أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - التغير يبدأ بانتقاد الدين او محاكمته عقليا















المزيد.....

التغير يبدأ بانتقاد الدين او محاكمته عقليا


احمد داؤود

الحوار المتمدن-العدد: 4045 - 2013 / 3 / 28 - 20:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



يتذمر الكثير من اصدقائي من انتقادي المستمر للدين الاسلامي .ويشيرون الي انه "هدام" اي بمعني انه يهدم اكثر مما يبني .بينما يعتقد اخرون باني اهدف الي احتقار ديانتهم واقلل من شانها. ويقولون :طالما انك غير غير متضرر منها فلماذا لا تدعها وشانها .ويقرون بانه رغم مافي ديانتهم من افكار وتعاليم سالبة الا انهم لا يرغبون في التخلي عنها. شخصيا احترم وجهات نظرهم .واتفهم في ذات الوقت مواقفهم جيدا .ولكن قبل ان اتحدث عن جدوي عملية الانتقاد او المحاكمة العقلية علي اولا توضيح بعض النقاط .

هل انا متضرر من الاسلام ؟.
الاسلام كدين يحوي العديد من الافكار والتعاليم السالبة .والمسلمين يعترفون بذلك رغم انهم يشيرون الي انها خاصة بفترة زمنية معينة .كما انه قد تم نسخها .ولكن الازمة الكبري ان تلك التعاليم هي الاكثر تطبيقا في العصر الراهن .كما انها لا تسبب الضرر للمسلمين فقط باعتبار انها تتحيز لهم كتيرا ضد الاخرين .وهذا يعني بان الفئة الاخيرة هي الاكثر تضررا من الاسلام .ولكن من هؤلاء : هم الملحدين والكفار حسب ما يذهب القران . وانا كشخص لا يؤمن بالاسلام والهه جزء منهم .واذا ما اردت ان اعيش حياتي وفق ما اراه صائبا ساصطدم بالتعاليم الاسلامية التي ترفض ذلك .بل وتطالب بقتالي حسب وصايا محمد الذي يعلن "بان من يبتغي غير الاسلام دينا فلم يقبل منه " و"من بدل دينه فاقلتوه " كما ان ذات التعاليم تحرض المسلمين لمصادرة حقوقي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية .وتطالب بعدم تايدي ومناصرتي حتي من اقرب الاقربين لي .وتؤكد بان من يفعل ذلك سيصبح مثلي .كما انه يستحق ذات العقوبة التي توعدني اله الاسلام بها . وتحرمني ايضا من الزواج من التي احبها وخاصة اذا كانت تؤمن به .كما انها تطلب من ذات المسلمين ان يقسروا الاخرين ليدفعوا الجزية اذا ما ارادو ان يمارسوا شعائرهم وطقوسهم الدينية . وتدعوهم ايضا لممارسة الجنس مع نساؤهم عنوة بحجة انهن "ملك يمين ".

كل الادلة تشير الي اني متضرر من الاسلام كما ان الذي يشاطرني في التفكير هو ايضا متضرر .ولكن يبقي السؤال :متي يكون هذا الضرر:اذا ما اَمن المسلم بان الهه يدعو ه الي قتالي .كما اني مجرم ومغضوب عليه وضال دون ان يطبق ما يؤمن به علي ارض الواقع فانا قد لا اتضرر .ولكن عندما يسعي الي تطبيق ما يؤمن به علي ارض الواقع ؛اي عندما يعاملني كضال ومجرم ويعمل علي قتلي فانا في هذه الحالة متضرر منه . ومن حقي ان ادافع عن ذاتي واناهض وانتقد مصدر هذا السلوك .وبما ان لاسلام هو المصدر لكل ذلك فان الواجب يلزمني بان اتصدي له واحاكم تعاليمه وافكاره السالبة عقليا .

قد يكون هذا الضرر من نصيبي انا ومن نصيب من يشاطرني التفكير .ولكن هذا لايعني ان المسلم غير متضرر من ديانته .بالعكس فهذا الضرر قد ايضا يشمله وان كان بنسبة ضئيلة مقارنة بالضرر الذي يلحقه الاسلام بالاخر المختلف . في القران مثلا الكثير من النصوص التي تحط من كرامة الانسان المسلم " سواء اكان رجلا او امراة" فهو يامر بالقاء اقسي العقوبات الجسدية عليه كالقطع والجلد والبتر .ويمنعه من التفكير الحر الذي قد يؤدي الي ادراك الحقيقة .كما انه يحرمه من حقه في الاعتقاد .ويعلن بان من بدل دينه فاقتلوه .ويامره بالايمان بكل ما يصدر منه حتي لو كان ذاك الامر ضد ارادته ورغباته .هذا فيما يخص المسلم عموما . اما المسلمة فهي الاكثر تضررا من الاسلام .حيث يامر بمصادرة كثير من حقوقها بحجة انها عورة وناقصة عقل ودين .ويمنح الرجل الحق في يعاقبها جسديا ويتحكم في تقرير مصيرها .ويعتبرها مجرد وعاء جنسي يحق للمسلم ان يضاجعها اني ما شاء وكيفما شاء.

