أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين جلبي - صنم الأسد في القامشلي: لعنةٌ أم تعويذة؟














المزيد.....

صنم الأسد في القامشلي: لعنةٌ أم تعويذة؟


حسين جلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4058 - 2013 / 4 / 10 - 21:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حقاً أنها لعلاقةٌ غريبة تلك التي تربط بين مواطني مدينة القامشلي و صنم حافظ الأسد الذي يتوسط الساحة التي تقع في قلب المدينة، فرغم الكُره المُتبادل بين الطرفين، إلا أنهما لا يُمارسان من طقوسه شيئاً، بل على العكس من ذلك، إذ يبدوان حريصين على سلامة بعضهما البعض، فالصنم الصامت يحرص من جهته على عدم إلحاق أذاهُ الكبير بالناس المُسالمين الذين يتناثرون حولهُ، و الذين يُحاولون تجاهل وجوده، و هم يضجون بالقلق، خلال مرورهم به، حرصاً منهُ على إستمرارهم في السكوت عنهُ، و الذي يُفسره هو، من جهته، تنفيذاً لفروضٍ ما يُفسرها طاعة، و يحرص بعضهم، على عدم إصابة الصنم الضخم الأبيض بخدشٍ، لكي لا تصيب الناس ـ و حسب زعمهم ـ لعناتهُ.
و كأننا نشهدُ في الواقع قصةٍ من أعماق التاريخ أو نعيش نحنُ في أعماقه، فثمةَ إلهٍ أصم، لا رحمة في قلبه الصلد، مُزودٍ بكُل أسلحة الفتك و إمكانات التدمير، لا يرحل لأنهُ يمتلك حبلاً سرياً إلى بطن المدينة، إلا أنهُ في اللحظة التي سيقرر ناسها قطعهُ، فستكون عندئذٍ طقوس موته قاسية لن ترحم أحداً، إذ سترعد حينها سماءُ المدينة لتصب على مواطنيها جامَ شرورها، و ستهتز أرضها لتخرج الحمم و تدمرها.
هل حقاً ترتبط القامشلي مع صنمها، بقاءً و فناءً، أيُّ لعنةً هذه التي أصابت المدينة؟
* * *
المسألة في القامشلي لا تتعلق في الحقيقة بوجود مجموعة من الشجعان أو المتهورين الذين يفتقدون إلى الحكمة و لديهم رغبة أكيدة لتحطيم صنم الأسد مهما كان الثمن، و لا تتعلق كذلك بوجود مجموعة أُخرى هي بالمُقابل من الحُكماء أو لنقل من المُداهنين، التي تخاف من الإقتراب منه بِشر خشية العواقب، و في المحصلة بوجود صراع بين إرادة الطرفين، المسألة في حقيقتها هي أن إسقاط الأصنام عملية رمزية و تحصيل حاصل كما حدث في الرقة، لذلك عندما يتساءل البعض بإستغراب عن أسباب عدم إسقاط ذلك الذي ينتصف القامشلي حتى الآن فلأن جهةٍ ما قد وضعت الجميع في صورة وردية عن تحرير المنطقة الكُردية، لذلك يشعر المستغربون أن نتائج التحرير و منها إسقاط الصنم قد تأخرت كثيراً بعد تلك المزاعم التي إستفاد منها مروجوها عسكرياً و مالياً و سياسياً و أمنياً (و كل شيئياً)، إذ كيف يستقيم التحرير و حصد نتائجه من جهةٍ مع وجود الصنم و المستفيدين من طرد جماعتهُ ـ الغير مطرودين ـ من جهةٍ أُخرى.
و بهذا المعنى يُصبح الهجوم على الصنم في حال عدم صحة عملية التحرير ـ و هو الواقع ـ عملية غيرُ مجدية، فهو يُشبه الهجوم على (البردعة) لإسقاطها، في حين أن الحمار واقفٌ على قوائمهُ الأربعة يمنع وصولها إلى الأرض، ذلك أن إسقاط الحمار، و هو الأولوية هنا، و هو مرحلة المفروض فيها أنها قد مضت و إنتهت، يتبعه في المُحصلة سقوط البردعة التي من غير الممكن أن تبقى مُعلقةً في الهواء بعد ذلك، إلا أن المُستغرب هنا هو تعانق التحرير و الإحتلال معاً و دخول (الثوار و أعداء الشعب) في رقصةٍ ثنائية على صفيحٍ واحد، بحيث أصبح صنم الأسد ذاتهُ ـ دون غيره ـ يذرف الدموع و هو يلوح لمواكب الشهداء مودعاً إياهم إلى مثاويهم الأخيرة، و هم الذين سقطوا ـ حسب الزعم ـ في قتالٍ ضده.
* * *
و أخيراً، أيُّ جدوىً لتنظيف الساحات من أصنام الدكتاتور إذا كان هناك من هو أكبر منها حجماً، يجثمُ على العقول، مُنتظراً الفرصة ليتجسد على المِنصات ذاتها..
ينبغي إذاً، و قبل توجيه المعاول نحو تلك الكتل الصماء في الساحات، فتح بوابات العقول لشموس الحُرية لتنير عتمات الخوف و الوهم و العبودية في تلك الأماكن المُعتمة التي لم يمر النور بين تلافيفها... ينبغي فتح النوافذ لنسائم الربيع لتقوم بفتح أزاهيرها و تنظيفها ما من أشواك الماضي.
عندها فقط سينهار من في الساحة على نفسهُ، من تلقاء نفسه..
حسين جلبي



#حسين_جلبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية مُغامرة الأسد أوجلان
- بشار الأسد عندما يتذكر أكراده
- في العالم السفلي للكتابة الكُردية
- ما بين جبهة النصرة و حزب العمال الكُردستاني
- يوم المسرح العبثي
- تطورات كُردية سورية تستحق التنويه
- نداء سلام من أجل السلام في جزيرة السلام
- ثمار إتفاق هولير
- سيخربونها، ثم سيجلسون على تلتها
- رصاصات في رأس كانْيه
- سريه كانْيه: الأسئلة القديمة مرةً أُخرى
- في الوقائع الكُردية الغائبة
- في القامشلي: تركيا، روسيا و من ثم إيران
- ممانعة الجيش الكُردي الحُر: حسابات الربح و الخسارة
- الرقص على أنغام النظام السوري
- إعلان هولير: حملة إعلامية على الماضي
- هَرِمنا.. من هذه الإنسحابات التاريخية


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين جلبي - صنم الأسد في القامشلي: لعنةٌ أم تعويذة؟