مجدى عبد الهادى
باحث اقتصادي
(Magdy Abdel-hadi)
الحوار المتمدن-العدد: 4080 - 2013 / 5 / 2 - 06:32
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
يتصور الكثيرون أن عملية التغيير الإجتماعي هى عملية سياسية سلطوية بالأساس ، فما عليك سوى العمل لأجل إستلام السلطة سواء عبر الصناديق بإقناع الجمهور الواسع ، أو عبر الإنقلابات والمؤامرات المسلحة !! وبعدها ستصبح الدنيا جميلة بتطبيق مشروعك الوردي الحالم !!
وتتمثل مشكلة هذا التصور في نقطتين أساسيتين :
الأولى : أنها يفصل عملياً ما بين الغاية والوسيلة ، إذا يصبح مضمون المشروع نافلاً بالنسبة للهدف المرحلي الأساسي ، وهو السلطة ، فعندما تتحول السلطة لهدف حاكم ، تصبح أي وسيلة مشروعة بما فيها خيانة المشروع نفسه أحياناً ؛ أو في أحسن الأحوال يصبح المشروع قضية مُؤجلة ، لا تمثل سوى مضموناً مأمولاً للسلطة القادمة ، بما يخرجه من الفاعلية الواقعية إلى مجرد تصور ذهني ، لن يتحقق على الأرض في الغالب ما دام المُوجه الواقعي المُباشر هو هدف السلطة !!
الثانية : وهى الأخطر ، أنه يحصر عملية التغيير الإجتماعي في هامش ضئيل وضيق ، لا يتوائم وشمولية عمليات الصراع الإجتماعي التي تشمل كل جوانب الحياة تقريباً ؛ ما يجعل النضال الإجتماعي عملية محصورة بالإطار السياسوي الضيق ، والذي هو ملعب البرجوازية الأصيل ، حيث يسود رأس المال في كافة جنبات الملعب ، فهو الخصم والحكم !!
إن الفصل ما بين المشروع وملعب الصراع الإجتماعي في مُجمله - بحصره بالملعب السياسوي الهامشي - هو أمر جائز وبديهي بالنسبة للأفكار المثالية وللمشروعات الإيديولوجية / الهوياتية ، سواءاً أكانت قومية أم دينية ، ولكنه يتناقض جذرياً مع مشروع تقدم إجتماعي وتطور تاريخي مثل المشروع الإشتراكي ، الذي هو مشروع تاريخي شامل ، يتضمن إمكانات تطورية لا تشترط السلطة ، مثلما يتطلب تحولات ثورية تشترطها !! إنه تغيير إجتماعي تحتي بالأساس وليس مجرد تغيير سياسي يجري حصرياً ما بين جنبات البنية الفوقية !!
#مجدى_عبد_الهادى (هاشتاغ)
Magdy_Abdel-hadi#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