أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - التجميل وحده لا يكفي















المزيد.....

التجميل وحده لا يكفي


احمد داؤود

الحوار المتمدن-العدد: 4066 - 2013 / 4 / 18 - 18:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



هنالك جانبين او وجهين للاسلام :

اولا: الجانب الايجابي :اي ذاك الذي يحض لاحترام ارادة الاخرين .وهو تشكل في بدايات الدعوة الاسلامية ؛اي بمعني اخر عندما كان محمد يفتقر للاليات التي تمكنه من فرض ديانته علي الاخرين .لذلك نجد بان النصوص الدينية في هذه المرحلة متسامحة مع الاعداء .حيث تعلن "من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر " "لكم دينكم ولي دين " افانت تكره الناس حتي يكونوا مؤمنين " جادلهم بالتي هي احسن "

ثانيا :الجانب السلبي : وهو الاكثر تاثيرا .وتشكل بعد هجرة النبي محمد الي المدينة او قل مع التفاف المؤيدين حوله واشتداد ساعده . وهذا الجانب يتميز بالعنف والاكراه وعدم التسامح مع الاعداء .حيث تعلن النصوص التي نزلت في هذه الفترة :
. {فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} سورة الأنفال: 17

_. {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه فَإِنِ انتَهَوْاْ فَإِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} سورة الأنفال: 39

_. {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ} سورة الأنفال: 65

_ {فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} سورة التوبة: 5

_. {وَإِن نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُم مِّن بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُواْ فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُواْ أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ} سورة التوبة: 12

_ {أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُواْ أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّواْ بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَؤُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ} سورة التوبة: 13

_. {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ} سورة التوبة: 14

_. {قَاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} سورة التوبة: 29

_. {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ وَقَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَآفَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَآفَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} سورة التوبة: 36


كما ان هذا الجانب يضج بالكثير من النصوص التي تحرض لانتهاك كرامة المراة وتعتبرها مجرد وعاء للجنس .بل وهنالك اقوال منسوبة لمحمد تحرم المراة من تولي المناصب السياسية العليا وتعلن "لا يفلح قوم ولوا امرهم امراة " .اضف الي ذلك هنالك نصوص اخري تمنع التفكير والتساؤل الذي قد يودي الي الحقيقة .وتوكد تلك النصوص بان "اللله يحزركم نفسه " بل وتشير الي انه " لا تسالوا عن اشياء ان تبد لكم تسؤكم " كما ان هنالك نصوص اخري تمنع حق الانسان في الاعتقاد وتؤكد بان "الدين عندالله الاسلام " كما انه لا يقبل دين سواه . وتخير ذات النصوص اصحاب المعتقدات الاخري بين اعتناق الاسلام او دفع الجزية او القتل .

اذاً هنالك جانبان او وجهان للاسلام ؛احدهما ايجابي والاخر سلبي .الاول قد ينفع والثاني ضار . وهذا يعني بانه اذا كان المسلمين حريصين علي ذواتهم او ديانتهم ان يعملوا بالتبشير بالجانب الايجابي وانتقاد الجانب السلبي ونزع المشروعية والقداسة عنه . ولكن الذي يحدث هو العكس ؛ حيث تنشط الوسائل الاعلامية المحسوبة للمسلمين في تجاهل الجانب الايجابي وتجميل الجانب السلبي حتي لو كان ذلك بتلفيق الحقائق او تقديم صورة اخري للاسلام مخالفة لصورته الحقيقية .

وما ان تلقي بنظرك في العالم الاسلامي حتي تجد افراده يؤكدون باستمرار بان الاسلام دين المحبة . كما انه اعترف بالاخرين ومنحهم الحرية ليعتنقوا ما يرونه صائبا . علاوة علي ذلك فانه رفع من شان المراة ومنحهها العديد من الحقوق التي كانت محرومة منها . ولذلك تجد ذات الاشخاص يعملون علي فك الارتباط بين تعاليم الاسلام وممارسات المسلمين وخاصة المتشددين منهم والذين يمنحون العالم الصورة الحقيقية للاسلام .

ومن حين لاخر يبرز لنا احد المسلمين ليقول بان الاسلام برئ من كلما ينسب له . بل ويقول بان الاسلام الحقيقي هو ذاك الذي يشجع للسلام والمحبة والتاخي والمساواة . كما ان افكاره تتوافق مع ما تثبته الابحاث العلمية . والاسواء في الامر انهم يضخون المزيد من الاموال لاثبات صحة مايزعمون . حيث يجلبون بعض مفكري العالم الاول ويمنحونهم بعض المبالغ المالية مقابل تصريح منهم يؤكد ان الاسلام الهي كما انه الدين الوحيد الذي ساوي بين جميع الناس .

عملية التجميل هذه وان كانت جيدة في العصر الراهن فانها بالتاكيد ستجلب المزيد من الاضرار في المستقبل القريب .