وحينما يؤمن الانسان المسلم بالايمان بما ينتهك كرامته .فهو يعتبر غير سوي .ويحق لاي انسان ان يساعده في تجاوز حالته تلك حتي لا يتسبب في الحاق الاضرار بالاخرين .

هل اسعي الي احتقار الاسلام : في كثير من المقالات التي انشرها تنهال علي التعليقات التي تقول باني ليس سوي شخص يسعي الي احتقار الاسلام والتقليل من شانه .ولكني حسب ما قلت في اوقات سابقة هنالك فرق بين احتقار شي ما وابراز حقيقته .وابراز حقيقة شي ما لا تعني باي شكل من الاشكال احتقار له . فعندما اقول ان الاسلام سي وفيه الكثير من التعاليم والافكار السالبة فانا لا احتقره ولكني ارغب في اظهار الجانب الاخر منه .وحينما يدرك المسلمين هذا الجانب فانهم بالتاكيد سيعملون علي اصلاحه وتجاوزه .


هل نقدي هدام :نقول للنقد هدام عندما يهدف الي تبخيس الشي المُنتقد اويسعي الي التقليل من شانه .ولكني لا اهدف الي ذلك .فانا اعتقد بان هنالك جوانب سيئة في الاسلام ظلت تسبب الضرر لي وللاخرين .وعندما انتقد الاسلام فقد انجح في ابراز تلك الجوانب او تبيانها ووضع معالجات لازمة لها .وفي هذه الحالة لا يمكن ان نقول بانه نقد هدام وانه يهدم اكثر مما يبني .وانما هو نقد ايجابي يسعي الي تبيان واصلاح الشي السالب.

اذاً الانتقاد ضروري وواجب .ولكن ما جدوي هذا الانتقاد او المحاكمة العقلية .ترتبط الاجابة حول هذا السؤال حول ماذا كان الازمة في الدين ام المتدين .فان كانت الازمة في المتدين فالمنطق يلزمني بان اوجه انتقادي له وليس للدين الذي قد يكون برئيا من ممارساته وافعاله . اما اذا كانت الازمة في الدين فان الانتقاد يسصبح واجب اخلاقي وقانوي لاي انسان وليس وحدي فقط .

وحسب ما اشرت في مقالات سابقة فان الازمة في الدين وليست في ذات المتدين .لماذا :لانه هو الذي شوه عقليه هذا الاخير .كما انه السبب في كلما تشهده البشرية من ماسي وحروب ودمار وانحدار اخلاقي وفكري وعلمي .كيف: المتدين يمكن ان يعيش بسلام مع اخيه الذي يختلف معه في الاعتقاد الا ان الدين يحرمه من ذلك .بل ويطالبه بقتاله او اقساره لدفع الجزية من اجل ممارسة شعائره وطقوسه الدينية . ذات المتدين يمكن ان يحترم المراة ويعترف بكافة حقوقها الا ان الدين يحرمه من ذلك .ويقول له بانها ناقصة عقل ودين كما انها عورة . المتدين يمكن ان يستخدم عقله للوصول الي الحقيقة او تفسير ومعالجة الكثير من القضايا التي تواجه من حين لاخر الا ان الدين ايضا يمنعه من ذلك .ويطالبه بالتسليم الطلق بكلما ورد فيه حتي لو كان ضد العقل والعلم .

*فك الارتباط بين الله والدين :

الاديان عموما من صنع البشر .وهي عبارة عن خليط من اساطير وافكار وتعاليم الامم السابقة .بيد ان مؤسسيها عملوا علي الباسها ثوب القداسة والالوهة .فاصبح ما صُنع بايديهم الهي .وتهدف تلك الاديان الي تكريس الظلم الاجتماعي والسياسي والاقتصادي . كما انها ليست سوي وسيلة لاعادة انتاج الاخرين او محاولة السيطرة عليهم . والمستفيدون منها دوما هم الذين يتحدثون باسمها .

وعندما ينتقد الانسان الدين فهو يهدف في المقام الاول الي فك الارتباط بينه وبين الذي يفترض انه خلق الكون .لماذا: حسب ما اشرت سابقا فان مؤسسي تلك الاديان عملوا علي الباس ما صنعوه بايديهم او ما ابتكروه من بنات افكارهم عملوا علي الباسها ثوب الالوهية .وحينما يؤمن البشر بها او يطبقون تعاليمها فانهم يعتقدون بانهم يفعلون ما امرهم الله به. ولكنهم بالعكس يفعلون ما امرهم به مؤسسي تلك الاديان . وعملية الانتقاد او المحاكمة العقلية تساعد الانسان في معرفة مصدر تلك التعاليم والتعامل معها بعقلانية كما انها تفك الارتباط بينها وبين الله .وخاصة ان هذا الاخير لو كان موجودا لايمكن ان يكون حسب ما تصوره تلك الاديان .

