أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - طلال ابو شاويش - ليس ردا على مصطفى ابراهيم














المزيد.....

ليس ردا على مصطفى ابراهيم


طلال ابو شاويش

الحوار المتمدن-العدد: 4059 - 2013 / 4 / 11 - 19:01
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


ليس رداً على مصطفى إبراهيم !

أثار الزميل مصطفى إبراهيم على صفحته الإلكترونية قضية خطيرة بالأمس وأشار إلى زيارته لإحدى المدارس ولقائه بخمسين طالباً ولدى سؤالهم عما إذا كان أي منهم قد تعرض للضرب من قبل معلميهم خلال الشهر الماضي ، أجاب جميعهم بأنهم تعرضوا للضرب بالعصي أو الخراطيم أو اللطم على الوجه !!!
وتابعت الردود والتعليقات الكثيرة على ما نشر ، ومنها ما جاء منطقياً يعكس معرفة ودراية بما يجري في مدارسنا ، ومنها ما هو مجرد ردود فعل آلية عكست جهلاً تاماً بكل ما يجري في ردهات وكواليس العملية التعليمية / التعلمية في مدارسنا وهنا أود تسجيل جملة من الملاحظات أطرها للإفادة والمناقشة وهي حصيلة عقدين من الخبرة في هذا الحقل:
1- لا زالت المدرسة في نظر قطاع واسع من الناس ومن مختلف الشرائح مجرد مكان مهمته الرئيسية حشو أدمغة الطلاب بشتى أنواع المعلومات وليست صرحاً تربوياً مهمته الأساسية بناء الشخصية المتكاملة للإنسان والذي تمثل المعلومة جزءً منها والبناء على المعلومة لتحويلها إلى معرفة تبرز في الحياة.
2- فرق كبير بين مدارس وكالة الغوث ومدارس الحكومة على مستوى الرؤية والرسالة والأهداف ، وعلى مستوى التأهيل التربوي للمعلمين وسياسات برنامج التربية والتعليم المختلفة لدى الطرفين.
3- وكالة الغوث التي يتعلم في مدارسها المائتين وسبعين مدرسة أكثر من ربع مليون طالب من الأول الأساسي وحتى التاسع الإعدادي ، لديها سياسة واضحة تجاه قضية العقاب البدني أو اللفظي ، فهو ممنوع قطعياً ، وأي موظف ، مدير أو معلم يمارس هذا النوع اللاتربوي واللاحضاري من العقاب يتحمل مسئولية تصل إلى حد الفصل من العمل إذا ثبت ممارسته لهذا النوع من العقاب.
4- وفي المقابل، ففي مدارس الحكومة يُمارس العقاب البدني بصورة واسعة جداً وعنيفة جداً وهذه السياسة محصنة ومحمية من جهات عليا في وزارة التربية والتعليم وأي زائر للمدارس الحكومية يمكنه مشاهدة ذلك بأم عينه ، وقد تعززت هذه السياسة بعد الانقلاب بصورة واضحة ، إذ تبلورت رؤية جديدة أبطالها جنود الاحتياط الذين حلّوا مكان المستنكفين من المعلمين بعد الانقلاب وربما شاهد الجميع فيديو المدير الذي صفع الطالب على المنصة أمام الطلاب ! وهو نموذج عادي جداً في مدارس الحكومة.
5- أخطر ما يعصف بالتربية الحديثة الشاملة في مدارسنا ، هو الرأي الفقهي المستمد من الحديث " علموهم الصلاة على سبع واضربوهم على عشر!" إذ يرى أنصار العقاب البدني لأبنائنا أن هذه المقولة الدينية تبرر الضرب وممارسة العنف ضد الطلاب في المدارس وبالتالي تغيب البدائل التربوية الكثيرة التي يمكن توظيفها في التعامل مع الطلاب المشكلين لتعديل سلوكهم.
6- الملاحظ لانتخابات المعلمين في وكالة الغوث يدرك تماماً أن أكثر من 70% منهم هم من أنصار التيارات الدينية ، وهؤلاء هم الأكثر رفضاً لسياسة وكالة الغوث على هذا الصعيد ، والذي يعمل في هذا الحقل يلاحظ بأنهم الأكثر ميلاً إلى ممارسة هذا الأسلوب من العقاب ، وهذه حقيقة رأيتها بأم عيني وعايشتها في أكثر من عشر مدارس ، وربما يداعب هؤلاء شعورٌ بأن اتحادهم المنتخب والممثل لهم سيحميهم عند الأزمات !
7- هناك بدائل تربوية كثيرة ومتنوعة لو تم تفعيلها فسيتمكن المعلم وإدارة المدرسة من حل معظم المشكلات السلوكية لدى الطلاب وعلى رأسها مجلس الضبط المدرسي والذي يمنح المدرسة صلاحية فصل الطالب لمدة محدودة أو نقله إلى مدرسة أخرى وما يرافق ذلك من جهد لبرنامج الدعم النفسي وتنسيق وتواصل مع أولياء الأمور وجهات أخرى ذات اختصاص ، والأمور حالياً بدأت تسير في الاتجاه الصحيح إلى حد مقبول في مدارس الوكالة ، ولكن علينا ألا نشعر بالرضا عن النفس ، فالطموح أكبر بكثير مما نحن عليه حالياً !
8- العنف أصبح صورة نمطية في مجتمع غزة وهذا يؤثر بصورة فاعلة على سلوك الطالب وتوجهاته ... بدءًا من الأسرة فالشارع فالمسجد فالمدرسة وما بينها من تفاصيل ، وعليه فإن تجنب هذا الأسلوب العقابي المرفوض يحتاج إلى جهدٍ كبيرٍ ومتواصل من مختلف عناصر العملية التربوية بدءً من صانعي الفلسفة التربوية وانتهاءً بالطالب نفسه ومروراً بالأسرة والمؤسسة والمعلم والمدير والمشرف التربوي والمنهاج نفسه !

إنني أري أننا لن نتمكن من وقف هذا السلوك غير التربوي وغير الحضاري بقرار فوقي من مسئول هنا أو مسئول هناك ولا بالاستمرار في جلد المعلمين والتعريض بهم ، ولكن المطلوب عملية تفاعلية تربوية صعوداً وهبوطاً حتى تترسخ القناعة بأن ممارسة العقاب البدني واللفظي بحق أبنائنا أشبه بمن يصب البنزين على النار ، وإن التعاون لإبتكار أشكال وبدائل تربوية متجددة هو السبيل الأنجع لتعديل مسلكيات أبنائنا وتصويب مساراتهم في الأسرة وفي الشارع وفي الحياة برمتها !



#طلال_ابو_شاويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعشق الجينز...امقت الجلباب!
- الجل و الجينز و العصا!!!
- عبثية...........2
- عبثية!!
- في يوم الارض
- لا للمصالحة!
- ادارة الانقسام لا انهائه!
- حاسوبها الشخصي جدا!
- المفاوضات السرية مع اسرائيل..وصفة سحرية لانتاج الورطات الفلس ...
- كلمة وفاء لاسرانا البواسل
- انحسار ظاهرة المتضامنين الدوليين مع القضية الفلسطينية!
- قوى الاسلام السياسي ولعبة الامم!
- الجبهة الشعبية:حصان خاسر في السباق الفلسطيني
- توماهوك الرئيس عباس!!!
- حماس= فتح نيو لوك!!!
- حماس على حد السيف
- في غزة يموت الحب
- نعم للانقسام!
- مجرد صورة.............قصة قصيره
- قصه قصيره


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - طلال ابو شاويش - ليس ردا على مصطفى ابراهيم