أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل كلفت - قصتان غريبتان بقلم: روبرت فالزر














المزيد.....

قصتان غريبتان بقلم: روبرت فالزر


خليل كلفت

الحوار المتمدن-العدد: 4108 - 2013 / 5 / 30 - 18:43
المحور: الادب والفن
    


Robert Walser
ترجمة: خليل كلفت (عن الإنجليزية)
رجل برأس من القَرْع
ذات مرة كان هناك رجل وكان عنده فوق كتفيْه، بدلا من رأس، قَرْعٌ مجوَّف. ولم يكن لهذا كبير عونٍ له. ومع هذا كان ما زال يريد أن يكون رقم واحد. هذا هو نوع الشخص الذى كانه. وبدلا من اللسان كانت له ورقة من شجر البلوط تتدلَّى من فمه، وكانت أسنانه مقطوعة بسكين. وبدلا من العينين، كان له فقط ثقبان مستديران. ووراء الثقبيْن، كان عَقِبا شمع يرمشان. كانت هاتان عيناه. ولم تساعداه على أن يرى بعيدا. ومع هذا قال أن عينيه كانتا أفضل من عينىْ أىّ شخص، المتبجِّح. وعلى رأس القرع لبس قبعة طويلة؛ وقد اعتاد أن يخلعها كلما تكلم معه أىّ شخص، وكان مؤدَّبا جدا. وذات مرة خرج هذا الرجل ليقوم بجولة. غير أن الريح هبَّتْ بشدة إلى درجة أن عينيه خرجتا. أراد أن يُشْعِلَهما مرة أخرى، ولكنْ لم يكنْ معه كبريت. بدأ يصرخ فى عَقِبَىْ الشمع، لأنه لم يكن يمكنه أن يجد طريقه إلى بيته. وهكذا جلس هناك، وأمسك برأسه القرع بين يديْه، وأراد أن يموت. لكن الموت لم يأتِ إليه بمثل هذه السهولة. كان لا بد من أن تأتى فى البداية خنفساء يونيو، التى أكلتْ ورقة شجر البلوط من فمه؛ وكان لا بد من أن يأتى طائر، نقر ثقبا فى جمجمته القرع؛ وكان لا بد من أن يأتى طفل، انتزع عَقِبَىْ الشمع. وعندئذ استطاع أن يموت. وما زالت الخنفساء تأكل ورقة الشجر، وما زال الطائر ينقر، وما زال الطفل يلعب بعَقِبَىْ الشمع.

الخادمة
كانت توجد خادمة عند سيدة غنية وكان على هذه الخادمة أن تعتنى بطفلتها. وكانت الطفلة رقيقة مثل شعاع من القمر، نقية مثل ثلج حديث السقوط، ومحبوبة مثل الشمس. أحبَّتْ الخادمة الطفلة بقدر ما أحبَّتْ القمر، والشمس، وتقريبا بقدر ما أحبَّتْ ربها العزيز ذاته. ولكنْ ذات يوم ضاعت الطفلة، ولم يعرف أحدٌ كيف، وعلى هذا خرجت الخادمة تبحث عنها، وبحثتْ عنها فى كل مكان فى العالم، فى كل المدن والبلاد، حتى فى بلاد فارس. وهناك فى فارس وصلتْ الخادمة ذات ليلة إلى برج واسع مظلم، وكان ينتصب بجوار نهر واسع مظلم. ولكنْ هناك فى الأعلى داخل البرج كان يشتعل ضوء أحمر، وسألتْ الخادمة المخلصة هذا الضوء: هل يمكنك أن تقول لى أين طفلتى؟ ضاعت منا وطوال عشر سنوات أبحث عنها. إذن استمرِّى فى البحث عنها عشر سنوات أخرى، قال الضوء، وخرج. وهكذا بحثت الخادمة عن الطفلة عشر سنوات أخرى، فى كل المناطق وعلى كل المسالك الفرعية على الأرض، حتى فى فرنسا. وفى فرنسا توجد مدينة كبيرة ورائعة، اسمها پاريس، وإلى هذه المدينة وصلتْ. وذات مساء وقفتْ بجوار مدخل حديقة جميلة، وبكتْ، لأنها لم تستطع أن تجد الطفلة، وأخرجتْ منديلها الأحمر لتمسح عينيْها. عندئذ انفتحتْ الحديقة وخرجت طفلتها. رأتْها وماتتْ من شدة السرور. لماذا ماتتْ؟ هل يفيدها ذلك بشيء؟ لكنها كانت فى تلك اللحظة عجوزة ولم تَعُدْ تستطيع أن تتحمَّل كل هذا. والطفلة الآن سيدة رائعة وجميلة. وإذا التقيتَ بها ذات يوم، قدِّمْ لها أطيب تحياتى.
1913



#خليل_كلفت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البومة قصة: روبرت فالزر
- -أبله- دوستويفسكى قصة: روبرت فالزر
- نوع من الحديث قصة: روبرت فالزر
- جولة قصيرة قصة: روبرت ڤ-;-ازر
- القوّاد قصة: روبرت فالزر
- اعتداء عنصرى بشع على الصحفية النوبية السودانية فاطمة على فى ...
- تمرُّد
- رسالة إلى تيريزه برايتباخ قصة: روبرت ڤالزر
- كيناشت قصة: روبرت ڤالزر
- ڤلاديمير قصة: روبرت ڤالزر
- شهر العسل قصة: روبرت ڤالزر
- أسطورة روح الثمانية عشرا يوما المجيدة
- حكاية قروية قصة: روبرت ڤالزر
- البرلينية الصغيرة قصة: روبرت ڤالزر
- السلطة التنفيذية هى السلطة الحقيقية الوحيدة فى مصر
- توبة قصيدة للشاعر البرازيلى: مانويل بانديرا
- قصة قاسية قصيدة للشاعر البرازيلى: مانويل بانديرا
- جميل جميل قصيدة للشاعر البرازيلى: مانويل بانديرا
- طائر السنونو قصيدة للشاعر البرازيلى: مانويل بانديرا
- جَذَرَ جَذْرا وجذَّر تجذيرا وتجذَّر تجذُّرا (مناقشة على هامش ...


المزيد.....




- خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية بالاسم فقط “هنــــ ...
- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل كلفت - قصتان غريبتان بقلم: روبرت فالزر