أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد إبراهيم المحجوبي - (إشكالية الوضع التاريخي والتأريخي للدولة الفاطمية)















المزيد.....



(إشكالية الوضع التاريخي والتأريخي للدولة الفاطمية)


خالد إبراهيم المحجوبي

الحوار المتمدن-العدد: 2941 - 2010 / 3 / 11 - 02:52
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كانت اللحظة التاريخية التي ملأها الفاطميون من أهم اللحظات في عمر التاريخ الحضاري ، وليس بطوق خصوم الفاطميين غمط ذلك ؛لأن التاريخ الحضاري للأمة الإسلامية سيرد عليهم ويثبت أن القرنين الرابع والخامس هما القرنان الذهبيان للأمة الإسلامية علمياً وحضارياً ولست أدعي هنا أن الفضل في ذلك منحصر في الفاطميين فقط ، إنما كلامي من باب تحديد وصف حضاري في إطار زمني معين .
كما أن من الإجحاف والعول أن نقول إن الفاطميين ليس لهم دور رائس في تلك النهضة.
لكن هل أنصف المؤرخون تلك الحقبة وأهلها ؟ الواقع أن أكثر المؤرخين المسلمين قد أثبتوا أنهم يمثلون عاملاً من عوامل الإنهاك الحضاري والثقافي الذي صار إليه عالم المسلمين والعرب ؛ حيث شاع في طبقة المؤرخين ظاهرة الملق السياسي والارتزاق الكتابي ، الذي يتلاعب ويعبث بالحوادث التاريخية ، تبعاً لشهوات ورغبات أهل الحكم والنفوذ ،ولم يسلم من هاته الظاهرة المشينة سوى بضعة أسماء أحسب فيهم : ابن جرير الطبري(310هـ) ، وابن الأثير(630هـ) .
ومن صور المأساة أن انحراف أكثر المؤرخين القدامى لم ينته بهلاكهم ،إنما استتبع ذلك ظاهرة أخرى لا تقل عنها ضرراً ، أعني بها ظهور أفراخ من المؤرخين المعتمدين على الاجترار التاريخي في ظل المواجهات الطائفية وتحت رحمة الأيديولوجيا فصارت معايير قبول الخبر التاريخي أو رفضه ، خاضعة للتوجه الطائفي والأيديولوجي ، وبذلك تم تعطيل كل المعايير الموضوعية والعلمية الممحصة للأخبار التاريخية ،مما أجهد ابن خلدون وغيره أنفسهم في بيانه وتوكيده ، تلك المعايير التي لو أعملت لكان لإعمالها وتفعيلها دور مؤكد في تنقية تاريخ الأمة واسحلاب عبره ودروسه ، وتصييرها دروساً نافعة في سبيل الطريق الذي نسلكه في ركب العالم الآن للرقي قبل أن يدركنا يوم القيامة.

أزمة الحياد التأريخي:
إن التأريخ للفاطميين هو من المثالات المؤكدة لاختلال المنهج وافتقاد الالتزام الموضوعي لدى أكثر المؤرخين المسلمين ؛ لقد أظهروها في حلة شوهاء وزمن كالح ، كأنها نبت شيطاني في جسد طاهر ن إن هاته الهيئة لم تزل يتناقلها كثير من المؤرخين المقيمي كتاباتهم على ركنين هما :
1- الذاتية الأيديولوجية: إنها مصيبة منهجية توجه المؤرخ إلى اعتماد منهج انتقائي يثبت فيه ما يوافق مذهبه ، ويرد ما لا يساوق اتجاهه .
2- الكسل التحقيقي : أعني بهذا نأيهم عن بذل الجهد في استتباع وتمحيص المرويات ، والأخبار التي تصل إليهم حيث يكتفون باستنساخ ما سبق أن سطّره أسلافهم من المؤرخين المشاركين إياهم في التوجه المذهبي . فالسني يجتر ّ بضاعة السنة ، والشيعي يجترّ بضاعة الشيعي ، بعيداً عن التدقيق والتحقيق التاريخي ، إلا في حالات استثنائية يكون فيها المؤرخ جاداً منصفاً ، ولعل من مثالات ذلك عز الدين ابن الأثير(635هـ) في كتابه (الكامل في التاريخ )، وكذا محمد بن علي بن حماد أوائل القرن السابع ، في كتابه (أخبار ملوك بني عبيد وسيرتهم) .
وقد أشار ابن خلدون إلى ظاهرة المؤرخين الاتكاليين ، فبعد أن ذكر بعض رواد المؤرخين الهامين قال: ((...ثم لم يأت من بعد هؤلاء إلا مقلد وبليد الطبع والعقل ، أو متبلد ينسج على ذلك المنوال ...ويذهل عما أحالته الأيام من الأحوال ... يكررون في موضوعاتها الأخبار المتداولة بأعيانها ؛ اتباعاً لمن عني من المتقدمين بشأنها ويغفلون أمر الأجيال الناشئة في ديوانها...[ثم وصفهم بقوله إنهم]أخلوا بالمذاهب المعروفة للمؤرخين والعوائد )) .
وقد سرد ابن خلدون عددا من المثالات لما اشتُهر من الأغاليط التاريخية ، وأورد فيها الطعن في نسب الفاطميين ، ولم يسلم من الغلط بعض الأثبات والمؤرخين الحفاظ ؛ حتى ((صار فن التاريخ واهيا مختلطاً ، وناظره مرتبكاً)) .
فيما يتعلق بتاريخ الدولة العبيدية الفاطمية ، نجد أن التأريخ لها لم يسلم من غلو المادحين ،وانتقاص القادحين ؛ فصار من العسير الوصول والخلوص إلى الواقع الحقيقي الذي كانته الدولة الفاطمية . لكن الذي انتهجته أنا في طرق موضوعها هنا هو عدم التسليم بما يرويه الكاشحون المغرضون من جهة ، ولا مايسرده المادحون الغالون من جهة أخرى ، فمن الأخطاء المنهجية الأخذ والتسليم بكلام العدو في عدوه ، أو بكلام الخليل في خليليه ، والأدنى إلى الدقة والإنصاف الاعتماد على طرف محايد خلا من جواذب الأغراض المميلة عن الصواب مع استحباب قرب المصدر المعتمد زمنياً من تاريخ الحقبة المراد درسها ، وكذا ألاّ يكون الكاتب واقعاً تحت النفوذ السلطوي لدولة أو المملكة المراد دراسة تاريخها .
وقد وجدت تلكم الصفات متوفرة - بعضها أو جلها - في ابن الأثير ، وابن خلدون ولم أعتمد على مؤرخ شيعي حتى لا ترمى نتائجي بأنها مبنية على كلام طرف غير محايد ؛ فاعتمدت على مؤرخين من فرقة السنة رأيتُ لهم من الإنصاف نصيب ، كما أهملت الاعتماد على بعض المؤرخين الساخطين على التجربة الفاطمية ، ممن رأيتهم على قدر بالغ من التعصب ، والجراءة غير الموضوعية ، كالسيوطي والذهبي ، فضلاً عن الكتاب المعاصرين المعتمدين على اجترار واستنساخ ما يروقهم ، ويساوق توجهاتهم المذهبية الطائفية ، سواء في ذلك مؤرخي السنة والشيعة ، كما اجتنبت أكثر المراجع الوسيطة الحديثة لتي انجر كاتبوها إما إلى الطرف الغالي في المدح ، أو الطرف الغالي في القدح . لاسيما أن أكثر المراجع الحديثة قائمة على المنهج الاستردادي الاجتراري في منأى عن التمحيص والتدقيق .

الأيديولوجيا والتأريخ :
إن العملية التأريخية مادامت متساوقة مع الأيديولوجيا فإنها لن تنتج غير تاريخ باهت مموه مدلس ، لا يلقى منه المعاصرون غير المزيد من التعمية والتفتين . ومن المؤسفات أن أكثر ما كتب من تاريخ المسلمين واقع في أسر الأيديولوجيا ؛ لذلك جاء تاريخنا حافلا بالتناقضات والتفاوتات على مستوى الوقائع والأحكام ، ولئن وجدنا أو اخـتلقنا أعذاراً لقدماء المؤرخين الذين عاشوا وسط الأحداث فإنا نعجز عن إيجاد أي عذر مقنع للمؤرخين المعاصرين الحدثاء الذين كتبوا بعيداً عن سخونة
تلك الأحداث والوقائع القديمة ؛ إذ لا مبرر لهم غير انسياقهم وراء أيديولوجيا عمياء حائدة عن ضوابط الموضوعية وشرائط الإنصاف ، فبمجرد أن يجد الواحد منهم نفسه وسط طائفة مذهبية ما نراه يكتب ويقول ما يلمّع صورتها ، ويزعم عصمتها ، ويعصم سيرتها ، هذا ما نلقاه بوضوح في أكثر ما كتبه مؤرخوا فرقة الشيعة على الفاطميين والبويهيين ، وكذا ما كتبه أكثر مؤرخي فرقة السنة على الأمويين والعباسيين والعثمانيين ، وقد غفلوا جميعاً عن حقيقة مؤسفة هي أنهم بهذه المنهجية الذاتية يزيدون من توسيع الصدوع بين معاصري المسلمين ، ويقوُّون نسبة الوهن الذي لم يزل سارياً في جثمان هذه الأمة .
ما من مذهب ولا حكومة إلا تعرضت لمناقد خصومها وتشويههم ، بدءً من حكومة أبي بكر الصديق ، وصولاً إلى هذا اليوم ، ولم يسلم الفاطميون من حملات تشويه بأقلام مؤرخين ، منهم من أُلبس عليه ومنهم من سار على هوى الحكام العباسيون والأيوبيون . ومن المؤرخين-وهم قلة – من استطاع الوقوف في ساحة الحيدة والإنصاف ، وذلك بقدر لا نزعم أنه مطلق . هذا النوع الأخير أكثر ما يمثله متأخرو المؤرخين لاسيما المحققين وأصحاب التحليلات والتدقيقات ممن لم تكن طريقتهم مجرد السرد والقصّ ، ولا نزعم هنا عصمتهم عن الخطأ والوهم . كان من أشهرهم أحمد أمين في كتابه ظهر الإسلام ، وحسين مؤنس في كتابه تاريخ المغرب العربي . إن لاعتماد على هذا النوع من المؤرخين أولى من الاتكاء على مكتوبات من استظل بأموال وسلطان الفاطميين ، أو من اكتنفته هدايا وسلطة العباسيين والأيوبيين .
هذا الكلام يقودنا إلى توكيد قاعدة هي من أهم قواعد تحقيق التاريخ أعني بوجوب الحذر من أخذ كلام الخصوم في خصومهم ، والأتباع في متبوعيهم ؛ لأن أكثر المؤرخين لم يستطيعوا الوصول إلى درجة الإنصاف ، حيث كانت أموال السلطات عن أيمانهم وسيوفها عن شمائلهم . ولا تسألنَّ عن حال كاتب لا خيار له غير ذينك الخيارين ، في ظل الممالك الإسلامية التي قل فيها العدل ،وفشا فيها الازورار عن سيرة ونهج النبي عليه السلام .
إن من مظاهر أزمة الحياد التأريخي مظهران هما :
1- تضخيم الهفوات والمناقص والعيوب والأخطاء . مثلاً حدوث هزيمة ما أمام العدو يصوروها انكساراً كبيراً ، من ذلك مثلاً أخذ القرامطة دمشق من الفاطميين.
2- تصغير الإنجازات : حيث يعمد المؤرخ إلى الاستهانة بالإنجازات الحضارية أو العسكرية ، أو التعمية عليها وكتم ذكرها . من ذلك حادثة فشل الأسطول البيزنطي في غزو مصر الفاطمية سنة 1169م وفشل عموري الأول حاكم بيت المقدس في احتلال سيناء ؛ بفضل الفاطميين ، وكذا غلبة جوهر الصقلي للقرامطة وإجلاؤهم عن الشام 977م 367هـ .
3- النقل بلا تدقيق ولا تحقيق ولا استدلال : وهذا كثير في كتب السيوطي ، والذهبي ، من ذلك اعتمادهم على كلام الباقلاني ، والقاضي عبد الجبار في القدح المباشر في نسب الفاطميين وعلى رأسهم عبيد الله المهدي . فمما قاله السيوطي ((لم أورد أحدا من الخلفاء العبيدين لأن إمامتهم غير صحيحة لأمور منها: أنهم غير قرشين ، وإنما سمتهم بالفاطميين جهلة العوام وإلا فجدّهم مجوسي . قال القاضي عبد الجبار البصري : اسم جد الخلفاء المصرييين سعيد ، كان أبوه يهوديا حداداً نشابة ، وقال القاضي أبو بكر الباقلاني : القداح جد عبيد الله الذي يسمى بالمهدي كان مجوسياً ودخل عبيد الله المغرب وادعى أنه علوي ولم يعرفه أحد من علماء النسب )) ( ). وهذا الكلام سبق إليه الذهبي في كتابه البداية والنهاية ، فلا داعي لنقله هنا ( ). لاسيما أنه مشحون بالسباب والقذف بدلاً من سوق الحجج والبراهين.( )
إن من الملحوظات أن القدح في الأنساب كان مألوفاً من قبل هذا حيث اجترأ بعض الكتاب قديما على نسب إدريس الأصغر بن إدريس الأكبر مؤسس دولة الأدارسة في المغرب ،وقد رد ابن خلدون على هذا رداً علمياً منهجياً في مقدمته الشهيرة .
إن للفاطميين خصماء كثيرون ، ويسنح لي أن المبرر الأساس لعداوتهم ، هو الخلاف المذهبي الذي كان رافداً أساسياً من روافد أزمة الحياد لدي المؤرخين المسلمين .
