أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طه معروف - العراق لم تعد في نظر طالباني-رقما صعبا غير قابلا للتقسيم -















المزيد.....

العراق لم تعد في نظر طالباني-رقما صعبا غير قابلا للتقسيم -


طه معروف

الحوار المتمدن-العدد: 2063 - 2007 / 10 / 9 - 12:12
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بدئا بمجلس الحكم ومرورا بإقتراح الكونغرس الأمريكي الأخير لتقسيم العراق، سيناريوهات أمريكية رجعية فاشلة بحاجة لممثلين محترفين ذوي الكفاءة العالية لخداع الجماهير على شاكلة جلال طالباني الذي كان حتى الغد القريب متفائلا عن الوضع السياسي في العراق الموحد و يمدح ويثنى على" الديمقراطية الناشئة" فيها .و بصفته "رأيسا للجمهورية"كان قد أكد مرارا عن حرصها الشديد على حماية العراق والحفاظ على وحدتها (وسلامة أراضهيا) حيث أعتبر إنفصال كردستان عن العراق حلما ووهما لا يتحقق . وكان العراق بالنسبة له رقما صعبا غير قابلا للتقسيم بتاتا (ولوإن هذه العبارة غير ضحيحة ينقصها معرفة الحقائق العلمية ،لإن الأرقام كلها قابلة للتقسيم بغير الصفر الذي يقودنا الى مالانهاية) .
يمكن أن يلاحظ احد عن كيفية هذا التغير المفاجئ الذي طرأعلى موقف" رأيس الجمهورية " بعد أن يرى منها البعض "رمزا لوحدة العراق" ويسأل : لماذا الرأيس يقف الآن في مقدمة المؤيدين لتقسيم العراق؟ الجواب واضح ،لم يحصل أي تغيير على موقف طالباني لكونها رجلا قوميا وسياساته مبنية على التعصب القومي . شعارواهداف حركتها القومية الكردية من حكم ذاتي إلى الفيدرالية داخل إطار العراق مبنية على التقسيم القومي ،وهذه من الثوابت القومية مثلما كان وحدة العراق العروبي مبنية على التعصب القومي ويشكل أحد الثوابت لدى القوميين والشوفينيين العرب .ترحيب طالباني بتقسيم العراق وفق الهوية الطائفية والقومية، تعبير عن إظهار نوياه الفكرية و السياسية الحقيقية إزاء الوضع القائم في العراق بصورة علانية ،وهذا هو التغير الحاصل على موقفها السياسي . هرولة طالباني وبارزاني والقوميين الكرد بوجه عام بين تقرير بيكر-هاملتون وإقتراح الأخير لتقسيم العراق، تبين على الملأ غياب أي أفق سياسي للحركة القومية الكردية بغير تعليق آمالها بصورة أعمى بالسياسات الأمريكية الفاشلة في العراق .
بعد سقوط صدام كان طالباني في مقدمة صفوف الإسلاميين والشوفينيين العرب لإلحاق كردستان بالعراق العروبي الإسلامي دون أي أعتبار لإرادة الجماهير في كردستان. وأعتبر طالبان بإن العراق عضو ومؤسس الجامعة العربية و جزأ لا يتجزأ من العالم العربي مثلما يدعي الشوفينية العربية والإسلاميين. ورفض عملية ألإستفتاء الجماهيري من اجل إستقلال كردستان جملا وتفصيلا رغم ان هذا الحل هو طريق الأمثل لحل قضية جماهير كردستان .إن ترحيب طالباني والحركة القومية الكردية بتقسيم العراق على اسس طائفية وعرقية لتشكيل الكيانات القومية والدينية بهذه الطريقة الأمريكية، موقف رجعي وخطير وفي حال تطبيقه سيؤدي إلى خلق دويلات حربية شريرة على شاكلة دولة إسرائيل .أي صنع دويلات الشر والعدوان .وهذا بطبيعة الحال لم يكن حلا لقضية الجماهير وخصوصا الجماهير في كردستان بل خطوة هدامة لإشعال الصراع والحروب القومية .
اللافت أيضا ،هو الموقف الشوفينية العربية على صعيد العراق والعالم العربي الذي ترفض الإقتراح الأمريكي بسلاحها الرجعي القديم بتأكيدها على سيادة الهوية القومية العربية وعلى عروبية العراق.الجامعة العربية كأحد مؤسساتها القومية شجبت بقوة هي الأخرى الإقتراح الأمريكي لتقسيم العراق لصالح سيادة الهوية القومية العربية في العراق على طريقة البعثية والحكومات العربية كذلك.
إستغل الشوفينية العربية داخل العراق إقتراح التقسيم الأمريكي لأحياء سياساتها الشوفينية التي لم تجلب للجماهير عبر تأريخ الحديث للعراق غير المآسي و دفعت بالعراق على مر الزمن في أتون حرب قومية دموية أدى إلى نسف أسس الإستقرار في العراق وخلقت أكبر كارثة للجماهير العراقية من العرب والكرد وباقي القوميات والأطياف ألأجتماعية ألأخرى.
