أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل كلفت - البومة قصة: روبرت فالزر














المزيد.....

البومة قصة: روبرت فالزر


خليل كلفت

الحوار المتمدن-العدد: 4106 - 2013 / 5 / 28 - 16:39
المحور: الادب والفن
    


ترجم: خليل كلفت
بومة، داخل جدار متهدِّم، قالت لنفسها: أىُّ حياة مرعبة. كان يمكن لأىِّ واحدٍ أن يفزع، لكنى، أنا صبورة. أُخْفِضُ عينىّ، وأنكمش. كل شيء فىَّ وعلىَّ يتدلَّى مثل أستار رمادية، ولكنْ فوقى، أيضا، تلمع النجوم؛ ومعرفتى لهذا تُقَوِّينى. ويغطينى ريش كثيف: بالنهار أنام، وبالليل ها أنا مستيقظ. وأنا لا أحتاج إلى مرآة لأكتشف كيف أبدو: الإحساس يُخْبِرُنى. ويمكننى أن أفكِّر بسهولة فى وجهى الغريب.
يقول الناس أننى قبيحة. ولو عرفوا أىّ ابتسامات أحسّ بها داخل روحى، ما كانوا ليعودوا يهربون منى فى فزع. لكنهم لا ينظرون إلى الداخل، ويقفون عند الجسم، الملابس. ولعلنى أقول إننى كنتُ ذات يوم صغيرة وحلوة، غير أن هذا يجعل الأمر يبدو وكأننى أشتاق إلى الماضى، وليست تلك طريقتى. فالبومة، التى مارست ذات يوم أن تكبر، وأن تعانى مرور الزمن وتغيُّره بهدوء، إنما تجد نفسها فى كل لحظة حاضرة.
وهم يقولون لى: "الفلسفة". لكن الموت الذى يأتى قبل الأوان يلغى الشيء الأخير. والموت ليس بالشيء الجديد على البومة، فهى تعرفه من قبل. ويبدو الأمر وكأننى سيدة متعلمة، تلبس نظارة، ويوجد شخص ما مهتم بى إلى حد أنه يزورنى من وقت لآخر. إنه يجدنى متآلفة. وهو يقول لى أننى شخص لا يُخَيِّب ظنه. وبطبيعة الحال فأنا لم أفتنه أيضا. وهو يدرسنى بعمق، ويُمَلِّس على جناحىَّ، ويأتينى بحلوى أحيانا، ليُبْهِجنى بها، فهكذا يتصور، أكثر الإناث جدية، ولا يرتكب أىّ خطأ. وأنا أقرأ الآن شاعرا تجعله براعته مناسبا لأن يستوعبه البوم. وهناك شيء حلو فى أسلوبه، شيء ما خفىّ، غير قابل للتحديد، وأقصد أن أقول، إنه يلائمنى. وذات يوم كنتُ فاتنة، وكنت أضحك وأغرِّد بالنكات وأُلْقِى بها فى وجه اليوم، وأَدَرْتُ رؤوس شبان كثيرين. والآن تبدو الأمور مختلفة، وفى الحذاءيْن اللذيْن ألبسهما ثقوب، وأنا عجوزة، وأجلس وأقول لاشيء.
1921



#خليل_كلفت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -أبله- دوستويفسكى قصة: روبرت فالزر
- نوع من الحديث قصة: روبرت فالزر
- جولة قصيرة قصة: روبرت ڤ-;-ازر
- القوّاد قصة: روبرت فالزر
- اعتداء عنصرى بشع على الصحفية النوبية السودانية فاطمة على فى ...
- تمرُّد
- رسالة إلى تيريزه برايتباخ قصة: روبرت ڤالزر
- كيناشت قصة: روبرت ڤالزر
- ڤلاديمير قصة: روبرت ڤالزر
- شهر العسل قصة: روبرت ڤالزر
- أسطورة روح الثمانية عشرا يوما المجيدة
- حكاية قروية قصة: روبرت ڤالزر
- البرلينية الصغيرة قصة: روبرت ڤالزر
- السلطة التنفيذية هى السلطة الحقيقية الوحيدة فى مصر
- توبة قصيدة للشاعر البرازيلى: مانويل بانديرا
- قصة قاسية قصيدة للشاعر البرازيلى: مانويل بانديرا
- جميل جميل قصيدة للشاعر البرازيلى: مانويل بانديرا
- طائر السنونو قصيدة للشاعر البرازيلى: مانويل بانديرا
- جَذَرَ جَذْرا وجذَّر تجذيرا وتجذَّر تجذُّرا (مناقشة على هامش ...
- نجمة الصباح


المزيد.....




- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...
- فيلم من إنتاج -الجزيرة 360- يتوج بمهرجان عنابة
- -تاريخ العطش-.. أبو شايب يشيد ملحمة غنائية للحب ويحتفي بفلسط ...
- -لا بغداد قرب حياتي-.. علي حبش يكتب خرائط المنفى
- فيلم -معركة تلو الأخرى-.. دي كابريو وأندرسون يسخران من جنون ...
- لولا يونغ تلغي حفلاتها بعد أيام من انهيارها على المسرح
- مستوحى من ثقافة الأنمي.. مساعد رقمي ثلاثي الأبعاد للمحادثة
- جمعية التشكيليين العراقيين تستعد لاقامة معرض للنحت العراقي ا ...
- من الدلتا إلى العالمية.. أحمد نوار يحكي بقلب فنان وروح مناضل ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خليل كلفت - البومة قصة: روبرت فالزر