الربيع عرساً للأزهار وليس شلالاً للدم ومرتعاً للفوضي

حاتم أحمد الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4099 - 2013 / 5 / 21 - 19:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

خطت هذه الحروف وكتبت هذه الكلمات أعتذراَ وخجلاً من الربيع الذين أهانه وظلمه العرابين وتجار الكلمات والمستعربين ووكلاء الاحتلال والاستعمارعندما أطلقوا علي الفوضي المصطنعة ما يسمي (بالربيع العربي) الربيع فصل الجمال والأزهار والأشعار والألوان والدفء ... احتل مساحات واسعة من أبيات وقوافي الشعر وتفنن الشعراء بالتغزل بجمال وسحر ورائحة الربيع .. وفي ظلاله وبين وروده تغني االمغنين بالحبيب والعشق والمرح والفرح ... هذا هو الربيع الطبيعي الذي يعطر النفس البشرية والكل ينتظره ... وبعد هذه المقدمة الواجبة بالاعتذار للربيع لا مفر من الابحار في همومنا وواقعنا العربي الأليم .. لعلنا نفهم !!! ما يجري من أحداث سياسية متسارعة ومتناقضة في نفس الوقت ، وللوقوف علي النتائج والحقائق والمتغيرات التي خلفها الإعصار الاستعماري الجديد وبعد مضي أكثر من ثلاث سنوات علي ما سمي ( بالربيع العربي ) دعنا نفتش عن حديقة بها وردة واحدة في اي من العواصم التي مسها الشيطان ... فلا نجد حديقة أو بستان أو شجرة صغيرة نستظل بها من كل أنواع الفوضي الفتاكة وشلالات الدم الغزيرة ، وكل ما يصادفنا في طريق البحث والاستقصاء هنا فوضي تصدح (مع النظام) .. وهناك فوضي تصرخ (ضد النظام) .. وما بينهما جماعات تهرول .. لا تدري إلي أين ؟ ولماذا ؟ يكفي إنسان أن يقول عليهم ويركض فالكل خلفه .. قطعان لا تعقل !!! ولا تفهم !!! ولا تريد أن تعرف أو تسأل ... ويكفي نظرة عابرة إلي صور تطاير أشلاء الضحايا مع الحطام وشلالات الدم في كل شوارع العراق لنعرف ما هي هدية الحرية والديمقراطية التي جلبها الغزو الأمريكي للعراق ... وبالتفاتة صغيرة إلي أجواء تونس سرعان ما نكتشف مسيرة هنا وقمع هناك واغتيال لمناضلين أمثال (بلعيد) وفساد وفقر وبطالة ولحي صفراء وحمراء تتصادم مع حلفاء الأمس وروايات عن فتيات تونس في ( جهاد النكاح ) في سوريا ..الخ .. ولو تجولنا قليلاً في شوارع مصر وعاصمتها القاهرة .. سنشاهد ما لا تصدقه الأعين من فوضي بمئات الأشكال.. وحتي لا نبالغ في كل مناحي الحياة فوضي مبرمجة ومخططة وتنفذ أجندتها أدوات من كل المشارب ويكفي أن نقول سيناء وما أدراك ما سيناء حيث يسيطر الكيان الصهيوني عل كل تفاصيلها عبر جهاز استخبارته (الموساد) من بجرها حتي عجرها .. من ما يسمي بالقاعدة حتي البدو ... والخ .. ولو حاولت الدخول ما بين مصر وتونس إلي صحاري ليبيا فحدث ولا حرج .. وزارات محاصرة .. شوارع يحتلها السلاح .. عصابات وقتلة ينفذون جرائمهم بالمجان وأخر الضحايا عائلة فلسطينية كاملة تم ذبحها في مدينة سبها بهدف السرقة فقط !!! والفاعل مجهول ولا قانون .. ولا عرف .. ولا أخلاق .. هذا فضلاً عن نفط تحولت ملكيته بالكامل لحلف الناتو ( الشركاء بالتحرير والحرية ) .. فوضي خلاقة هدية للعربان ... ومرة أخري نعتذر للربيع من أفعال السفهاء منا .. الإعلام العربي المأجور في تسميته للنماذج التي سردناها عن الدول التي مستها الفوضي ( بالربيع ) وأخيراً وليس بأخر عن سوريا العروبة يكفي أن نشاهد مقطع الفيديو التي يظهر فيه أحد مصاصي الدماء وهو يقتلع قلب جندي سوريا ويمضغه علي صيحات ( الله أكبر ) في صورة فاضحة ولا أنسانينة تجسد باختصار شديد طبيعة ما يسمي (بالربيع العربي) من وحشية وإرهاب وجهل وكفر وتشويه لأبسط المباديء الإنسانينة .. ونماذج القتل والخراب والدمار كثيرة ومتعددة من نتائج لهذه الفوضي المصطنعة التي تدار من قبل المكتب التجاري الصهيوني بالدوحة .. والهدف الرئيس والنهائي تصفية القضية الفلسطينية نهائياً بأيدي رجالات ما يسمي بالربيع العربي .... فمرة أخري عذراً فصل الربيع الطبيعي الذي تجلب لنا الخضرة والورود والعطر والجمال ... أرحل من هنا ... فالعرب ظلموك ولا يريدونك لأنهم في خريف دائم لا ينتهي .. طالما بقوا عبيداً للأسياد الصهيانة والأمريكان . فلا عزاء أو رثاء للمستضعفين الخانعين للذل والعبودية ولتجار الدم الذين باعوا أوطانهم بثمن بخس . فليستمر الخريف في حقده ما دام هناك رقاب تنحني .

#حاتم_أحمد_الخطيب (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل