أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد إبراهيم المحجوبي - لا شيعة تمزق، ولا سنة تفرق















المزيد.....

لا شيعة تمزق، ولا سنة تفرق


خالد إبراهيم المحجوبي

الحوار المتمدن-العدد: 3144 - 2010 / 10 / 4 - 01:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



يعلم الله أني أكتب هذا المقال ممزوجاً بشعورات من الألم والحسرة ، تُمِضُّ القلب ، وتعتصر اللب ، لما تعيشه أمتنا من محن ، وما يعروها من إحن، وما يغشاها من فتن.
قال النبي عليه الصلاة والسلام فيما ورد عنه مرفوعاً: ((...سألت ربي ثلاثا، فأعطاني ثنتين ومنعني واحدة . سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة فأعطانيها . وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها . وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها)) ( ).
وليس يغرُب عنا أن شدة البأس بين المسلمين قد بدأت تنخر تماسكهم منذ وقت مبكر من تاريخ ظهورهم على ساحة العالم ، ولا يزال ذلكم النخر مستمراً لا يهدأ ، إلا ليبدأ، انطلاقاً من انتهاء حقبة الخلافة الراشدة، وبدْء عهد المملكة الأموية ، ثم الانقلاب العباسي ، ثم التمرد الفاطمي ، ثم الانشقاق الأيوبي، وصولاً إلى حكم المماليك ،ثم العثمانيين، فكل تلكم المراحل تدثرت بأكسية الشدة ، وأردية البأس ،وتلطخت بالدماء ، وما شهدت تداولاً سلمياً ، ولا تبادلاً ودياً( )؛ حتى صارت أمتنا تنازع بني إسرائيل في إحدى صفاتها التي ذكرها الله تعالى في قوله: {بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون } .
البأس الشيعي – السني:
لقد عجزت المراجع الشيعية المتعقلة-وهي قليلة- عن ترشيد كثير من أندادها، وأتباعها الذين برز فيهم متهورون أساؤوا لطائفتهم قبل أن يسيؤوا إلى خصومهم ،فقد فجَروا في الخصومة ، وتعمقوا في الشقاق. وصاروا يقدمون خطاباً شيعياً قواعده من الخرافة ، وجدرانه من الخبال ، وطلاؤه من الغلو، وأرضيته من العبث.حتى كأنهم يبشرون بدين جديد ، على نحو لا يليق بمن يعلن محبة آل البيت عليهم السلام.
وفي المقابل عجز علماء السنة العقلاء عن ترشيد كثير من أتباعهم ، وتوجيههم تجاه ساحة الوفاق والاتزان ؛ فاشتط كثير منهم في المواجهة ، بعيداً عن التروي ، والتهادن، وبرز فيهم أغرار ،ومتنطعون ، شوهوا السنة ، قبل أن ينالوا من الشيعة ؛ فصاروا يقدمون خطاباً سنياً يلتزم التعميم، وينتهج التشويه ، ويعتمد الغلو ، بعيداً عن المنهجية التي أرشد إليها النبي –عليه الصلاة و السلام- في التعامل مع المخالفين .
لا يزال سجل العلاقة بين الطرفين يتعاظم ويتضخم ، بمزيد من الجرائم المتبادلة من طرف أدعياء التشيع، من جهة ، وبين أدعياء التسنن من جهة أخرى ، وبخاصة في العراق ،وباكستان، حيث يتفنن كل طرف في إيذاء الآخر تقتيلاً ، وتذبيحاً، وتفجيراً ،وتهجيراً . ولن يكون من الإنصاف هنا أن نحصر ذاك الأداء الإجرامي في طرف دون الآخر ، لثبوت أن كلاً منهما متورط ووالغ في دماء الآخر، على نحو لا يرضي غير الشيطان.

