أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - خالد إبراهيم المحجوبي - (مات القذافي = عاشت ليبيا)














المزيد.....

(مات القذافي = عاشت ليبيا)


خالد إبراهيم المحجوبي

الحوار المتمدن-العدد: 3527 - 2011 / 10 / 26 - 08:02
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    




عادة ما يمر الطغاة والظلمة والمجرمون بعد هلاكهم، بمزبلة التاريخ حيث يمكثون فيها مؤقتاً، قبل الانتقال إلى المرحلة الثانية، وهي الوصولهم إلى جهنم. والآن حان وقت القذافي ليدخل مزبلة التاريخ، لكني على ثقة في أنها لن تقبله؛ ليس تكريماً له، بل تنـزيهاً لها، أن يدخلها مخلوق مثله .
لقد مات القذافي، على أيادي ثوار شباب، شابت رؤوسهم قبل أن يكبروا من هول حياة حكمها القذافي، الذي لم يتورع عن قتل شعبه، وانتهاك أعراضهم، وانتهاب أموالهم، وطمس آمالهم، وتعميق آلامهم؛ لأجل ديمومة ملكه، وترسيخ سلطانه هو وأبنائه من بعده، الذين كانوا في ليبيا عائلة مالكة، فصاروا الآن مجرد عائلة هالكة.
لم يضع القذافي في حساباته تحذير النبي عليه السلام حين قال: ((إن الله عز وجل يملي للظالم. فإذا أخذه لم يفلته...)) (متفق عليه)
لم يصدر عن القذافي أي شيء يدل إلى أنه كان يصدّق أنه سيموت، أو أنه سيخسر، لقد اختلطت -عنده- صفات الألوهية، بصفاته، وكل أحواله وأقواله تشي بأنه كان يعيش عالماً مفارقاً لعالم الواقع. ولعلنا نجد لهذا ما يفسره؛ حين نعلم أنه منذ عشرات السنين، لم يسمع كلمة(لا)، ولم يرَ أحداً استطاع أن يصل إليه بمكروه مؤثر، وأنه كان يفعل كل ما يمليه عليه صديقه المقرب(إبليس)، دون أن يحاسب، ويجترح كل البوائق دون أن يعاقب. لقد كان يعيش عالماً مفتوحاً لا حدود له، بسلطات مطلقة لا تُخُوم لها.
لم يشهد الليبيون احتفالاتِ فرح حقيقي صادق، كالتي حدثت حين سمعوا بموت (كائدهم) القذافي، فمن كل بقعة خرج الناس فرحين، مبتهجين، على نحو لم تشهده ليبيا من قبل.
إن موته سيفتح لليبيا وشعبها أبواب الحياة الكريمة، ونوافذ الحرية الغالية، وسيمهد لها سُبل اللحوق بركب العالم الذي ظللنا نرقبه من بعيد، ونحن في قفص واسع، أغلقه القذافي، واحتجزنا فيه لعقود طويلة.
لم يحصل من قبل-في أي بلاد- أن الناس صاروا يتبادلون المباركات، والتهاني، شفهياً، وبالرسائل؛ بمجرد تحققهم من موت حاكمهم.لكن هذا حصل في ليبيا، وشعر به كل الليبيين، ولا أستثني إلا قلة من أيتام القذافي المساكين، وعبيده المخدوعين، الذين لا تزال أمامهم فرصة للدخول إلى ليبيا الجديدة، وإن رفضوا مشاركة الليبيين الأحرار، فلهم مطلق الحرية في أن يلحقوا بالقذافي، فعنوانه الجديد معلوم عند الجميع.
لقد ملأ القذافي أسماع العالم بصراخه، وشتائمه، وبذاءته، وتهديداته، واستعراض قوته، وجبروته؛ إلى أن خذله الله تعالى، وكشفه مختبئاً مرتعداً في إحدى مواسير المجاري. وهنا أشير إلى قصيدة كتبتُها، ونشرتها منذ نحو شهر قلت في آخرها عن العقيد القذافي:
وصار عقيدنا رجلاً طريداً ** يطارد في الأزقة و الحواري
وقد يأتيه وقت ذات يوم ** يؤوب به إلى قعر المجاري
كذاك الله يفعل ما يشاء ** بمثل معمر وبكل ضاري.
لقد قدر الله أن يكون آخر ملجأ له في قعر أنبوب للمجاري، أخرجه الثوار منه، كما يخرج الجرذ تماماً.

وبعدما أضحى مجرد جثة خامدة، جامدة، هامدة، استمر مسلسل الهوان الذي صبه الله عليه، حيث صارت جثة مهينة، تعرض على الناس، في مكان قذر، وبكيفية مهينة. وسيستمر مسلسل الهوان مع القذافي ، في دفنه، حيث اقترح بعضهم، ردمه خفية في قبر مجهول المكان، واقترح آخرون إلقاء جيفته في البحر. وعلى كل حال فنحن لا نرضى التمثيل بجثته؛ لأنها الآن مجرد جثة، قد فارقتها الروح الشريرة.
وفيما يتعلق بجيفة القذافي أتمنى عدم رميها في البحر؛ حفاظاً على الثروة السمكية، ومراعاة لمشاعر الكائنات البحرية، التي من حقها أن تعيش آمنة، في بحر نظيف غير ملوث.
إن ما حدث في ليبيا، ومع حاكمها، فيه الكثير من العبر، لمن طغى وتجبر، ونسي أن الله أكبر.



#خالد_إبراهيم_المحجوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيتام القذافي
- فضيلة التناقض
- العربية بين الشرف والضعف
- من ضيَّع حضارتنا ؟شرُّ خلف لخير سلف
- لا شيعة تمزق، ولا سنة تفرق
- اتصالية النهضة واللغة القومية
- وحدة الأديان ، وتسويتها
- إسلامات مع الإسلام
- تفسير القرآن بين التجديد والاجترار
- الدين والدولة بين التواصل والتفاصل
- الخصومة الفارغة للاستشراق
- النشاط العسكري في العهد النبوي
- رسالة مسيحي إلى المسلمين
- الترجمة: بين تصور القيمة ، ومسؤولية الإتقان
- تجديد الفكر الديني
- الأدب عند الإغريق
- خصومة الفقه والتصوف
- المجاز عند الزركشي
- تأصيل حق الأمان في منظومة حقوق الإنسان
- (إشكالية الوضع التاريخي والتأريخي للدولة الفاطمية)


المزيد.....




- زيلينسكي يقيل رئيس حرسه الشخصي بعد إحباط مؤامرة اغتيال مزعوم ...
- شوّهت عنزة وأحدثت فجوة.. سقوط قطعة جليدية غامضة في حظيرة تثي ...
- ساعة -الكأس المقدسة- لسيلفستر ستالون تُعرض في مزاد.. بكم يُق ...
- ماذا بحث شكري ونظيره الأمريكي بأول اتصال منذ سيطرة إسرائيل ع ...
- -حماس- توضح للفصائل الفلسطينية موقفها من المفاوضات مع إسرائي ...
- آبل تطور معالجات للذكاء الاصطناعي
- نتنياهو يتحدى تهديدات بايدن ويقول إنها لن تمنع إسرائيل من اج ...
- طريق ميرتس إلى منصب مستشار ألمانيا ليست معبدة بالورود !
- حتى لا يفقد جودته.. يجب تجنب هذه الأخطاء عند تجميد الخبز
- -أكسيوس-: تقرير بلينكن سينتقد إسرائيل دون أن يتهمها بانتهاك ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - خالد إبراهيم المحجوبي - (مات القذافي = عاشت ليبيا)