*انتقاد الدين يعني تغير كافة الاشياء المحيطة بنا :
اي تغير يبدأ بانتقاد الدين ومحاكته عقليا ؛لماذا: لانه يؤثر في كافة الجوانب .سياسيا عن طريق سن قوانين وتشريعات سياسية ووضع السلطة السياسية في ايدي من يعتبرهم خلفاء الله في الارض .واجتماعيا : تنظيم الحياة الاجتماعية ،اقتصاديا :تحديد نمط الاقتصاد او توزيع الثروة . وعندما نحاكم الدين عقليا وننتقده ونكشف كثير من تعاليمه فاننا بذلك سنتسبب في تغير جوانب اخري من حياتنا .

ثورة اروبا كانت في المقام الاول ثورة ضد الدين .وعندما اُنتقِد الدين ووضع عند حده وصلت اروبا الي ما هي عليه الان .وانتقاد الدين يعني مزيد ا من التقدم والتطور.

*لماذا التركيز علي الاسلام فقط : في تعليق له علي احد مقالاتي طرح لي احد القراء السؤال الاتي "لماذا تركزون في نقدكم علي الاسلام فقط بينما تتجاهلون الاديان والمعتقدات الاخري" .ومثل هذا السؤال لم يتم طرحه لي انا فقط .فقد سبق وطرح للدكتورة وفاء سلطان ود/سامي الذيب والاستاذ وديع طعمة . ويعتقد السائلون باننا نهدف من وراء ذلك الي تنفيذ مخطط غربي صهيوني يهدف الي استئصال الاسلام .
ولكن لماذا انتقاد الاسلام :
ـ كل الاديان حسب ما تشير الدكتورة وفاء سلطان قبلت بفكرة ان تظل داخل معابدها الا الاسلام الذي رفض ذلك .واصبح يتدخل في كلما لا يعنيه .وبالتي فالهدف من تركيز الانتقاد عليه هو وضعه في حدوده .
ـ كل الاديان اُنتقِدت وحكومت عقليا عدا الاسلام الذي ظل يرفض ذلك .والتركيز هنا يعني ان الاسلام مثله مثل اي دين ومن حق اي انسان ان يعبر برايه عنه بصراحة.
ـ كل الاديان اكتفت باتباعها فقط بيد ان الاسلام يطمع في انتاج الاخرين داخل بوتقته عنوة . كما انه الاكثر ضرر . فهو يدعو الي العنف والاكراه والقتال .ونحن عندما نركز عليه نرغب في المقام الاول الي استنكار مثل هذا السلوك .واذا لم يحرض الاسلام الي القتل والعنف او يقسر الاخرين للايمان به فقد لا يجد من ينتقده او يحاكمه عقليا .

؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟



#احمد_داؤود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الازمة في الدين ام المتدين
- الي ماذا يشير عجز الاله ؟
- من الذي لا يحترم معتقدات الاخرين؟
- العالم سيكون افضل حينما يكون لادينيا
- مفارقة ...مسلم وعقلاني ....مسلم ومستنير
- الله ...لست ملزما للايمان بك
- رجال الدين ..الوجه الاخر للشيطان
- ماذا منحكم الاسلام حتي تدافعوا عنه؟
- الاسلام والمسلمون يتفنُون في مصادرة الحقوق والحريات
- لاحياة دون تسامح وتقبل الاخرين
- احترموا حرمة اماكنكم المقدسة
- الفكرة قبل القوة
- محمد والتعامل بسياسة ردود الافعال
- نرغب في ديمقراطية حقيقية وليست شكلية
- الي ماذا يدل استدلال المفسرين بالشعر؟
- لا خوف علي العروبة والاسلام
- فلنتفق قبل ان نسقط النظام
- -الله- بري من محمد
- عذرا ايها المسلم..لا نسعي الي استئصالك
- نحتاج وطنا ..لا حكومة تدخلنا الجنة


المزيد.....




- فيديو البابا فرانسيس يغسل أقدام سيدات فقط ويكسر تقاليد طقوس ...
- السريان-الأرثوذكس ـ طائفة تتعبد بـ-لغة المسيح- في ألمانيا!
- قائد الثورة الإسلامية يؤكد انتصار المقاومة وشعب غزة، والمقاو ...
- سلي عيالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على النايل سات ولا يفو ...
- الاحتلال يستغل الأعياد الدينية بإسباغ القداسة على عدوانه على ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تعرض مشاهد من استهدافها لموقع ...
- فرنسا: بسبب التهديد الإرهابي والتوترات الدولية...الحكومة تنش ...
- المحكمة العليا الإسرائيلية تعلق الدعم لطلاب المدارس الدينية ...
- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - التغير يبدأ بانتقاد الدين او محاكمته عقليا