توحيد الانتماء:
صار من واجب كل مسلم صادق أن يحقق في نفسه توحيد الانتماء ، وتمحيض المرجعية ، فلا يكون الأصل الانتمائي له فرقة معينة ،أو طائفة محددة ، بل إلى دين واحد اسمه الإسلام ، ونبي واحد اسمه محمد ، وإله واحد اسمه الله . إننا لو نجحنا في إرساخ وتمكين هذا الثلاثي ؛ سنكون على بينة من أن ما يجمع المتخاصمين ،أكثر مما يفرقهم ، وسيميط اللثام عن الوجه الحسن للإسلام الذي تشوه بتنطعات ، وتشويهات الغلاة، والمتدابرين، والموتورين.
لقد سيطر الانشقاق، وتعددية الانتماء على المسلمين طوال 1390عاماً ؛ فلم يجنوا من ذلك غير مزيد من التنابذ ، والتباهز ؛ والتواهن، والتهاون ، بعد صدامات وخصومات استنـزفت طاقاتهم ، وأوهنت قواهم ، وأنهكت جهودهم، وأربكت غاياتهم، في الوقت الذي تقف فيه أمامهم تحديات كبرى في جبهات أخرى ، وجب عليهم أن ينشطوا فيها ؛ لخدمة الإسلام ، وليمَكَّن له في الأرض ، وليس تحت الأرض.
وقد آن الوقت للتركيز على دخول مرحلة جديدة، يرسخ فيها وسط المسلمين-خواصهم وعوامهم- أنهم مطالبون بالانتماء الموحد، وأن ينتبهوا فيها إلى أن دينهم لم يكلِّفهم بإلحاق أبنائهم بمدرسة الشيعة ،ولا مدرسة السنة ، ولا مدرسة الخوارج، ولا مدرسة الصوفية . إنما وجب عليهم أن يلحقوهم بمدرسة الإسلام الذي يدين وينتسب لمرشد واحـد، اسمه محمد بن عبد الله صلوات الله وسلامه عليه.
واذكر هنا أن الشيخ أبا حفص بن شاهين(ت385هـ) صاحب كتاب (ناسخ الحديث ومنسوخه) ، كان إذا إذا ذُكرت المذاهب يقول: أنا محمدي المذهب( ) .
مسؤولية التنقية :
إن على مراجع الشيعة أن يعملوا إلى تنقية فرقتهم من ركام الخرافات المتزاحمة ، وأن ينظفوا خطابهم من زحام التفاهات المتلاطمة، التي أساءت لآل بيت النبي ، قبل كل شيء، وإلى كثير من عقلاء الشيعة ومعتدليهم –وهم الأقل –( ) أمام مد الغلاة الذين تتاح لهم مجالات الكلام والفعل ، ليوغلوا في مسخ منهج آل البيت النقي ، ويشوهوا تراثهم الزكي ، بفتح المجال لعدد من الغلاة المتهورين ، أمثال: ياسر الحبيب ، ومحمد باقر الفالي ، وحسن شحاتة.
وفي المقابل على أعلام علماء السنة أن يسعوا إلى إحلال و تثبيت نهج الاعتدال ، وكتم نزوعات الغلو ، وردات الفعل المتهورة-دون غيرها- التي تصدر بتواصل وتواثب، من طرف كثير من الأغرار الذين غفلوا عن قواعد الخلاف ،وضوابط المخالفة ، وآداب الخصومة ، سواء من جهة بعض الوعاظ والمشائخ ،ومن تبعهم من العوام المقلدين، أو من طرف قنوات فضائية تخصصت في النفخ في مَلَّ الفتنة ورمادها. وفي ذلك تأثير ضار على فرقة السنة ، وفتح لثغرات تُثلَب فيها، وفجوات تُثْلم منها، وهي في غُنية عن فتحها، وفتقها، ففي ذلك زعزعة لمتانتها ، وتهديد لمكانتها، بصفتها أوثق الفرق الإسلامية اتزاناً ، وأكثرها انضباطاً، واعتدالاً -على مستوى الطرح النظري- ، مقارنة بغيرها من الفرق التي يتكون بجموعها كيان الأمة الإسلامية .
ويْكأن الفتن المتتالية بين السنة والشيعة قد صارت فرصاً لتصفية حسابات خاصة ، بين بعض الأطراف على نحو مغرض ، ليس لله فيه نصيب ، بل النصيب لدول فاعلة وطامحة وطامعة أوضحها: أميركا ،وإيران ،والسعودية ، فهذا الثالوث لم يبرأ عن أن تكون له مسؤولية مباشرة عن حالة الفتنة الطائفية ، لا سيما في الساحة العراقية التي صارت تقتدي بها-بشكل غير رسمي-ساحات أخرى كالكويت، والبحرين ، ودولٍ أخرى انجرَّت لأتون الفتنة ، انجراراً مجّانياًَ، على غير هدى ولا بصيرة ، معْرضة عن نصائح العقلاء ، وتوجيهات الحكماء . وبدلاً من أن يكونوا لنار الفتنة ماءً ، صاروا لها حطباً .
وأختم بنصيحة غالية من نبينا وردت فيما خرجه الترمذي في سننه مرفوعاً(( أنه قال في الفتنة كسروا فيها قسيَّكم ، وقطِّعوا فيها أوتاركم ، والزموا فيها أجواف بيوتكم ، وكونوا كابن آدم ) ) ( ) . والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ...



#خالد_إبراهيم_المحجوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اتصالية النهضة واللغة القومية
- وحدة الأديان ، وتسويتها
- إسلامات مع الإسلام
- تفسير القرآن بين التجديد والاجترار
- الدين والدولة بين التواصل والتفاصل
- الخصومة الفارغة للاستشراق
- النشاط العسكري في العهد النبوي
- رسالة مسيحي إلى المسلمين
- الترجمة: بين تصور القيمة ، ومسؤولية الإتقان
- تجديد الفكر الديني
- الأدب عند الإغريق
- خصومة الفقه والتصوف
- المجاز عند الزركشي
- تأصيل حق الأمان في منظومة حقوق الإنسان
- (إشكالية الوضع التاريخي والتأريخي للدولة الفاطمية)
- الإعلام والتنمية : نظرة في الترابطية والتفاعلية
- إشكالية الانتماء عند سكان المغرب العربي: نظرة في المرجعية ال ...
- السيميائيات ، بين غياب الريادة وإشكالية التصنيف
- الإبداع بين قيد التوظيف، وفضاء التحرر
- الفكر الجماهيري :نظرة نقدية


المزيد.....




- وزير الخارجية الايراني يصل الى غامبيا للمشاركة في اجتماع منظ ...
- “يا بااابااا تليفون” .. تردد قناة طيور الجنة 2024 لمتابعة أج ...
- فوق السلطة – حاخام أميركي: لا يحتاج اليهود إلى وطن يهودي
- المسيح -يسوع- يسهر مع نجوى كرم وفرقة صوفية تستنجد بعلي جمعة ...
- عدنان البرش.. وفاة الطبيب الفلسطيني الأشهر في سجن إسرائيلي
- عصام العطار.. أحد أبرز قادة الحركة الإسلامية في سوريا
- “يابابا سناني واوا” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة بيبي ال ...
- قائد الثورة الاسلامية: العمل القرآني من أكثر الأعمال الإسلام ...
- “ماما جابت بيبي” التردد الجديد لقناة طيور الجنة 2024 على الن ...
- شاهد.. يهود الحريديم يحرقون علم -إسرائيل- أمام مقر التجنيد ف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خالد إبراهيم المحجوبي - لا شيعة تمزق، ولا سنة تفرق