أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين جلبي - بشار الأسد عندما يتذكر أكراده














المزيد.....

بشار الأسد عندما يتذكر أكراده


حسين جلبي

الحوار المتمدن-العدد: 3969 - 2013 / 1 / 11 - 14:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كانت مُفاجئة من العيار الثقيل إتيان بشار الأسد في خطابه الأخير على ذكر من سماهم (بالأشاوس)، الذين قال أنهم تصدوا في قرية رأس العين الحدودية للمجموعات الإرهابية المُسلحة التي دخلت من تركيا، كتفاً إلى كتف مع جيشه و إجهزته العسكرية و الإستخباراتية و المدنية الأُخرى، و من ثم قيامه بتقديم الشكر لهم على ما قاموا به.
لقد كان المشكورون أول المتفاجئين المُحرجين، فقد كان الشكر هنا بمثابة صفعةٍ مدوية أربكتهم و أطاحت بأوراقهم لدرجةٍ لم يستعيدوا معهُ توازنهم بعد ليردوا عليها، اللهم إلا إذا كان التجاهل رداً، رغم أن المُفاجئة الأسدية كانت في مُجرد ذكر الواقعة و إظهار الإمتنان للأشاوس على دورهم في دحر أعدائه، و ليس في الواقعة أو الوقائع ذاتها التي لا يجهلها أحد، إذ لا يمكن لأي عاقل أو ذو بصر أن ينكرها، فلا يزال من قام بالواجب الأسدي يعزف مثلهُ، و إن لم يكُن في دار الأوبرا، على لحن المجموعات الإرهابية المُسلحة التي دخلت من تركيا، و يخوّن كل من ينشز عن ذلك اللحن النشاز.
و يمكن القول لمن لم يُتابع الوقائع في مدينة سريه كانْية و يجهل لذلك خلفيات الرضا الأسدي الذي ظهر في خطابه الأخير، إن ما جرى في تلك المدنية الكُردية لا يختلف كثيراً عما يجري في أية مدنية سورية أُخرى و لكن مع بعض الإضافات، فقد حاولت مجموعات مُسلحة تحت مُسمى الجيش الحُر دخولها بداعي تحريرها من بقايا سلطة النظام المتمثلة بمقراته الإستخباراتية، و التي كانت تعمل جنباً إلى جنب مع قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب الإتحاد الديمقراطي الذي هو بدوره جزء من حزب العُمال الكُردستاني التركي، و ذلك من خلال عدة نشاطات منها إقامة حواجز ثنائية لا تبعد عن بعضها البعض سوى أمتار قليلة، و هنا تصدت قوات اللجان الشعبية لتلك المجموعات، و أُضطر الطيران الأسدي للتدخل في بعض المراحل لصالح الأولى، مما ألحق مزيداً من الدمار بالمدينة و تهجيراً لمعظم سكانها، لكن في النهاية لم تندحر المجموعات المُسلحة كما ذكر الأسد، فلقد سيطرت هذه على حوالي ثمانين بالمائة من المدينة، و الآن هناك إتفاق عدم إعتداء بينها و بين (الشباب الأشاوس)، إحدى نقاطه تشكيل حواجز مشتركة بين الطرفين، و هو ما حصل فعلاً.
قد يقول قائل أن الأسد لم يكن يهدف من كلامه ذاك إلا إلى إيقاع الفتنة بين مكونات الشعب السوري بشكل عام أو بين مكونات الجزيرة و بين الكُرد أنفسهم بشكلٍ خاص، و إن علينا أن نكذب خطاب الأسد جملةً و تفصيلاً، و السؤال الذي يمكن طرحه هنا كأجابة على الموضوع هو: و لماذ لم يشكر بشار الأسد الإتحاد السياسي الكُردي أو أي حزب من الأحزاب أو التنسيقيات الكُردية الكثيرة؟ لماذا لم يشكر بشار الأسد الجيش الحُر أو المتظاهرين السلميين مثلاً؟ ثم هل الوضع الكُردي، خاصةً بين حزب الإتحاد الديمقراطي بتسمياته المختلفة و بين باقي أطراف الحركة الكُردية، هو على خير ما يرام، حتى يأتي الأسد أو غيره ليحاول أن يزرع فيه الفتن و الشقاق، أم أن ما يتم بين الكُرد هو صورة مصغرة عما يجري في سوريا حيثُ النظام و شبيحته من جهة و الشعب الأعزل من جهةٍ أُخرى، و لا يحتاج الأمر قيام آخرين لصب المزيد من الزيت على النار؟
حاصل القول أن مدائح الأسد لأشاوس الأسد لا يسئ لصورة الكُرد المُشتركين في الثورة السورية منذُ بدايتها، إذ أن بين ظهراني كل مكونات الشعب السوري شبيحةً للنظام يرتبط مصيرهم بمصيره، و لا يمكن أن يؤاخذ الجميع على جرائم تلك القلة.
تبقى سريه كانْيه و أهلها أشرف من أن يدنسهم بشار الأسد بنصف لسانه، و ينابيعها أطهر و أنقى من أن يلوثها بضعة من شبيحته بقذارتهم، من جهةٍ أُخرى لا يحتاج السوريون من أهلنا في سريه كانْيه أن يرفضوا خطاب الأسد، إذ لم يشك أحدٌ يوماً في وطنيتهم، معاذ الله، و في الوقت ذاتهُ لا ينتظر السوريون و خاصةً الكُرد من (أشاوس الأسد) أن يرفضوا تحيته، لأنه و ببساطة لن يصدقهم أحد.



#حسين_جلبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في العالم السفلي للكتابة الكُردية
- ما بين جبهة النصرة و حزب العمال الكُردستاني
- يوم المسرح العبثي
- تطورات كُردية سورية تستحق التنويه
- نداء سلام من أجل السلام في جزيرة السلام
- ثمار إتفاق هولير
- سيخربونها، ثم سيجلسون على تلتها
- رصاصات في رأس كانْيه
- سريه كانْيه: الأسئلة القديمة مرةً أُخرى
- في الوقائع الكُردية الغائبة
- في القامشلي: تركيا، روسيا و من ثم إيران
- ممانعة الجيش الكُردي الحُر: حسابات الربح و الخسارة
- الرقص على أنغام النظام السوري
- إعلان هولير: حملة إعلامية على الماضي
- هَرِمنا.. من هذه الإنسحابات التاريخية


المزيد.....




- مسؤول صحي لـCNN: مقتل عشرات جراء غارة إسرائيلية على مقهى على ...
- -أقود سيارة كهربائية لأنني فقير-
- جدل في سوريا بعد حظر الحكومة استيراد السيارات المستعملة
- الناتو يتحصن خلف -جدار المسيّرات- في مواجهة روسيا
- القضاء البريطاني يرفض طلبا لوقف تصدير معدات عسكرية إلى إسرائ ...
- موقع إيطالي: الهند وإسرائيل وستارلينك من يُدير لعبة التجسس ا ...
- بسبب الجرائم في غزة.. الجمعية الدولية لعلم الاجتماع تعلق عضو ...
- غينيا تصدّر 48 طنا من البوكسيت في الربع الأول من عام 2025
- كيف تفاعلت المنصات مع فقدان أوكرانيا مقاتلة جديدة من طراز -إ ...
- -برادا- تقلد صنادل كولهابوري الهندية.. ومغردون: هذه سرقة ثقا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين جلبي - بشار الأسد عندما يتذكر أكراده