أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل محمد سمارة - رجلين وكلمات متقاطعة !














المزيد.....

رجلين وكلمات متقاطعة !


نبيل محمد سمارة
(Nabil Samara)


الحوار المتمدن-العدد: 4059 - 2013 / 4 / 11 - 23:20
المحور: الادب والفن
    


بقلم / نبيل محمد سمارة
1
بنظرة حيادية رمق الرجل الشخص الجالس قبالته ,والذي كان يمسك صحيفته - بانتظام يومي - يتأملها ملياً ويُقلّبها باهتمام ليستقر بصره على الابراج والكلمات المتقاطعة ,وكان بين الفينة والفينة يخلع نظاراته السميكة ليمسحها ويعاود التحديق في الابراج والكلمات المتقاطعة ,وكان الرجل ذو النظرة الحيادية يستوقفه ذلك باندهاش ,
لكنه يستمتع بهذه المراقبة اليومية , وكان يقول : وللناس في ما يعشقون مذاهب .
خالجه احساس بأن الرجل لن يكف عن هذا الهواية ,التي تلبستهُ كالثوب وتسائل عما يعنيه ان يبحث عن اشياءٍ كالغبار !, وكان يراه دوماً يتناول مع الصحيفة ميسم ( الاركيلة) يشفط منها نفساً عميقاً ويطلقه في فضاء المقهى كما لو ان الدنيا ستطير .. يبتسم في سره ويسأل : ما الذي يعنيه كل هذا ؟
2
كان الرجل صاحب الصحيفة اليومية يتأمل الشخص الجالس قبالته , في المقهى كل يوم ويتسائل : ما الذي يهدف اليه هذا المسكين من جلسته المتوحدة , من دون صحيفة ومن دون ( اركيلة) .. انه يتأملني وانا اراه جيداً . يرمقني وانا اطالع صحيفتي او ادقق في الابراج والكلمات المتقاطعة , اراه يرمقني باستغراب.. اجد نفسي استغرب منه فما الذي يحدث ؟ , اهو وحيد ام مقطوع من شجرة ام هو من دنيا بعيدة وجزيرة منسية ؟, وشعر ان هناك اصرة برغم التناقض تشده اليه لتضعهما سوية في خانة واحدة , وان حبلاً سرياً غير مرئي يتسلل زحفاً الى قلبيهما وهما لا يعلمان ؟ .
3
كان النادل يكنس ارضية المقهى ويمسح التخوت والكراسي ويتسائل مبتسماً في سره , متذكراً ان هنالك رجلين كانا هنا قبل سنوات يجلسان متقابلين ينظر احدهما الى الاخر دونما كلام . وشعر انهُ يكنس غباراً كان في يوم من الايام يستحق ان تتوقف عنده الذاكرة.



#نبيل_محمد_سمارة (هاشتاغ)       Nabil_Samara#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل يعشق العطور . ولكن !
- (انفلونزا الطائفية) في العراق . متى تنتهي ؟
- قصة قصيرة جدا -ظمأ امراة وحيدة-
- -جمعة الالام- الى روح المطران بولص فرج رحو / بقلم الاديب الك ...
- في اخر المساء (1)
- غداء من زرجة رائعة ؟
- القهوجي . مهنة سادت ثم بادت
- الشاعر ابراهيم الخياط . هنيئا لمن عرفك ؟
- التفاتة كريمة: نبيل محمد سمارة
- كلمات جارحة جدا
- قصيدة الشاعر احمد فؤاد نجم التى هاجم فيها الشعوب العربية واغ ...
- حكايات مضيئة
- مسلسل الدرس الاول ! . الى الفنان الرائع قاسم الملاك
- رجل
- الصقور
- أبو حمزة .وابنه الأسير
- سأرحل عنك لا محالة
- عذابات حب !
- مزيد من العطل
- جرار فارغ


المزيد.....




- الأنشطة الثقافية في ليبيا .. ترفٌ أم إنقاذٌ للشباب من آثار ا ...
- -كاش كوش-.. حين تعيد العظام المطمورة كتابة تاريخ المغرب القد ...
- صدر حديثا : الفكاهة ودلالتها الاجتماعية في الثقافة العرب ...
- صدر حديثا ؛ ديوان رنين الوطن يشدني اليه للشاعر جاسر الياس دا ...
- بعد زيارة ويتكوف.. هل تدير واشنطن أزمة الجوع أم الرواية في غ ...
- صدور العدد (26) من مجلة شرمولا الأدبية
- الفيلم السعودي -الزرفة-.. الكوميديا التي غادرت جوهرها
- لحظة الانفجار ومقتل شخص خلال حفل محمد رمضان والفنان المصري ي ...
- بعد اتهامات نائب برلماني للفنان التونسي بالتطبيع.. فتحي بن ع ...
- صحف عالمية: إنزال المساعدات جوا مسرحية هزلية وماذا تبقّى من ...


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل محمد سمارة - رجلين وكلمات متقاطعة !