أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - طه معروف - الرد على فشل سياسة تحالف الاحزاب القومية الكردية هو انفصال كردستان عن العراق















المزيد.....

الرد على فشل سياسة تحالف الاحزاب القومية الكردية هو انفصال كردستان عن العراق


طه معروف

الحوار المتمدن-العدد: 1776 - 2006 / 12 / 26 - 10:40
المحور: القضية الكردية
    


الاجواء السياسية السائدة في كردستان العراق بعد صدور تقرير بيكر-هاملتون الانهزامية هي الحديث الساخن حول فشل اخرى لسياسة التحالف الاحزاب القومية الكردية الذي اعلن عنه التقرير المذكور والذي يعطى الأولوية لإقامة حكومة مركزية في بغداد لبسط سيطرتها على العراق على غرار الحكومات العراقية السابقة التي تعاملت دائما مع قضية الجماهير في كردستان العراق بالنار والحديد .ادعائات طالباني والبارزاني حول صداقة الادارة الامريكية لجماهير كردستان انقلبت عليهم وعلى مشاريعهم الفيدرالية الرجعية وبدءوا بتغيير انغامهم لتغطية على خداعهم السياسي للجماهير الذي ادى في النهاية المطاف الى وضع كردستان امام مصير سياسي مجهول.ان من علق آماله بالمحافظين الجدد وسياسته، الضربة الاستباقية،بددت آمالها بعد ان ظفرت الاسلام السياسي في المعركة في العراق وعلى صعيد المنطقة .الحرب ادت الى نهاية مؤلمة للمدنية في العراق و للبشرية المتمدنة والقوى اليسار وعلمانيةعموما بعد انتصار اشد قوة الرجعية اي الاسلاميين في هذه الحرب الرجعية.
على مر التأريخ كان الجماهير في كردستان تدفعوا ثمنا باهظا لسياسة تحالفات الرجعية للأحزاب القومية الكردية مع دول واجهزة المخابرات في المنطقة وآخرها التحالف المشين مع دائرة الاستخبارات الأمريكية التي تنظر اليها في تقريرها الانهزامية الاخيرة ،بأنه ليس اكثر من ورقة الضغظ لتنظيم امور حكومة مركزية في بغداد. ولا يتذكر في اي بند من بنودها حتى لو بكلمة عن حقوق جماهير في كردستان العراق رغم ادعائات الديماغوجية السابقة لتلك الاحزاب حول صداقتهم الجديدة مع امريكا التي استقبلتوه بالورود عند دخولها الى كردستان .
ان لجؤ الاحزاب القومية الى الجماهير لمشاركتها في رفض التقرير وتحميلها على تنظيم الاحتجاجات والندوات والتوقيعات هي من اجل مصالحهم ومواقعهم في المعادلة السياسية في العراق وليست لها اية علاقة بمصالح الجماهير لرفع الظلم القومي عليها بل يريدون عبر هذه المناورات تقليص الهوة الواسعة بينهم وبين الجماهير الذي جائت نتيجة الفساد الاداري وممارساتهم القمعية وحرمان الجماهير من ابسط مقومات الحياة المعيشية .الجماهير دفعت ثمن الفساد الاداري وها هي الآن ينتظرون لدفع ثمن فشل تحالف السياسي لتلك الاحزاب مع امريكا . إن صداقة وتحالف الاحزاب القومية مع امريكا تكلفهم كثيرا هذه المرة ولم تعد بوسعهم ان تنالوا ببساطة ثقة اصدقائهم القدماء من الدول المجاورة لتحالف معهم حيث ضحوا بكثير عندما أيدوا الاحتلال وعلقوا بها مصيرهم .ان سياسة تحالف الاحزاب القومية التي تهدف دائما الى تأمين مصالحهم الحزبية على حساب مصالح وقضية الجماهير باتت في مأزق وانقلبت عليهم هذه المرة بقوة ووضعهم في نفق مظلم .ان سياسة تحالف الاحزاب القومية في كردستان العراق هي من اشد السياسات الرجعية التي يخدم القوى والدول الاقليمية .انظروا الى تحالفاتهم السابقة مع ايران وتركيا او سورية التي اشترطت على قمع وقتل مخالفين لتلك الدول الرجعية .
