أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - محمد والتعامل بسياسة ردود الافعال















المزيد.....

محمد والتعامل بسياسة ردود الافعال


احمد داؤود

الحوار المتمدن-العدد: 3997 - 2013 / 2 / 8 - 12:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يسعي محمد بكافة الطرق الي اثبات نبوته تارة باثارة عواطف الاخرين واستمالة قلوبهم ،وتارة اخري عن طريق قسرهم للايمان به،وحينما يتعرض للانتقاد من بعض الناس يلجا الي تكفيرهم واباحة دمائهم ،وماان يشكك احدا في نبوته حتي تنزل الايات التي تويده و تنصره وتشهر بخصومه وتقلل من شانهم ،في اشارة واضحة الي تعاملها بسياسة ردود الافعال ،والقاري للقران جيدا يدرك بان كثيرا مماجاء فيه كان دفاعا عن محمد في مواجهة خصومه ،فحينما اتهمت زوجته التي تصغره باكثر من 35 عام بالزنا سارع اله الاسلام في تبرئتها واعلن بان"{إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ .يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ .يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمْ اللَّهُ دِينَهُمْ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ.الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ" وأخرج ابن جرير عن عائشة قالت: رُميتُ بما رُميتُ به، وأنا غافلة، فبلغني بعد ذلك، فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم عندي إذ أُوحي إليه، ثم استوى جالساً، فمسح وجهه وقال: يا عائشة، أبشري، فقلت: بحمد الله، لا بحمدك، فقرأ: {إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ} حتى بَلَغ {أُوْلَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ}.
وأخرج الطبراني عن الحكم بن عتيبة قال: لما خاض الناس في أمر عائشة أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عائشة، فقال: يا عائشة، ما يقول الناس، فقالت: لا أعتذر بشيء حتى ينزل عذري من السماء، فأنزل الله فيها خمس عشرة آية من سورة النور، ثم قرأ حتى بلغ {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ} وشدد الذي برأها علي ضرورة انزال اقسي العقوبات علي الذين خاضوا في تلك الحادثة ،وبشرهم بعذاب اليم في الدنيا والاخرة ،ونعتهم بالمنافقين والكاذبين.
وعندما استنكر المجتمع سلوكه بعد ان قام بالتفريق بين ابنه بالتبني وزوجته واعلانها زوجة له سارع القران ايضا في الدفاع عنه ،واكد بانه قدر مكتوب ويجب الامتثال له،واعلن بانه (زوجناكها لكي لايكون للناس حرج في ازواج ادعياهم).
وتعتبر سورة ابي لهب ايضا دليل واضح علي تعامل قران محمد بسياسة ردود الافعال،وابي لهب هذا يعد من اكبر المناهضين لمحمد،ولكن ماان ادرك هذا الاخير خطورته حتي عمل جاهدا علي استئصاله والتشهير به والتقليل من مكانته ،حيث نزلت سورة كاملة تجرمه وتبشره بالنار والعذاب،حيث اعلن الهه(تبت يدا ابي لهب ،مااغني ماله وماكسب،سيصلي نارا ذات لهب، وامراته حمالة الحطب،في جيدها حبل من مسد) وفي تفسير الطبري نقلا عن موقع المكتبة الاسلامية علي اسلام ويب قيل إن هذه السورة نزلت في أبي لهب ، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما خص بالدعوة عشيرته ، إذ نزل عليه : ( وأنذر عشيرتك الأقربين ) وجمعهم للدعاء ، قال له أبو لهب : تبا لك سائر اليوم ، ألهذا دعوتنا ؟
وذكر الأخبار الواردة بذلك :حدثنا أبو كريب ، قال : ثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن عمرو ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم الصفا ، فقال : "يا صباحاه ! " فاجتمعت إليه قريش ، فقالوا : ما لك ؟ قال : "أرأيتكم إن أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم ، أما كنتم تصدقونني ؟ " قالوا : بلى ، قال : "فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد" ، فقال أبو لهب : تبا لك ، ألهذا دعوتنا وجمعتنا ؟ ! فأنزل الله : ( تبت يدا أبي لهب ) إلى آخرها .وفي هذه السورة يجرم محمد عدوه ابي لهب واكد بانه مااغني ماله وماكسب كما انه يبشره بالنار والعذاب الاليم

