(عرب آيدول) في نبرة عنصرية تجاه جماهير كوردستان

طه معروف

الحوار المتمدن-العدد: 4069 - 2013 / 4 / 21 - 20:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

هزت الفنانة الكردية من كوردستان العراق، برواز حسين، مشاعر وإحساس محبي الفن وموسيقى في كردستان وعراق وجعلتهم يعززون بها ويعتبرونها هي صوتهم لمحبة والتواصل والتقارب من المجتمعات العربية وفق الهوية الإنسانية ومن خلال فن الموسيقا والأغاني الذي لا يعرف لا اللغة ولا الحدود ، بعد نجاحها المدوي في برنامج (عرب آيدول) الذي تبثه محطة (إم بي س) .ولكن هذه التصورات والرغبات النبيلة تبخرت في كوردستان ولم تدم طويلا، إذ سرعان ما تم الإستغناء عنه بالغضب العارم والإدانة الواسعة لا لشخص أحلام فقط، وإنما لواقع الفن العربي المسيس بالروح الكراهية و الشوفينية القومية الذي لم يجلب لجماهير المنطقة عربا وأكرادا على مر التأريخ، سوى الآلام والويلات وتجريد كرامة الإنسان وسلخ هويته الإنسانية .
برواز حسين، ذهبت وشاركت في برنامج (آراب آيدول) ،كإنسانة فنانة يعرض موهبته الفنية باللغة العربية وغنى باللغة العربية قبل أن يغني باللغة الكردية وهي تريد أن تثبت بأنه يحب الموسيقى العربية واللغة العربية كما يحب اللغة الكردية بعيدا عن الكراهية القومية . فهي بريئة وصادق النية والنزيه يريد ان يقول ويرسل رسالة إلى ألإنسان العربي مفادها، أن فن الموسيقى يجب أن لا يشوبها الحقد والكراهية والعنصرية القومية بل الصداقة والمحبة ونبذ الشوفينية القومجية .وهي تريد أن تثبت بإن الطبيعة الإنسانية بذاتها يميل دائما إلى الإنسجام والتقارب والتسامح لا إلى الحقد والكراهية والإقصاء والنفور والجهل القومي الأعمى.
ألفنانة الكردية أظهرت وعبرت بجلاء من خلال مشاركتها في هذا البرنامج العربي، عن فقر وعجز الفكر القومي من أن تجريدة الإنسان من هويته الطبيعية الإنسانية رغم أنف القوميين .وهي تريد أن يظهر للعالم العربي بإن جماهير المتمدنة في كوردستان لا يرمون بمصائبهم التأريخية من قتل ودمار وأنفال والإبادة الجماعية بالأسلحة الكيميائية ،على الإنسان العربي بل على الأنظمة القومية المتعاقبة في العراق و يرفضون أبدا أن يلعنوا مجتمع برمته مثلما يلعن القوميين دائما القوميات الأخرى بغية فصل وتعريف الإنسان على أسس الهوية القومية الزائفة . الجماهير المتمدنة في كوردستان يرون إن الإنسان العربي هو نفسه أيضا ضحايا لتلك الأفكار القومية الهمجية العنصرية.
ولكن هناك في المقابل نية خبيثة من خلال تصريحات مخزية ل أحلام حسن من لجنة تحكيم (عرب آيدول) تجاه جماهير كوردستان وجماهير العرب أيضا، عندما قامت بتحويل برامج (عرب آيدول) إلى منبر سياسي قومي شوفيني هاجمت فيها بأقبح الصور حقوق جماهير كوردستان وحقهم في تقرير المصير الذين طالما ناضلوا ويناضلون من أجلها .أية الشوفينية هذه ؟كوردستان جزء لا يتجزأ من العراق!!!!!!هذا ما سرحت به أحلام لأحياء وإظهار النية الخبيثة للشوفينية القومية العربية من دون الإلتزام بوظيفته في البرامج ومن دون الإحترام طبعا لإرادة الجماهير في كوردستان .إن هذه التصريحات المخزية عادت إلى الأذهان جميع الأقاويل والتهديدات البعثية الذي إنتهى دائما بأكبر كارثة إنسانية على المجتمع العراقي جميعا ،عربا وكوردا وأتراكا .فهي تريد أن يقول لنا بإن إلحاق الإجباري بالدولة العراقية عن طريق إستخدام القوة والقهر يجب ان يحل محل إرادة الجماهير ،محل الإستفتاء العام . تسريحات مخزية حقا وتشويه لأفكار وآراء معظم الإنسان العربي المؤمن بالحرية وتقرير المصير للشعوب.

لقد أثارت تلك التصريحات المخزية غضب جماهير كوردستان الذي يتابع تلك البرامج ولم يتوقع من تحويل (عرب آيدول) إلى برامج ومنبر يعطي الحق والحرية لأحد أعضائها في لجنة التحكيم بأن يفرغ البرامج من محتواها وتبديلها من برامج لمسابقة الأغاني والمهارات الفنية إلى منبر وقح لزرع الفتنة القومية.ولكن لخدمة من؟الجواب واضح لكل من لا يريد أن يخدع نفسه :الإستمرار في الصراع القومي في العراق على حساب دماء العمال والكادحين وجميع الأحرار الذين لا يرون من الفكر القومي سوى عار للبشرية .وأخيرا سؤالي ل أحلام :تفضل بجوابك حول الكارثة الإنسانية في سوريا الذي يقتل فيها آلاف الأبرياء وأكثرهم من العرب السوريين بأيدي النظام القومي البعثي العربي ؟
طه معروف
21-04-2013

#طه_معروف (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل