أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - تبريرات واهية















المزيد.....

تبريرات واهية


احمد داؤود

الحوار المتمدن-العدد: 4094 - 2013 / 5 / 16 - 00:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما يقلق مضاجع المسلمين دوما هو كيفية دحض و نفي فكرة بشرية القران او اثبات فكرة نبوة محمد . ومن اجل ذلك فهم قد يفعلون اي شي . تارة برفع سيف الردة وتارة اخري بتقديم تبريرات واهية بل وعاجزة عن اثبات صحة ما يذهبون اليه . ففي تعليقهم علي السؤال :كيف لنبي مرسل من اله الكون ان يتزوج طفلة لم تبلغ العاشرة بعد مثلما حدث مع عائشة فانهم يقولون لك وبكل اريحية "لان مثل هذا الزواج كان مشاعا في ذاك العصر " واذا ما سالتهم عن السر في اباحة الغنائم وملك اليمين فهم ايضا يجيبونك "لان الكفار كانو يفعلون ذلك ضد المسلمين لذلك سمح الله للفئة الاخيرة ان ترد لها الصاع صاعيين ".

ولكن مثل هذه التبريرات ليست حكرا علي تلك القضايا فقط .فكثير من القضايا التي تكشف زيف الدعوة المحمدية غالبا ما يتم تقديم تبريرات واهية لها . ولكن يبرز السؤال:هل تجدي مثل هذه التبريرات في دحض الجانب الغير اخلاقي لتلك القضايا؟.


لناخذ قضية زواج محمد من عائشة .فهنالك الكثير من المصادر تؤكد بان النبي تزوجها وهي في سن التاسعة حسب ما ذكرت هي علي لسانها .ولكن رغم ذلك هنالك بعض المسلمين يرفض القبول بتلك الحقيقة .بل انهم يؤكدون باستمرار بانها زوجت وهي في سن السابعة عشر . ولكن ما يهمنا في ذلك الاصوات التي تعترف بصحة ما ذهبت اليه عائشة ،اي ان النبي محمد دخل عليها وهي في التاسعة. هؤلاء رغم اعترافهم الا انهم يقدمون لنا تبريرات اقل ما توصف بالواهية والتي تقول حسب ما اشرنا سابقا بان دخول محمد عليها وهي في التاسعة كان بسبب ان مثل هذا الامر مشاع في ذاك الوقت . ولكن يبرز السؤال :هل ذلك يمنح محمد الحق بان يتبع سنة الجاهلين .اي بمعني اخر ،هل زواج افراد المجتمع الجاهلي من بنات صغيرات في السن يلزم محمد بان يفعل مثلما يفعلون.

عندما برز نبي الاسلام للوجود فهو اعلن في بادي الامر انه لم يات الا ليخرج الناس من الظلمات الي النور .وهذا يعني بانه مصلح يسعي لهدم الافكار والقيم والسلوكيات السالبة . واول ما يفعله هذا المصلح هو ان يصلح ذاته قبل ان يصلح الاخرين .اي بمعني اخر يرفض العمل بالافكار والقيم السالبة . ولكن هل زواج صغيرات السن فكرة سالبة: لكي يكون اي زواج شرعي "لا بمعني الشرعية الالهية "لابد ان يكون برضي الطرفين اللذين لابد ان يكونا راشدين .ودون توفر تلك الشروط فهو قد يكون غير شرعي .بل ويكون اقرب للاغتصاب .والاغتصاب كما هو معروف شي سالب وضد ما تدعو اليه المعاني الانسانية السامية .وهذا بالضرورة سيضع زواج صغيرات السن ضمن نطاق القيم والافكار السالبة لذلك فالواجب يلزم محمد بان يناهضه لا ان يشرعنه بحجة ان مثل هذا الامر كان طبيعا في ذاك الوقت لماذا: لان محمد المصلح اعلي شانا من عامة الناس . فما يفعله العامة من افعال ضد الاخلاق الانسانية قد يكون محرما علي محمد بحكم انه مرسل من اله الكون .وهنالك فرق شاسع بين الانسان العادي واخر مرسل من ذاك الاله .فالمنطق يقبل بفكرة ان يقوم الاول بفعل اشياء ضد الاخلاق ولكنه بالتاكيد قد يرفض مثل هذا الامر للشخص الثاني باعتبار ان الاول يتصرف بطبيعته الانسانية اما الثاني فهو يفعل ما يؤمره به ذاك الاله والذي تؤكد الادلة بانه لا يمكن ان يامر رسوله بارتكاب ما هو غير اخلاقي .

فلنقرب الامر ؛"أ" مثلا قائد سياسي او مصلح ،اما "ب" فهو من عامة الناس .العرف العام مثلا قد يقبل بان ينتهك الثاني بعض القيم الاخلاقية ولكنه بالضرورة قد يرفض مثل هذا الامر للثاني الذي هو قدوة للعامة. فاذا كان مثل هذا الامر ينطبق علي قائد سياسي او مصلح فما بالك بشخص يزعم بانه مرسل من اله هذا الكون .

في المجتمعات المتقدمة علي سبيل المثال تجد الوسائل الاعلامية ترصد كافة حركات وافعال مشاهير الرياضة والمجتمع وحتي القادة السياسين.فاي سلوك سلبي من هؤلاء قد يثير الراي العام ضدهم باعتبار انهم المثل الاعلي الذي لاينبغي ان يرتكب اي هفوة قد تؤثر سلبا علي افراد مجتمعاتهم. ولكن ذات الوسائل قد لا تركز كثيرا علي سلوك الفرد من العامة باعتبار ان مثل هذا الامر شي طبيعي في الذات الانسانية .وهي عندما تفعل ذلك تهدف في المقام الاول الي تأكيد فكرة ان الانسان العادي ليس مثل ذاك الذي نبغ في مجال معين .كما ان الرسالة التي يحلمها هذا الاخير قد تلزمه بعدم فعل كلما هو ضد الاعراف والقيم العامة.

