق يرحمكم الله
- لا تنسوا البعثفاشية رجاءً
- الأزمة ... مسرحية عراقية بعدة فصول
- حتى القرآن يمنعونه عن النساء
- حصاد الطائفية
- بماذا يؤمنون إذن ..؟ 2/2
- بماذا يؤمنون إذن ...؟ 1/2
- الحوار المتمدن في ذكراه الحادية عشرة
- مَن يضطهد شعباً لا يسعى لحرية شعب آخر
- التضامن العربي الكوردي على المحك


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - السلطان أوردغان