أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - الاستغلال السئ للدين ..محمد والمسلمين نموذجا















المزيد.....

الاستغلال السئ للدين ..محمد والمسلمين نموذجا


احمد داؤود

الحوار المتمدن-العدد: 4100 - 2013 / 5 / 22 - 22:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


اذا ما افترضنا بان الدين الهي فهذا يعني انه لم يُنزل الا لينظم حياة المجتمع ،اي بمعني اخر ليشبع حاجاتهم الفكرية والنفسية ويجيب علي كثير من تساؤلاتهم ويعالج معظم القضايا التي تواجههم .ولكن الامر في الاسلام خلاف ذلك .حيث ظل ومنذ تاسيسه وحتي الان يشبع حاجات بعض اتباعه بينما ينتهك في ذات الوقت حياة البعض الاخر ،اي انه عباره عن ستار لتبرير الكثير من الممارسات السالبة التي يرتكبها المتحدثين باسمه ضد الاخرين والذين قد يشملون عامة المسلمين .

فعندما برز محمد للوجود واعلن نبوته فهو لم يهدف الي اخراج الناس من الظلمات الي النور او لتنظيم حياه المجتمع الجاهلي وانما كان يسعي الي استغلال ذاك الدين لتبرير ممارساته وشرعنتها . ويخبرنا التاريخ علي سبيل المثال بان الوحي لم ياته في اوقات كثيرة الا لينصره ويفند اراء مناهضيه بل ويلبس علي سلوكه لباس الشرعية الالهية حتي لو كان هذا السلوك يتعارض كثيرا مع مبدأ العدل الالهي . فحينما فرق بين ابنه بالتنبي زيد وزوجته زينب بنت جحش واتخذ هذه الاخيرة زوجةًً تعرض للانتقاد من قبل افراد مجتمعه .بيد انه ليبرر سلوكه السالب قام بتاليف بعض النصوص القرانية التي تؤيده .بل واعلن بان الله يرغب في ذلك . ولكن لجوء محمد للوحي لم يكن حكرا علي تلك الحادثة فقط . فما ان تواجهه مشكلة ما او يتعرض لانتقاد من شخصا ما حتي يستغل سلاح الوحي لتفنيد ذاك الانتقاد حتي ان البعض اعلن بان اله محمد يتعامل بسياسة ردود الافعال .حيث يرتبط الوحي ارتباطا لصيقا بما يواجهه محمد من تحديات وازمات .فان اختفت تلك التحديات توقف الوحي اما حينما تبرز سيعود الوحي بالتاكيد .

ففي حربه ضد مناهضيه اليهود كان محمد يستهدف الممتلكات العامة بل ويامر بقطع النخيل الذي يعتبر مصدر رزق للكثير من قطاعات المجتمع التي تقع خارج نطاق فئة المحاربين .ولكن عندما انتقده البعض واعلن بان مثل هذا السلوك لا يمكن ان يصدر من شخص مرسل من اله الكون لجأ محمد الي تاليف نصوص قرانية تجرم كل من يقول ذلك بل انه اعلن "بان النخيل الذي قطع تم بامر الله ". وحينما سُرقت مواشيه لجا الي سن حد الحرابة الذي يأمر بقطع اعضاء الانسان من خلاف .وهو بذلك لا يهدف الي القضاء علي ظاهرة السرقة والاعتداء وانما لحماية ممتلكاته التي قد تتعرض لتك الاشياء تحت اي لحظة.واغلبية التعاليم والقوانين التي سنها محمد كانت تهدف في المقام الاول الي اشباع حاجاته الشخصية لا حاجات العامة من المسلمين حتي ان عائشة زوجته قالت له "لماذا يسارع ربك في تحقيق هواك ".

وقد ظل الاسلام علي الدوام بجانب محمد بينما وقف ضد كل من يناهضه .بل ان النصوص القرانية ذاتها لم تنزل الا لتشبع رغباته او تحقق توجهاته .فالنصوص القرانية التي تحث للسلام والمحبة او ما اطلق عليها ايات الاسماح لا تهدف الي اشاعة معاني السلام والحرية وانما كانت دعوة من محمد لمناهضيه بان يمنحوه الفرصة ليعتنق ما يتماشي مع اراداته وخاصة انه كان يفتقر للاليات التي تمكنه من فرض ديانته بالقوة الامر الذي يفسر استبدال تلك النصوص باخري تحث للعنف والاكراه مع امتلاكه لتلك الاليات .

