أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - ماشي الحال... كلو تمام ياخالتي...















المزيد.....

ماشي الحال... كلو تمام ياخالتي...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4098 - 2013 / 5 / 20 - 11:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رســالـة إلى صديق طيب في سوريا
أنا لا أفهم كل تصريحاتك وبياناتك التي لم تتغير... كأننا نعيش في جزيرة أفلاطون المثالية... كأنما لا شيء يحدث على الإطلاق على الأرض السورية... كأنما لا يوجد مئات آلاف المحاربين الغرباء من جنسيات الأرض المختلفة والذين يحاربون ويفجرون ويقتلون ويذبحون ويحاكمون علنا في العديد من المدن والقرى السورية باسم الشريعة الإسلامية, مدعومين ممولين من كافة أبناء عمنا العربان, ومن ثلاثة أرباع الدول الكبرى التي تريد محو سوريا من الخارطة... وأنت تتصور.. وتوصف.. وتكتب.. كأنما كل شيء تمام يا خالتي ولا تحملي أي هم... كل شيء تمام.. تــمــام!!!...
لا يا صديقي الطيب..
لا يا صديقي الطيب... لا يوجد أي شيء تمام في هذا البلد... بعد كل هذا الخراب وهذا التسونامي من التفجيرات والنكبات والتهديم...ومئات آلاف القتلى وملايين المهجرين...أنا لا أطلب منك أن تنهزم أو تستسلم أو تتراجع أو أن تتخلى ...كلا وألف مرة كلا.... ولكنني أطلب منك مزيدا من الواقعية الحقيقية.. وأنت أقرب الناس إليها...ومع هذا تكتب وتوصف.. كأنما يا خالتي كل شــيء تمام تمام!!!...........
لنكن واقعيين.. وحتى متشائمين إيجابيين...حتى لا نصدم ولا نتفاجأ... عندما تتفاقم المصيبة.. وتوقع النكبة... حيث أننا اليوم في منتصف طريق المصيبة... وبقية النكبة آتـــيـــة!!!... وأمــل... آمـل من أعمق أحاسيسي أن تصمد ســوريا بقوة, وأن تخرج مع شعبها سليمين آمنين من كل هذه الاعتداءات والتعديات الغاشمة التي تــصــب عليها من الداخل والخارج ومن السماء, ومن المحافل والمنظمات الدولية التي تدور في فلك الصهيونية العالمي... وخاصة من أبناء عمنا العربان... متذكرا دعاء علي بن أبي طالب الذي يقول :
« ربــي احــمــنــي من أصدقائي.. أما أعدائي فـأنا كفيل بهم... «
يا صديقي.. كلماتي هذه أبعد ما تكون عن انتقاد ما تكتب. بالعكس أنها مشاركة فولتيرية ولفت نظر لصديق أحترمه وأحترم آراءه ومداخلاته وانتقاداته السياسية والاجتماعية... وخاصة خلال السنتين الأخيرتين. بالإضافة أنه رغم التزامه المفتوح مع الوطن السوري وجيشه الوطني, بالإضافة لمعاناته الشخصية وعدم حصوله أو مشاركته بأي منصب أو أية مسؤولية عمل تمكنه من العيش العادي... بقي ملتزما ثابتا على أرض الوطن.. ولكن دائما.. بلا أية وظيفة. متابعا فقره وكتاباته........
من سنتين وأكثر, وأنا أتابع كتاباتك وتعليقاتك في العديد من الصحف العربية الالكترونية, وعلى مواقع ما يسمى التواصل الاجتماعي والفيسبوك. ولاحظت دائما لهجتك الحماسية الانتصارية. أو كأنما جيشنا السوري الذي احترم شبابه وأرى عظمة ومساحة ما يقدمه من التضحيات, لتحرير المدن والقرى السورية, حيا حيا...شارعا شارعا.. وحتى وكرا وكرا.. أنت تصورهم كأنما يحررون أرض فلسطين أو الجولان كليا... ناسيا أنهم يموتون على الأرض السورية وداخلها, بالمئات.. بالآلاف. يموتون غدرا وقنصا وصمودا... وما زالت نصف سوريا محتلة من جحافل بربرية آثمة مجرمة قاتلة.
أنت تتكلم وتكتب وحتى أرى أنك غالبا تتعنتر.. وهذا من حقك أن تتباهى فخرا وعزة...كأنما نحن على أبواب Poitier, حتى نعيد أمجاد الفتوحات التاريخية الدونكيشوتية, وبطولات العرب والإسلام أيـام زمان.
زمان مضى وولى... والعرب اليوم في آخر آخر اندثاراتهم.. وبطولاتهم وعنترياتهم محيت حتى من أبسط كتب التاريخ الحديث... وســوريـا اليوم بلد محتل من برابرة غرباء...من جبهة نصرة.. وقاعدة.. وجيش اليرموك.. وشيشان وتــتــر... وقتلة محترفين مرتزقة, من كافة أقطار المعمورة... والتخلص منهم سيكون مشكلة المشاكل وأكبر النكبات التاريخية.. وعلة التاريخ.
