كيري و لافروف... لافروف و كيري...

غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4087 - 2013 / 5 / 9 - 16:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

اجتمع كيري بلافروف, واجتمع لافروف بكيري.
قررا إنهاء الأزمة السورية.
ولكن هل يعرف أحد منكم.. كيف؟.. ومتى؟... ومن باع ومن اشترى.. وماذا تقرر بينهما ــ حــقــا ــ وراء الكواليس؟؟؟!!!...
يا هل ترى.. أكــل هذا من أجل ســواد عيون السوريات والسوريين.. أم أن هناك آلاف وألاف المصالح والاستراتيجيات والمصالح الرأسمالية العالمية التي تتقاسم بين الطرفين؟؟؟!!!...
يحق لي التساؤل والتفكير بعمق.. لأنني خلقت متشائما إيــجــابــيا...
*********
بعد سنتين وثلاثة أشهر من حرب اعتدائية غاشمة إجرامية, بكل ما في الحرب ـ دون مبدأ ـ من سلبيات وجرائم وفظائع وتخريب وقتل وتهديم وحقد متوج بأحقاد طائفية ذات شروش عمياء غبية. دون أن ننسى حوالي مائة وخمسين ألف قتيل من جميع الأطراف المتقاتلة, ما بين السلطة ومقاتلين من تشكيلات إسلامية مختلفة الألوان والجنسيات, وخمسة ملايين مشرد من مختلف مناطق الوطن السوري, يعيشون خارج أو داخل الوطن, بشروط مريرة غير إنسانية... وأكثر من نصف البنى التحتية والفوقية في كافة المدن السورية متهدم.. واقتصاد غالب المؤسسات الحكومية أو الاقتصادية والصناعية والانتاجية, كامل الجماد لدرجة الموت السريري... وأمبارغو إجرامي لا إنساني مفروض على سوريا من قبل غالب الدول ألأوروبية وغيرها الواقعة تحت الديكتات الأمريكي والتي تدور في فلك السياسة الصهيونية العالمية.. ومجالس أممية تدين سوريا وتدين السلطة السورية, بإجراءات وقرارات باطلة باستمرار.. وإعلام عالمي مركز بتخطيط هوليودي مستمر على إدانة سوريا وسلطتها وجيشها, وإظهارهم ــ زورا وبهتانا ــ أنهم ليسوا سوى جزارين وقتلة أطفال. وإظهار من يسمونهم بالثوار, أنهم فرسان الديمقراطية ومطالب الحريات العامة. بالإضافة إلى مؤسسات الإعلام الغنية والواسعة الانتشار القطرية والسعودية, التي استلمت رأس الحربة الموجهة ضد سـوريا, بأساليب مدروسة عالمية اختصاصية, ضربات قاتلة هدامة ضد قلب النظام السوري... ولكن الجريح بقي واقفا...حتى هذه اللحظة, رغم أنه فقد ثلاثة أرباع الدم الذي يجري في عروقه...رغم تعب وضعف جسم وسائل إعلامه الدفاعية الواقعة تحت حملات نفس الأمبارغو............
وفي هذه الأثناء. بعد أن تعبت جميع الأطراف.. وتدخل الطيران الإسرائيلي وضربه لمواقع استراتيجية على أطراف وداخل دمشق...دون أن نسمع أو نرى إدانة (جــديــة) من أخ أو عدو أو أشباه الأصدقاء... اجتمع كيري مع لافروف. أو لافروف مع كيري. لاقتسام المزرعة السورية. وفي نهاية الاجتماع, قررا البحث عن حــل للمشكلة أو للآزمة السورية... نــعــم إيجاد حــل. ما هو؟؟؟... لا أحد يدري... ثم قررا الانتظار حتى آخر هذه الشهر للإفصاح, حتى تنجلي الأمور ــ نوعا ما ــ على الأرض... وهذا يعني طبعا, أنه بانتظار مزيد من القتلى.. ومزيد من التخريب والتفجير والـمـآســي الإنسانية!!!...
كل هذا يعني أن العرب ما زالوا أغرارا أغبياء متخلفين, لا يستحقون إدارة حياتهم أو موتهم بنفسهم. وأنهم بحاجة إلى معلم أو مراقب, أو بالأحرى سيد يدير وينظم حياتهم ومصيرهم..أو الأكثر و الأهم بــتــرولــهــم!!!....
ألا يجب أن نطرح السؤال على المتقاتلين على الأرض السورية, وخاصة العربان والإسلامويين منهم... لأية غاية تقاتلون؟... وهل إذا أعطى كيري الأمر إلى حمد وإلى آل سعود بأن يوقفا التمويل.. ما هو مصيركم؟؟؟... إذا قال لكم حمد أوقفوا القتال وعودوا إلى تونس أو ليبيا أو الصومال.. إو إلى جزيرة الواق الواق أو إلى جهنم الحمراء؟؟؟... ماذا ستفعلون؟؟؟...
ألا ترون أنكم كنتم أحجار دومينو في مسرحية القتل والتقتيل وتخريب بلد آمن وشعب طيب, لا يريد سوى العيش والأمان وقليلا من الحريات الطبيعية العامة. ماذا ستفعلون إن أمركم حمد ,ممولكم ومحسنكم وصاحب حنفيات الدولارات التي تفتح وتصب المليارات وتغلق, حسب تعليمات كيري وأسياد كيري في مباني التخطيط الصهيوني العالمي. ماذا سيتبقى منكم غير مشردين مهلوسين, في أربعة أقطار المعمورة.. بانتظار معارك أخرى, في بلاد غبية أخرى؟؟؟!!!... وأنا اؤكد لكم أنكم بعد كل هذا لن ترون أيــة جنة.. ولا أية حورية موعودة... وجهنم هي الأرض التي كنتم فيها وخربتموها... وهي التي كانت قبل أن تعبروها.. الجنة الحقيقية... ومصيركم كما مصيرنا ــ مع مزيد الحزن والألم والأسى ــ على طاولة كيري ولافروف.. أو لافروف وكيري.............
***********
ســوريـا يا حبيبتي... يا بلد مولدي الذي عشت فيه طفولتي وأولى أيام شبابي... وأحلى الذكريات وأســودها... أرى أنك فقدت اليوم أحلى ما تملك أمـة.. حــريــتــهــا... وأنك أصبحت مثل الفتيات السوريات اليافعات اللواتي تعيش قسرا اليوم في مخيمات اللجوء, خارج الوطن أو بداخله, واللواتي تباع إلى الأغنياء الخليجيين والعربان. لزواج متعة أو لعهر موقوت مسعر...
أحــزن وأبـكـي عليك... وأبكي على نفسي...
بـــالانـــتـــظـــار..............
للقارئات والقراء الأحبة كل مودتي وصداقتي واحترامي.. وأصدق تحية مهذبة.. حــزيــنــة

#غسان_صابور (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل