أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - هل ساعود الي حظيرة الاسلام مرة اخري















المزيد.....

هل ساعود الي حظيرة الاسلام مرة اخري


احمد داؤود

الحوار المتمدن-العدد: 4095 - 2013 / 5 / 17 - 14:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




في تعليق له علي احدي مقالاتي قال احد القراء الذين يؤمنون بمحمد بان مصيري هو "ان اكون مسلما مرة اخري" مثلما حدث لبعض الذين يشاطروني الاعتقاد والتفكير . وأورد ذاك القاري مجموعة من الاسماء التي قال بانها ارتدت عن الاسلام بيد انها في نهاية الامر رجعت اليه بل واصبحت من اكثر المدافعين عنه .ولكن مثل هذه الفرضية لايتبناها ذاك القاري فقط .بل ان كثير من اصدقائي يؤكدون باستمرار حتمية رجوعي الي ديانتهم .

وما يدعم اعتقاد هؤلاء هو نكوص احد اصدقائي عن مواقفه المناهضة للاسلام . ومما ذكره هؤلاء ان ذاك الصديق بعد ان كان من بين ابرز المناهضين للاسلام اصبح اليوم من اشد المدافعين عنه والغريب في الامر انه اصبح ينتمي لاحدي الجماعات الدينية المتشددة التي تطالب بضرورة تطبيق الشريعة الاسلامية التي يعتقد بانها ستكون المدخل لاقامة مجتمع العدالة والقانون. لذلك يقولون لي "طالما ان صديقك فعل ذلك فليس بعيدا ان تفعل مثما فعل " ولكن بغض النظر عما يذهب اليه هؤلاء يبرز السؤال :هل ساعود الي الحظيرة الاسلامية مرة اخري؟

قبل الاجابة علي السؤال السابق ساتكفل بتصنيف الخارجين عن الاسلام الي ثلاث فئات.

الفئة الاولي :هي تلك التي خرجت عنه بسبب المارسات السالبة التي مارسها الاسلامين . وهؤلاء بالتاكيد
لم يختاروا تأييد فكرة اللادينية او الالحاد نتيجة وصولهم الي حقيقة ان الاسلام دين بشري وانما اختاروه لان الاسلام اصبح الوسيلة او الستار الذي يُرتكب من ورائه ابشع وافظع الممارسات التي ترفضها الاخلاق والمعاني الانسانية السامية . وبما ان هؤلاء خرجوا من الاسلام نتيجة كرههم لممارسات الاسلامين فطبيعي ان يرجعوا اليه اذا ما نجح احد الاصلاحيين في ايهامهم بان ممارسات الاسلامين لا تمثل الاسلام كما ان هذا الاخير برئ منهم. وكثيرا ما نجد العائديين للاسلام ينتمون لهذه الفئة ؛فهم لم يتاملو تعاليم الاسلام جيدا او يحاكموها عقليا . لذلك ليس غريبا ان يقنعهم احد ما بفكرة ان الاسلام هو دين المحبة والمساوة كما انه الاكثر احتراما لحق الانسان في الاعتقاد والتفكير والتعبير .والمتامل للاوضاع بالمجتمعات الاسلامية يري مدي انتشار فراد هذه الفئة ،فئة تناهض الاسلام ليس بسبب ان هذا الاخير بشري او انه يضج بالتعاليم والافكار الغير اخلاقية وانما بسبب كرههم للاسلاميين والجماعات الدينية المتشددة . وغالبا ما يوصم هؤلاء بانهم "بلا مبدأ" ولكن مثل هذا الامر خاطي ،فالمسالة ليست مسالة مبدأ وانما مسالة عدم معرفة الوجه الحقيقي للدين الاسلامي.