ويتكفل ذات الاله ايضا بنصرته ودعمه حينما ناداه البعض باسمه دون ان يذكروا لفظ (رسول الله ) بل انه يعتبرهم منافقين وكفار .واعلن "إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون . ولو أنهم صبروا حتى تخرج إليهم لكان خيرا لهم والله غفور رحيم " وقد ذكر بن كثير أنها نزلت في الأقرع بن حابس التميمي ، قال الإمام أحمد : حدثنا عفان ، حدثنا وهيب ، حدثنا موسى بن عقبة ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن الأقرع بن حابس ; أنه نادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من وراء الحجرات ، فقال : يا محمد ، يا محمد وفي رواية : يا رسول الله - فلم يجبه . فقال : يا رسول الله ، إن حمدي لزين ، وإن ذمي لشين ، فقال : " ذاك الله عز وجل " .
كما قال ابن جرير : حدثنا أبو عمار الحسين بن حريث المروزي ، حدثنا الفضل بن موسى ، عن الحسين بن واقد ، عن أبي إسحاق ، عن البراء في قوله : ( إن الذين ينادونك من وراء الحجرات ) قال : جاء رجل رسول الله فقال : يا محمد ، إن حمدي زين ، وذمي شين . فقال : " ذاك الله عز وجل " .
وحينما قام البعض بسرقة ماشيته وقتل راعيه سن اله محمد حد الردة واعلن "إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم " وحول تعليقه علي ذلك يقول بن كثير في تفسيره .قال حماد بن سلمة : حدثنا قتادة وثابت البناني وحميد الطويل عن أنس بن مالك : أن ناسا من عرينة قدموا المدينة فاجتووها ، فبعثهم رسول الله صلى الله عليه وسلم في إبل الصدقة ، وأمرهم أن يشربوا من أبوالها وألبانها ففعلوا ، فصحوا فارتدوا عن الإسلام ، وقتلوا الراعي ، وساقوا الإبل ، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم في آثارهم ، فجيء بهم ، فقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف ، وسمر أعينهم وألقاهم في الحرة . قال أنس : فلقد رأيت أحدهم يكدم الأرض بفيه عطشا حتى ماتوا ، ونزلت : ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ) الآية .
وماان وبخه الناس علي استهداف الممتلكات العامة في حربه ضد بني النضير حتي اعلن القران " ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله وليخزي الفاسقين " واللينة هي نوع من النخل .وبحسب ما اورده بن كثير
قال : ابن جرير : هو جميع النخل . ونقله عن مجاهد : وهو البويرة أيضا ; وذلك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما حاصرهم أمر بقطع نخيلهم إهانة لهم ، وإرهابا وإرعابا لقلوبهم . فروى محمد ابن إسحاق ، عن يزيد بن رومان ، وقتادة ، ومقاتل بن حيان أنهم قالوا : [ فبعث بنو النضير ] يقولون لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إنك تنهى عن الفساد ، فما بالك تأمر بقطع الأشجار ؟ فأنزل الله هذه الآية الكريمة ، أي : ما قطعتم وما تركتم من الأشجار ، فالجميع بإذن الله ومشيئته وقدرته ورضاه ، وفيه نكاية بالعدو وخزي لهم ، وإرغام لأنوفهم .


ولقد ثبت بصورة قاطعة ان كثيرمن سور القران ليست سوي مساجلات بين محمد ومناهضيه ،فهو يسلك نهجا مخالفا للطبيعة الانسانية او الالهية ،وحينما ينتقد ذلك النهج يسارع الهه في تاييده ونصرته،ولولا ذللك الانتقاد لما كان هنالك كثير من سور القران ،لانها مرهونة باراء الاخرين وانتقاداتهم، ولئن كانت الفكرة تدحض باخري اكثر ايجابية منها فان محمد والهه ينقضان الفكرة المضادة بالوعيد والارهاب والتجريم. ورغم ان الحق يدافع عن ذاته بذاته الا ان الحق الذي اتي به محمد لايستطيع ان يفعل ذلك ،بل ان ذلك الحق لايستطيع حتي الوقوف في وجه ابسط الانتقادات الانسانية فيكتفي بتجريمهم والدعوة الي استئصالهم واراقة دمائهم . ويكشف التبرير السماوي لكثير من سلوك محمد الانساني زيف ديانته وكذب مايتزعمه،فالوحي لاينزل عليه في اوقات كثيرة الاعندما ينتقد او تحدث اشياء يمكن ان تقدح في مصداقيته او يواجه اخطار عظيمة، ولمواجهة مثل تلك الاشياء يلجا محمد الي استخدام الوحي الذي يعتبر احد الاليات التي تحسم الصراع لصالحه .ليس لان مايذهب اليه هو الصحيح، ولكن لانه يلبسها ثوب الالوهة ويفرضها بقوة علي الاخرين بحكم انه مرسل من اله الكون الذي لايمكن ان يخطا باي شكل من الاشكال ،ولو ادرك محمد ان ماجاء به خطا يعلن بان الله يريد ان يختبرهم او يبتليهم.ولكن الامر لا يتوقف علي محمد فقط ،بل ان تلك العادة انتقلت الي اتباعه ايضا بصورة غير مباشرة ،فبينما يسعي الاخرون الي اثبات صحة مايزعمون بالادلة والبراهين ،فان اتباعه يتعاملون بردود الافعال،فحينما نتقدهم وتثبت عدم صحة مايزعمون يلجاؤؤن الي احتقارك وتجريمك ،وتشويه افكارك وتبخيسها،اما عندما تويدهم حتي ولو كانوا علي خطا فانهم سيبشروك بالجنة والخير ويكنون لكل التقدير والاحترام .



#احمد_داؤود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نرغب في ديمقراطية حقيقية وليست شكلية
- الي ماذا يدل استدلال المفسرين بالشعر؟
- لا خوف علي العروبة والاسلام
- فلنتفق قبل ان نسقط النظام
- -الله- بري من محمد
- عذرا ايها المسلم..لا نسعي الي استئصالك
- نحتاج وطنا ..لا حكومة تدخلنا الجنة
- السودان..النضال المسلح..ضرورة فرضها الواقع
- هل يخاطب الاله عباده بمبهم الكلام؟
- محمد في التوراة والانجيل
- يطلبون الاحترام ولايحترمون الاخر
- الشخصية الحقيقية للمسلم
- لماذا يخافون علي الاسلام
- الاسلام شوه اخلاق الذين امنو به
- -الله- ليس هكذا
- هل كرم الاسلام المراة؟
- مصحف جديد..عالم سعيد
- كيف يصفح الله عن محمد؟
- محمد ومحاولة اللعب بعقول الناس
- ازمة المسلمين


المزيد.....




- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - محمد والتعامل بسياسة ردود الافعال