لم يقل له احدا..الانتحار من شوارع تل ابيب الى شوارع القاهرة!

الحكيم الرائي

الحوار المتمدن-العدد: 1167 - 2005 / 4 / 14 - 10:25
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

أستنفذنا الأعلام العربى الفاشستى سنوات طوال وهو يغرقنا فى الحديث عن مأسى اللاجئيين الفلسطنيين وبالتحديد لاجئى الضفة والقطاع, الأعلام الميمون لم يحدثنا الكثير عن مخيمات لاجئى لبنان وسوريا والاردن,كما أنه لم يذكر لنا ابدا ان اللاجئيين الفلسطينيين أكبر مصدر دخل لكبار القيادات الفلسطينية,التى لم تبخل ابدا بتحويل اموال المعونات الدولية,الى فيلات ضخمة بغزة ورام الله القاهرة تونس بيروت,الاعلام العربى المضلل لم يحكى الكثير عن مصدر السيارات الجيب شيروكى التى يستعملها القادة الاشاوس الذين لم يكسبوا معركة واحدة لا سلما ولاحربا,وقد علمنا ان ثمن السيارة الواحدة قرابة المائة الف دولار اى مايقرب نصف مليون شيكل اسرائيلى او سبعمائة الف جنيه مصر ,ناهيك عن المرسيدس الشبح التى ثمن واحدة منها كفيل بببناء عشرات المنازل للمشردين الفلسطنيين!
الاعلام العربى النازى لايفتح فمه باكيا او لاطما على احوال اللاجئيين المصريين الذين يعيشون بالملايين فى احياء القاهرة العشوائية,مدن المقابر,عزب الصفيح,واحوالهم لمن لايعلم اشد قبحا وبشاعة من احوال اللاجئيين الفلسطينيين الذين استنزفوا اموال معونات الغرب والشرق لخمسين عاما متصلة بدون اى فائدة,اما لاجئى السودان جنوبه ودارفوه فحالهم اشنع من الجميع,لكن العرب ثكلتهم امهاتهم لايذرفون دمعة عليهم ولايرسلون لقمة خبز لطفل يحتضر ولاقطعة قماش لامراة ممزقة الثياب تبكى على اطلال بيت مزقته قنابل انذال الجنجويد العرب.
الاعلام العربى الموجة والمكرس لاشاعة الجهل والكراهية والتعريص العلنى على الكوادر الثورية اللى تاكل مال النبى وتتعشى بالصحابة,يتحدث ليل نهار عن المؤامرات الصهيوامريكية,الكراهية الغربية,بينما هو غارق حتى اذنيه فى التأمر على عقل الانسان البسيط المحبط,حتى يخرج شابا بسيطا من احشاء حى عشوائى قاهرى ليمزق جسده الصغير فى عملية انتحارية عبثية لامعنى لها,لكنها امتداد لسياسة ثقافة الانتحار التى يمجدها الفاشست من الاعراب,فلم يقل احد ابدا الحقيقة لهذا البائس المنتحر,لكنهم باعوا له اوهام بجنات نعيم واقاصيص كذوبة عن الغربى الكافر.
لم يقولوا له ابدا ان العالم الحر يصرف على لقمة الخبز التى يأكلها المصريين,وان ملايين الدولارات تصرف من جيوب دافعى الضرائب فى الغرب,من اجل ابقاء عجلة الحياة دائرة فى بلاد العرب المتهالكة الايلة للسقوط,لم يقل احد لهذا البائس ان مأسته صنعها النظام الحقير الذى يتسلط عليه واطعمه سما زعاف من صباه,ممثلا فى مناهج دراسية سخيفة عقيمة محملة بالكراهية والبغض.
لم يقل احدا له ان الاخوان حركة دعارة سياسية دينية ,تفعل اى شىء وكل شىء فى سبيل الوصول الى السلطة رغم انهم يعلمون ان الامارة لاتعطى لمن يطلبها,لم يعرف ان الاخوان عملوا سنوات طوال مجرد عملاء درجة عاشرة لنظام ال سعود ومن خلاله للمخابرات الامريكية.
لم يقل الاعلام العربى له ابدا ان المجاهدين الاشاوس كانوا مقاولين من الباطن للمخابرات الامريكية فى حربها للروس لم يحكى احدا له ان الاخوة كانوا يمارسون اللواط ويسرقون زوجات بعض,ينسفون بعض بالسيارات المفخخة ,يهدرون دماء بعض بالمسدسات الكاتمة للصوت.
لم يقل الاعلام العربى له ان فلسطين كانت اقليم كسائر اقاليم الامبراطورية العثمانية,وانها كانت منفى لمن يغضب عليه الباب العالى,معبر للبدو والعربان وراء قطع الاغنام,وان قيام الدولة العبرية على ارضها كانت بموافقة معلنة او سرية من ملك الاردن الحجازى الاصل والمحتد ,النظام الوهابى السعودى.
لم يحكى احدا له ان الاقصى كان مسجدا كسائر مساجد المسلمين ولم يعرف رحلات حج جماعية,او حتى فردية,وانهم تذكروا انه ثالث الحرمين كمايقولون بعد 1967 ,كم ان مسلمى العالم لم يتقاطروا ملايينا للدفاع عنه فى حرب الايام الستة!بل تركوه لاسرائيل فى بضع ساعات,وفروا.
لم يقل احدا له ان اقدم تاريخ معروف لعائلة فلسطينية هو تاريخ عائلة الحسينى ويرجع الى ثلثمائة عام مضى,وان عائلة الحسينى حجازية الاصل ؟!!!
لم يذكر له الاعلام العربى ان الاعراب لم يقيموا دولة فلسطينية من 1948 الى 1967 ,بل قرروا ضم الضفة للاردن والقطاع لمصر ,فلا طالب الفلسطنينيون بدولة لهم ولاقاموا بحركات احتجاجية ضد الاحتلال المصرى الاردنى,بل كان الجعبرى من موقعى نداء ضم الضفة للاردن!
لم يعلمه احدا ان القوات الاسرائيلية عندما دخلت الضفة والقطاع اسقطت الاعلام المصرية والاردنية ببساطة لانه لم يكن هناك علم فلسطينى,وان القوات التى انهزمت كانت قوات مصرية واردنية!
لم يقل له احدا ان تنظيمات حماس والجهاد مجرد وكيل محلى لاجهزة استخبارات عربية وايرانية,تتعايش من رواتب ثابتة,لايهمهما مصير الشعب ولاغيره وكل مايهمها تنفيذ الاوامر التى تأتى من دمشق وطهران وجنوب لبنان,وان الحكاية سبوبة عيش لا أكثر ولا اقل.
لم يقل له احدا ان من سرق منه حلمه وحياته وساهم بتحويله لاشلاء بشرية,مشائخ بلاضمير لايرسل احد منهم ابنه او قريبه لتفجير نفسه,كم ان احد منهم لايقوى على المشى بضع امتار من الترهل وادمان الترف!
لم يقل له احدا ان هؤلاء الصحفيين النصابيين من قوميين وخلافه يسكنون فيلات فاخرة ويجلسون فى مكاتب مكيفة وان حكاية المؤامرات والجهاد والبطيخ كله اكل عيش واسترزاق,على قفا قارىء محبط ضائع محطم الروح والنفس.....
لم يقل احدا له شيئا
دمه على ؤوسكم يا تجار الموت والكراهية!

#الحكيم_الرائي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات