أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد مصارع - سوريا بدون معارضة , هي سوريا بدون طبقات














المزيد.....

سوريا بدون معارضة , هي سوريا بدون طبقات


احمد مصارع

الحوار المتمدن-العدد: 1176 - 2005 / 4 / 23 - 12:34
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من الناحية التحليلية , فان أنظمة الطغيان تعتمد غالبا نظرية الإفقار والتجهيل والمرض , كطريقة مثلى للسيطرة على كل مقومات الحياة , ومفردات السلطة , الى أن يقع المجتمع السياسي والمدني والاجتماعي بأسره , في قبضة براثن ( العصب الأمني)الذي يلعب دور المخيخ فيه , القائد ( الطاغية ) والذي يأمر بنشر وتوسعة السجون , بنفس القدر الذي يطلب فيه زيادة الشدة في نظام الجباية الإقطاعية , شبه السياسية , ويكون من نتائج ذلك تقلص شرايين الحياة , وينتشر الجفاف , وتتقلص أمواه الحياة .
ما يمكن تسميته بالطبقة الوسطى المستنيرة , والواعية لحيل وألاعيب السياسة , كانت قد تمت تصفيتها بعملية مرحلية , ومتدرجة , بحيث تطلب الأمر تقديمها قربانا , غير مقدس , على مذبح ( الوطنية ) الزائفة , و( القومية ) المتصحرة , و ( الاشتراكية ) الكاذبة , بل إن كل الفئات والطبقات الاجتماعية , والقوى الحية في المجتمع , هي موضوع للصيد والاقتناص , وهذا يتطلب ولإحكام السيطرة الأمنية التلاعب بها , والقضاء عليها , ومحوها من كل امكانات الفعل السياسي في الخارطة المحلية , بل وتحطيم كل فعالية ممكنة لها , وعن طريق , دفعها نحو تحارب موهوم , ومفتعل , ولكي تزيح بعضها بعضا , بأسلوب خبيث , القصد منه , هو قطع كل جسور التلاقي , بين قوى المجتمع اليقظة .
ومنذ عهد الوحدة المصرية , بل التبعية السورية لمصر , تمت عملية القضاء على الحضارة الديمقراطية السورية , ونشب أعصبة أنواع من الأمن , مباحث , أمن عسكري , وجوي , فتحول العالم السوري الى مختبر للمخابراتية من كل الأجناس والأنواع , وتم إسقاط الهوية الوطنية السورية , وفيما بعد تم التأكد من زيف تلك اللعبة , وهي لعبة ( كش ملك ) بخطوات معدودة , فحين تمت لعبة إزاحة الإقطاع والبرجوازية , وتأميم ممتلكاتها , وهي عملية ( ثورية ) , فقد تمت باسم العمال والفلاحين , وهم الطبقة التي تم تزييف وعيها وبشكل وحشي وهمجي , بما يفوق الحاجة الفعلية لضرورة مواجهة ( الإمبريالية والاستعمار ) .
كان صديقي المنافق وقد صعد على منصة النفاق الإقطاعي الجديد يهتف :
تسقط الإمبريالية , ويسقط الاستعمار .
وفوجئ بالآخرين يهتفون به : انزل يا رجل , أتحسب نفسك ناصر زمان .
عمال وفلاحون , وباسمهم تم مهر وتصديق عمليات قبر الحياة السياسية , ليلتحقوا جميعا بقطار الطاغية الأمني الأول ,وليت الأمر كان قد توقف هاهنا , بل لقد شعشع , وامتد أثره ليشمل كل الفئات الاجتماعية , بل وحتى البريئة منها , من الطلبة , والشبيبة والأسوأ على الإطلاق , ما سيسمى بالأطفال ( الطلائع ) .
كل هذا لتكتمل لوحة , الكل يلهج باسم المخيخيخ الأمني , وكانت النتيجة , أن لا طبقات , ولا فئات ولا شرائح , بل لا مجتمع , بل ولا جمعية خيرية , ولا مقرا لفرقة حزبية واهمة .
والسؤال عن امكان وجود معارضة سورية , في ظل غياب تام للمجتمع السياسي المتناحر , بل حتى الشكل الطبيعي لامكان وجود , مجرد حياة ؟!!..
عندما تنعدم الشروط الضرورية للحياة , فان الضحية الإنسانية الأولى هي في فقدان كل حواس الشعور التقليدية , بدءا من الشم والذوق والسمع والإحساس والنظر ... الخ .
بأي حجة سورية , وببعض بقايا العقل , وفيما قبل - 1958 يمكن تفسير القبول السوري لتبعية هزلية , للتوتر ألذي كان سائدا آنذاك , ولبلد لم يكن بامكانه فعل شئ , وأي شئ ؟؟!!..
ربما كان الفكر الخرافي أو الأسطوري يعدنا بتحقيق شئ , والسؤال ماهو هذا الشئ ؟ وهو مشروع للغاية ؟
من سيتعلم ألف باء لغة أجنبية للغاية , فسيبدأ بالضرورة الهزلية , وهي من نوع : ابق منتصبا بشكل عمودي هناك , بدلا من قول كلمة واحدة هي : قف .
ولم يجمعنا حقا كلمة سواء , بل موقف سوء , وهو سوء تقدير وسوء نية مبيتة للغاية , والغاية منه هو الخروج بشكل جماعي عن ممارسة الدور التاريخي المفترض , ولكل أمة حية .
البحث عن المعارضة السورية مثلا , هو كالبحث عن إبرة وسط كوم من التبن , والمثل الشعبي يقول :
من الذي سيعير مريش , ووسط سوق الغنم ؟!.
إذا كان المجتمع الوطني فاقد الهوية , وبأسره كان قد صار ضحية مسترهنة , ولنظام أمني أتقن لعبة خلاصه الفردي , لالشئ بل لمجرد خلاصه الفردي , لأنه كان قد تمتع بكل مزايا الحصانة الدولية , وقد صار عاريا , وفجأة وبقدرة قادر , فسبحانه وتعالى !!.
النظرية السياسية التي تقول : كل نظام سياسي طغمائي , خارج التاريخ , وقد تمرس بالفساد ووصل مرحلة النهب المنظم , فقد وصل مرحلة اللاعودة , وبمعنى إني وساذج فان كل محاولة لا صلاحه , فستقود لانهياره وبالضرورة , وهذا ما سيحدث وبشكل فعلي .
فمن الضروري بمكان الإشارة , بأن لا امكان لوجود معارضة فيه , وكل ما يمكن القيام به , هو إطلاق الحريات السياسية فيه , على مبدأ الأواني المستطرقة , لا و لشيء من غير محاولة غير محققة النجاح ولإعادة التوازن إليه , وهو أمر عسير الحدوث , في ظل المعطيات الراهنة .
التوافق الطبقي والاجتماعي والسياسي , وإعادة التموضع الطبيعي المفقود , لن يبقى مستمرا للأبد , ولكن المخزي بل والمؤسف فيها , أن لاتحدث من غير البدء , والعود بدء , وكأن أزمان تجاهل ونسيان ضرورة التوازن الطبيعي المحض , كما لوكنا أمام قدر ولابد منه .
وللمقالة بقية وفي البحث عن حل ...