الحرب في قلب سوريا النابض.. في حمص , في حلب ودمشق ودير الزور وقرى الساحل السوري.. وفي مدينة القصير... وفي العديد والعديد من المدن والقرى السورية الأخرى... دون أن ننسى خمسة ملايين مهجر, داخل وخارج البلد.. إنها الحرب يا صديقي.. وأنـت يا صديقي, تتحدث عن الأمان الكلي في سوريا, والأمان الكامل في الأفق المزدهر... وعلى أية مساحة ومسافة من البلد وطرقاتها يمتد هذا الأمان, وهذا الأفق المزدهر؟؟؟... بينما نصف سوريا يحترق, بلا أمان.. بلا طرق سالكة.. بلا مدارس.. بلا أية صناعة.. بلا ماء.. بلا كهرباء.. بلا إمكانية قراءة موقع الحوار المتمدن!!!...
إذن يا صديقي.. بلدك وبلدي ليست بأمان... ليست بسيادة... يتحكم فينا وبمصيرنا لافروف وكيري وأردوغان... وأوباما وبوتين يعدان كل يوم قتلانا الذين اغتالهم قتلة حمد وأمراء مكة من الشيشان وغير الشيشان, حتى يحددا اتجاه محادثاتهم عن إمكانية بقاء بشار الأسـد أو رحيله.. وعن المهلة والمكان والزمان... إذن يا صديقي.. ماذا تبقى من سيادتنا وحقنا بالقرار.. أو بالفرار... ولماذا يهرب, يرحل السوريون حتى الفقراء منهم والمتعبين والمرضى خارج مناطق الهدم والذعر والتفجير التي لا تراها ــ قد يجوز ــ من قرية سكناك الهادئة, وبها الزيتون والتين والليمون... ولكن قريتك ليست كل سوريا...ومن يدري قد تصل أو لا تصل هذه الجحافل القاتلة إلى قريتك الهادئة... وتعيث بها ما فعلت ببقية القرى السورية.. تاركة مئات القتلى الأبرياء.. القتل للقتل والفتك للفتك.. وللانتقام من كل إنسان سوري, لا يرفع أعلام شريعتهم السوداء... يجوز أنك لم ترهم بعد بشكل حقيقي مباشر... ولكنهم يا صديقي زرعوا الموت والدمار للمئة سنة القادمة... ولم تعد ســوريا.. ســوريانـا الحبيبة الغالية...كل شـيء تمام يـا خــالتـي!!!...
لذلك يا صديقي.. أنا لا أدعوك لمشاركتي تشاؤمي الإيجابي.. إنما لمضاعفة الحرص والحذر والصمت, والتربص للعدو الذي لا بد أنك رأيت أحدهم ينهش قلب مواطن سوري, بعد فتح صدره بسكين.. لأنه ليس من معتقده.. ليس إلا...
مساطر من وحشية العصور الحجرية تجتاح سوريانا الطيبة... لنحذر منها .. لنتخلص منها.. لنعالج ونشفى منها... وبعدها نستطيع أن نحكي ونتباهى.. وننظر للأفق الطيب المعطر الأخر...
بــالانــتــظــار... وآمل ألا يطول الانتظار... حتى نرى الأفق الطيب المعطر الآخر......... ولك يا صديقي البعيد القريب ديمومة صداقتي واحترامي...
وللقارئات والقراء كل صداقتي ومودتي ومحبتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة.
غـسـان صــابــور ــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخروف والثعلب
- فظائع... وبرابرة.
- تصريحات مستر كيري.. ومصير سوريا
- هذا المساء... مناقشة... واختلاف...
- كيري و لافروف... لافروف و كيري...
- شر البلية ما يضحك...
- كتاب فرنسي عن دولة قطر
- يا بائعي الموت... دمشق لن تستسلم.
- وعن الحوار...
- أبناء عمنا.. باراك حسين.. حمد.. آل سعود.. وعبدالله
- على الأرض السورية... الإرهابيون (الشيشان) يخطفون الرهبان وال ...
- مشكلة إنسانية.. أية إنسانية؟؟؟...
- سوريا.. مأساة اليوم؟!...مأساتنا اليوم
- سوريا.. مأساة اليوم؟!...
- ماذا تنتظرون؟؟؟!!!...
- رسالة قصيرة للسيد هيتو
- بيت القصيد
- أشكال... وعقول... وغباء مرضي
- أبحث هن هذا الإله...
- سوريون... وافدون...مهاجرون


المزيد.....




- مصممة على غرار لعبة الأطفال الكلاسيكية.. سيارة تلفت الأنظار ...
- مشهد تاريخي لبحيرات تتشكل وسط كثبان رملية في الإمارات بعد حا ...
- حماس وبايدن وقلب أحمر.. وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار ...
- السيسي يحذر من الآثار الكارثية للعمليات الإسرائيلية في رفح
- الخصاونة: موقف مصر والأردن الرافض لتهجير الفلسطينيين ثابت
- بعد 12 يوما من زواجهما.. إندونيسي يكتشف أن زوجته مزورة!
- منتجات غذائية غير متوقعة تحتوي على الكحول!
- السنغال.. إصابة 11 شخصا إثر انحراف طائرة ركاب عن المدرج قبل ...
- نائب أوكراني: الحكومة الأوكرانية تعاني نقصا حادا في الكوادر ...
- السعودية سمحت باستخدام -القوة المميتة- لإخلاء مناطق لمشروع ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - ماشي الحال... كلو تمام ياخالتي...