أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد إبراهيم المحجوبي - من ضيَّع حضارتنا ؟شرُّ خلف لخير سلف














المزيد.....

من ضيَّع حضارتنا ؟شرُّ خلف لخير سلف


خالد إبراهيم المحجوبي

الحوار المتمدن-العدد: 3208 - 2010 / 12 / 7 - 00:10
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



إذا ما توجهنا إلى الوضع الحضاري للأمة العربية الإسلامية، فسيكون من المناسب-بعد التحسر والتذمر- بدء الكلام بذكر ستِّ مسلّمات، هي التالية :
المسلَّمة الأولى = إن الأمة العربية(الإسلامية) كانت قد حققت حضارة عالمية، مؤثرة سادت العالم وأثرت في كل أجنابه.
المسلّمة الثانية : إن هذه الأمة نفسَها قد فشلت في حفظ أمانة أسلافها أرباب حضارتها .
المسلمة الثالثة : إن ذاك الفشل أفقدها معالم حضارتها ووهج تأثيرها ، وأودعها في مؤخرة الحراك العالمي. ولم تعد تمتلك إلا حضارة على الورق. يجتر ذكرياتها الخلف ، ولا يسأمون من الاجترار.

المسلمة الرابعة : ليس من المستحيل أن يبني المسلمون حضارة جديدة ؛ لأن التاريخ خضع لحقيقة مفادها : لا مستحيل تحت الشمس.
المسلمة الخامسة : صارت أمتنا اليوم أسوأ خلف، لخير سلف.
المسلمة السادسة : إن دين الإسلام بريء من جريرة التخلف التي وجب فيها أتباعه، ومن أدلة هذا أن صناع حضارة العصور الوسطى هم أيضاً مسلمون.
إن كل من كان واقعياً، نجده يسلّم بأن العرب والمسلمين مفتقدون لحضارة معاصرة ، بل إن الأمر أدهى من ذلك وأمرّ ؛ لكونهم مفتقدين ما يمكن أن يكون مشروعًا لحضارة ذات قيمة مؤثرة. فنحن إذاً لا نعاني من مجرد افتقاد إنجاز بناء حضاري ، بل من إننا نفتقد المشروع، المفترضَ وجوده للشروع في ذلك الإنجاز.
إن التسلسل المنطقي يوجب علينا أن نفكر في إستراتيجية نخلُقها في الطريق إلى الحضارة المزمع إقامتها؛ فمن الجهالة السعي لحضارة قبل وضع مشروع يوصل إليها ، كما أن من الغفلة محاولة وضع ذلك المشروع قبل تحديد موانع ومثبطات نشوئه ، ومباعث تأخر ظهوره إلى هذا الزمن المتأخر في عمر التاريخ.


