أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه معروف - ما معنى الزوبعة الإعلامية الأمريكية الأخيرة حول إنسحاب أمريكا المبرمج من العراق؟














المزيد.....

ما معنى الزوبعة الإعلامية الأمريكية الأخيرة حول إنسحاب أمريكا المبرمج من العراق؟


طه معروف

الحوار المتمدن-العدد: 1976 - 2007 / 7 / 14 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما نسمع من الإدارة الأمريكية من تصريحات بين حين وآ خر حول موضوع إنسحابها السريع والمبرمج من العراق ، لا يعدو كونه خدعة اعلامية من جملة تلك الخدع الإعلامية المفبركة التي تخدم سياساتها الحربية الفاشلة في العراق .إن تحويل العراق إلى ساحة وميدان لحربها الإرهابية، قد يحتاج بالضرورة إلى مثل هذه البروباكندة الفارغة التي تغذي سياستها في إطالة أمد حربها القذرة على العراق.
إن تصريحات السفير الأمريكي، رايان كروكر، قد تدحض بصورة واضحة تلك التصريحات الأمريكية المفبركة حول إنسحابها السريع من العراق عندما يقول؛ بإن خطورة إنسحابهم من العراق يفوق خطورة بقائهم فيها.أو التصريحات الميدانية من الجنرال الأمريكي، بتريوس، بصدد العملية الأمنية في العراق الذي يقول :من المبكر الحكم على العملية الأمنية. إن محاربة التمرد في العراق مهمة طويلة الأمد قد تستغرق (عقودا) من الزمن.
رغم إن مجرد الحديث عن الإنسحاب هو دليل على فشل المشروع الأمريكي في العراق إلا أن تفعيل الجدل حولها بين حين وآخر يحمل في طياتها أغراضا وأهدافا امريكية متعددة منها، تستخدم لإخماد الإعتراضات الداخلية الأمريكية المناهظة للحرب، أو تثير من أجل رفع معنويات جنودها المنهارة لحثهم في مواصلة القتال والأكثر من ذلك فمنذ إحتلال العراق أصبح تهديد الحكومة الدمية الطائفية (المختفية) بالإنسحاب،يشكل جزءا أساسيا من تاكتيكات السياسية الأمريكية بغية أحياء و تفعيل دور هذه الحكومة المنشطرة طائفيا وعرقيا لتغطية على نفاق شرعية بقائها في العراق .
إن الحديث عن تقرير بوش حول تقييم فعالية الإستراتيجية الأمريكية "الجديدة" في العراق ومدى إلتزام الحكومة الطائفية الدمية بتحقيق الأهداف التي تطالب بها واشنطن ،ليست إلا زوبعة إعلامية فارغة تهدف إلى تضليل رأي عام الأمريكي والعراقي معا حول إستمرار هذه الحرب الهمجية الذي حول العراق إلى ساحة القتال لا مثيل لها في العالم .
ففي حين يتحدث الإدارة الأمريكية عن موضوع إنسحابها المبرمج من العراق سنجده في نفس الوقت يقوم بتعزيز وجودها العسكري في العراق ومنطقة الخليج.ألا يصدق أحد ألإدعائات الأمريكية حول إنسحابها السريع من العراق في الوقت ينهمك بحشد اكبر قوى العسكرية في منطقة الخليج وعلى مرمى الحجر من الحدود العراقية؟ لا نقول بإن أمريكا لا يفكر أبدا بالإنسحاب من العراق. ولكن هذا الأمر غير وارد بتاتا في الضروف الراهنة.
إن نشر القوات في الجنوب العراق وفي كردستان ليست مقصودة لإجل قصير بل تهدف إلى بقائها إلى أمد طويل. إن التلاعب بالمصطلحات؛ ،كالإنسحاب المبرمج او السريع او تقليص القوات وإعادة الإنتشار هي إدعائات سياسية حربية تهدف الى تبرير ضرورة وجودها في العراق .
إن إنسحاب أمريكي سريع من العراق لن يحدث مثلما حدثت في فيتنام . لإن وجود العسكري الامريكي في العراق هو إمتداد لوجوده العسكري في منظقة الخليج .إن حضور العسكري الأمريكي في الخليج لا يقل كثيرا عن وجود مثلها على الاراضي الأمريكية .فأمن الخليج وفق نظريتهم الرأسمالية هو أمن مصالحهم الرأسمالية .لذلك فإن إثارة هذه الموضوع من قبل الإدارة الأمريكية ومؤسساتها السياسية وخصوصا بين حزب الجمهوري والديمقراطي هي خطة مبرمجة ومدروسة لتغطية على مصالح الشركات والكارتيلات النفطية الأمريكية العملاقة التي لا تجد طريقا وأسلوبا مربحا ومناسبا لتكديس ثرواتها أنسب من هذه الطريقة من الحروب البربرية في المنطقة.
إن ترويج الشائعات حول إحتمال نشوب حرب أهلية شاملة في حال إنسحاب القوات الأمريكية من العراق ،ليس إلا مبررا لإدامة بتدمير العراق.فأي حرب أهلية تخلق هذا الجحيم و الدمار من القتل اليومي والهجرة القسرية المليونية مثلما خلقها قوات الإحتلال.إن سياسة قوى الإحتلال التي يستند على زرع بذور الإنقسامات الطائفية والعرقية والقبلية تمهد ارضية خصبة لحرب أهلية شاملة ولم يكن عاملا لصدها.
فما زالت ألإدارة الأمريكية مصممة على قمع جميع تلك ألأصوات أو الحركات المدنية المعادية لوجودها في العراق بأكثر الطرق الوحشية .وبعكس إدعائاته حول الديمقراطية والمدنية يشن حربا ضروساعلى كل من يطالب بالإنسحاب أو يناضل من اجل إعادة المدنية للعراق.فهو لا يقاتل تنظيم القاعدة او الجيش المهدي بل يقاتل جميع الحركات اليسارية العمالية والإتجاهات العلمانية والمدنية ايضا . وخير دليل على ذلك هو إعتدائهم الأخير على مؤتمر حرية العراق، رغم انه مقاومة مدنية تناضل من أجل إعادة المدنية إلى العراق. حيث أغتالت أياديها الغادرة المناضل القدير ،عبدالمحسن صدام ،مسؤول قوة الأمان في بغداد ، لا لسبب ، سوى لإنه أراد للجماهير أن تعيش في أمان و لم يرضخ لسياسة الإحتلال ولم يقبل الخضوع لسياسة الحكومة الطائفية الدمية الذي ترفع راية الإنقسام الطائفي والعرقي في العراق.

13-7-2007



#طه_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هكذا تدخل حكومة إقليم كردستان في منافسة الإسلاميين لأسلمة ال ...
- ذوبان الجليد أم المغازلة في العلاقات واللقاءات الامريكية الا ...
- في العراق الحديث ممنوع حصول المرأة على جواز السفر، بينما يحص ...
- من يصطف مع العنصرية القومية البعثية ، منظمة جاك القومية أم ا ...
- ما السبب الحقيقي وراء تهديدات الحكومة التركية بإحتلال كردستا ...
- الإرهاب أصبح جوهرة العراق في نظر زمرة من المعممين - على هامش ...
- نظام الملالي المتأزم في ايران آخر من يحق له الحديث عن تجاوز ...
- امريكا ، بين لقاء مخيم صفوان و مؤتمر بغداد......من يوقع هذه ...
- مشاركة ميليشيات الأحزاب القومية الكردية في معركة بغداد هي ال ...
- سيناريو غلق الحدود محاولة لتغطية الملف الطائفي لدول الجوار
- رؤية المالكي والمشهداني للحرية والنظام في الوضع العراقي ؟
- استراتيجية جديدة ام تصعيد عسكري جديد في العراق؟
- إعدام صدام مناورة سياسية امريكية وصورة بشعة للانتقام الطائفي
- الرد على فشل سياسة تحالف الاحزاب القومية الكردية هو انفصال ك ...
- الحوار المتمدن في المنظور الطبقات وقواه السياسية
- التحركات الدبلوماسية لا تغطي فشل امريكا في العراق
- حكم الاعدام على صدام لا ينهي مأساة الجماهير العراقية
- !كردستان العراق في ظل فشل الأحتلال الامريكي وتحكم البدائل ال ...
- البرلمان العراقي يتعامل -بالحذاء- مع معارضي الشريعة الاسلامي ...
- تصريحات البابا بنديكتوس، تذكي الحرب الارهابية العالمية


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طه معروف - ما معنى الزوبعة الإعلامية الأمريكية الأخيرة حول إنسحاب أمريكا المبرمج من العراق؟