أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طه معروف - البابا بنديكت في ميزان أساتذة وطلبة جامعة روما وميزان البيت الأبيض














المزيد.....

البابا بنديكت في ميزان أساتذة وطلبة جامعة روما وميزان البيت الأبيض


طه معروف

الحوار المتمدن-العدد: 2256 - 2008 / 4 / 19 - 11:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


طه معروف
2008 / 4 / 19
في العشرين من يناير ، و وفقا لخطة مدروسة ومعدة سلفا هدفها الإختراق و التدخل في الميدان العلمي في ايطاليا و بهدف إضفاء الطابع الديني على اهم المناسبات العلمية في جامعة روما الاولى، أستضيف البابا بنديكت من قبل أقلية ضئيلة في الهيئة التدريسية للحضور و إلقاء كلمة الإفتتاح في مهرجان السنة الأكاديمية في جامعة روما الاولى حتى يظهر بمظهر الكاهن المتميز الحريص على العلم و المعرفة البشرية .وقد أعد له الفاتيكان ثوبا علميا مزورا لإفتتاح السنة الأكاديمية في ابرز معقل من المعاقل العلمية في إيطاليا. ولكن لسؤ حظ البابا فإن الأغلبية الساحقة من الطلاب والأساتذة والعلماء وقفوا له بالمرصاد ،رافضين حضوره، وإمتنعوا عن إستقباله في هذا المهرجان العلمي ووجهوا له إنتقادات حادة و شديدة حول مواقفه ومواقف الكنيسة العدائية للعلوم الطبيعية والمعرفة البشرية التقدمية بوجه عام. ولم يتوقفوا عند هذا الحد، بل طالبوا الأكاديمية بتنظيم حملة أسبوعية لمناهضة الإكليروس والكنيسة لتدخلهما السافر في شؤون المسائل والقضايا العلمية .وقالوا لهم : لقد تجاوزنا عهودكم القروسطية المظلمة وعليكم العودة الى جحوركم المظلمة كأنسب مكان لكم لإلقاء خطبكم ، فنحن هنا لم ولن نسمح لكم بتحويل المنابر العلمية الى منابر القاء مواعظ لقساوسة ورجال الدين.
و من جانب آخر، نادرا ما سمعنا إن جرت مراسيم الإستقبال في امريكا بحضور الرؤساء الأمريكيين لإستقبال ضيوفهم في المطار، ولكن جورج بوش استقبل ضيفه البابا بنديكت في المطار وأقام له إحتفالا كبيرا بمناسبة عيد ميلاده الحادي والثمانين و جرى تنظيم الحفل في البيت الأبيض بحضور عدد من رموز اليمين الأمريكي المحافظ وأتباع الديانة المسيحية الكاثوليكية .وكانت محادثات البابا تمحورت حول الإعتذار عن الفضائح الجنسية التي مورست من قبل القساوسة الأمريكيين في حرم الكنيسة وموضوع المثلية واخرى عن موضوع عملية الإجهاض ،أي التدخل في الامور الشخصية للإنسان وسط تصفيق حار من قبل بوش واتباع البابا . وبعد ذلك جاء دور بوش ليصف الحرية بأنها "هبة من الله" !!!اي ان رجال الكهنة في القرون الوسطى هم الذين وفروا الحرية للجماهير والكنيسة بدورها قدمت الجوائز لغاليلو وبقية المفكرين ولم تكن لمحاكمها (محاكم التفتيش) اية دور في معاقبة من يتحدث على قانون تطور المجتمع والطبيعة رغم إن بوش غلف أحاديثه بالغلاف الديني إلا ان اقواله تنطوي على عدة اعتبارات ذات دلالة سياسية بحتة، لعل من أهمها :تأجيج الصراع الديني المذهبي وتلوين الصراع السياسي بالصراع الديني. تحييد الإرادة السياسية للجماهير لمنعها من التدخل في تحديد مصيرها السياسي في اطار الصراع السياسي الطبقي الدائر في المجتمع . بوش يبلغ العالم بإن لا تغيير ولا حرية خارج إرادة الكنيسة المرتبطة بالله و اليمين الأمريكي المحافظ في العالم . ويتحفنا ايضا بان البشرية مدينة لله الذي أغدق عليها الحرية ،اي ان الحرية معبأة في السماء وبأمر الله تنزل للبشر ولا تنتزع بقوة الجماهير من المستبدين.
بين الموقف الرافض لأساتذة وطلاب جامعة روما وبين ترحيب اليمين المحافظ وعلى رأسهم بوش لدخول البابا الى البيت الأبيض من اوسع ابوابه ، يبرز التناقض الأساسي بين اتجاهين متناحرتين، على جميع الأصعدة السياسية والفكرية والإجتماعية والعلمية فيما يخص ميدان العلوم الطبيعة و تطور الحركة الإجتماعية –السياسية وفق المادية التأريخية .
إستقبال البابا في البيت الأبيض بهذه الصورة و فتح الطريق امامه للتدخل والتجاوز على الامور الشخصية للإنسان يصب في خانة التآمر والإنقلاب على الأفكار المدنية وعلى تلك المكتسبات التي حصلت عليها الجماهير عبر نضالها الطويل و المرير ضد الطبقة الحاكمة وضد كل القيم الدينية والتقاليد البالية والاعراف السائدة التي كانت تعيق نضالها من اجل الحرية
وبالمقابل فإن غلق الباب بوجه البابا بنديكت وعدم السماح له بإضفاء الطابع الديني على هذه المناسبة العلمية في جامعة روما الاولى كانت خطوة صائبة تصب في مجرى النضال الجماهيري من اجل الحفاظ على المكتسبات العلمية و السياسية والإجتماعية التقدمية وصيانتها وتطويرها ، كما انه محاولة علمية ثورية لإستبعاد الكنيسة ورجال الدين نهائيا عن هذا الميدان العلمي الحيوي حتى ينمو ويتطور العلم وفقا للحاجة الإنسانية في جميع مجالات الحياة
18-4-2008