إن موقف طالباني "كرأيس للجمهورية"إزاء تقسيم العراق أزيل القناع عن الوجه الحقيقي للعملية السياسية الأمريكية الخادعة في العراق كما أكدت على طبيعة الخادعة لهذه التحالفات بين الكتل السياسية المشاركة في عملية تدمير العراق .فكل حركة من الحركات الدينية والقومية وراء أجندتها السياسية يخفيها تارة ويعلن عنها تارة أخرى حسب الضروف السياسية المناسبة لها.
تقسيم الكيانات الجغرافية أو تقسيم أراضي بلد يسبقه دائما تعريف وتقسيم الجماهير القاطنة فيها وفق الهويات الغير إنسانية.ألإنفصال الرجعي لباكستان من الهند في القرن الماضي سبقته نشر السموم الدينية والصراع الديني وتصنيف الإنسان على أسس الهوية الدينية .تحديد الحدود وتقسيم الكيانات الجغرافية في اوروبا الشرقية بعد انهيار إتحاد السوفيتي أستكملت وفرضت على الجماهير بفعل حملة الاوروبية الأمريكية الرجعية لصنع المذاهب والقوميات عن طريق مرتزقتهم من القوميين والإسلاميين. وإقتراح تقسيم العراق تسبقه اربعة أعوام من الإقتتال لنشر السموم الطائفي والعرقي بين الجماهير وهكذا دواليك..وأخيرا من يساهم في فرض الهوية القومية والمذهبية على الجماهير هي سيمهد الطريق للإنقسام الكيانات الجغرافية. العراق في وضعه الحالي مقسمة ومشتتة إلى أبعد الحدود بسبب تواجد قوى الإحتلال وسلطة الميليشيات الطائفية والقومية التي قسمت ثروات العراق فيما بينها وخصوصا الثروة النفطية لتمويل ماكنة جرائمها في العراق. كما سببت في تهجير ملايين العراقيين إلى خارج العراق قسرا ولا يزال طريقة الشتات مفتوحة. جزأت العراق إلى كانتونات والإمارات العشائرية والطائفية وتم تقسيم المدن الرأيسية مثل بغداد وبصرة وموصل إلى كيانات مذهبية وعشائرية يحرسها بنادق الميليشيات الطائفية . ومن جهة أخرى فإن بناء وإقام الجدار الفاصل بين بعض المحلات والأزقة في بغداد دليل على أن هذه القوى السياسية المشاركة في العملية السياسية الأمريكية في العراق يشارك جنبا إلى جنب مع قوى الإحتلال لتقسيم العراق إنسانا وأرضا.وأخيرا فإن أمام العراق ثلاث خيارات لبقائها كدولة وككيان جغرافي موحد :فإما إقامة دولة إسلامية شيعية أستبدادية على نمط حكومة الولاية الفقية الايرانية التي تعمل من أجلها حزب الدعوة التي يقودها مالكي والصدريين وآل حكيم الذين يتمتعون بالدعم الكامل من إيران سياسيا وعسكريا وماليا. أو من خلال أحياء سلطة وحكم البعثيين و القوميين العرب مرة أخرى مثلما نراه الآن على الساحة السياسية العراقية والعربية ويقودها أياد علاوي والضاري وصالح مطلق والدليمي وإضافة إلى مجاميع إرهابية أخرى تحت لواء الكتل السنية وتقترب يوما بعد يوم من امريكا وتأخذ الدعم والمساندة من بعض الدول العربية وأسلوبها في الحكم معلومة للعراقيين.والبديل الآخر هو إقامة دولة علمانية مدنية بمشاركة الجماهيرعبر إنهاء الإحتلال وإلغاء الهوية الطائفية والعرقية ليحل محلها الهوية الإنسانية التي تعمل من أجل تحقيقها الحزب الشيوعي العمالي العراقي ومؤتمر حرية العراق والجبهة المناهضة لقانون النفط والغاز وإتحاد نفط الجنوب ومنظمة حرية المرأة وإتحادات والمجالس العمالية والقوى اليسارية والعلمانية والمدنية بوجه عام.أي أن أمام العراق سبيلان لتبقى موحدة :فإما البقاء عن الوحدة بسبل رجعية من قبل القوميين والإسلاميين أوالوحدة بطرق تقدمية وإنسانية من قبل قوى اليسارية والعلمانية والمدنية .و بخصوص كردستان فإن الإستفتاء الجماهيري لإستقلال أو الإتحاد مع الدولة العراقية هو الحل الأمثل لإنهاء المأسات والكوارث التي حلت بالجماهير في ظل حكم القوميين الشوفينيين العرب .وفي غياب دولة علمانية ومدنية في العراق فحتى الحديث عن إتحاد كردستان مع العراق العروبي او الإسلامي تكون كارثة بحد ذاتها.




