الحكيم الرائي
الحوار المتمدن-العدد: 931 - 2004 / 8 / 20 - 12:02
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
كنت اردد دائما ان الجزيرة وشها نحس ,فهى تتصدى دائما للدفاع عن الحروب الخاسرة,وتخوض غمارها وكأن النصر قاب قوسين أو أدنى,ومن شاهد تغطية الجزيرة لحرب طالبان ولحرب العراق,ترأى له ان قوات طالبان سوف تمسح بكرامة الجيش الامريكى الارض ,وارض افغانستان سوف تحترق تحت اقدام المارينز,وسماؤها سوف تلتهم طائرات الصليبية الامريكية!
لكن بالطبع لا ارض احترقت ولاسماء التهبت,بل نخت افغانستان مثل الجمل فى بضع ساعات,وفر المجاهدون لينجوا بجلودهم من جحيم التوم هوك! ومولانا الملا عمر فر على موتوسيكل ليختفى فى جبال افغانستان,هذا اذا كان ثمة شخص يدعى بالفعل يدعى الملاعمر ولم يكن مجرد كنية لاسامة بن لادن!!(نكتة)
ثم جاءت حرب العراق,الهبت مشاعرنا الجزيرة بالنصر الاتى وبالحروب الضروس وبمعركة بغداد وتصريحات الصحاف,ثم بالمحللين العسكريين العرب (معظمهم اميين لايعلمون من الكتاب الا امانى) فعيشونا معهم فى مجزرة بغداد المقبلة,التى ستطيح بعنق الجيش الامريكى,انتظرنا كلنا معركة ستالينجراد الجديدة ,فلم تكن لامعركة ستالينجراد ولا حتى عركة امبابة!!! بل دخل الجيش الامريكى بسلام امنا!
ثم ظلت الجزيرة تبحث عن معركة جديدة تقودها بالميكروفون والصورة الى نصر فشلت فى تحقيقه فى كابل وبغداد,فكانت معركة الفلوجة وانتهت الى ما انتهت اليه فبحثت الجزيرة عن معركة اخرى,لتلتقط هذه المرة الصدر وتصنع منه قائد العراق والعرب الجديد ,مسرفة فى التحدث عن خسائر الامريكان وانتصار جيش المهدى,لينتهى الامر بجيش المهدى محاصرا حصار الموت فى مقابر النجف ومقتدى الصدر يتفاوض على حياته....
بالطبع لن نستطيع ان نقارن على الاطلاق بين القوى العسكرية الامريكية وقوات طالبان والعراق او بؤساء جيش المهدى ,فأى نظرة موضوعية الى الاحداث بدون خبرة عسكرية وبدون محللين عسكريين عرب من راسبى الثانوية العامة والذين لم يربح واحدا فيهم معركة واحدة,فالهزيمة العسكرية هى الشىء الحتمى والوارد فى مثل هذه المواجهات وهذا لايطعن ابدا فى رجولة طالبان او البعث او جيش المهدى,لان الحرب بالمفهوم الحديث شىء يختلف عن معارك الفتوات فى ازقة القاهرة وبغداد ودمشق,الحرب لاتحسمها فقط شجاعة مقاتليها بل التخطيط والاعداد والقدرة المسلحة والتقنية ...
المهم فى الموضوع
هل معركة النجف هى اخر حرب خاسرة تزفها الجزيرة!!
ام بعدما يقضى الله امرا كان مفعولا بالصدر ورجاله
ستذهب الجزيرة لتبحث لنا عن معركة جديدة نعلم كلنا مسبقا انها معركة خاسرة ميدانيا وناجحة فقط فى تصورات مذيعى الجزيرة ومعلقيها ومنظريهاومحلليها!!
كان الجزيرة ادمنت العبث بمشاعر مشاهديها المحبطين الذين يبحثون عن اى نصر حتى لو على قناة الجزيرة بلاى ستيشن؟!
#الحكيم_الرائي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