كما ان ذات الشخص كان يستخدم الوحي لكبت الاصوات المناهضة التي قد تكشف زيف ما يذهب اليه تارة عن طريق مواجهتهم بسيف الردة وتارة اخري بواسطة حرمانهم من التفكير والتدبر بحجة ان "الله يحذركم نفسه " كما انه " لا تسالوا عن اشياء ان تبد لكم تسوءكم".

ولكن استغلال الاسلام لتحقيق الاجندة الشخصية ليس حكرا علي محمد فقط .حيث اتبع خلفائه ذات النهج ،فما ان لقي ذاك الشخص حتفه حتي سارع هؤلاء الي تاليف "احاديث" تشرعن وتبرر كل ممارساتهم . فقريش علي سبيل المثال الفت احاديث تؤكد فكرة احقيتها بالخلافة بينما تحرم الانصار من ذلك .ومن ابرز تلك الاحاديث :

* منها ما رواه الإمام أحمد بسنده عن أنس بن مالك: ((أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قام على باب البيت ونحن فيه فقال: الأئمة من قريش، إن لهم عليكم حقًا ولكم عليهم حقًا مثل ذلك، ما إن استرحموا رحموا، وإن عاهدوا وفوا، وإن حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين))

* حديث ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان».

* حديث أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قام على باب البيت ونحن فيه فقال: «... الأئمة من قريش إذا استرحموا رحموا، وإذا عاهدوا وفوا، وإذا حكموا عدلوا، فمن لم يفعل ذلك منهم، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين»

كما ان خلفاء محمد كانوا يلجأؤن الي الاحاديث من اجل الباس توجهاتهم لباس الشرعية .فعثمان بن عفان مثلا كان يدعم موقفه السياسي بالاحاديث التي تقول بان النبي محمد بشره بالجنة .حيث زعم ان محمد قال " من يُبغضُ عثمان أبغض الله " اما عليا فقد جاء ببعض الاحاديث التي تفضله عن بقية الخلفاء منها :


*انه بمنزلة هارون من موسي "‏حَدَّثَنِي ‏ ‏مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏غُنْدَرٌ ‏ ‏حَدَّثَنَا ‏ ‏شُعْبَةُ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏سَعْدٍ ‏ ‏قَالَ سَمِعْتُ ‏ ‏إِبْرَاهِيمَ بْنَ سَعْدٍ ‏ ‏عَنْ ‏ ‏أَبِيهِ ‏ ‏قَالَ ‏ :قَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏لِعَلِيٍّ ‏ ‏أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ ‏ ‏هَارُونَ ‏ ‏مِنْ ‏ ‏مُوسَي".

*اكثرهم علما : "عن أبي إسحاق‏:‏أن علياً لما تزوج فاطمة قالت للنبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ زوجتنيه أعيمش، عظيم البطن‏.‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لقد زوجتكه وإنه لأول أصحابي سلماً، وأكثرهم علماً، وأعظهم حلماً‏"‏‏.‏


*من عاداه عادي محمد :"عن ابو ايوب ثم قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه‏"‏‏.‏

وفي حديث اخر: " عن سعد بن أبي وقاص أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيد علي فقال‏:‏ ‏ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم‏؟‏ من كنت وليه فإن علياً وليه‏"‏‏.‏

