أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد إبراهيم المحجوبي - الثورة تأكل أبناءها














المزيد.....

الثورة تأكل أبناءها


خالد إبراهيم المحجوبي

الحوار المتمدن-العدد: 4066 - 2013 / 4 / 18 - 14:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثورة تأكل أبناءها

ليس غريباً عن تاريخ الثورات، أن يستبد بها فئة محدودة، ثم تبدأ في تنحية رفاقها الثوار إما بالإقصاء الهادئ، وإما بالقتل والاغتيال، وإما بالتهميش والإزاحة الممنهجة المقننة، التي تتخذ عادة صورة قانون رسمي في كل بلاد له اسم معين مثلاً قانون العزل السياسي، أو حماية الثورة، أو اجتثاث البعث. وكثيراً ما تكون هذه القوانين صائبة بل تكون ملحة ومهمة ونافعة، لكن بشرط أن تتخذ وتنفذ على نحو منصف، معتدل ، ينظر قبل كل شيء إلى المصلحة العليا للدولة، لا إلى أهداف سياسية حزبية، أو مطامع قصيرة المدى، أو لمجرد تصفية حسابات بين الفاعلين الأقوياء داخل الدولة.
في المثال الليبي وجدنا ما يؤلم من تنكر وجحود لأفضال ونضالات كثير من المناضلين السياسيين الذين كان لهم شرف تولي القيادة السياسية لثورة فبراير، ومثلهم المناضلون الذين مكثوا خارج ليبيا عشرات السنين في جبهات نضال المعارضة.
كل هؤلاء وأولئك لا يجحد فضلهم إلا لئيم، ولا يتنكر لجهودهم إلا جاحد .
أقول هذا وأنا أشهد توالي حملات التخوين، ونزع الوطنية، والإساءة لأشخاص ضحوا وغامروا براحتهم، وأمنهم، وأسرهم، وحياتهم؛ لأجل ليبيا والوصول بها إلى برِّ الحرية والتحرر.
ولئن أخطأ بعض هؤلاء، أوزلّ لسانه، أو انحرف اجتهاده، فإن ذلك لا يسوّغ لنا أن نقصيه عن ساحة الوطنية، ونجرده من شرف النضال ، ثم نمحو تاريخ نضاله، وكبير أفضاله.
يقسم بعض الباحثين الثورات ثلاثة أنواع:
إن تاريخ الثورات في العالم لم يخرج إلا بنوع من الأنواع الثلاثة التالية:
الأول: ثورة يقودها أهلها وتقدم شهداءها، وتسير في تحقيق ما قامت لأجله. النوع الثاني: ثورة تأكل أبناءها ، وتطحن رموزها فتضيع مستقبلها. فتنقلب على نفسها.
النوع الثالث: ثورة يصنعها المخلصون، بتضحيات شهدائها، ثم يحصد ثمارها الأذكياء الخبثاء.
الربيع العربي وقوة الإسلاميين:
لقد اقترنت ثورات الربيع العربي ببعض المنجزات الظاهرة والباطنة، منها كشفها عن الوجه البشع الشائه لقوى اليسار، والتيارات العلمانية التي اتخذت طويلاً صورة المناضل المقهور طوال عقود الحكم الديكتاتوري العربي في مصر وتونس خاصة. تلك القوى التي دندنت كثيراً حول تخوفها من وصول الإسلاميين للسلطة، وتخوفها من عدم احترام الإسلام السياسي للتقاليد الديمقراطية في الحكم والوصول إليه. ولما أن نجح الإسلاميون وكان اختيار جمهور الشعب إسلامياً ؛ كشفت تلك القوى عن وجهها المستتر الذي فضح افتقادهم لأسس أدب الخلاف، وأصول المنافسة النزيهة .
هذا ما رأيناه بوضوح صادمٍ في تونس بعد فوز النهضة، وفي مصر بعد استقواء حركة الإخوان، وإلى جانبها السلفيون.
أما في ليبيا فالأمر أدعى للأسف حيث إن نتائج عقود التجهيل (القذافية )آتت ثمارها، فظهر أغلب الليبيين غير فاقهين لما يدور حولهم، سارعوا بتوزيع انتماءاتهم بين مستقلين، وإسلاميين، ووطنيين في حلل علمانية غير ظاهرة، ولا صريحة، وراء بعض النخب، التي استمرأت الصراع السياسي واللعبة الحزبية، وأقامتها على غير أصول، وشيدتها بلا أسس. وصار الناس يساقون بإشاعة من هنا تذهب بهم أقصى اليسار، وإشاعة أخرى تردهم أقصى اليمين، مع دفقات من التهويل، والتفزيع، والتخوين. لا همَّ لأكثر شبابهم إلا التشاتم بلا سبب مستحَق، وإلا التخوين دون براهين، وإلا التخويف والتهويل من أخطار خارجية وداخلية لا وجود لها إلا على صفحـــات (الفيس بوك).
يغذيها إمّا مناضلون لم يحصلوا على مناصب، أومتسلقون وصلوا إلى مناصب، أونكرات صارت في الصدارة، وأعلام وضعوا في الهوامش. لم يرض أحد بطبيعة التغييير وسنن التبديل فأعملوا أنياب أقلامهم، وأفاعي ألسنتهم، في حرب قوامها الإشاعات، والمزايدات. وليبيا تنظر وتبكي. تنتظر أن يؤوب الناس إلى رشدهم ويفتحوا عقولهم، بدلاً من آذانهم. لأن من اتَّبع أذنيه، فلن يفلح أبداً .
د.خالد إبراهيم المحجوبي- ليبيا