ليس فقط تقرير بيكر-هاملتون لن تعترف بالقضية الجماهير في كردستان وانما إدارة بوش وقوة الاحتلال ايضا سارت في نفس المسار وتحالف الاحزاب القومية الكردية معهم لم تكن تقدم مجانية بل كلفت امريكا مليارات و ملئت بها جيوبهم لخدمة سياساته وليس لخدمة قضية الجماهيرفي كردستان. ما تثير الدهشة هو كيفية تعامل الاحزاب القومية مع التقرير المذكور حيث صرح طالباني على ان التقرير ينتقص سيادة العراق !! قول غريب وعجيب ،اية سيادة تقصده طالباني في ظل الاحتلال ؟ ماذا تعني السيادة للعراق في الوقت فان الاسلاميين من الكتل الشيعية هم امتداد لجمهورية الاسلامية في ايران والكتل السنية ذراع لسعودية ودول قليمية اخرى والمقاتلين الارهابيين ينتمون الى الحركة الارهابية الاسلامية العالمية والبعثييون كتائب من الجيش والمخابرات السورية في العراق.لاتوجد دولة في العراق حتى يتحدث احد عن سيادة .ان العراق هي ساحة وميدان الحرب الارهابية الامريكية والاسلامية في غياب وجود الحكومة والدولة . ومن جانب آخر تحاول مصعود بارزاني ان تقلل من حجم المخاطر والتهديد لجماهير كردستان العراق بالمكالمة الهاتفية التي جرت بينه وبين بوش وكأنما بوش لديها اكثر لقضية جماهير في كردستان العراق.
تلجا الاحزاب القومية الى الجماهير لتغطية على فشل تحالفه السياسي لكي تستخدمه لنوايا ومصالح الحزبية الضيقة ولحفاظ على ممتلكاتها و ثرواته الغير المشروعة التي كدستها على حساب فقر الجماهير .ولكن لن ينسى احدا عندما لجأت اليهم الجماهير وطلبوا منهم تأمين حياتها المعيشية ،فكان نصيبهم دائما يأتي اما بالرفض او بالرصاص القومية الكردية الخالصة .واضح فان الجماهير في نظر تلك القوى الرجعية ليست اكثر من وسيلة لتحقيق اهدافهم اللصوصية القذرة.
ان معركة الاحزاب القومية مع تقرير جائت بسبب تهميش وتحجيم موقعهم السياسي رغم مساعدتهم السخية لقوى الاحتلال عن طريق مشاركتهم في العملية السياسية الخادعة في العراق .كان طالباني وبارزاني اعلنوا مرارا عن حرصهم لدفاع وحماية وحدة وسيادة العراق كدولة عربية وجزء من الوطن العربي وما جاء في التقرير بيكر-هاملتون هو تدوين هذه المواقف(اي مواقف طالباني وبارزاني) على حساب قضية الجماهير كردستان ليس إلا ولكن في غياب اي دور ملموس لهم وهذه هي السبب وراء انزعاجهم وليست قضية الجماهير كما يدعون لخداع الناس.
ان سبيل الوحيد لمنع تكرار المآسي والويلات الى كردستان هو ان يتحرر الجماهير من السياسة ومشاريع تلك الاحزاب ورفع شعار الانفصال عبر الاستفتاء الجماهيري العام وهذا هو طريق لخلاص من الصراعات القومية الرجعية ونتائجها الكارثية .
ان قلق ومخاوف الجماهيرفي كردستان العراق مسألة واقعية في ظل الوعود الامريكية بدعم حكومة عروبية اسلامية في بغداد التي حددت في تقرير بيكر-هاملتون ملامحها حيث يقر بوضوح الحاق كردستان بالدولة المركزية ليس عن طريق الاحزاب القومية الكردية وانما مباشرة من قبل حكومة استبدادية اسلامية عروبية في بغداد .ان مثل تلك الحكومة التي اشارة به تقرير بيكر-هاملتون هي جكومة الحرب والدمار على اسس الآيديولوجية والسياسية الفاشية ومثلما كانوا قضوا على كل الملامح المدنية والانسانية في جنوب ووسط العراق على نمط طالبان الافغاني فسيحاولون بالتأكيد تكرار هذه الاعمال الدموية في كردستان ايضا وخصوصا بعدما اشتعلت الاحزاب القومية لهب الصراع القومي في مدن مثل كركوك وخانقين وسنجارفي اطار سياسة الفيدرالية الفاشلة التي هي طريقة لفتح الباب امام اشتداد الصراع القومي وليست طريقة حل الواقعي لرفع الظلم القومي. الاحزاب القومية في كردستان له مصالح في معايشة مع القوى الظلامية من الاسلاميين وبقايا البعثيين ولكن الجماهير ليست لها اي مصالح في هذا التحالف الرجعي سوى الانتظار لتكرار المآسي السابقة والسبيل الوحيد لتجنب شرور هذه القوى الرجعية الدموية هو الانفصال عن العراق والتحرك بهذا الاتجاه وعدم السماع من خدعة اخرى مفبركة للاحزاب القومية الذين ينظرون الى الجماهير كوسيلة لإنقاذ مصالحهم ومواقفهم السياسية .يتحدثون عن حقوق الجماهير ولكن بعد ان تم تهميشهم في التقرير المذكور .