#احمد_مصارع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحية للمرحوم روبرت أوين
- الشرق بين الخطيئة والجريمة
- اللاسياسة أو انتحار البغل
- العقل وحرية الوجود
- حق التظاهر السلمي بعد حق الحياة
- دستور : الاتحادية أفضل من الوحدوية
- هل يمكن تحويل البدو الى (لوردات )؟
- القس سعدي يوسف يطل من شباكه اللندني
- الإرهابي لا يمكنه تعريف الإرهاب
- الجامعة العربية منبر للخطابات الغبية
- شاكر النابلسي , يحرق نجمه مع الشهب
- التناحر الشعبوي والشعوبي
- قمة الجزائر , والطرق على حديد بارد
- الهداية من الله
- سجل بر , لعبد الخالق السر
- الشجرة السورية في وجه العاصفة الدولية ؟
- شكرا لشباب سورية
- سوء تفاهم
- رسالة الى السيد حسن نصر الله
- المتراس ماركسيا, موقع ساقط عسكريا


المزيد.....




- فوردو ونطنز وأصفهان.. الخطاب الكامل لترامب بعد الضربات الأمر ...
- أول حالة معروفة لاستخدام هذه القنبلة.. إليك ما نعلمه عن تفاص ...
- تحديث مباشر.. أمريكا -دمرت تماما- منشآت إيران وطهران ترد بأو ...
- قرب منشأة فوردو الإيرانية.. ناسا تلتقط إشارة حرارية الأحد
- قبل نحو 48 ساعة من ضربة أمريكا.. صور فضائية تكشف تحركات إيرا ...
- -هجوم وحشي-.. إيران تدين الضربات الأمريكية على المواقع النوو ...
- إسرائيل.. -دمار واسع النطاق- بعد هجوم صاروخي إيراني وهذا عدد ...
- 25 ألف طائرة ورقية تزيّن سماء جزيرة فانو الدنماركية
- دمى عملاقة تجوب العالم في رحلة فنيّة ضد تغير المناخ
- ترامب يعلن شن ضربات -دمرت بشكل تام وكامل- مواقع نووية إيراني ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - احمد مصارع - سوريا بدون معارضة , هي سوريا بدون طبقات