إن المؤرخ غير الأمين قائم بدور اللئيم ، الذي إذا رأى خيراً أخفاه ، وإذا رأى شراً أفشاه . من أمثلة ذلك في تاريخ الفاطميين أن كثيرا من المؤرخين يحكون أن الحاكم بأمر الله(411هـ) أمر بشتم بعض الصحابة .لكنهم لا يروون أنه بعد عامين من ذلك أمر بالكف عنهم وبعقوبة كل من شتمهم . ويروون أنه منع صلاة التراويح سنة 399هـ ، ولكنهم يسكتون عن ذكر أنه عاد وأمر بإقامتها سنة 408هـ .
لقد كان من أهم مبررات الطعن في حكام الفاطميين تكذيب انتسابهم لآل البيت النبوي ، وادعاء أنه أمر مسلّم به كما ادعى الذهبي وغيره ، وهذا في الواقع غير مجمع عليه عند المؤرخين المسلمين السنيين –فضلا عن المسلمين الشيعة- فابن خلدون -مثلاً- ينسب عبيد الله المهدي فيقول((المهدي محمد بن جعفر بن محمد بن إسماعيل الإمام بن جعفر الصادق)) . ويقول ((لا عبرة بمن أنكر هذا النسب من أهل القيروان وغيرهم بالمحضر الذي ثبت بغداد أيام القادر ،بالطعن في نسبهم وشهد فيه أعلام الأئمة ...وقد كان نسبهم ببغداد منكراً عند أعدائهم شيعة بني العباس منذ مئة سنة فتلوّن الناس بمذهب أهل الدولة...مع أن طبيعة الوجود في الانقياد إليهم وظهور كلمتهم حتى في مكة والمدينة أول شيء [يدل] على صحة نسبهم ،وأما من يجعل نسبهم في اليهودية والنصرانية ليعمّون القدح فكفاه ذلك إثماً وسفسفة))( ) .
أما ابن الأثير فقد تبرأ من القدح في نسبهم ، وذكر أنه سأل بنفسه وشخصياً بعض العلويين ، فأكدوا له صحة انتساب الفاطميين لآل البيت .( ) وقال : ((ذهب كثير من العلويين العالمين بالأنساب إلى موافقتهم [أي في انتسابهم للنبي عليه السلام] )) ( ). ومن شواهد صحة نسبهم ما قاله الشريف الرضي وهو علوي النسب :
ما مقامي على الهوان وعندي مقول صارم وأنف حمي
أألبس الذل في بلاد الأعادي وبمصر الخليفة العلوي
وقد برر ابن الأثير كون الشريف لم يودعها في ديوانه، بأنه خاف على نفسه لكونه تحت سلطة الحاكم العباسي .( )
وقام بنقل طرف من تاريخ الفاطميين وأعلن براءته من الطعن في نسبهم ، فلم يكن مجترئاً على أنساب الغير كما فعل غيره من المؤرخين والكتاب كابن خلكان ،وابن تيمية ، والذهبي ، وابن تغري بردي ،والسيوطي .

الوجه المخفي للفاطميين :
لقد أسهمت أكثر كتب التاريخ في إخفاء جزء هام من الصورة التي كونتها الدولة الفاطمية ، وهي الجزء الذي يمثل الإنجازات والإيجابيات ؛ لذلك سأعمل هنا على إظهار ما أخفوه ، وإبراز ما كتموه، من باب محاولة الإنصاف للمظلوم.
المستوى العلمي :
نشطت الحركة العقلية العلمية في العهد الفاطمي بمصر والشام نشاطاً رابياً . وكان من أهم مجالاتها المجال الديني ، وكان ما أسهم فيها جدلية التسنن والتشيع ، والحجاج الذي نشأ بين الفرقتين على مستوى التنظير ، بعد أن كانت الساحة قبل ذلك متاحة لأهل السنة فقط طوال حكم الأمويين والعباسيين.
وقد شاعت المظاهر الشيعية تبعاً لمذهب أهل السلطة ، وقد كان أعيان مصر اشترطوا على جوهر الصقلي البقاء على مذهبهم ، فأجابهم موافقاً ، وورد في اتفاقهم المكتوب ((ثم إنكم ذكرتم وجوهاً التمستم ذكرها في كتاب أمانكم فذكرتها إجابة لكم وتطميناً لأنفسكم ، وهي إقامتكم على مذهبكم وأن تتركوا على ما كنتم عليه من أداء المفروض في العلم والاجتماع عليه في جوامعكم ومساجدكم ))( ).
ويحكي التاريخ حدوث مخالفات منها ما يروى من محاولة إجبارهم على آراء ومظاهر المذهب الشيعي الإسماعيلي ، ولا يقين لدينا في كون ذلك من حادثات التاريخ حقاً ، أو أنه من تلفيقات الخصوم . من ذلك مثلاً منع إقامة التراويح في عهد العزيز سنة 363هـ ، ( ). كما ورد عن الحاكم بأمر الله انتهاكه للحرية الدينية لمخالفيه في المذهب ، وكذا لأهل الكتاب .وهي حوادث تمثل من قام بها ولا تسوغ أن تعمم نسبتها إلى كل حكام الدولة الفاطمية.
