أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين جلبي - جمهورية البحوث العلمية














المزيد.....

جمهورية البحوث العلمية


حسين جلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4085 - 2013 / 5 / 7 - 02:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يخيل للقلة القليلة الغير عارفة بطبائع النظام السوري بعد، أو تلك التي تتجاهل طبيعته الإجرامية لغاياتٍ مُختلفة، و هي إذ تسمع عقب كل إعتداءٍ إسرائيلي على الأراضي السورية، من ديرالزور إلى دمشق و ما بينهما، من إن الإعتداء قد إستهدف مركزاً للبحوث العلمية، و من إن النظام يحتفظ بحق الرد في الزمان و المكان المُناسبين، يخيل لهؤلاء بأنهم أمام نظام يمتلك أقصى درجات الحكمة و التروي و الحرص على مواطنيه، و إنهُ قد جعل من سوريا مختبراً علمياً كبيراً يقوم من خلال إختراعاته المتقدمة فيه على خدمة الإنسانية، و تزويد البشرية بعُلماء أفذاذ في مُختلف التخصصات.
و الحال أن النظام السوري هو أبعد ما يكون عن العلوم و مراكز البحث العلمي، اللهم إلا تلك الخاصة بتزويد آلات قتله بأسباب الإستمرار، و مراكز أُخرى مخابراتية خاصة بعلم الإجرام، تفنن فيها و أبدع بحيثُ بات من الصعوبة بمكان العثور على منافسٍ لهُ في عالمنا المُعاصر، لدرجة أن دولة مثل الولايات المُتحدة، أُضطرت في وقتٍ ما إلى اللجوء إلى خدماتهِ لإنتزاع إعترافات من موقوفين لديها في مُعسكر غوانتانامو.
و الحقيقة هي أن النظام السوري قد بلغ، إلى جانب إجرامه بحق الشعب السوري، مرحلةَ من الهوان يصعب تصورها، و ها هي إسرائيل تسقيه بُكرةً و عشيا من كأس الذل دون أن يمتلك و حلفائه من وسائل الرد سوى الصراخ أمام المايكرفونات على عكس ما يواجه به الشعب السوري الذي ثار عليه، فقد كان للهجوم الإسرائيلي هزات إرتدادية تمثلت بلطماتٍ على وجوه حلفائه من حزب الله الذي إلتزم الصمت بسبب إنشغاله في الفترة الأخيرة كما يقول بواجبه الجهادي في القصير و الريف الحُمصي، إلى إيران التي تعتقد أن الخطر على هلالها الشيعي يأتي من قاطني الأرض التي يتموضع عليها، و أخيراً روسيا التي لن تجرؤ على الخوض في إنتقاد الهجوم الإسرائيلي ـ هذا إذا لم تكن على علمٍ مُسبقٍ به ـ في الوقت الذي تقف فيه سداً منيعاً أمام النسمة خشية أن تزعج حليفها الوحيد في المنطقة.
لقد غير الهجوم الأخير من الطيران الإسرائيلي على مواقع أسدية بعضاً من روتين القتل اليومي في سوريا و حرك شيئاً ما في النفوس حتى و إن كان من باب (اللهم أهلك الظالمين بالظالمين)، لذلك سعى النظام السوري منذُ البداية إلى تجاهله كي لا يكشف عن عورته و عن ضعفه أمام شعبه، من جهتها رغبت إسرائيل من خلال الإعتراف السريع بالهجوم بتفاصيله المعروفة إلى تأكيد يدها الطولى في المنطقة و إرسال رسائل قوية إلى إيران التي يُشكل الأسد خاصرتها الضعيفة، فقد كان يُمكن لها ـ و هو ما تفعله حتى اللحظة ـ أن تُشجع على إبقاء الوضع في سوريا على هذه الحال إلى أن يتلاشى آخر حجر فيها، لكن ما لا يُمكن أن تغض الطرق عنهُ هو أن تصبح إيران نووية على حدودها الشمالية، فقد وجدت إسرائيل نفسها في نهاية الأمر بين خيارين أحلاهما مُر، فإما ترك الأسد لشعبه و هذا يعني التضحية بنظامٍ حمى حدودها لمدة أربعين عاماً و نفذ مهمتها في سوريا و المنطقة دون مُقابل، أو القبول ببقائه و لكن من خلال وصول الإيرانيين إلى حدودها، ذلك أن بقاء الأسد بالإعتماد على نفسهُ لم يعد ممكناً دون إيران أو حزب الله، و هذا ما يُفسر بدء إسرائيل بالتخلص من الترسانة السورية التي لا تُغير في موازين القوة على الأرض بين النظام و الثوار من جهة، و التي تُشكل خطراً عليها في حال سقوط النظام و وقوعها في أيدي النظام الذي سيخلفه من جهةٍ أُخرى، و هكذا فقد شكلت الهجمات الإسرائيلية في المُحصلة فألاً سيئاً للنظام السوري و إشارةً واضحة على إستحالة بقائه إن لم يكُن سقوطه القريب.
لقد أدمن النظام السوري في مواجهة قصف إسرائيل المتكرر لهُ لعب دور النعامة، فها هو يدفن رأسهُ مُجدداً في دماء السوريين، هذه الدماء التي ستغرقهُ في نهاية المطاف، سواءٌ خوفاً من رفع رأسه لمواجهة الأعداء، أو من خلال الإستمرار في سفك الدماء.



#حسين_جلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صنم الأسد في القامشلي: لعنةٌ أم تعويذة؟
- نهاية مُغامرة الأسد أوجلان
- بشار الأسد عندما يتذكر أكراده
- في العالم السفلي للكتابة الكُردية
- ما بين جبهة النصرة و حزب العمال الكُردستاني
- يوم المسرح العبثي
- تطورات كُردية سورية تستحق التنويه
- نداء سلام من أجل السلام في جزيرة السلام
- ثمار إتفاق هولير
- سيخربونها، ثم سيجلسون على تلتها
- رصاصات في رأس كانْيه
- سريه كانْيه: الأسئلة القديمة مرةً أُخرى
- في الوقائع الكُردية الغائبة
- في القامشلي: تركيا، روسيا و من ثم إيران
- ممانعة الجيش الكُردي الحُر: حسابات الربح و الخسارة
- الرقص على أنغام النظام السوري
- إعلان هولير: حملة إعلامية على الماضي
- هَرِمنا.. من هذه الإنسحابات التاريخية


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين جلبي - جمهورية البحوث العلمية