أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - نصوصٌ إبليسية














المزيد.....

نصوصٌ إبليسية


سامي العامري

الحوار المتمدن-العدد: 4096 - 2013 / 5 / 18 - 10:27
المحور: الادب والفن
    


نصوصٌ إبليسية
ــــــــ
سامي العامري
............

لمحتُ إبليس في حانة وكان سكران حزيناً ويجلس وحده فاقتربتُ منه قائلاً : النار عليكم
ردّ : وعليكم النار ولعنة الله وويلاته
سألتُهُ : ما الذي تفعله هنا ؟
قال : لم ينفع حزبي القديم فكوّنتُ حزباً جديداً
وها أنا أدعو الناس إليه وأنت منهم .
قلتُ له : كيف تدعو الناس لحزبك الجديد وأنت سكران ؟
قال : هنا السر فأنا لا أخاطب إلا السكارى .
قلتُ : وهل تعتقد أن جمهوراً محترم العدد سينتسب لحزبك هذا ؟
قال : قطعاً ، قرون والناس يقظون ولم تجلب لهم اليقظة إلا التعاسة والحروب .
قلت له : صدقتَ ، هاتِ استمارة الإنتماء مع كأس أوزو وصحن جاجيك !

***
ساهر في الليل أنا
والليل ساهرٌ فيَّ
أحكي له عن بشرٍ سئمتهم
فهمْ إما طواويسُ خُلبيةٌ
أو أفاعٍ تشير لك بصولجاناتٍٍ من السُم
فيبتسم الليل في داخلي
ويحكي لي عن أقمارٍ يربيها ويرعاها كالماشية
ثم أحكي له عن أني سافرتُ ذات سأمٍٍٍٍٍٍٍ
وسقطتُ
هناك على منكب غابة معتمة
... دائرية كالأزمنة
فتخدشت قناعتي ونهضتْ بَليلةَ الأجفان
فتلقفها شيخٌ هزيل الجسم ومضى بها
تتكيء عليه ويتكيء عليها
إلى أين مضى ؟
لا أعلم ولكني سمعته يتمتم عن أبديةٍ
وأمواجٍ تجيّشها سنابكُ السفن
وما كانت قناعتك يا صديقي ؟
سألني الليل
أجبتُ :
الثقة بخيرٍ في الحياة
قال : أنا كنت ذلك الشيخ

***

الذاكرةُ التي تسكنك
هي ليست ذاكرتك كما قد تتخيل
رغم أنك صانعها
بل هي تبقى كياناً محايداً
كجزيرةٍ معزولة
بإمكانها أن تكونَ محطةَ استراحةٍ هنيئةٍ
في سفرك الروحي
ويمكن أن تكون مأوىً لقراصنةٍ
يستلبون كل ما في لحظتك الراهنة من هناء

***

منذ أن كان الإنسان
كان الشيطان في داخله
وهو متهيء دائماً لارتكاب الخطيئة
بل دائم التشوق لها
فإذا ما اعتدى عليك فردٌ مثلاً
فهو يردُّ على الخطأ بمثله
بل ويشتاق إلى المزيد من القسوة
أتعلم لماذا ؟
لأنه ينتصر للهدوء فيك ، للجمال فيك
أو قُلْ إنه ينتصر لله !
ولستُ جاحداً لأنكر أن المتصوفة
عرَفوا ذلك بمعنىً ما
وهذا ربما تجلٍّ آخرُ لوحدة الوجود
أما عن مبدأ التسامح فهو أيضاً يتجلى هنا
وذلك في جعل المعتدي أكثر تحفظاً في ارتكاب الخطايا
وفي الغالب يرتدع
أما عن حقوق الإنسان الضعيف
فليس هناك إنسان ضعيف
وإنما إنسان خائف
وفي زمننا القريب دعا برنارد شو إلى إلغاء القوانين
وقال هنري باربوس بعد تحليله المعمَّق لمفهوم السجون والعدالة :
على العدالة أن تكون جامدة كالجليد
أكتب هذا لأن ذهني يحلم بأن يفكر بصفاء وحرية
وهذا صعبٌ إن لم يكن نادراً

ــــــــــــ
برلين
مايس ـ 2013



#سامي_العامري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وردة القمَرين
- قلاع خلف الصباح
- دردشة تلفونية بين ناقدَين
- وطن النفايات
- أمداء وآراء
- نقاش بين بنفسجة ونحلة
- للمرأة ، لرئة الحرية (*)
- حديث اللقلق والضفدعة قصتان على لسان الحيوان
- مطارحات بين الأسد واللبؤة وابن آوى
- شِراك المِسْك قصة وتصورات
- كُوني جِناحاً أو جراحاً
- مرايا من قلوب
- همهمات في دائرة المعنى
- الكينونة السارة
- وتهزمُني هزيمَ الرعد !
- قراءة في كتاب : أساتذة اليأس ... النزعة العدمية في الأدب الأ ...
- النص الحيُّ لا يحتاج إلى ناقد بل الناقد يحتاجه (*)
- حوار مع الشاعر سامي العامري - عزيزة رحموني
- دموع التماثيل
- طرافة النقد الشعري العراقي المعاصر ومرَحُهُ (*)


المزيد.....




- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العامري - نصوصٌ إبليسية