صباح الخير يا وطني .. رغم النكبة

حاتم أحمد الخطيب

الحوار المتمدن-العدد: 4094 - 2013 / 5 / 16 - 00:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

صباح الخير يا وطني .. رغم النكبة
صباح الخير يا وطني المصلوب علي أعواد المشانق ..صباح الخير يا وطني المنقوش علي دمعات الحرائر صباح الخير يا وطني المسبي في زمن الردة والبنادق ..صباح الخير يا وطني المحفور اسمك في صرخة طفل ثائر ... في عين عجوز بحلم العودة لم تتاجر ... قال أعدائك .. محتليك " بأن الكبار سيموتون .. والصغار سينسون " فجائهم الرد المزلزل أجيال تسلم أجيال مفاتيح العودة والدار...عشق أبدي لشمس كنعانية تشرق من ابتسامتك يا وطني..لتزرع الجمال في الديار. خمسة وستون نكبة وهجرة وانتكاسة ولجوء وتشتت وآلام وأحزان ومخيمات وتضحيات .. لم تزدنا إلا عزيمة وإصرار علي احتضانك يا وطني .. والإبحار في درب الحرية والثورة .. واثقين من الوصول إلي شطآنك رغم العواصف العاتية والأمواج الصاخبة .. وجزر التأمر والحقد .. وأسواق النخاسة والبيع بالمجان من تجار الأوطان ... الرحيل إليك طريقنا الأبدي الوحيد ... لا نملك غيره دروب أو طرقات ... الرحلة قد تطول أو تقصر ... لكننا واثقين من النهايات .. مهما تنوعت أو تعثرت الهجرات أو المحطات .. فوصية الأجداد للأحفاد بوصلة العودة للجغرافيا والتاريخ ... وما بينهما من جذور ممتدة إلي بداية تشكل الكون ... ووجود البشرية منذ الأزل .. نحن هنا يا وطني ... عظام في أحشائك .. سنبلة في وديانك قمر في سمائك ..عرق ودم في آثارك ... كوفية وثوب مطرز في أجيالك ... دمعة عجوز في أحزانك .. بندقية ثائر صوب محتليك وأعدائك ... ومرة أخري .. صباح الخير يا وطني المحاط بالأسوار والمقابر ... الشهيد بالصلاة إليك لم يتاجر أو يغامر ... يكتب رسائله إليك بالدم الحار الثائر .. تعانقه .. تسكنه في سجل الخالدين ... العائدين إليك قبلنا ... تمنحه شرف اللقاء قبل وصولنا ... هنيئاً لك يا وطني دمائنا ... نعرف بأن الوصول إليك صعب ... ندرك بأننا قد نرحل قبل نهاية الدرب ... ولكنه لعينيك الرحيل العذب .. يتسأل البعض .. كم نكبة ونكبة تحتاج طريق العودة ؟؟؟ كم من السنين واجبة لمخاض الثورة ؟؟؟ دوماً بخيوط شمسك تمدنا بالأمل ... وتنشد فينا هيا ... إلي العودة والعمل ... قريباً سيكون اللقاء وجمع الشمل ...دعونا نغني معاً ... أولاً للأصدقاء .. وثانياً نصرخ في الأعداء ... أن أجراس العودة تقرع الآن في مآذن القدس .. وبكنائس بيروت وعمان ... في أعالي حيفا والجليل ...في رمال النقب وجبال الخليل أرحلوا .. قبل أن يسحقكم المستحيل ..أرحلو .. قبل أن يصبح ليلكم طويل.. وعندها ستذرفون الدمع دماً ولن ينفعكم الرجاء والعويل ...عادت الأرض ...عادت الشمس ..عاد البحر ...عاد الأهل إلي الوطن وعاد الوطن للأهل ...ها ... نحن الشعب الأصيل ... عدنا ... في جوف المستحيل . وللأعداء :- خمسة وستون دمعة تكفي .. خمسة وستون نجمة من سمائنا سرقتم..خمسة وستون زهرة من ربيعنا قطفتم... خمسة وستون عاماً من تاريخنا زيفتم ...خمسة وستون نكبة في أرضنا صنعتم... خمسة وستون ألفاً من أطفالنا قتلتم ...وبعد ...ماذا تبقي لديكم ... لتفعلوه وبعد ماذا تبقي لديكم...عودوا من حيث أتيتم...احملوا حقدكم ..غلكم.. وخذوا ما شئتم ...عودوا لحظائر الجيتو من حيث جئتم...خذوا اسمائكم .. عناونيكم ... كذبكم ... حقارتكم ... قذارتكم ... اشلاء موتاكم وأرحلوا ... وبعد ماذا تبقي لديكم ...خوف يسكنكم من الألف حتى الياء .. وأيادي ملطخة بالدماء .. وأعين تخشي الضياء ... ترتعد من بسمة طفل مليئة بالشموخ والكبرياء ... واثقة من العودة وشوق اللقاء ...
عائدون هذا كل ما نعرفه أو نجهله .. اليوم أو غداً ... واثقون أننا قادمون لعرسك يا وطني ... فصباح الخير يا وطني في وصايا الشهداء ... في دموع الفرح يغتسل صباحك بنشوة النصر واللقاء ..

#حاتم_أحمد_الخطيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات