أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طه معروف - الإرهاب أصبح جوهرة العراق في نظر زمرة من المعممين - على هامش مؤتمر الوقف السني العراقي في عمان















المزيد.....

الإرهاب أصبح جوهرة العراق في نظر زمرة من المعممين - على هامش مؤتمر الوقف السني العراقي في عمان


طه معروف

الحوار المتمدن-العدد: 1880 - 2007 / 4 / 9 - 11:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عُقد في الاردن الاسبوع الماضي مؤتمر طائفي من قبل زمرة من المعممين عمامات بيضاء لتشكيل (مجلس العلماء السنة) كمرجعية دينية موحدة وإنشاء(مؤسسة للفتوى) لتكون مصدرا للفتوى "الشرعية".وحظي المؤتمر بدعم عدد من الدول العربية ومن ضمنها الصديق الامريكي-الصلب- السعودية. حيث تركزت المناقشات حول صياغة قواعد اللعبة السياسية في العراق عبر فتاوى جديدة لتغذية ما يسمى بالمقاومة العراقية اوكما يدعون"جوهرة العراق والعرب والمسلمين".لقد عقد هذا المؤتمر في ضوء المتغيرات والمستجدات السياسية على الساحة العراقية والمنطقة المتمثلة بفشل الإحتلال وما تبعها من ظهور مؤشر في تغيير المواقف الامريكية من القوى المتصارعة في العراق نتيجة توسع المد الايراني في العراق وفي المنطقة.
ولم يكن في جعبة المؤتمرين المعممين شئ كثير يقدمونه للجماهير العراقية سوى التأكيد على نهجهم الإرهابي لإدامة الصراع و إرسال مزيد من القنابل الإنسانية و السيارات المخففة والتشديد على عملية القتل العشوائي عبر جيل آخر من الفتاوي الأصيلة في إطار النزاع الطائفي. حيث تحدثوا عن إصدار سلسلة من الفتاوي الجديدة لإضفاء الشرعية على عمليات القتل والإنتقام الطائفي، ولكن هذه المرة تم حصرها في ايدي المرجعية السنية الأعلى فقط و "الإبتعاد عن إصدار الفتوى المتسرعة العاطفية عن انصاف المتعلمين" .اي ان كبار المعممين ليسوا مسؤولين عما جرى في السابق من القتل والتشريد في العراق وانما المسؤولية تقع على عاتق فئة اخرى من انصاف المتعلمين .والمعممين عندما يقومون بمراجعة الفتاوي السابقة التي ادت الى خلق اكبر كارثة انسانية في العراق،إنما يحاولون تبرئة انفسهم من تلك الجرائم الدموية التي لم تستثن حتى الاطفال اولا ،والمضي قدما في اسلمة المجتمع العراقي عبر الفتاوي الرجعية لتحل محل القوانين المدنية ثانيا، واخيرا، فهي محاولة لإخماد السخط الجماهيري ضد الفتاوى الدينية المقززة التي تتناقض في الصميم مع روح العصر ومع كل القيم الإنسانية في المجتمع.
اللافت ،ان المعممين في عمان تحدثوا هذه المرة بلهجة مغايرة عما كانت في السابق واتسمت آرائهم بنوع من الإعتدال تجاه قوى الإحتلال تضامنا مع سياسة المحاور الجديدة التي تقودها السعودية في المنطقة وفق مستلزمات السياسة الأمريكية . ان احاديث عصابة العمائم البيضاء، كانت واضحة جدا عندما اعطت الأولوية لمقاومة المد الايراني وليست قوى الإحتلال.وعبروا عن هذه المواقف بعبارات واضحة حيث يرون "إن أذى ايران اكبر من أذى امريكا". ومعاني هذه الجملة تعود بمخيلتنا إلى أوضاع العراق والمنطقة في بداية الثمانينات ،اي قبل حرب الخليج الاولى عندما نجحت امريكا في تجييش دول المنطقة بقيادة النظام البعثي ضد الخطر الوهمي الايراني على الخليج.
ان تسمية مشروع القتل والإنتقام الطائفي ب"جوهرة العراق" او "المقاومة المفتخرة"هو دليل على وحشية وهمجية هذه الطغمة من المعممين الذين لايعرفون اية لغة سوى لغة القتل والدمار لتحقيق مآربهم الخبيثة لظفر بالسلطة في العراق.إن إستهداف التجمعات السكانية في الشوارع والمحلات والاسواق والمدارس والجامعات ومكان العيش والعمل ،تبقى الطريقة الوحيدة في الأدمغة المريضة لمعممي العمامات البيضاء والسوداء للوصول الى السلطة .إن الصراع الطائفي المتمثل بنزاع المعممين، يكون في جوهره صراعا ضد القيم والمبادئ العلمانية واليسارية التقدمية في المجتمع .
رغم ان العلمانية هي حركة متجذرة في العراق و نجحت سابقا في فرض تراجع ملموس على الافكار الدينية المتخلفة وممثليها من فئة المعممين المنبوذين ،إلا أن امريكا حاولت منذ دخولها العراق ان يصور هؤلاء الجهلاء من اصحاب العمائم بلونيها الاسود والابيض كأنهم ممثلين عن الحرية والديمقراطية. وأوكلت اليهم قيادة العراق ضمن عمليته السياسية المخادعة لتشكيل الدولة والحكومة وكتابة الدستور. ولكن امريكا فشلت ومشاريعه لم ترالنور، وبعد اربعة سنوات من إحتلاله لا توجد اثر للدولة والحكومة والدستور بالمعنى العملي للكلمة، وانما توجد التقسيمات الطائفية والفتاوي الدينية و سلطة الميليشيات والمؤسسات المتعددة المراكز على اسس طائفية والعرقية .
إن وصف هؤلاء المعممين بإعتبارهم انصار الحرية والديمقراطية من قبل قوى الإحتلال ،هو إهانة لتأريخ المجتمع العراقي ولملايين من الجماهير العراقية المدنية والعلمانية واليسارية والشيوعية واطياف واسعة من الملحدين. بل هي محاولة للقضاء على تلك المكاسب الإجتماعية النضالية التقدمية التي حققت عبر نضال شاق وطويل المليئة بالمآثر البطولية للقوى الثورية اليسارية والمدنية في المجتمع العراقي رغم الضروف العراقية الصعبة في ظل حكم الأنظمة الدكتاتورية المتعاقبة في العراق .
يخطئ من يظن بإن الإرهابيين هم فئة متمردة خارج فلك المعممين من الرجال الدين .الرجال الدين الإسلاميين هم خمرة الإرهاب اينما كانوا .فأي عمل إرهابي في العراق يقف وراءه رجال الدين سواء كانوا من الشيعة او السنة . فلولا رجال الدين ، لما كان بإمكان نوري مالكي الوصول الى قمة هرم السلطة الميليشياتية في العراق ولن تستطيع البعثيين ايضا ان يعودوا بهذه السرعة الى الواجهة السياسية في العراق .
إن رجال الدين الإسلاميين الذين لديهم تجارب طويلة و مرة من التهميش في العراق، حيث قضوا تاريخا طويلا في حاشية المجتمع كفئة متطفلة منبوذة و معزولة عن المجتمع ، نتيجة المد الشيوعي واليساري والعلماني في العراق وفي المنطقة وفي العالم . ويدركون جيدا بإن إختلال التوازن في المجتمع الناجمة عن إحتلال العراق ، وضعت امامهم فرصة تأريخية ثمينة لظفر بالسلطة .ويعون جيدا على ان المجتمع العراقي يفضل الحيات المدنية والعلمانية، بدل الحياة الجاهلية في ظل الفتاوى والشريعة الإسلامية .ولذلك حاولوا منذ البداية إستثمار الفراغ السياسي التي نجمت عن غياب الحكومة والدولة لصالحها وبدأوا بحملة واسعة ضد كل المظاهر المدنية واقاموا المحاكم الجاهلية الإسلامية وفق الشريعة الإسلامية لمعاقبة الخارجين عن الترهات الدينية .وفي هذه النقطة فإن العمائم بلونيها الابيض والاسود متفقان ولا يختلفان إلا في الدعارة الإسلامية المتمثلة بالزواج المتعة وزواج المسيار.
يبدو ان اربعة سنوات من الإرهاب الدموي القاتل في العراق قد تكون عاجزة في إثارة شهية المعممين لإرتكاب مزيدا من الجرائم ولذلك يعدون العدة لتعميق هذا الصراع الطائفي عبر تشكيل الكيانات الدينية الطائفية الرجعية وانشاء مؤسسة للفتوى،بغية إغراق العراق في العمل الإرهابي كأفضل وسيلة لتحقيق اهدافهم القذرة في العراق.
طه معروف
8-4-2007



#طه_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظام الملالي المتأزم في ايران آخر من يحق له الحديث عن تجاوز ...
- امريكا ، بين لقاء مخيم صفوان و مؤتمر بغداد......من يوقع هذه ...
- مشاركة ميليشيات الأحزاب القومية الكردية في معركة بغداد هي ال ...
- سيناريو غلق الحدود محاولة لتغطية الملف الطائفي لدول الجوار
- رؤية المالكي والمشهداني للحرية والنظام في الوضع العراقي ؟
- استراتيجية جديدة ام تصعيد عسكري جديد في العراق؟
- إعدام صدام مناورة سياسية امريكية وصورة بشعة للانتقام الطائفي
- الرد على فشل سياسة تحالف الاحزاب القومية الكردية هو انفصال ك ...
- الحوار المتمدن في المنظور الطبقات وقواه السياسية
- التحركات الدبلوماسية لا تغطي فشل امريكا في العراق
- حكم الاعدام على صدام لا ينهي مأساة الجماهير العراقية
- !كردستان العراق في ظل فشل الأحتلال الامريكي وتحكم البدائل ال ...
- البرلمان العراقي يتعامل -بالحذاء- مع معارضي الشريعة الاسلامي ...
- تصريحات البابا بنديكتوس، تذكي الحرب الارهابية العالمية
- مغزى إستبدال العلم في كردستان العراق وغضب الشوفينية العربية ...
- مؤتمر العشائر-للمصالحة- صور مشوهة للعراق ودليل على غياب الحك ...
- ألإعلام والأقلام المأجورة جزء اساسي من الفساد المستشري في جس ...
- الحروب الأمريكية الأسرائيلية في الشرق الأوسط ،رافعة لصعود ال ...
- حرب لبنان واستقطاب القوى والمحاور الرجعية في المنطقة
- الأحزاب القومية الكردية في تسعى لإستكمال مستلزمات الحرب الأه ...


المزيد.....




- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طه معروف - الإرهاب أصبح جوهرة العراق في نظر زمرة من المعممين - على هامش مؤتمر الوقف السني العراقي في عمان