الأركان النهضوية للحضارة:
إن الوضع النهضوي للأمة الإسلامية ليس رهنًا بوصف محدد أو نعت معين معمم ، فذلك أمر منوط بتحديد المستوى النهضوي المراد بيان وضعه وحاله ، ولبيان هذا القول أذكّر وأنبه إلى أن النهضة الحضارية مكونة بجملتها من مجموعة مستويات تمثل أركانها القائمة عليها .
ولن يكون بمُكْنة المسلمين اللحوق بركب الحضارة، وترك ساحة التخلف؛ إلا بتكوين كيانات حقيقية لأركان النهضة الحضارية ، حينها فقط يمكننا القول إننا عثرنا على الحل لمصيبة التخلف التي طال ظلامها، وامتد ضرامها؛ فألهبنا سعارها ، وآذانا أوارها.
أما أهم تلك(المستويات -الأركان) التي يتحقق ببنائها الكيان النهضوي،
فهي التالية :
1- الركن العلمي :
الذي تقوم عليه النهضة العلمية، الشامل للمنجزات التقنية ، والاكتشافات الطبية، والكونية بعامة
2- الركن الفكري :
الذي تتأسس على قاعدته النهضة الفكرية للأمة . إن هذا الركن يشمل تخصصات كثيرة تحتضن ثمار الفعل التفكيري لصفوة صناع الحضارة، فيدخل تحته الفكر الاقتصادي ، والفكر السياسي، والفكر الأخلاقي، والفكر الاجتماعي ، والفكر الديني .
3- الركن الإبداعي :
وهو أكثر الأركان تشعبا وألصقها بحياة عوام الأمة ، فضلا عن خواصها .وهذا الركن ينشعبُ إلى فروع كثيرة أهمها : الإبداع المعماري ، الإبداع الكتابي بكل أجناسه سواء: الشعر ، أو القصة ، أو الرواية ، الإبداع الفني : أعني هنا بالفني معناه الضيق العامي، المنحصر في صوره الشائعة مثل: الرسم، والموسيقى ، والتمثيل(التشخيص) .ونحو ذلك مما اصطلح على تسميته بالفن.
4-الركن الاجتماعي :
وهو ماثل في تحقق وجود إنساني جمعي وجغرافي على نحو مباين للوجود البدوي ، يباينه في أطرقة العيش اليومي للفرد والمجتمع ، وكذا يخالفه في إستراتيجيات العيش على المدى الطويل ، كذلك يخالفه في القسمات العامة للشخصية الفردية والمجتمعية في ظل العمران والمدنية .
إننا سنكون بُعداء عن الدقة لو أطلقنا حكماً واحدًا عامًا شاملاً لكل أركان النهضة؛ لأن الرويّة الحِكْمية توجب أن نفرد كل ركن بحكم خاص به، يدل إلى حقيقة حاله ، ومُتَوقَّع مآله .
وأنا هنا لا أشتهي الوقوف موقف القاضي والحاكم ، بيد أني عاجز عن كبت شعوري بالخيبة والحسرة أمام الحالة التي يكتسيها-بخاصة- الركن العلمي لأمة المسلمين الذي نفترض أن يكون محلاً لنهضة علمية .
إن هذا الركن بالذات هو قطب الرحى لكل حضارة ، فهو عصب قوتها ؛ إنه قادر على إقامة نواة حضارة قوية ، حتى إنها لو افتقدت بقية الأركان فستظل حضارة عرجاء على الأقل ، وذلك لا يقتضي زوالها ، إنما حسبه أن يُؤْذِن بضعفها . والحال سيكون مختلفاً إذا ما انتعشت بقية الأركان في غيبة الحضور المؤثر للركن العلمي . فذلك طورٌ لا يجاوز كونه شبحًا لحضارة موهومة ، وهذا تحديدًا ما يعيشه العالم الإسلامي الذي لا يزال منذ ثمانية قرون مضيعاً لحضارة كانت ، وقوة هانت.
لقد كثرت السؤالات عن سر تخلف المسلمين ، والكل يعرف، فالإجابة واضحة ، والحقيقة فاضحة.
------------------------------------انتهى -----



#خالد_إبراهيم_المحجوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا شيعة تمزق، ولا سنة تفرق
- اتصالية النهضة واللغة القومية
- وحدة الأديان ، وتسويتها
- إسلامات مع الإسلام
- تفسير القرآن بين التجديد والاجترار
- الدين والدولة بين التواصل والتفاصل
- الخصومة الفارغة للاستشراق
- النشاط العسكري في العهد النبوي
- رسالة مسيحي إلى المسلمين
- الترجمة: بين تصور القيمة ، ومسؤولية الإتقان
- تجديد الفكر الديني
- الأدب عند الإغريق
- خصومة الفقه والتصوف
- المجاز عند الزركشي
- تأصيل حق الأمان في منظومة حقوق الإنسان
- (إشكالية الوضع التاريخي والتأريخي للدولة الفاطمية)
- الإعلام والتنمية : نظرة في الترابطية والتفاعلية
- إشكالية الانتماء عند سكان المغرب العربي: نظرة في المرجعية ال ...
- السيميائيات ، بين غياب الريادة وإشكالية التصنيف
- الإبداع بين قيد التوظيف، وفضاء التحرر


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خالد إبراهيم المحجوبي - من ضيَّع حضارتنا ؟شرُّ خلف لخير سلف