أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل محمد سمارة - رجل يعشق العطور . ولكن !














المزيد.....

رجل يعشق العطور . ولكن !


نبيل محمد سمارة
(Nabil Samara)


الحوار المتمدن-العدد: 4035 - 2013 / 3 / 18 - 22:07
المحور: الادب والفن
    



نهض الرجل الذي يعيش لوحده من النوم مبكرا .تامل من النافذة الاعشاب التي نمت في حديقته سريعا . والمتسلقات التي ارتفعت حتى حافة النافذة , فأدهشه هذا النمو السريع . حلق ذقنه , وفتح الراديو واستمع الى الموسيقى الصباحية الهادئة .
وتحدث المذيع بصوت رائق عن الازهار وطريقة العناية بها , ذاكرا مجموعة اسماء اكتشف الرجل ان ثلاثة منها لم يسمع بها من قبل . وفكر ان يشتري لدى خروجه بذور تلك الازهار ويزرعها في سنادين يوزعها على الشرفة .
ارتدى ثيابه وتناول زجاجة العطور الليموني ورش كمية كبيرة على ذقنه ورقبته وتحت ابطه ووقف يتأمل نفسه في المراة وكانت رائحة الليمون تعبق في الغرفة وتبعث خدرا كالسحر في داخله .
وقال في نفسه : منذ متى بدأت العطور تدخل حياتي ؟
وبومضة كالسحر اعلن الرجل انه لا يعرف تماما . لكن سنوات الاربعين تشهد عشقا غريبا للروائح الطيبة , وتمنى لو كان في ميسوره ان يعصر الزهور ليستخرج منها عطورا يستحم بها صباحا مساءا .
وظل يتخيل حوضا مليئا بالعطور , يغطس فيه ضاحكا كالصبيان .ولدى خروجه شعر بوخزة حادة في جهة القلب . انها الوخزة التي تداهمه بين الفينة والفينة .
تهاوى على الكرسي وادرك انها اليوم اشد من ذي قبل . اختنق صوته . وجاهد ان يجد متنفسا . وتمنى لو يستطيع مغادرة كرسيه الى النافذة .. ولكن ..

بعد اسبوع فاحت الرائحة , وابلغ الجيران الشرطة , ولم يجرؤ احد ان يقترب من الجثة النتنة ...



2-اللوحة الناقصة

كان العشق ينمو كزهرة برية بين الكاتب والفتاة . يتأملها بانبهار . ويتساءل كيف حدث وصارت هذه المخلوقة صماء ؟ فحين يجلس وياها يضع فيما بينهما اوراقا بيضاء ليقولا – كتابة – ما في الصدر .
كتب لها مرة . انا احبك .. فكتبت له : بل انا التي احبك .. وكتب مرة اخرى : ان حبك ارجوحة . حين اجلس فيها يأخذني هدوء الليل وضوء القمر فاغفو .. فكتبت له باسمة : وانت لوحتي التي لم تكتمل بعد .. وكتب لها : وجهك حزين دائما . لماذا الجزن ايتها الغادة والنوافذ مشرعة ؟
جربي ان تفتحي واحدة . . فكتبت وكيف . وقد اغلقت النوافذ وانا في الرابعة عشر من عمري يكفيك انت انك تسمع صوت الريح وضحكات الصغار .
فكتب يقول : ولكنك تسمعين نداء قلبي .
وتبتسم الفتاة . وتتشابك الايدي ويروحان في اغفاءة روحية لا يخرجان منها الا على كلام جديد على الورق . وبعد اسبوع . وكان العشق يمتص الايام . والحزن المختبئ تحت اهداب الفتاة . انتبه الكاتب ان الدفتر فيما بينهما وقد امتلأ حتى الصفحة الاخيرة . فاشرع قلمه ليكتب (اللوحة الناقصة) ...



عزيزي القارئ ان هذه القصة ( اللوحة الناقصة ) التي قرائتها ليست من خيال ؟ بل هي قصة واقعية حدثت معي في الماضي والكاتب هو انا والفتاه ذو الرابعة عشر من عمرها , والتي احببتها قد ماتت وهي بالسادسة عشر من عمرها بسبب مرض خبيث ... فلكم ان تتخيلوا مدى القهر الذي اصابني .ورغم السنين التي مرت علي كالبرق , ورغم فقداني الكثير من الاحبة والاصدقاء من جراء الحروب .. اسألك عزيزي القارئ : ( هل اكتملت اللوحة الناقصة) ؟!



#نبيل_محمد_سمارة (هاشتاغ)       Nabil_Samara#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (انفلونزا الطائفية) في العراق . متى تنتهي ؟
- قصة قصيرة جدا -ظمأ امراة وحيدة-
- -جمعة الالام- الى روح المطران بولص فرج رحو / بقلم الاديب الك ...
- في اخر المساء (1)
- غداء من زرجة رائعة ؟
- القهوجي . مهنة سادت ثم بادت
- الشاعر ابراهيم الخياط . هنيئا لمن عرفك ؟
- التفاتة كريمة: نبيل محمد سمارة
- كلمات جارحة جدا
- قصيدة الشاعر احمد فؤاد نجم التى هاجم فيها الشعوب العربية واغ ...
- حكايات مضيئة
- مسلسل الدرس الاول ! . الى الفنان الرائع قاسم الملاك
- رجل
- الصقور
- أبو حمزة .وابنه الأسير
- سأرحل عنك لا محالة
- عذابات حب !
- مزيد من العطل
- جرار فارغ
- السياب .. علمني ان اكره الادب !


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل محمد سمارة - رجل يعشق العطور . ولكن !