#طه_معروف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من منكم أفضل من تنظيم القاعدة؟
- فيلم الفتنة لليميني الهولندي فيلدرز مات في مهده
- استقلال كوسوفو قنبلة أمريكية في البلقان وليست له علاقة برفع ...
- الفساد في العراق وجه آخر للإرهاب (بصدد حادثة إحراق البنك الم ...
- حضور طارق الهاشمي في الساحة السياسية الكردستانية، لماذا؟
- الحوارالمتمدن إنجاز نوعي في مسار الصحف التقدمية
- الشهرستاني يلغي العقود النفطية لحكومة الإقليم و التي لا تخص ...
- من هم الطامعون ،أصحاب الفتاوي في الأزهر أم البؤساء المصريين ...
- حزب الذئب اليميني والمؤسسة العسكرية ينقلان صراعهما مع الحكوم ...
- تهديد الحكومة التركية بين ترحيب الشوفينية العربية ومقاومة جم ...
- العراق لم تعد في نظر طالباني-رقما صعبا غير قابلا للتقسيم -
- حول طبيعة موقف السلطة الميليشياتية من إعتداء حثالة الشركات ا ...
- في العراق الجديد أصبحت السجون رمزا للأمان ....على هامش زيارة ...
- االليبرالي خيرت فيلدرز مطالبا بتمزيق نصف القرآن و حظره الشام ...
- ما معنى الزوبعة الإعلامية الأمريكية الأخيرة حول إنسحاب أمريك ...
- هكذا تدخل حكومة إقليم كردستان في منافسة الإسلاميين لأسلمة ال ...
- ذوبان الجليد أم المغازلة في العلاقات واللقاءات الامريكية الا ...
- في العراق الحديث ممنوع حصول المرأة على جواز السفر، بينما يحص ...
- من يصطف مع العنصرية القومية البعثية ، منظمة جاك القومية أم ا ...
- ما السبب الحقيقي وراء تهديدات الحكومة التركية بإحتلال كردستا ...


المزيد.....




- السيد فضل الله: الطائفة الشيعية لا تعمل لمشروعها الخاص بل لو ...
- أكثر من نصف قرن على حرق المسجد الاقصى.. والنيران لاتزال متشت ...
- بين -سلاح الله- و-الجيش وحده يحمي-: الانقسام حول حزب الله يص ...
- حماس: لا شرعية للاحتلال في المسجد الأقصى
- استمرار الخلافات مع أستراليا.. نتنياهو يصعد هجومه على ألباني ...
- حتى لا يقال: -كحلم ترمب بالجنة-!
- الكنيسة الميثودية المتحدة تسحب استثماراتها من إسرائيل بسبب ا ...
- جيش الاحتلال يتجه إلى يهود الشتات لتشجيع التجنيد
- عاجل| جيش الاحتلال: سنتجه إلى أكبر الجاليات اليهودية في الشت ...
- بابا الفاتيكان يطلب من الكاثوليك الصوم يوم الجمعة للصلاة من ...


المزيد.....

- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طه معروف - البابا بنديكت في ميزان أساتذة وطلبة جامعة روما وميزان البيت الأبيض