يقول أحمد أمين عن محاولة نشر التشيع هناك ((هذه السياسة لم تكن ثابتة مطردة بل كانت قلقة مضطربة...فأحياناً يبالغون في اضطهاد أهل السنة ،وأحياناً يسمحون لهم بحريتهم ، كما كانوا أحياناً يضطهدون اليهود والنصارى إلى أقصى حد وأحياناً يبالغون في إكرامهم إلى أقصى حد)) .
لقد نشطوا في الدعوة إلى مذهبهم لكنهم في الجملة لم ينتهجوا سبيل إرغام الناس على التشيع .
إذاً لم تتخذ المملكة الفاطمية سياسة موحدة على مستوى الدولة تجاه المخالفين لكن الوضع خضع لتوجهات وأخلاق الحكام والوزراء ، فمن كان خلقه سمحاً ؛ سامح ، ومن كان حرجاً ضيقاً ؛ ضيَّق َ.
فلا ينسب ذلك لسياسة الدولة العامة ،واستراتيجيتها الشاملة ، وبهذا يمكن اجتناب المنهج التعميمي الذي شاع لدى المؤرخين المسلمين فكان من موارد الظلم والحيف ، فكل تعميم لابد أن ينطوي على استثناءات إن هي أهملت؛ نتج الخطأ نتوجاً مؤكداً.
ولقد نهج الفاطميون سياسة منظمة في إنشاء وتنظيم نشر العلم حيث استثمرت المساجد والدور المخصصة لذلك ، فالمساجد كانت هي المدارس والمحاريب ، وكذا كانت مكانا لخطب السياسية ، وبهذا كانت تقوم بدورها كاملا ً لا كما كانت في أكثر الأزمان معابد جافة نائية عن شؤون المجتمع ومشاكله .
وكان من مثالات الاهتمام بالعلم ووسائله تأسيس الحاكم بأمر الله دار الحكمة سنة 395هـ ، وفتحت لقراءة والاستنساخ ،وفتح المجال الحر لإقامة مناظرات وجدالات علمية تحت إشراف الحاكم بأمر الله .
ويذكر ظهور المبشر بن فاتك أميراً وكان له ولع واهتمام بالعلوم الفلسفية التي أسهم في انتشارها بين أهل العلم .

التسامح المذهبي:
إن من الشواهد على انعدام النهج العصبي للمذهبية ظهور علماء من مذاهب سنية أتيح لهم فرصة الكلام والتعليم بحرية ظاهرة منهم مثلا أبو بكر النعالي المالكي (380هـ) وقد كانت له حلقة غزيرة الطلاب تدور على سبعة عشر عمودا ،وله حرية التدريس في مسجد الفسطاط. كذلك قام المعز بعرض الوزارة على جعفر بن الفرات فرفضها ، وهو الذي استضاف الدارقطني في ظل الحكم الفاطمي .

استحضار الدولة الفاطمية
(المبررات والغايات):
إن اللحظة التاريخية المعاصرة تحتضن الأمة الإسلامية والعربية احتضاناً غير مطَمْـئِن ، إذ يوشك التاريخ أن يسقطها من حضنه إلى غيابات الاندثار، وقد فعلها التاريخ قديماً بكثير من الأمم والممالك . وما أمر الفرس والإغريق والرومان ببعيد . هذا الوضع الحرج يقتضي من قادة الأمة تجديد مناهجهم وخططهم وتفعيل استراتيجياتهم ؛ لتمتين وجودهم وسط هذا العالم العولمي . إن استدعاء الأنموذج الفاطمي إذا كان في صورة عصرية منقّاة على ضوء العبر التاريخية ، سيكون من إنجازاته ومقتضياته :
1- تحقيق الهدف الوحدوي ، وهو مستلزم ومستتبع لتحقيق الأمان المجتمعي وسط الأمة ، حيث إن الفاطميين حققوا تواؤماً لافتاً بين عناصر ومكونات مجتمع دولتهم ، عن طريق اجتناب سياسة التمييز بين الرعايا .
لم يكن الفاطميون خلوا من أي عيوب فهم بشر لم تكتب لهم العصمة ، وفيهم حكام مفسدون شوهوا سمعة دولتهم ، وبرغم ذلك فقد أفلحوا في إقامة دولة قليلة النظير في ساحة التاريخ الإسلامي .
