أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال ابو شاويش - لا للمصالحة!














المزيد.....

لا للمصالحة!


طلال ابو شاويش

الحوار المتمدن-العدد: 4048 - 2013 / 3 / 31 - 21:43
المحور: الادب والفن
    



يبدو العنوان صادماً كسابقه (نعم للانقسام!) و يتناقض كلياً مع الفطرة الانسانية و الوطنية وأبسط معايير و منطلقات العمل السياسي الأخلاقي الذي ينظم العلاقة بين القوى المختلفة ... ولكن يبدو أن آذان الفلسطينيين ومستقبلات وعيهم لم تعد تعبأ بالكلام الفلسفي المنمق والمكرر خصوصاً وسط الأهوال التي ينؤوا تحت ثقلها !
إن هذا العنوان –بالفعل- هو شعار طرفي الانقسام المجرم و المزري الذي قرفناه والذي صار وكأنه حالة قدرية لا فكاك منها.
ولنتأمل معاً ما يجري في مملكتي فلسطين العظيمتين من سلوك سياسي ولنحاول أن نسمي الأشياء بمسمياتها:
- وضع الطرفان اتفاق المصالحة الذي تم توقيعه في القاهرة واعلان الدوحة في الثلاجة وتم تجميده وتعطيله إلى أن يشاء الله ، كما قاما بحقن اجساد كافة اللجان المنبثقة عن هذه الاتفاقات بحقن تخديرية-وربما تكون سامة ايضا-هذا يعني دون جدال أن الطرفين قد اتفقا أن: لا للمصالحة !
- الاعتقالات السياسية والاستدعاءات المختلفة لابناء الحركتين هنا وهناك في الوقت الذي تصعّد فيه إسرائيل هجمتها هنا وهناك أيضاً ، تعتبر قضية لا أخلاقية وغير مقبولة وطنيا لأي سبب من الأسباب واستمرارها يعني أيضاً أن الطرفين قد أعلنا أن: " لا للمصالحة ! "
- إصرار الطرفين على إجراء الانتخابات لعدد من المؤسسات هنا وهناك دون اتفاق و دون ترتيبات وطنية، وتغيير بل و تعقيد الأوضاع القانونية لهذه المؤسسات كما حصل أخيراً في نقابة الصحفيين في فندق الكومودور يعني أيضاً إصرار الطرفين على أن: " لا للمصالحة !"
- التراشق الإعلامي والمعارك الكلامية والخطب النارية ( الحميمية جداً!!! ) هنا وهناك والتي تخلق أجواءً نفسية لا تهيئ لأي اتفاق وتؤسس لمرحلة جديدة من الخلاف والعداء ستضع مزيداً من العراقيل والعقبات أمام إنجاز وحدة الشعب، وتؤكد على أن الطرفين مصران على أن: " لا للمصالحة !"
- حجز الدواء وحجبه عن المرضى في قطاع غزة وخصوصاً مرضى سرطان النخاع في غزة والبالغ عددهم 35 مريضاً وغيرهم من المرضى ، و الذي أدى إلى تدهور عشرة حالات منهم وتم تحويلهم بشكل طارئ إلى مصر لتلقي العلاج ... و صمت الجهات المتنفذة في وزارة الصحة في الحكومة المقالة وعدم إيجاد البديل المناسب لهؤلاء المرضى حتى ولو اضطروا لجلبه من معابرنا الأندرقراوند / الأنفاق!!!(يحتاج كل مريض منهم الى علاج تبلغ تكلفته 2500 دولار شهريا!!!)
حجب الدواء في وزارة صحة رام الله ، وعدم التحرك من قبل وزارة صحة غزة يشير إلى أن الطرفين غير معنيان إلا بتسجيل المواقف والمزايدة على بعضهما البعض وهذا يعني ضمنياً أن الوعي الحالي أساسه : لا للمصالحة! !