ما العمل :

قد يكون صعبا علي الكثير من المسلمين وخاصة في الوقت الراهن ومع انتشار الجهل والتخلف والفقر بصورة كبيرة قد يكون صعبا عليهم التخلي عن ديانتهم او القبول بفكرة الالحاد واللادينية باعتبارانهم يجدون فيه العزاء كما انه الوسيلة الافضل للحصول علي الامتيازات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية بل والمبرر الذي يستخدمونه للهروب من المواجهة والتصدي وهذا يلزمهم بالاتي :

*الاعتراف بوجود خلل او جانب سلبي في الاسلام

وقد اشرت الي ذلك في وقت سابق . وقلت بان الاسلام يحوي او يضج بالكثير من النصوص السالبة التي قد تدمر المسلمين وديانتهم في ذات الوقت .ورغم ان البعض اعترف بوجود جانب سلبي في الاسلام مثل الكثير من الاصلاحيين الذين قالوا بان تلك النصوص خاصة بفترة زمنية معينة كما انها عجزت في اشباع حاجات الانسان المعاصر .ورغم كل ذلك الا ان السمة البارزة وسط الراي العام المسلم هو عدم الاعتراف بوجود جانب سلبي في ديانتهم . واذا ما اراد الاصلاحين تطبيق رؤيتهم علي ارض الواقع فانهم بالضرورة سيصطدمون بالفئة الاولي "اي المسلمين" الذين يرفضون اي فكرة تودي لنزع المشروعية عن جزء من القران لذلك علي الاصلاحين ان يقنعوا هؤلاء بصحة ما يذهبون اليه او يقنعوهم بان هنالك جانب سالب وبالتالي فهو في اشد الحوجة للاصلاح .

اي مشكلة او قضية سالبة لا يمكن ان تعالج مالم يعترف او يبرز الساعين او القائمين بعملية الاصلاح الجانب السلبي او مكمن الخطأ فيها . وعندما يعترف المسلين بان هنالك جانب سالب في ديانتهم فانهم بالتاكيد سيعملون علي وضع معالجات لازمة لها . اما حينما يرفضون الاعتراف بذلك فهم بالضرورة قد لا ينجحون في اصلاحه .

*تجاوز تلك الجوانب الغير قابلة للاصلاح :

قد تنجلح عملية الاصلاح او المعالجة في اصلاح بعض الجوانب ولكنها قد تعجز في ذات الوقت في اصلاح الجوانب لاخري . وفي هذه الحالة فالافضل هو تجاوزها وعدم العمل بها .ومن تلك الجوانب مثلا النصوص القرانية التي تمنح المسلم تفسيرا خاطئا للكون مثل تلك التي تعلن بان الارض ممدة ومسطحة كما ان هنالك سبعة منها او ان هنالك نمل يتكلم . فمثل هذه النصوص يصعب اصلاحهها لانها بالاساس خاطئة .وما هو خاطي بصورة مطلقة لا يمكن معالجته او اصلاحه.

شخصيا لا اؤمن بالاسلام . بل واسعي الي استئصاله باعتبار اني الاكثر ضررا منه . ولكني احترم حق الانسان في الاعتقاد والتفكير والتعبير .بيد ان ذلك لا يكون مالم يضع المسلمين معالجات لازمة للجوانب السالبة في ديانتهم . فاذا فعلوا ذلك فانا مع المؤيدين لفكرة تبشير المسلمين بديانتهم او تطبيق تعاليمه علي ارض الواقع ولكني بالضرورة ارفض خلاف ذلك . حيث لا يمكن ان اقبل بفكرة ان يطبق الانسان تعاليم ديانته التي تحرض للعنف والقتال والاكراه والتحيز علي ارض الواقع .

قد اغض الطرف عما هو سالب في الاسلام ولكنه قد يرتد علي مثلما يرتد علي المسلمين ولذلك ساضع الفئة الاخيرة اما خيارين : فاما ان يصلحوا ويعالجوا الجوانب السالبة في ديانتهم او ان يقبلوا بفكرة ان نقوم باستئصالها وتعريتها وكشف صورتها الحقيقية .



#احمد_داؤود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اما الاسلام او العالم
- نحو تعريف افضل -للخير والشر ..الصواب والخطأ-
- غياب الدليل والراي الاخر يدحض صحة الكثير من القضايا والروايا ...
- نحن -ماضويين- والتقدم لا يكون -بالماضوية -
- تعارض ارادة الله مع ارادة الانسان وابتكار فكرة الشيطان
- الردة العظمي والانهيار الاعظم
- الاصلاح لا يكون بانتقاد حامل الفكرة فقط
- التغير يبدأ بانتقاد الدين او محاكمته عقليا
- الازمة في الدين ام المتدين
- الي ماذا يشير عجز الاله ؟
- من الذي لا يحترم معتقدات الاخرين؟
- العالم سيكون افضل حينما يكون لادينيا
- مفارقة ...مسلم وعقلاني ....مسلم ومستنير
- الله ...لست ملزما للايمان بك
- رجال الدين ..الوجه الاخر للشيطان
- ماذا منحكم الاسلام حتي تدافعوا عنه؟
- الاسلام والمسلمون يتفنُون في مصادرة الحقوق والحريات
- لاحياة دون تسامح وتقبل الاخرين
- احترموا حرمة اماكنكم المقدسة
- الفكرة قبل القوة


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - التجميل وحده لا يكفي