2- تحقيق الرقي العلمي:
نجحت الاستراتيجية الفاطمية في تطوير الجانب العلمي والرقي بنتاجاته ، للوصول بالأمة العربية الإسلامية إلى ذروة الهرم الحضاري الذي بناه علماء المسلمين مكونين به أنموذجاً عالمياً نادر المثال ، كان من بين إنجازاته توفير الوقود لاشتعال جذوة الحضارة الأوربية الحديثة .
يرى البعض –بادي الرأي – أن العمل على الاستدعاء الفاطمي أمر ستكون من لوازمه إثارة الكوامن الطائفية من الفتن المذهبية ، ولكي يكون كلامي جلياً أقول إني أعني الحساسيات الفتْـنية الموجودة بين فرقتي الشيعة ، والسنة . لكن الواجب تذكره أن تعامل الفاطمين مع فرقة السنة كان أرقى وأليق من تعامل أكثر حكام الدول السنية مع الشيعة على مرّ التاريخ الإسلامي الذي نراه يوكّد ذلك ، وهو متاح للمراجعة المستبصرة غير العوراء .
إن اللحظة التاريخية الحديثة توجب على عالم العرب والمسلمين تحديث استراتيجياتهم المزمع انتهاجها في سبيل الولوج إلى العالم العولمي المتنامي ، بخطى واثقة مؤهلة لمشاركة متكافئة مع الكيانات السياسية والاقتصادية المحركة للعالم وشعوبه . ومن صور الصواب أن يستضيء عالمنا بعِـبر التاريخ وتجاربه ، فالتاريخ هو الساحةالطبيعية التي حوت ولا تزال تحوي تجارب الأمم وأفعالها في جدلية تعاطيها مع الحياة والزمن بمحتوياته البشرية والفكرية . ونحن الآن أمام تجارب معدودة في تاريخ أمتنا ، لكن هل فيها ما يمكنه تقديم المساعدة؟
التجربة الأُموية قامت على انقلاب تمردي سُلخت فيه السلطة عن جسمها الشرعي وألبست لجسم مفتقدٍ الشرعية السياسية والدينية، فالسياسة لا تقر التمرد العسكري ، والدين لايبيح التمرد على ولي الأمر إذا كان قي وضع يماثل وضع الإمام علي بن أبي طالب .
أما التجربة العباسية فقد قامت على تغلّب دموي أسال دم الشرعية السياسية فسالت به أودية الزمن ولمّا تكُف ، الأمر الذي ترتب عليه وهن بليغ في جسم الأمة
أما التجربة الفاطمية ، فلا أزعم هنا أنها كانت مثالية صافية ، لا شِـيَةَ فيها ، لكنها بكلِّ تصورٍ قامت على مبررات مسوِّغة لقيامها ، كان منها:
1- إن النظام العباسي المتغَلََّبَ عليه ،كان في الأصل فاقداً الشرعية ، لقيامه على أساس غير شرعي أصلاً.
2- إن وضع الأمة وقتها بالذات كان في حاجة إلى من يصلحه ، ويرأب صُدوعه التي ازدادت اتساعاً في ظل الضعف الذي دب في أوصال المملكة العباسية ، وأتاح لكيانات ضعيفة أن تنشق عنها بصفة غير رسمية ، كما هو الحال في مثال الدولة الطولونية ،والإخشيدية ؛ لذلك كانت الأمة في حاجة إلى من يشد عضدها ؛ فجاء التجربة الفاطمية التي ملأت مابين (296-567هـ) ، وكان نتاجها الإجمالي الوصول بالحضارة العربية الإسلامية إلى مرحلة الذروة في القرن الرابع الهجري .

في حالات الفتن الطائفية يجيء استدعاء الفاطميين مبرَّراً مكتسياً وجاهة موضوعية مبنية على حسن الاختيار ، تلك الوجاهة كانت معرضة للضياع في حالة ما إذا تم –مثلاً – استدعاء دولة القرامطة .
لكن الوضع اختلف حيث تم الآن-من ليبيا- استدعاء الفاطميين بالذات . إن هاته الدعوة لا تعدوا أن تكون محاولة لاستثمار إيجابيات ونافعات الدولة الفاطمية ، والاستعانة بها في هذا العصر على نحو ملائم وحضاري وواعٍ ، لا على نحو يماثل الاقتباس الأعمى غير المبصر . هاته هي المنهجية الواجب اتباعها في العملية الاستدعائية الموجهة للدولة الفاطمية ، حين أعلن القذافي عزمه على استدعاء الدولة الفاطمية أضاف وصفاً لم ينتبه إليه الكثيرون ، حين قال : ((الدولة الفاطمية العصرية)) . هذا التقييد بالعصرية من شأنه أن ينفي كل المخاوف التي تتبادر حين النظر في تاريخ الفاطميين القدماء ، الذين لم يسلموا من بعض المناقص والعيوب ، التي لم تسلم منها أي حكومة تاريخية فعصرنة الفاطميين تقتضي غربلة تاريخهم ، للخروج بأنموذج عصري حضاري لدولة حديثة يمكن تسميتها بالدولة الفاطمية الثانية.
