|
|
سبات شيوعي....ما العمل؟
ادم عربي
كاتب وباحث
الحوار المتمدن-العدد: 4067 - 2013 / 4 / 19 - 09:10
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
سألنتي النادله وقد طلبت مني سيجارة ووضعها فوق اذنها " هل تعرف كم اقبض في الشهر ؟ 500 دولار ، هل تعلم كم يربح صاحب المصلحه شهريا؟ 20000 دولار " . من الطبيعي والمنطق ومن المفترض ان تجد الفتاة جواب لسؤالها ، بالتحليل والتفكير وربط الامور ببعضها لتصل الى نتيجة ان سبب فقرها النظام الراسمالي وسبب غنى غيرها هو النظام الراسمالي ايضا ، من المفترض ان تعرف تلك الشابه ان عقد عملها التي أُجبرت على التوقيع علية وحالة الاحباط التي تعيشها هي بسبب النظام الراسمالي ، ان عدم قدرة هذه الفتاة لتفسر الواقع ، وقدرة رب العمل على امتصال الالوف وقس على غيرها من التناقضات لا تٌفسر دون وعي طبقي ، يجب ان تضطلع به الاحزاب الشيوعيه . ان سقوط الاتحاد السوفيتي وما تلاة من قطع العلاقة بين الاحزاب الشيوعيه في العالم كدولة مركز ، اي فقدان المرجعيه السياسيه ، ادى الى تخبط تلك الاحزاب وحتى تلاشي قسم كبير منها ، ان سقوط الاتحاد السوفيتي وضع تلك الاحزاب امام اسئلة صعبة ، كان الجواب البراغماتي عليها هو الانحراف بكل الابعاد ، وبالتالي فقدت ثقة الجماهير فابتعدت عنها ، ان انحرافيتها جائت من اجابة اسئله مثل : كيف سقط الاتحاد السوفيتي ؟ هل الخلل في النظريه ام في التطبيق؟ اي هل الخلل في الماركسيه نفسها ام الخلل في طريقه تطبيقها ، هذه الاسئله تم الاجابه عليها بما هو اسوء من الاسئلة نفسها ، واذا كانت الاسئلة هي الادوات الوحيدة للفهم فان الاجابه عليها كان البرهان الوحيد للتحريفيه ، هذه الأسئلة وجائت اجاباتها ليبرالية متحالفة مع طرح البورجوازية أو تخلي عن الصراع الطبقي ،وهكذا حصل الانفصال والانفصام وتم التخلي عن دور الاحزاب الممثلة للطبقة العاملة. الرأسمالية احتفلت مجددا انها الحتمية الابدية ، وانها الحل الحتمي ، والنيوليبراليه باجندتها الاستغلاليه اصبحت حُلم كل (حر ) لطمس حاجات الشعوب وطموحاتها التحرريه ! . ولان تجربة الشعوب ان تثور على مستغليها ، وان السياسات النيوليبراليه اسهبت في استغلال الطبقة العامله ، كان من االطبيعي للشعوب ان تثور على جلاديها ومستغليها ومن ورائهم الراشماليه . كانت التناقضات ، والاحوال الموضوعية في العالم كافة ، وتحديدا في عالمنا العربي، ناضجة للثورة اي ثورة من شانها تبديل لاي حال ، وابتدأ الحراك الشعبي. الا ان دور الحزاب الشيوعية خلال العشرين سنة الماضيه ، حصر و اضعف امكانية طلائعيتها ان تكون ذات فاعليه في الحراكات. هنا يُطرح السؤال عن كيفية العمل لاسترجاع الإمكانية للعمل لكي تُؤدي الاحزاب الشيوعيه دورها في اظهار و تفعيل الصراع الطبقي والارتقاء بالطبقة العاملة لتكون قائدة الثورات؟ ان مشكلة الاحزاب الشيوعيه العربيه خصوصا هو سيطرة عقول برجوازيه صغيرة او وضيعه حسب تعبير رفيقنا الكبير فؤاد النمري ، هذه العقول تحدد سياسات الاحزاب ودورها من الصراع الطبقي وفي تحالفاتها الطبقيه على اسس من فكرها البرجوازي . وبذلك نقول ان القيادات البرجوازيه والاقطاعيه والرجعيه الطائفيه جميعها تصطف في طور طبقي موحد ، في علاقة التناقض الوطني ، التي تكون الجماهير الوطنيه الشعبيه الطور الطبقي الاخر ، وجود هذه العقول القياديه المعادية اللجماهير في الحركة الشعبية ذاتها ، هو الخانق و نقطة ضعفها الرئيسي في تلك الحركة التي لم يكن بالتالي ممكناً للصراع الوطني فيهاان يظهر واضحا جليا للجماهير في تحدّده الضروري كصراع طبقي ضد البورجوازية المسيطرة. إذاً، فتحديد هذه العقلية لتوجّه الاحزاب، يجعل موضوع تظهير الصراع الطبقي امرا ثانويا أو تُزيله حتى من خطة عملها، مركزةا عمل الاحزاب خارج موقعها الطبيعيه ومشوهة الوجهة الحقيقية لنضال الجماهير. يجب على الطبقة العامله ان تسترد دورها الطبيعي في قيادة الطبقة العاملة وان تقوم بدورها الطبقي ، لان كل ابتعاد عن مسارها هذا يشكل عائقا في التفاف الجماهير حولها ، ان الربيع العربي نموذج صارخ لفشل الاحزاب