-أزمة الوقود الأخيرة ومحاولة الصاقها بهذا الطرف أو ذاك تعكس حالة من غياب البوصلة ، فلا غزة المحاصرة مسئولة عن هذه الأزمة ، ولا رام الله هي المسئولة كذلك ... كما لا يجوز إلقاء هذه الأزمة في وجه مصر الشقيقة التي تعاني هذه الأيام من أزمة وقود متفاقمة .
إن هذه الاتهامات المتبادلة والتي مردها عدم الثقة واعتماد نظرية المؤامرة في تحليل مواقف الأطراف ، لا تزيد الجمهور إلا معاناةً وقهراً ... كما إنها تريح إسرائيل / الاحتلال الذي يتحمل المسئولية القانونية الكاملة عن تردي أوضاع الفلسطيني المحتل على كافة الصعد ...
هي مهمة وطنية على الأطراف الالتقاء الفوري لوضع حد لمعاناة الناس بعيداً عن الحسابات الفئوية الضيقة .
وفي حال عدم حصول ذلك فوراً فهذا يؤكد أن الطرفين قد قررا فعلاً أن " لا للمصالحة ! "

وأخيراً ، فالغريب – والمفهوم لنا جيداً – أن طرفي الانقسام يتفقان تماماً في الموقف من الهدنة / التهدئة / المصالحة مع إسرائيل !
يتفقان ضمن سياستهما ويتصالحان ويتوددان لأطراف عربية ودولية كثيرة متآمرة وذات أجندات خطرة على القضية الوطنية!!!
آن الأوان أن يتوقف الجميع عن التغني بشعارات " الوحدة الوطنية الصخرة التي تتحطم عليها كافة المؤامرات " في حين أن السلوك على الأرض بتنافى تماماً مع هذا الشعار ولا يمكن تلخيصه إلا بأن أصحابه يعلنون شيئاً ويبطنون شيئاً آخر لان ارادة المصالحة الحقيقية و الصادقة غائبة تماما!!!



#طلال_ابو_شاويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادارة الانقسام لا انهائه!
- حاسوبها الشخصي جدا!
- المفاوضات السرية مع اسرائيل..وصفة سحرية لانتاج الورطات الفلس ...
- كلمة وفاء لاسرانا البواسل
- انحسار ظاهرة المتضامنين الدوليين مع القضية الفلسطينية!
- قوى الاسلام السياسي ولعبة الامم!
- الجبهة الشعبية:حصان خاسر في السباق الفلسطيني
- توماهوك الرئيس عباس!!!
- حماس= فتح نيو لوك!!!
- حماس على حد السيف
- في غزة يموت الحب
- نعم للانقسام!
- مجرد صورة.............قصة قصيره
- قصه قصيره
- قصة قصيرة -شروق
- قصة قصيرة-خارج السياق
- قصص قصيرة
- ام الفقراء في عيدهاالثاني و الاربعين


المزيد.....




- -رمز مقدس للعائلة والطفولة-.. أول مهرجان أوراسي -للمهود- في ...
- بطوط الكيوت! أجمل مغامرات الكارتون الكوميدي الشهير لما تنزل ...
- قصيدة بن راشد في رثاء الشاعر الراحل بدر بن عبد المحسن
- الحَلقة 159 من مسلسل قيامة عثمان 159 الجَديدة من المؤسس عثما ...
- أحلى مغامرات مش بتنتهي .. تردد قناة توم وجيري 2024 نايل سات ...
- انطلاق مؤتمر دولي حول ترجمة معاني القرآن الكريم في ليبيا
- ماركو رويس ـ فنان رافقته الإصابات وعاندته الألقاب
- مهرجان كان: دعوة إلى إضراب للعاملين في الحدث السينمائي قبل أ ...
- حفاظا على الموروث الشعبي اليمني.. صنعاني يحول غرفة معيشته لم ...
- فلسفة الفصاحة والخطابة وارتباطهما بالبلاغة


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال ابو شاويش - لا للمصالحة!