بخصوص تقرير بيكر-هاملتون كوثيقة انهزامية في العراق والشرق الاوسط لا تعدوا كونها محاولة امريكية لتحقيق اهدافها بوسائل سياسية ودبلوماسية بعد ما فشلت في تحقيقها بالوسائل العسكرية .ان منطقة شرق الاوسط المبتلية بالازمات والبؤر الساخنة ،حطمت احلام اليميني الامريكي وسياسته العسكرتارية في المنطقة وفي داخل امريكا ايضا وهزيمة امريكا في العراق والشرق الاوسط هي بداية النهاية لتسلط امريكا على العالم المتمثلة بالعالم الاحادي القطب.



#طه_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن في المنظور الطبقات وقواه السياسية
- التحركات الدبلوماسية لا تغطي فشل امريكا في العراق
- حكم الاعدام على صدام لا ينهي مأساة الجماهير العراقية
- !كردستان العراق في ظل فشل الأحتلال الامريكي وتحكم البدائل ال ...
- البرلمان العراقي يتعامل -بالحذاء- مع معارضي الشريعة الاسلامي ...
- تصريحات البابا بنديكتوس، تذكي الحرب الارهابية العالمية
- مغزى إستبدال العلم في كردستان العراق وغضب الشوفينية العربية ...
- مؤتمر العشائر-للمصالحة- صور مشوهة للعراق ودليل على غياب الحك ...
- ألإعلام والأقلام المأجورة جزء اساسي من الفساد المستشري في جس ...
- الحروب الأمريكية الأسرائيلية في الشرق الأوسط ،رافعة لصعود ال ...
- حرب لبنان واستقطاب القوى والمحاور الرجعية في المنطقة
- الأحزاب القومية الكردية في تسعى لإستكمال مستلزمات الحرب الأه ...
- هل يمنع استمرار الاحتلال نشوب الحرب الاهلية في العراق؟
- النموذج الامريكي لتحررالمرأة العراقية؟
- أيان هيرسي علي في ميزان الديمقراطية الغربية
- مخاطر الأحزاب القومية الكردية على نضال و حقوق جماهير كردستان ...
- حتمية الخيار العسكري الامريكي ضد ايران
- من الذي يقرر مصير العراق؟
- حول دراسة معهد كارينغي الامريكي؛ المطالبة بمحاورة الاسلاميين
- هل تنحي ابراهيم الجعفري عن الرئاسة هو الحل ؟


المزيد.....




- سلوفاكيا تعتزم تخفيض الدعم المالي للاجئين الأوكران
- بين صراع الظلم والمجاعة: الفلسطينيون يواجهون قسوة الأزمات ال ...
- دولة قطر تؤكد ضرورة اضطلاع الجمعية العامة للأمم المتحدة بمسؤ ...
- نائب في -الرادا- الأوكراني يدعو لاعتقال زيلينسكي فور إبرام ا ...
- رسالة الجولاني لبشار الأسد ورؤيته لمستقبل سوريا ووضع الأقليا ...
- الأمم المتحدة: العراق اليوم أكثر أمناً واستقراراً
- رئيس إسرائيل يدعو إيلون ماسك للتوسط في إحياء صفقة تبادل الأس ...
- في عامها الـ75.. هل تنجح حملة القضاء على الأونروا؟
- -الفارس الشهم 3-.. الإمارات مستمرة في دعم وإغاثة سكان غزة
- ما الذي يحدث في حمص حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان؟


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - طه معروف - الرد على فشل سياسة تحالف الاحزاب القومية الكردية هو انفصال كردستان عن العراق