الفئة الثانية : وهي تلك التي خرجت عن الاسلام بسبب رغبتها الملحة في الحصول علي المزيد من الامتيازات المادية وحتي المعنوية . ورغم ان الاسلام قد يمنح الذي يعتنقه المزيد من الامتيازات الا ان ذات الامتيازات قد تعجز في اشباع حاجات بعض الناس . ومن ابرز تلك الامتيازات " الحرية " ومع حقيقة ان هنالك صراع ديني خفي بين الاسلام وبعض الاديان السماوية ليس غريبا ان تلجأ بعض المؤسسات التي تنمي لهذه الاخيرة الي استقطاب المسلمين بل ومحاولة ادخالهم الي حظيرتها الدينية مثلما تفعل المؤسسات الخاصة بالاسلام .فهنالك علي سبيل المثال بعض المؤسسات التي تنتمي للدين المسيحي تعمل علي ادخال المسلمين وخاصة في افريقيا الي حظيرة الدين المسيحي . وعندما يخرج المسلم من ديانته ويعتنق المسيحية فهو بالتاكيد لم يفعل ذلك الا بسبب عدم نجاح ديانته السابقة في اشباع حاجاته بجانب الامتيازات الني سيحصل عليها مقابل اعنتاقه للدين الجديد . ولكن اكثر ما جعل بعض المسلمين يؤيد فكرة اعتنقاق المسيحية هو اعتراف هذه الاخيرة بالكثير من الحقوق والحريات الانسانية بجانب ابعاد ذاتها من القضايا السياسية . فالاسلام علي سبيل المثال ينحو الي مصادرة حقوق وحريات الانسان اما المسيحية فهي بالتأكيد خلاف ذلك .واحتمالية رجوع هؤلاء الي الاسلام ليست بعيدة باعتبار انهم لم يخرجوا عنه بسبب اكتشافهم لفكرة بشريته وانما بسبب الامتيازات التي يحصلون عليها . اي بمعني اخر اذا ما اشبع الاسلام حاجتهم التفسية والفكرية ومنحهم المزيد من الحريات وابعد ذاته عن التدخل في حياتهم الشخصية او شؤنهم العامة فهم بالتأكيد سيرجعون اليه .

الفئة الثالثة : اكثر ما يميز افراد هذه الفئة هو انهم خرجوا عن الاسلام لانهم اكتشفوا بانه ليس منزل من اله الكون حسب ما يذهب مؤسسه .وانما هو مبتكر من بنات افكار البشر .وقبل ان يعلن هؤلاء خروجهم فانهم حاكموا كافة نصوصه الدينية بل وتعاليمه وافكاره . وتيقنوا بانه لا يمكن ان تكون مثل هذا الافكار والتعاليم السالبة من ابتكار اله عادل ومحب للسلام .كما انهم قاموا باجراء مقارنة بسيطة بين اله الكون واله الاسلام وتوصلوا الي وجود بون شاسع بينهما .بل انهم ظللوا يعلنون باستمرار بان "الله ليس هكذا " اي بمعني انه ليس كما يصوره القران . واحتمال ان يرجع افراد هذه الفئة الي الاسلام ضعيف لماذا : لانهم خرجوا عنه بسبب بشريته . لا بسبب كرهم للاسلاميين او رغبتهم في الحصول علي المزيد من الامتيازات .ومالم يثبت العلم والمنطق بان الاسلام الهي ففكرة رجعوهم اليه ستكون في حكم المستحيل .


نعود للسوال الذي طرحناه سابقا : هل هنالك امل في ان اعود الي حظيرة الاسلام : لكي نجيب علي هذا السؤال يجب علينا ان نحدد لاي الفئات يتنمي احمد داؤود ،اي بمعني اخر هل خرجت عن الاسلام لاني اكره الاسلاميين كما اني ارغب في الحصول علي المزيد من الامتيازات ام لاني اكتشفت بشريته ومدي سلبيته وفظاعته .