وتتبع عائشة زوجة النبي محمد ذات النهج .بل وتذهب للقول الي انها

*افضل النساء : "روى البخاريُّ ومسلمٌ من حديث أبي موسى الأشعري وأنس بن مالك[ - رضِي الله عنهما - قولَ النبي - صلَّى الله عليه وسلم -: ((إنَّ فضْل عائشة على النِّساء كفضْل الثَّرِيد على سائر الطعام)).
*يجب اخذ نصف الدين منها ((خُذُوا شطرَ دينِكم عن الحُمَيراء))
*احب الناس للنبي :روى البخاري من حديث عمرو بن العاص - رضِي الله عنه - أنَّ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعَثَه على جيش ذات السلاسل، فأتيتُه فقلت: أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ قال: ((عائشة))
*نزول الوحي في فراشها ((يا أمَّ سلمة، لا تُؤذِيني في عائشة، فإنَّه والله ما نزَلَ عليَّ الوحيُ وأنا في لحافِ امرأةٍ منكنَّ غيرها)).
وبينما الف الخلفاء احاديث تدعم مواقفهم السياسية وتشرعن كثير من ممارساتهم فانهم جاءوا في ذات الوقت باحاديث تجرم خصومهم وتكفرهم بل وتدعو الي اراقة دمائهم حتي اصبح قتل المسلم لاخيه المسلم باسم الدين امر عاديا ونشط كثير من الائمة والفقهاء بدورهم في الباس ذواتهم لباس المشروعية فيما قاموا بتكفير كل من يناهض توجهاتهم حتي لو كان مسلما يؤمن بفكرة ان "لا اله الا الله وان محمد رسول الله ".ويخبرنا التاريخ الاسلامي علي سبيل المثال بان المسلمين الذين لقوا حتقهم علي ايدي اخوتهم المسلمين اكثر بكثير من اولئك الذين حصدتهم الاله الحربية الخاصة بالاخر المختلف.
وذات الامر ينطبق ايضا علي مسلمي هذا العصر .فالجماعات الدينية وحتي رجال الدين الاسلامي بمختلف مذاهبهم وتوجهاتهم يتحدثون باسم الاسلام ويدعون الدفاع عنه لا بسبب حرصهم علي اعلاء كلمة الحق حسب ما يزعمون ولكن من اجل تحقيق اجندتهم الشخصية وتبرير كثير من ممارساتهم السالبة . ويستغل هولاء الدين من اجل تجييش العامة بل والسيطرة عليهم . وغالبا ما يستثنون انفسهم من قوانين وحدود الاسلام .فبينما يطبقون تلك القوانين والحدود علي العامة فانهم قد يرفضون تطبيقها علي ذواتهم .ففي السودان مثلا امرت هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بجلد كل من يرقص رقصة "الفقس" بينما غضت الطرف عن ذلك حينما تداولت بعض المواقع الالكترونية شريطا مصورا للرئيس عمر البشير وهو يرقص ذات الرقصة مع زوجته وداد. وفيما تقسر القوات النظامية الشباب السوداني لحمل السلاح بحجة الدفاع عن كلمة الله فان ابناء قادة النظام يقضون عطلاتهم بابهي المنتجعات الاروبية .
كما ان ذات الامر يحدث في كل الدول الاسلامية للحد الذي جعل البعض يذهب للقول بان "الدين ليس سوي وسيلة يسيطر بها البعض علي الاخرين ".
كل الاديان قد احتوت علي بعض الجوانب السالبة الا ان اتباعها لم يعملوا علي استغلال تلك الجوانب مثلما فعل المسلمين . فالاسلام ظل منذعهد محمد وحتي الان عبارة عن ستار ترتكب من ورائه افظع وابشع الممارسات التي ترفضها الاخلاق والمعاني الانسانية السامية لذلك ليس غريبا ان يجاهر بعض المسلمين بالحاده طالما ان ديانته ظلت تشبع حاجات اناس بعينهم بينما تنتهك كرامة الاخرين .



#احمد_داؤود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الاسلام دين شمولي
- هل ساعود الي حظيرة الاسلام مرة اخري
- تبريرات واهية
- السر وراء نجاح الدعوة المحمدية
- ارادة الله هي ارادة الانسان
- ما خفي في الربيع العربي
- حول مشروع السودان الجديد
- الثورة لايمكن ايقافها
- الحرب هي الحرب غض النظر عن مكان اندلاعها
- باي معيار تم تفضيل المسلمين
- لا شي يُميز محمد عن الاخرين
- التجميل وحده لا يكفي
- اما الاسلام او العالم
- نحو تعريف افضل -للخير والشر ..الصواب والخطأ-
- غياب الدليل والراي الاخر يدحض صحة الكثير من القضايا والروايا ...
- نحن -ماضويين- والتقدم لا يكون -بالماضوية -
- تعارض ارادة الله مع ارادة الانسان وابتكار فكرة الشيطان
- الردة العظمي والانهيار الاعظم
- الاصلاح لا يكون بانتقاد حامل الفكرة فقط
- التغير يبدأ بانتقاد الدين او محاكمته عقليا


المزيد.....




- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...
- سلي طفلك مع قناة طيور الجنة إليك تردد القناة الجديد على الأق ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على النايل ...
- مسجد وكنيسة ومعبد يهودي بمنطقة واحدة..رحلة روحية محملة بعبق ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - الاستغلال السئ للدين ..محمد والمسلمين نموذجا