الشيوعيه في توجيه الجماهير بدل ان تكون اداتها ومحركها ، يجب على الطبقة العامله التحرر من التبعيه السياسيه للقوى الطائفيه والاثنيه والتوضيح للجماهير ان الصراع ضد القوى الرجعية هو ذاته صراعها الطبقي ضد البرجوازيه ، وعلينا ان نصل الى مُسلّمة انه لا يمكن ان يقود حزب الطبقة العامله الثوري طبقة برجوازية ، هذا الواقع لا يُؤسس لقيادة بروليتارية قادرة على التواصل مع قواعدها البروليتاريه ، ورسم خط ثوري ، واعادة رسم تحالفاتها بما يضمن مصالح الطبقة العاملة ، منمية للوعي الطبقي ، من اجل التطبيق العلمي للماركسيه ، . يتوجب على الاحزاب الشيوعيه تحليل الواقع الحالي منطلقة من المتغيرات وتمظهرها في اطار الصراع الطبقي ، وليس المقصود تطوير الماركسية وانما حصر العدو الطبقي ، وحصر ادوات الراسماليه وكيفية محاربة كل اداة ، واين البروليتاريا الان ومن ينتمي لها في ظل تطور وتشوة سوق العمل ، وكيف السبيل لمواجة انظمة كولونياليه تابعة ، ان استغلال البرجوازيه للطبقة العامله كل يوم يتحتم علينا تغيير الواقع عبر تحليله تحليلا دقيقا حتى تكون النتائج في صالح الطبقة العاملة ، ان اي نظام برجوازي لا يستمد بقائة من صبر الفقراء والمهمشون وانما من جهلهم ، عندما يفهموا ان الامر ليس اكثر من معادلة رياضية تقول ما يزيد هناك، ينقص من هنا... كفيل بتغيير وجه التاريخ
#ادم_عربي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ازمة اسرائيل وتمسكها بنهجها العنصري غير الديموقراطي
-
مسيرة الماركسيه العربيه 3
-
الدوغما في الفكر الاقتصادي ، رد على السيد ماجد جمال الدين
-
الازمة الماديه للمجتمعات العربيه....عجزها عن تطوير مجتمع مدن
...
-
مسيرة المرأة المادية وتحررها
-
حول مفهوم فائض القيمة في الاشكال الاجتماعية للطبقة العاملة
-
هل هناك افق شيوعي في العالم 2
-
هل هناك افق شيوعي في العالم؟
-
برجوازية صغيرة ام وضيعة
-
الموروث الثقافي و دونية المراة
-
إسرائيل بين الهوية الدينية والصراع الطبقي 2
-
إسرائيل بين الهوية الدينية والصراع الطبقي
-
استحالة وجود يسار اسرائيلي
-
فشل اسرائيل2
-
فشل اسرائيل
-
مسيرة الماركسيه العربيه 2
-
حراكات العرب الى اين؟
-
الراسمالية والبيئة
-
كل عام وانتم بخير
-
انا المستحيل يا زمني.......
المزيد.....
-
تقرير حقوقي يكشف أشكال قهر العاملات
-
مُعين لا ينضب: عرض كتاب “ماركس الأخير” (1883-1881)
-
بلاغ صادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العراقي: ل
...
-
The Case for Expelling Israel from Eurovision
-
كتاب: عندما كان لسان يسمى فرناندو (حلقة 5)
-
بعد تأييد حبس عبد الخالق فاروق لمدة 5 سنوات
-
الجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد تراسل رئيس الحكوم
...
-
Whatever Happened to Trump’s -Golden Age’ for American Worke
...
-
For Me, a Jew, a Painful Truth: Israel Is a Perpetual Crime
...
-
Britain’s Leaders Are Hiding From AMOC Disaster
المزيد.....
-
بين قيم اليسار ومنهجية الرأسمالية، مقترحات لتجديد وتوحيد الي
...
/ رزكار عقراوي
-
الاشتراكية بين الأمس واليوم: مشروع حضاري لإعادة إنتاج الإنسا
...
/ رياض الشرايطي
-
التبادل مظهر إقتصادي يربط الإنتاج بالإستهلاك – الفصل التاسع
...
/ شادي الشماوي
-
الإقتصاد في النفقات مبدأ هام في الإقتصاد الإشتراكيّ – الفصل
...
/ شادي الشماوي
-
الاقتصاد الإشتراكي إقتصاد مخطّط – الفصل السادس من كتاب - الإ
...
/ شادي الشماوي
-
في تطوير الإقتصاد الوطنيّ يجب أن نعوّل على الفلاحة كأساس و ا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (المادية التاريخية والفنون) [Manual no: 64] جو
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كراسات شيوعية(ماركس، كينز، هايك وأزمة الرأسمالية) [Manual no
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
تطوير الإنتاج الإشتراكي بنتائج أكبر و أسرع و أفضل و أكثر توف
...
/ شادي الشماوي
-
الإنتاجية ل -العمل الرقمي- من منظور ماركسية!
/ كاوە کریم
المزيد.....
|