المتأمل لمقالاتي التي تنشر بموقع الحوار المتمدن وصوت العقل يدرك باني انتقد كافة الاديان رغم تركيزي علي الاسلام . كما اني اعتبر بانه لا فرق بين كل الاديان التي يطلق عليها سماوية . فهي كلها تحث لاشاعة معاني العنف والاكراه والقتال والتحيز والعصبية . فلا يخلوا اي دين من عنف حتي لو كان لفظيا . فحتي بعض الاديان الني تدعو للمحبة والسلام تجد بعض نصوصها تتحيز بصورة كبيرة للذين يؤمنون بها بينما تنظر بعين الاحتقار للاخرين الذين لا يؤمنون بها . كما ان الناظر لذات المقالات يجد باني اؤكد باستمرار بان الازمة ليست في الاسلامين وانما في الاسلام الذي يمنحهم الشرعية ليرتكبوا ممارساتهم السالبة لذلك تجدني اطالب دوما بانتقاد الاسلام لا الاكتفاء بانتقاد ممارسات الاسلاميين . وهذا بالضرورة سيضعني ضمن افراد الفئة الثالثة .اي بمعني اخر يرجع السبب الاساسي في خروجي عن الاسلام لاكتشافي بشريته . فلو كنت خرجت عليه بسبب كرهي للاسلاميين لما انتقدته بل ودعوت الي استئصاله وانما وجهت انتقاداتي للاسلامين واعلنت بانه برئ منهم . كما اني لو كنت خرجت عليه بسبب الامتيازات التي ساحصل عليها لما انتقدت كافة الاديان .بل انك قد تجد كتاباتي تبجل وتتجاهل الجوانب السلبية في الاديان والمعتقدات الاخري.

اذا طالما كان خروجي عنه بسبب اكتشافي لبشريته فليس منطقيا ان ارجع الي حظيرته مرة اخري .واحتمال رجوعي اليه مثل "مرور الجمل من ثقب الابرة" حسب ما يعلن المسيح او حسب ما تشير بعض النصوص القرانية .


كثيرا ما يطرح لي اصدقائي السؤال الاتي "هل ستعتنق المسيحية اذا ما منحتك مؤسساتها المزيد من المبالغ المالية " .الازمة ليست في السؤال ،وانما ترسخ في لاوعي طارحيه : فهم يعتقدون باني لم اخرج علي الاسلام الا لانه تمت رشوتي من قبل بعض الجهات المعادية للاسلام ،وحينما يطرح هؤلاء السؤال السابق فانهم يهدفون في المقام الاول الي تأكيد تلك الحقيقة فقط لا غير . كما ان البعض الاخر يعتقد بان الممارسات التي ارتكبها الاسلاميين باسم الاسلام هي ما جعلتني اخرج علي هذا الاخير . ولكن مثل هذا الاعتقاد خاطي وسبق ان بينته . كما ان الذين يتبون مثل هذا الراي يرون بان الاسلام برئ من ممارسات الاسلامين .وهم بالضرورة يبغضون الفئة الاخيرة في لاوعيهم .لذلك غالبا ما يعممون بغضهم علي الاخرين لذلك طبيعي ان يعتقدوا باني اشاطرهم ذات التفكير الامر الذي قد يجعلهم يقولون بان خروجي عليه نابع بسبب ذاك البغض.

ما اقوله لهؤلاء باني قد حددت موقفي مسبقا . واعلنت بان الاسلام دين بشري يكرس للعنف والظلم والاضهاد .بل وسخرت قلمي من اجل استئصاله واثبات بشريته .لذلك فان اي فكرة ترجح رجوعي الي حظيرته ستكون في حكم المستحيل .



#احمد_داؤود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تبريرات واهية
- السر وراء نجاح الدعوة المحمدية
- ارادة الله هي ارادة الانسان
- ما خفي في الربيع العربي
- حول مشروع السودان الجديد
- الثورة لايمكن ايقافها
- الحرب هي الحرب غض النظر عن مكان اندلاعها
- باي معيار تم تفضيل المسلمين
- لا شي يُميز محمد عن الاخرين
- التجميل وحده لا يكفي
- اما الاسلام او العالم
- نحو تعريف افضل -للخير والشر ..الصواب والخطأ-
- غياب الدليل والراي الاخر يدحض صحة الكثير من القضايا والروايا ...
- نحن -ماضويين- والتقدم لا يكون -بالماضوية -
- تعارض ارادة الله مع ارادة الانسان وابتكار فكرة الشيطان
- الردة العظمي والانهيار الاعظم
- الاصلاح لا يكون بانتقاد حامل الفكرة فقط
- التغير يبدأ بانتقاد الدين او محاكمته عقليا
- الازمة في الدين ام المتدين
- الي ماذا يشير عجز الاله ؟


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد داؤود - هل ساعود الي حظيرة الاسلام مرة اخري