#طه_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول طبيعة موقف السلطة الميليشياتية من إعتداء حثالة الشركات ا ...
- في العراق الجديد أصبحت السجون رمزا للأمان ....على هامش زيارة ...
- االليبرالي خيرت فيلدرز مطالبا بتمزيق نصف القرآن و حظره الشام ...
- ما معنى الزوبعة الإعلامية الأمريكية الأخيرة حول إنسحاب أمريك ...
- هكذا تدخل حكومة إقليم كردستان في منافسة الإسلاميين لأسلمة ال ...
- ذوبان الجليد أم المغازلة في العلاقات واللقاءات الامريكية الا ...
- في العراق الحديث ممنوع حصول المرأة على جواز السفر، بينما يحص ...
- من يصطف مع العنصرية القومية البعثية ، منظمة جاك القومية أم ا ...
- ما السبب الحقيقي وراء تهديدات الحكومة التركية بإحتلال كردستا ...
- الإرهاب أصبح جوهرة العراق في نظر زمرة من المعممين - على هامش ...
- نظام الملالي المتأزم في ايران آخر من يحق له الحديث عن تجاوز ...
- امريكا ، بين لقاء مخيم صفوان و مؤتمر بغداد......من يوقع هذه ...
- مشاركة ميليشيات الأحزاب القومية الكردية في معركة بغداد هي ال ...
- سيناريو غلق الحدود محاولة لتغطية الملف الطائفي لدول الجوار
- رؤية المالكي والمشهداني للحرية والنظام في الوضع العراقي ؟
- استراتيجية جديدة ام تصعيد عسكري جديد في العراق؟
- إعدام صدام مناورة سياسية امريكية وصورة بشعة للانتقام الطائفي
- الرد على فشل سياسة تحالف الاحزاب القومية الكردية هو انفصال ك ...
- الحوار المتمدن في المنظور الطبقات وقواه السياسية
- التحركات الدبلوماسية لا تغطي فشل امريكا في العراق


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - طه معروف - العراق لم تعد في نظر طالباني-رقما صعبا غير قابلا للتقسيم -