فلننظر ايضا الي التبرير الثاني الذي يقدمه لنا المسلمين من اجل تبيان الهدف من اباحة الغنائم وملك اليمين .فهؤلاء مثلما قلنا سابقا يقولون بان الهدف يرجع في المقام الاول الي رد الصاع صاعيين .اي بمعني اخر طالما ان الجاهليون كانو يعتدون علي الاخرين ويأخذون منهم الغنائم والنساء فانه يحق للمسلمين ايضا ان يفعلوا ذلك . ولكن مثل هذا التبرير ايضا واهي وغير منطقي .فالله حسب ما يؤكد المنطق عادل .وصفة العدل تلزمه مثلا الا يفعل مثلما يفعل الانسان .فاذا ما كان الانسان يعتدي علي الاخر ويغنم منه بل ويسترق نسائه ويمارس الجنس معهن عنوة فان الله لا يمكن باي شكل من الاشكال ان يتبع ذات الاسلوب الذي يتبعه هؤلاء بل ويطلب من اتباعه ان يعتدوا علي من يختلف معهم ويسترقوا نسائهم بحجة انهن ملك يمين .



وهذا مثل فكرة ان الله يؤيد الظلم طالما ان هناك ظالمين .اي بمعني انه يطلب من اتباعه ان يصبحوا ظالمين بحجة انهم تعرضوا للظلم .وهذا بدروه يشير الي تعامل ذاك الله بردود الافعال الانسانية فاذا ارتكب شخص ما لا يؤمن به جرم ضد اخر يؤمن به وكان هذا الجرم ضد ما تدعو اليه الاخلاق السامية فان الله سيلزم الثاني بارتكاب ذات الجرم الذي ارتكب ضده.

فلو اراد ذاك الله ان يقضي علي الظلم فهو بالضرورة قد يقضي عليه دون ان يحرض المظلوم بان يصبح ظالما. واذا كان من يطلق عليهم لفظ الكفار كانوا يغنمون من المسلمين فهذا لا يمنح الحق لله بان يطلب من اتباعه بان يفعلوا مثل هذا الامر.

نحن لا نستطيع ان نقول بان الله ظالم او انه يحرض للظلم .فهو قادر علي كل شي حسب ما تقول بعض النصوص .وهذه القدرة تلزمه بان يفعل اي شي دون ان يتسبب هذا الشي في الحاق الضرر بالاخرين.


ولكن يبرز السؤال: هل هذا السلوك اخلاقي ،اي بمعني اخر هل انتشار ظاهرة زواج صغيرات السن في العصر الجاهلي يجعل من زواج محمد من عائشة اخلاقيا . و هل استرقاق الكفار لنساء المسلمين يجعل من استرقاق الفئة الثانية لنساء الفئة الاولي يجعل منه فعلا اخلاقيا :

كلنا يتفق بان الاعتداء علي الاخرين واسترقاق نسائهم يقع في خانة الممارسات التي ترفضها الاخلاق الانسانية .فلا احد مثلا يقبل ان يعتدي عليه الاخر ويمارس الجنس مع نسائه عنوة . كما ان المنطق يرفض ايضا فكرة ان يقابل الانسان السيئة بمثلها .اي بمعني اذا كان الاخر قتل ابي واغتصب امي فانا ايضا لابد ان افعل ذلك . فمثل هذا الامر اقرب للانتقام .

وكلنا ايضا يؤيد فكرة ان زواج صغيرات الانسان فكرة سالبة .كما ان انتشار تلك الظاهرة وسط افراد مجتمع ما لا يجعل منها ظاهرة ايجابية .اذا هذا يعني بان الاعتداء علي الاخر واسترقاق نسائه شي غير اخلاقي حتي لو كان هذا الاخر فعل مثل هذا الامر . كما ان انتشار زواج صغيرات السن في مجتمع ما لا يجعل من ذاك الامر شيئا اخلاقيا طالما انه يسبب الضرر لاحد طرفي الزواج.



#احمد_داؤود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السر وراء نجاح الدعوة المحمدية
- ارادة الله هي ارادة الانسان
- ما خفي في الربيع العربي
- حول مشروع السودان الجديد
- الثورة لايمكن ايقافها
- الحرب هي الحرب غض النظر عن مكان اندلاعها
- باي معيار تم تفضيل المسلمين
- لا شي يُميز محمد عن الاخرين
- التجميل وحده لا يكفي
- اما الاسلام او العالم
- نحو تعريف افضل -للخير والشر ..الصواب والخطأ-
- غياب الدليل والراي الاخر يدحض صحة الكثير من القضايا والروايا ...
- نحن -ماضويين- والتقدم لا يكون -بالماضوية -
- تعارض ارادة الله مع ارادة الانسان وابتكار فكرة الشيطان
- الردة العظمي والانهيار الاعظم
- الاصلاح لا يكون بانتقاد حامل الفكرة فقط
- التغير يبدأ بانتقاد الدين او محاكمته عقليا
- الازمة في الدين ام المتدين
- الي ماذا يشير عجز الاله ؟
- من الذي لا يحترم معتقدات الاخرين؟


المزيد.....




- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - تبريرات واهية