لا تقع الريبة في بال منصف ، إذا قلنا إن الدولة الفاطمية إذا ما خلصت من شوائبها فإنها أولى الأنموذجات التاريخية المؤهلة لقيادة الوجود العربي والإسلامي في هذا العصر .


إن الـقول باستحضار الدولة الفاطمية إلى هذا العـصر هو قول يحمل دعوات أهمها :
1- إقامةالحكم على أسس شرعية نائية عن تسنُّم المتطفلين الطامعين في الحكم بلا مسوِّغات تأهيلية ، كما حدث –مثلاً - عند حكم الإخشيديين في ظل التخاذل والوهن العباسي أواخر القرن الثالث الهجري .
2- توظيف الاستراتيجيات الناجحة التي استثمرها الفاطميون حتى وصلت بدولتهم إلى ذروة هرم الحضارة في القرن الرابع الهجري الذي كان درة تاج الحضارةالعربية الإسلامية. تلك الاستراتيجيات التي كان أهمها الدعم المفتوح للبحث العلمي على مستوييه : النظري والتطبيقي ، الذي أنتج إنجازات عالمية بأسماء لامعة مثل : ابن يونس المصري (399هـ) ، والحسن بن الهيثم (430هـ) . كما صنع ذلك الدعم العلمي منجزاً لم يضارعه شبيه في العصور الوسطى وهو تلك المكتبة العامرة التي أنشأها الحاكم بأمر الله سنة(395هـ) فكانت أهم حدث من نوعه في العصر الوسيط.
3- كبْتُ وكتمُ الدعوات الطائفية الراكبة على ظهر السياسة ، الحاملة لحمولات ضافية من الوهن والهوان لهذه الأمة الإسلامية التي ليس لها مزيد احتمال لأي ثقل آخر ؛ لكونها في مرحلة حاسمة من تاريخها المنتكس .
لقد اجتنب الفاطميون منهج العنصرية الدينية والمذهبية ، بالرغم من تبنيهم لمذهب معين هو المذهب (الإسماعيلي) الشيعي ، وبرغم حدوث حوادث محدودة أسهمت في تشويه دولتهم ، وصبت في مستنقع العصبية المذهبية ، لكنها لم تكن تمثل استراتيجية رسمية للفاطميين ، الذين بدؤوا عهدهم في مصر بكتاب أمان يعدّ مثالاً للاعتدال والإنصاف ، أعلنه جوهر الصَّقَلي إلى أعيان وفقهاء مصر بتاريخ 6-7-969م ومما ورد فيه ((... ثم إنكم ذكرتم وجوها التمستم ذكرها في كتاب أمانكم ، فذكرتها إجابة لكم وتطميناً لأنفسكم ... وهي إقامتكم على مذهبكم وأن تُتْركوا على ما كنتم عليه من أداء المفروض في العلم ، والاجتماع عليه في جوامعكم ومساجدكم... )) .( )
وقد شهد الواقع على ذلك بمثالات كثيرة منها إتاحة المجال ، والحرية لعلماء فرقة أهل السنة كأبي بكر النعال ، وابن فورك مثلاً.
4- الدفع إلى النهوض بواجب الدعوة والأخذ بأسباب القوة ، والتوسع وسط هذا العالم العولمي الذي لم يعد يعترف ، بل لم يعد يطيق الكيانات الضعيفة .
لم يرض الفاطميون بحال الضعف والسلبية وهذا ما رأيناه منذ وجودهم الأول في شمال غرب أفريقيا، حين بدؤوا بتحصين الساحل الشمالي وتعمير موانئه ، ثم اجتهادهم في مغازاة نصارى صقلية وجنوب إيطاليا ، وكذا إخراجهم لروم من صقلية وإيطاليا في معركة المجاز سنة 351هـ ( ). ثم مغازاتهم وجهادهم لصليبييين في الرملة سنة 1102م وردهم عن احتلال مصر سنة 1163 م براً ، ثم بحراً سنة1269م .
إن هذه النقاط كلها إذا ما توفرت في أي دولة عصرية غنية فإنها كفيلة برصفها في مصاف الدول العظمى والمؤثرة تأثيراً مساوقاً للمد العولمي الطاغي على الكيانات السياسية في العالم الحديث ؛لأجل ذلك سيكون من النافع غربلة التجربة الفاطمية ثم إلقاء ما أمسكه الغربال ، ثم استثمار المثال الفاطمي ؛ لتوظيفه في صورة عصرية تفلح في كفّ وحجز جحافل الوهن الزاحفة منذ زمن طويل إلى جسم الأمة .
هذا الاستدعاء الفاطمي أراه ممثلاً لعملية علاجية لا وقائية ، وإذا ما وقع التهاون في الوقاية ، فإنه في العلاج لن يكون مقبولاً ؛ لكون نتائج التهاون حينها ستكون حاسمة قاصمة. ولا ريبة في أن الزمن الحالي لن يقبل وجود أمة خائرة القوي ولا يرضى باستضافة أمة فقدت عزمها على الرقي ؛ لذلك أستشرفُ في استحضار الفاطميين صفتين مكينتين انصبغت بهما دولتهم الفارطة هما : الحزم ، مع العزم .
1- الحزم : إن كل أمة لاتنتهج نهجاً حازماً جاداً في منهجها الوجودي فهي حاكمة على نفسها بالموت المبكر ، هذه الحقيقة لم يزل التاريخ يعلنها ويكررها ؛ لذلك لم يغفل عنها الفاطميون فأقاموا حكمهم على أساس من الجدية والحزم على نحو بلغ حدّ الغلو في عهد الحاكم بأمر الله . فكان ذلك الحزم من بين عوامل ازدهارها ، ومصيرها مضرَباً للمثل في الرقي الحضاري .
2- العزم : هذا العزم هو الذي مكّن قبائل (كتامة) البدوية ، مع أفراد قليلين من أشراف العرب ، وأتاح لهم تكوين الدولة الفاطمية في شمال غرب أفريقيا . وقد كان من حوافز تقوية ذلك العزم إيمان الفاطميين العلويين بأهليتهم لقيادة الأمة ،وإيمانهم بنقاء أرومتهم وجذورهم المتواشجة مع النبي محمد عليه الصلاة والسلام ، فكان هذا من الدوافع المعنوية التي أوقدت جذوة العزم في قلب عبيد الله المهدي ودفعته بشدة هو ودولته في ازدياد طردي مع الزمن ، فمكنها لتصير من حال دويلةً ضئيلة في تونس إلى دولة قوية في مصر و بعض الشام ، منذ عهد المعز ومن تلاه.
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°د.خالد إبراهيم المحجوبي.
المصادر والمراجع
1- اتعاظ الحنفاء في أخبار الأئمة الفاطميين الخلفاء – تقي الدين المقريزي –تحقيق : محمد حلمي – دار الفكر العربي – القاهرة – 1948
2- فذلكة التواريخ- مؤلف مجهول – تحقيق ك عبد الرحيم محمد عبد الحميد – دار البشير – عمان – ط1 – 1998
3- ظهر الإسلام – أحمد أمين – دار الكتاب العربي – بيروت –ط5.
4-تاريخ المغرب وحضارته – حسين مؤنس – دار العصر الحديث بيروت – ط1- 1992.
5- تاريخ الفكر العربي إلى أيام ابن خلدون – عمر فروخ – دار العلم لملايين – بيروت – ط2- 1979.
6- الكامل في التاريخ – عز الدين ابن الأثير-تحقيق : عمر تدمري – دار الكتاب العربي – بيروت – ط2 – 1999.
7- العبر وديوان المبتدأ والخبر في ملوك العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر – عبد الرحمان ابن خلدون – قدم له: عبادة كحيلة – طبعة مصورة 2007م. عن طبعة بولاق –القاهرة 1284هـ



#خالد_إبراهيم_المحجوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام والتنمية : نظرة في الترابطية والتفاعلية
- إشكالية الانتماء عند سكان المغرب العربي: نظرة في المرجعية ال ...
- السيميائيات ، بين غياب الريادة وإشكالية التصنيف
- الإبداع بين قيد التوظيف، وفضاء التحرر
- الفكر الجماهيري :نظرة نقدية
- العوائق التنموية في القارة الأفريقية : تشخيص وعلاج
- شعوبية أم عروبية: دراسة في ظاهرة العصبية السلالية
- الأمن المغاربي بين الإسلام السياسي والإسلام العسكري
- الخطاب الصوفي بين الفتنة والاغتراب
- بلاغة اللغة ولغة البلاغة
- العولمة وإشكاليةالخصوصية الثقافية للأقليات
- جدلية المثقف والسلطة بين االإقصاء والإخصاء
- آلية التأويل في منهج الصادق النيهوم
- بعيدا عن الحضارة الورقية
- الجمال : بين خلل المعايير ، وخفاء التجليات
- جدلية الفلسفة والدين
- ملامح التأثير الحداثي في الفكر الديني


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد إبراهيم المحجوبي - (إشكالية الوضع التاريخي والتأريخي للدولة الفاطمية)