#خالد_إبراهيم_المحجوبي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (مات القذافي = عاشت ليبيا)
- أيتام القذافي
- فضيلة التناقض
- العربية بين الشرف والضعف
- من ضيَّع حضارتنا ؟شرُّ خلف لخير سلف
- لا شيعة تمزق، ولا سنة تفرق
- اتصالية النهضة واللغة القومية
- وحدة الأديان ، وتسويتها
- إسلامات مع الإسلام
- تفسير القرآن بين التجديد والاجترار
- الدين والدولة بين التواصل والتفاصل
- الخصومة الفارغة للاستشراق
- النشاط العسكري في العهد النبوي
- رسالة مسيحي إلى المسلمين
- الترجمة: بين تصور القيمة ، ومسؤولية الإتقان
- تجديد الفكر الديني
- الأدب عند الإغريق
- خصومة الفقه والتصوف
- المجاز عند الزركشي
- تأصيل حق الأمان في منظومة حقوق الإنسان


المزيد.....




- تحليل.. لماذا يُعدّ إقناع بوتين بالجلوس مع زيلينسكي الاختبار ...
- مواجهة في الظل بين تل أبيب وطهران.. هكذا تعمل إيران على إعاد ...
- نظام -العقوبات الثانوية- الأمريكية .. أداة ضغط لتحييد الطرف ...
- الولايات المتحدة: -إيرين- يزداد قوة بعد أن تطور إلى إعصار خط ...
- ضباط استخبارات إسرائيليون: قتل الصحفيين ضروري لإطالة أمد الح ...
- أوروبا تتظاهر بـ42 ألف فعالية ضد العدوان الإسرائيلي على غزة ...
- مقتل شرطي باشتباك مع مسلحين جنوب شرقي إيران
- أميركا توقف تأشيرات الزيارة لفلسطينيي غزة
- خبير أمني: استهداف الصحفيين في غزة حملة ممنهجة وليس خطأ عارض ...
- الذراع المتواري لبوتين.. في أي طريق يمشي مهندس السيطرة الروس ...


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد إبراهيم المحجوبي - الثورة تأكل أبناءها